YOUTUBE
Twitter
Facebook

IMG_1408 السيد جورج نصرالله

باتت العنصرية في مجتمعنا أخطر من أي وباء قد يستشري في بيئتنا. والعنصرية ليست محصورة بالدين او اللون او الطبقية انما بالمهنة لتنتقل الى الاماكن السياحية لا سيما المسابح. وهنا السؤال يطرح نفسه: هل  العنصرية في المسابح  هي ضد البشرة أم الوظيفة؟ منذ نحو اسبوع وفيما كنت أقضي عطلتي الاسبوعية في احدى المسابح الراقية، التقيت بصديقة الدراسة بعد غياب سنواتٍ طويلة، فرحنا باللقاء بعد هذه المدة الطويلة، تحدثنا بمواضيع عديدة منها الاختصاص والاعمال والعائلة والزواج والاولاد وهموم البلد الكثيرة والموازنة والسياسيين….ووصلنا الى المكان الذي جمعنا حيث كنا نسبح، لتقول، “انا عاملة اشتراك هنا لكن يبدو أنني لن أجدد الاشتراك السنة المقبلة”. علماً أن المكان هو كناية عن جنة على أرض لبنان، سألتها لماذا؟ فالمكان رائع وفيه خيارات عدة، مسبح للاطفال وألعاب على تنوعها ومسبح للاولاد ومسبحين للكبار وهذا المكان معروف بموقعه الخلاب. لتفاجئني بجوابها، “تصوري انهم يسمحون بال” bonne”  أي  الخادمة بالسباحة هنا.” أجبتها باستغراب: “وما المشكلة في ذلك؟” ليزيد هذا الجواب من عصبيتها وقرارها الصارم بعدم التجديد في هذا المنتجع السياحي:” الخادمة هنا لتخدم وتهتم بالاولاد فقط وليس للاستجمام والسباحة، كيف لي أن أسبح في المكان الذي تسبح فيه الخادمة، لتستدرك مضيفة، ربما الخادمة التي تعمل لدي أعرفها جيداً فأنا حريصة على نظافتها، لكن هل تضمنين أنك لن تلتقطي منها أي “فيروس” اذا ما تسبحت معك في المسبح نفسه؟ أجبتها: قد التقط منها “الفيروس” اذا كانت تعاني منه، من خلال الصحن الذي تنظفه بيديها، ومن خلال الالبسة التي تطويها وترتبها في الخزانة، ومن الطعام الذي تحضره (هناك خادمات كثيرات هن يعدن طعام العائلة وعملهن لم يعد مقتصراً على نظافة المنزل فقط.) اذا كنت لم التقط الفيروس من تواجدها معي ومع اولادي في كل زاوية من المنزل، فلماذا التقط منها أي علة في المسبح الذي يتضمن مواداً مطهرة!؟ زميلتي هذه التي التقيت بها وفرحت برؤيتها بعد طوال هذه المدة، صدمتني وعلمت لماذا نحن لا نزال نتخبط في العالم الثالث، السبب هو العنصرية التي هشّمت تفكيرنا.

ليست وحدها التي تفكر بهذه الطريقة، انما نسبة 10% من الشعب اللبناني والتي لا تعتبر نسبة عالية تفكر بهذه الطريقة، بل العكس تماماً، الأغلبية تعتبرها فرداً من أفراد العائلة، ونحن على هذا الاساس نتعامل.”

هذا ما قاله  مدير التسويق والعمليات السيد جورج نصرالله   waves aqua park & Resort، الذي هو من أهم المجمعات السياحية في لبنان لدى لقائي معه حول هذا الموضوع.

waves2

يقول نصرالله رداً عن سؤال حول اذا كان مسموحاً للخادمة السباحة هنا في المسبح؟

يجيب:” ليس لدينا هنا femme de menage  أو غير ذلك، لدينا وجود انسان عندنا، عندما تأتي الى هنا تعتبر مثل أي شخص فرد من أفراد العائلة، يحق لها السباحة طبعاً وهي ترتدي المايوه، لكن، اذا كانت العائلة ترفض ذلك، لا تستطيع أن تنزل مع الاولاد من دون المايو، لان صحياً يمنع على أي شخص النزول الى المسبح بالثياب القطنية..

wave-header

وبالنسبة للمحجبات تداركنا هذا الامر ايضاً لدينا مايوه شرعي اسمه “البوركيني” ترتديه فتستطيع النزول الى المسبح .

ورداً عن سؤال حول القوانين التي يضعها بعض المجمعات التي تصب في خانة 5 نجوم:

يجيب:” كل مسبح لديه ادارته وطريقة تفكيره، نحن ك waves نفكر انسانياً. هي تعيش معنا وتأكل معنا وتهتم بأولادنا، لماذا علينا أن نميّز .”هنا؟  وهذا التمييز موجود لدى بعض الأقلية من اللبنانيين بينما الأكثرية تعاملها كفرد من أفراد العائلة وتحترمها.

ويتابع قائلاً:”

download (1)

بعد مرور 19 سنة على تأسيسه لا يزال   waves يواكب كل التطورات التي لها علاقة بهذا القطاع السياحي، بدءًا من نظافة المسابح وتعقيمها الى تحديث الألعاب على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيش فيها البلاد، والحفاظ على النوعية بدءًا من فريق محترف يسهر على تأمين راحة الزبائن والحرص على حمايتهم من أي حادثٍ قد يحصل الى أصغر التفاصيل.  نحن ندفع تكاليف باهظة  للحفاظ على هذه النوعية.

وختمت بدورها  مديرة الWaves  السيدة تريز عجوب بمداخلة قصيرة قالت فيها:” أعترض على من يأتي بالخادمة معه  للاهتمام بولده، فالولد لا يأتي ليجلس على كرسيٍ بل يريد أن يلعب ويسبح، فاذاً عليها هي ايضاً أن تنزل الى المياه ولا تتميّز عن أي شخصٍ من أفراد العائلة، لانها تحل مكان والدته، ما يعني هي فرد من أفراد العائلة.”

4-tobogans

WAVESP1

سميرة اوشانا

 

اقرأ الآن