YOUTUBE
Twitter
Facebook

كتبت سميرة اوشانا

كان يا ما كان،

سيأتي يوم ويخبرالاجداد والجدات أحفادهم عن المافيات التي حاربت الدراما اللبنانية بكل ما أوتي لها من قوة.

سيخبروهم كيف أن المافيات وتحت حجة أن الممثل اللبناني لا يروّج منتوجهم الدرامي استعانوا بالممثلين من جنسياتٍ عربية اخرى تارةً سورية وطوراً مصرية أو من أي جنسية عربية غير لبنانية، وألزموا الممثل اللبناني منزله ليتخلى عن حلمه الفني ويتوجه الى امتهان مهنةٍ جديدة يعتاش منها.

سيخبروهم كيف أن المافيات وتحت حجة او وهم مقولة “المشاهد عايز كدا”، أخفوا أثر الكتّاب اللبنانيين واستعانوا بمسلسلاتٍ وحكايات أجنبية تارة كورية وطوراً مكسيكية او هندية او تركية ونقلوا مجتمعاً لا يشبه البيئة اللبنانية الى الشاشة اللبنانية وروّجوا له بكل قوة.

بالمقابل تبذل الدراما والسينما المصرية جهدها وتضع كل امكانياتها الفنية واللوجستية والتقنية من كتّاب الى مخرجين وممثلين لتقديم منتجاً فنياً راقياً يحترم فكر المشاهد العربي كمسلسل “لعبة نيوتن” أو “تحت الوصاية” لمنى زكي…

بدورها الدراما السورية وعلى الرغم من الحرب الدائرة في البلاد والتي جعلت صناعها يغادرون الى بلادٍ مجاورة، الا أن صناعها بذلوا كل الجهود لإعادة الهوية السورية لمنتجهم الفني كما تابعنا هذه السنة خلال رمضان 2024 مسلسل “اولاد بديعة” لمحمود نصر وسلافة معمار اللذان ابدعا في تجسيد ادوارهما، و”أغمض عينينك” لأمل عرفة وعبد المنعم عمايري والسنديانة منى واصف، من دون اقحامها في بدعة الدراما المختلطة التي نتشت بعضها وبات الجميع يعرف أن نهايتها قريبة لا سيما التي تخلو من أي منطق، على الرغم من نجاح بعض الأعمال منها ك”عشرين عشرين” لقصي خولي ونادين نجيم و”نار بالنار” لعابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز، في العام السابق الا أن كان هناك اصرار للعودة الى الهوية الاصلية لكل دراما على حدا.

لكن الدراما اللبنانية بعد أن كانت قد تفوقت بكل معداتها الدرامية والتقنية بدءًا من القصص وحكايات المسلسلات المتعددة التي قدمها أهم الممثلين والممثلات اللبنانيين  مع مخرجين أكفاء، وكتّاب واسعي الخيال وتقنيين محترفين. اجتمعت المافيات لإضعافها وذلك اولاً بعدم رصد الاموال الكافية لانتاج عملٍ ضخم، ثانياً للترويج على مقولة “اللبناني ما بي بيع برا” هذه الكذبة عملت المافيا لترويجها كي تضرب الدراما اللبنانية التي نجحت في أعمالٍ عدة منها “واشرقت الشمس” و”لونا” والعاصفة تهب مرتين” ومالح يا بحر” والشقيقتان” و”أحمد وكريستينا” و”وين كنتي” و”أمير الليل” وحبيبي اللدود” و”فاميليا” و”سولو الليل الحزبن” و”ورود ممزقة”  و”تحليق النسور” وضحايا الماضي”  وغيرها الكثير مع ممثلين من الزمن الجميل ايضاً مع الاميرة التي رحلت تاركة خلفها سلسلة أعمالٍ لا يزال المشاهد العربي يبحث عنها على اليوتيوب للاستمتاع بمشاهدتها هند ابي اللمع التي شكّلت ثنائياً رائعا مع الرائع الفنان عبد المجيد مجذوب مثل “الو حياتي” وعازف الليل” و”ميّاسة” مع الممثلة العفوية نهى الخطيب سعادة و”مذكرات ممرضة” مع السي فرنيني وجورج شلهوب، و”اربع مجانين وبس” مع فيليب عقيقي و”المشوار الطويل” مع الفنان الراحل شوشو…. فكان النجم اللبناني قبلة الانظار في حقبة الزمن الجميل.

لكن، لماذا اليوم يحارب الممثل اللبناني وتسرق منه الفرص والأدوار الرئيسية الاولى لصالح أي ممثل عربي آخر؟

إلا أن الممثل اللبناني الشغوف بموهبته، والذي يعرف “أن الشّدة إن لم تقتله تقويه”، فكثّف جهوده لتقديم أعمالٍ مسرحية لبنانية مئة بالمئة، هناك على خشبة المسرح ومع امكانياتٍ محدودة يجد ضالته ويبرهن للقيّمين أنه لا يزال يكافح مع زملائه في المهنة، لاستعادة الهوية اللبنانية لأعماله الفنية.

ستحكي الجدات ايضاً وايضاً لاحفادها، أن الدراما الرمضانية لعام 2024 لم تكن على المستوى الذي كانت عليه في العام 2023 و2020 لا سيما في المواضيع المطروحة.

لكي تستعيد الدراما اللبنانية هويتها، يجب وضع حدٍ لترجمة أعمال من بلادٍ لا تشبهنا وتعريبها، بل على القيّمين اعطاء الفرص للكتاّب والسيناريست اللبنانيين الذين يعرفون جيداً زواريب مجتمعهم ومعاناة عائلاتهم وفرح اولادهم، لأن يوميات اللبناني تختلف كلياً عن يوميات أي شابٍ كوري أو أميركي أو تركي.

لن تنتهي حكايات الاجداد والجدات لانهم مراقبون أصيلون وسينقلون الحقيقة بكل أمانة لأحفادٍ قد يصبحون في المستقبل القريب أهم صناع الدراما في لبنان وسيخبرونهم عن انتفاضة الكتّاب والممثلين والمخرجين  اللبنانيين وسيشهدون على عصرٍ  ذهبي جديد.

 

 

اقرأ الآن