YOUTUBE
Twitter
Facebook

 

17

عندما أرادت الشاشة اللبنانية للارسالLBC  أن تشارك المشاهد في لعبةٍ أو على الاصح أن تلعب لعبتها مع المشاهد بإشراكه أو بإحراجه في

اتخاذ قرار الاختيار  بطرح سؤال يصب في خانة “لعبة الرايتنغ” ” كل قصة والها أبطالها، بمين  بدّك نبلش””؟ طارحة ثلاث أعمال في هذه المسابقة أو اللعبة:

“ثورة الفلاحين” كتابة كلوديا مارشليان واخراج  فيليب أسمر وانتاج ايغل فيلمز و “حبيبي اللدود” كتابة منى طايع واخراج سيزار حاج خليل وانتاج طايع انتربرايسز  و”ثواني” كتابة كلوديا مارشليان واخراج سمير حبشي وانتاج ايغل فيلمز.

ليقع الاختيار على “ثورة الفلاحين” وتكون الوجاهة والواجهة له، فجاء ذلك بمثابة اعلانٍ مدفوع ثمنه سلفاً.

أسياد الدراما اللبنانية الحالية، كلوديا ومنى وسمير وفيليب قطفت أعمالهم الشاشة الأكثر حنكةً في اختيار الاعمال الناجحة.

 

ثورة الفلاحين: “حديث البلد” و “كلام الناس”

 Horizontal Poster

عندها قلت برافو LBC، أحسنت الاختيار، البعض طلب مني بعض التريث، لكنني راهنت على أسماء ممنوع عليها ارتكاب أخطاء، مهمتها صناعة الدراما اللبنانية .

ونظراً للحس الصحافي طبعاً الذي يجب أن يتمتع به كل صحافي متمرس، تكهنت أن البداية كانت مقررة  مع “ثورة الفلاحين”. مؤمنة بذلك دعاية قد يكون مدفوع ثمنها مسبقاً على حساب المسلسلات الاخرى. ولم تكن مخطئة باتباع هذه السياسة “سياسة البروباغندا” والماتراكاج، فمسلسل “ثورة الفلاحين” كما سبق و قلت عنه أنه مصنوع من الذهب وكل شيء فيه ذهبي ومن قراط 24  حتى دماء الفلاحين كانت من الذهب. على الرغم من المنافسة التي شهدها العمل من قبل الاعمال التي كانت تعرض على الشاشات اللبنانية المنافسة، الا أنه لاقى استحساناً ومتابعة لدى جمهور الدراما اللبنانية، الضخامة رافقت العمل  بكل تفاصيله فالانتاج كان سخياً لدرجة التبذير لا سيما في إضاءة الشموع، والثياب الفخمة الارستقراطية المستوحاة من عرش وبلاط الملكة اليزابيت. وذلك، نزولاً عند طلب المخرج الذي أراد توفير هذه الضخامة وهذا المناخ لهذا العمل الذي علّق عليه آمالاً ارستقراطية.

حتى سنابل القمح كانت تتمايل بارستقراطية، استطاع المخرج فيليب اسمر ان يلتقط أنفاس المشاهد من الحلقات الاولى حتى أصبح مدمناً على متابعته، على الرغم من بعض الانتقادات التي رافقت عرضه، لكن كانت دائماً أجوبة الكاتبة كلوديا مارشليان حاضرة ومبررة.

 “ثورة الفلاحين” الذي شهد متابعة واسعة من قبل المشاهد اللبناني، اختارته “Netflix” لتضيفه الى قائمة المسلسلات التي تعرض على شبكتها، هذا  المسلسل الذهبي الطباع الذي اصبح “كلام الناس” و “حديث البلد” شكّل ثورة في الدراما اللبنانية. نستطيع ان نقول أنه خيط بأناملٍ من الذهب.

كاتبة هذا العمل التي تفتخر اليوم بالنتيجة وبردات فعل الناس كلوديا مارشليان الكاتبة الأكثر غزارة في تاريخ الدراما اللبنانية، ردت على كل التساؤلات وشرحت كل الالتباسات. فسّرحت لماذا فايز (كارلوس عازار) لم يحرّك ساكنا ولا حتى ضرب ضربة كف، على الرغم من تأكده أن ابن عمته رامح (باسم مغنية) هو الذي وراء مؤامرة قتله.   

قائلة: “كيف كان سيضربه؟ البيك أصبح ضعيفاً ورامح استلم العسكر لا يستطيع بسهولة ان يأتي فايز ويضربه، وتابعت مدافعةً عن عملها وهذا طبعاً حقها:” ألم تسمعي أن العائلات الكبيرة تتقاتل وتصفي بعضها من أجل السلطة؟

بمشهد من مشاهد يقول نسر (نقولا دانيال)  لزوجته (جناح فاخوري):” أنا لا أريد أن أتعارك مع رامح  لا اريد ان ننقسم لأننا محاطون بالثوار.”، لهذا السبب قالت نرجس (ورد الخال) في مشهد آخر:” لن يضطر الثوار أن يقتلوننا لانهم سيدخلون وسيجدوننا قد قتلنا بعضنا.”

7df892eb-543f-4b25-b939-3e373d984aa8

 وعن عدم نزع نسر الصلاحية التي اعطاها لرامح بعد استعادة وعيه، بررت:

“هل نزع الصلاحيات كانت بكلمة في تلك الحقبة؟ لم يكن هناك دولة. ولا أمن دولة، هؤلاء العسكر هم من الاهالي، والبكاوات أعطوهم السلاح لتأمين الحماية لهم  مقابل المال،  وأصبح كل شيء بيد “رامح”،  لم يكن هناك قيادة عليا في تلك الفترة لتطبق النظام، “الدنيا فالتة والناس معها سلاح” والقصة متداخلة من جهة وابنة نسر التي  أصبحت  زوجة رامح  (فرح بيطار) من جهة ثانية القصة كبيرة لم تكن سهلة لتحل بواسطة القانون ورامح رجل مجنون، وفي مواقف أخرى وجد نسر ان رامح على حق و ابنه على خطأ لان الثورة  كانت على الأبواب، ووضعهم  اصبح ضعيفاً، لذا، لم يكن  بوضع يستطيع ان ينفذ انقلاباً على رامح، لم تكن الامور منطقية.

صار الوضع مأساوي، نسر انتحر، خسر داخل بيته.”

وعن اختفاء فايز بعد الثورة، أيضاً تبرير قد يراه البعض منطقياً:

“بعد أن انتحرت عمته وزوجته حمّل نفسه مسؤولية هذه الفاجعة، الى شنق والده واختفاء أهله ولميس، بعد كل هذه الاحداث  شعر أنه بحاجة لأن يعتكف تماماً كما يحصل مع اي انسان حتى في الدراما كما في الحياة، أراد أن يبتعد هذا الرجل لمحاسبة ومراجعة نفسه، لست مضطرة لتفسير كل شيء، لكن كنت وجدته غير منطقي لو شعر أنه انتصر بعد كل هذه الخسارات العائلية”.

كلوديا مارشليان التي لم تشعر بتاتاً أن سرد أحداث المسلسل فلتت من بين يديها، اختارت أن تبعد لميس لأن:

“هذه هي لميس، هذا كاركتير لميس هذا طبعها. مليئة بالعقد لم يعد هناك مكان للبكاوات وهي لا تستطيع العيش مع الفلاحين، فوجدت هذا النمط من الحياة مناسب لها أكثر”.

كل الممثلين أحبوا هذا العمل وارادوا المشاركة فيه وكلوديا كتبت  أدواراً لهم جميعاً، وجميعهم مبرر وجودهم فهذا العمل حمل كل أنواع المعاناة انه “ثورة في عالم الدراما والجميع نجح. لكن النجاح الكاسح كان لباسم مغنية وورد الخال اللذان شكلا ثنائياً شريراً تعلق بهما المشاهد لآخر نفس، وكذلك الكو داوود  وفادي ابراهيم وتقلا شمعون وفيفيان انطونيوس و مارينال سركيس “شهيدة الثورة”….

مهما قيل عن المسلسل لا نستطيع ان ننكر أنه أصبح “حديث البلد” و”كلام الناس”

مع الاشارة الى أنه كان من الافضل أن يكون عنوان المسلسل يتناول القصص الغرامية في زمن الثورة، على أن يكون “ثورة الفلاحين” الذي توقع المشاهد من خلال هذه التسمية ثورة طانيوس شاهين.

العنوان لم يخدم العمل بل خذله.

“حبيبي اللدود”: الحب الضائع في حرب الشوارع

3899ab1cc-1

أما مسلسل “حبيبي اللدود” الذي بدأ عرضه قبل نهاية “ثورة الفلاحين”، لم تؤمن له LBC “البروباغندا” اللازمة كما فعلت مع “ثورة الفلاحين” كما تقول كاتبة العمل منى طايع، وكأنها تقصد أن الاب يفرّق بين أبنائه، أو أن المولود الاول دللته الشاشة أكثر من المولود الثاني.

“حبيبي اللدود” الذي كانت تتمنى كاتبته أن يعرض قبل فترة الانتخابات النيابية لأنه بمثابة توعية لشباب اليوم، وحثهم على عدم اللحاق بزعيمهم، الذي قد يكون سبب تهجيرهم وفقرهم لمصالحه الشخصية، ويكونوا متيقظين لدى اختيارهم للنائب الذي يمثلهم.

البعض قال كيف تجرأت منى طايع على كتابة أحداثٍ لا يزال كل من عايشها حياً يرزق ويتذكر أدق التفاصيل والأجواء التي لا أحد يريد أن يتذكرها؟

منى تجرأت وكتبت وتعرضت لانتقاداتٍ وهذا طبيعي. هذه المرة الانتقادات أختلفت كانت من نوعٍ آخر، أتهمت أنها استعانت بكاستنغ يفتقد للخبرة اللازمة، في حين غالبية من عمل فيه  صحيح هي وجوه شابة لكن ليست  جديدة، جميعهم كان لديهم تجارب سابقة. وعلى الرغم من كل تهجم وهي المعتادة على هذا النوع من التهجمات إلا ان المسلسل الذي يتميّز بنص قوي وهذا ابرز عناصر القوة فيه،   لما يحمل من مشاهد حقيقية  مؤلمة لامست المشاهد، الى سحر بطل العمل يورغو شلهوب الذي كان بطلاً في نظر البعض وخائناً بنظر الآخرين تماماً كما هي حقيقة غالبية القادة. انها منى تعرف كيف تحبك قصصها و تؤثر على أحاسيس المشاهد على الرغم من افتقار العمل للترويج الذي كان من الواجب تأمينه من قبل المحطة.

حبيبي اللدود

طايع التي  اعتبرت أن مسلسلها ظلم نتيجة برمجة خاطئة.  قالت، في دردشة سريعة:

“ظلم  مسلسل “حبيبي اللدود” بسبب برمجة المحطة الخاطئة وغير السليمة، وأنا أعتبر أن تعب سنتين ذهب سدىً، وذلك من خلال الطريقة والتوقيت الذي تم عرضه، في الوقت الذي  كانت المسلسلات التي تعرض على القنوات المنافسة قد وصلت بعرضها الى الحلقة العشرين، ما يعني أن المشاهد كان قد تعلق بالمسلسل الذي يتابعه، عدا عن ذلك، لم تؤمن له “البروباغندا” الكافية، فقد أعلن عن بدء عرضه  قبل أربعة ايامٍ فقط لا غير، الناس تفاجأت به، حتى أن بعضهم لم يعلم بتاريخ بدء عرضه.

من هنا،  اعتبرت طايع أن المسلسل ظلم، وتابعت تقول:”الى ذلك، إن تغيير توقيته أثّر سلباً على المتابعين، بعد أن كان قد تم الاعلان انه سيعرض يومي الخميس والجمعة، ثم عرض الاربعاء والخميس والجمعة ثم اصبح الاربعاء والخميس  ثم الخميس والجمعة،  وفي يوم بث الخطاب الرئاسي لرئيس الجمهورية، لم يعلن”انه سيستثنى هذا اليوم ولن تبث الحلقة المقررة، بسبب الخطاب الرئاسي، هذا التلاعب بالتوقيت أثر على “الرايتنغ”، حتى الممثلون المشاركون في العمل لم يعلموا أنه سيعرض ايضاً يوم السبت، مع الاشارة الى أن الجميع يعلم ان يومي الجمعة والسبت لا تعرض الدراما، لأن نسبة المشاهدة تخف، كذلك في فترة الاعياد لأن الناس تفضل السهر خارج المنزل في العطلة الاسبوعية.”

سألت منى لماذا قتلت البطل في روايتك، أجابت:” النهايات  ليست دائماً سعيدة.”

الانتصار الكبير كان ليورغو شلهوب وعلي منيمنة و روان طحطوح وبيدرو طايع ولأغنية وموسيقى المسلسل “مش انت حبيبي”  غناء وتأليف الفنان مروان خوري التي كانت موازية لأحداث هذا العمل الذي ترك بصمة وجرحاً في قلوب المشاهدين.

أن يتم تطعيم التيتر بصوت الزعيم هتلر الذي تختلف آراء المؤرخين به جاء بمثابة رش مطيبات على هذا العمل الذي طهي على نارٍ خفيفة.

حبيبي اللدود: بطولة يورغو شلهوب وجوانا حداد  وروان طحطوح وفادي اندراوس وبيدور طايع وسنتيا مكرزل وعلي منيمنة ولويس ناضر وجيه صقر و علاء علاء الدين وطوني مهنا ولودي طايع …

 

ثواني:  الرقص مع الذئاب

 Thawani Poster

بالانتقال الى مسلسل  “ثواني” المشرف على نهايته، ثواني غيّرت أقدار شخصيات كل هذا العمل، قلبّت حياتهم رأساً على عقب، أساءت الى البعض لكن أعادت كل شخص الى مكانه الصحيح، المجرم سيدخل السجن والام ستجد ابنتها والزوج الكاذب سيلقى جزاءه والاشقاء سيجتمعون.

“ثواني” الذي تناول مشاكل عدة منها هجر الام لطفلتها وما ترتّب عن هذا التخلي من أوجاع،  (مع الاشارة الى أن هذا الفقدان غير منطقي  في لبنان  هذا البلد الصغير،  قد يجوز أن تضيع الام ابنتها أو تبحث عنها ولا تجدها في بلد يعاني من اكتظاظٍ سكاني مثل الصين والهند، لكن في لبنان امرأة ثرية زوجها دائم السفر تستطيع ان تبحث عن ابنتها بكل سهولة وتجدها في أقل من 24 ساعة). و زواج رجل  شارعي من امرأة ثانية في مجتمع يجيز للرجل بتعدد الزوجات وما يترتب عن ذلك، العلاقة الفاشلة بين الزوجين الناجحين اجتماعياً وعملياً لكنهما يعيشان سوياً لعدم تحمل الزوجة فكرة أن تكون “امرأة مطلقة” على الرغم من كونها إمرأة مثقفة…

رسائل عدة مررتها الكاتبة كلوديا مارشليان في هذا العمل، أرادت أن تنبه الشباب من شرب الكحول والقيادة غير المسؤولة التي قد تسبب بتدمير حياة أشخاصٍ بريئة  ذنبها انها كانت موجودة في طريقهم. كذلك المنشطات ومشاكل اجتماعية عديدة ومنها استغلال الثري حاجة الفقير لتنفيذ جرائمه ومخططاته الأنانية، الى التحذير من عدم تورط رجل متزوج مع فتاةٍ عزباء قد يدمر حياته….

download

بصورة ممتعة نقل مخرج العمل سمير حبشي (الذي يوقع عمله بظهور خاطف له)،  ما كتبته كلوديا مارشليان من احداث وجعل منها شخصيات من لحم ودم، شخصيات ورقية تحرّكت وأثرّت بالجمهور، وابرز نقاط قوة هذا المسلسل هو الكاست بأكمله، لا سيما الممثل الذي عشقه متتبعو العمل عمّار شلق، الذي خطف أنفاس المشاهدين بأدائه العفوي والطبيعي “كسائق تاكسي” ملعبه الشارع الرخيص حيث امتهن الرقص مع الذئاب.

يقول المخرج ان قوة العمل تكمن في عناصره كلها من الكاستنغ الى النص وطبعاً الاخراج.

هذه المرة ايضاً الممثلة ستيفاني عطالله خطفت الاضواء بآدائها المقنع، تماماً كما لمعت في مسلسل “ورد جوري” كذلك اليوم تلألأت في “الثواني”.

كذلك تانيا فخري على الرغم من صعوبة دورها المركب، أظهرت مستوى عالٍ من الآداء المتقن لممثلة شابة تشق طريقها.

ثواني من بطولة: عمّار شلق وريتا حايك ورودريغ سليمان وفادي ابراهيم ونهلا داوود وختام اللحام وستيفاني عطالله ونيكولا مزهر وتانيا فخري ودوري سمراني…

 

سميرة اوشانا

اقرأ الآن