YOUTUBE
Twitter
Facebook

Daughter kissing mother outdoors

أن تكوني أماً ليس بالأمر السهل في ايامنا هذه…!

أن تقرري تحمل المسؤوليات بتنوعها لوحدك، عمل جبّار…!

فكرة الأم العزباء  single mother أصبحت رائجة في بعض الدول العربية ولا سيما في لبنان تماماً كما في بلاد الغرب…!

عندما يتخلى الرجل عن دوره كأب وكرب عائلة، ليس على المرأة إلا أن تلعب الدورين معاً، بكل فرح لكن بصعوبة…!

تحية الى كل أم ناضلت من أجل أولادها.

تحية الى  كل أم تفتخر بمسؤولياتها.

لكن ما بين الامس واليوم، هل اختلف مفهوم الامومة؟

أم اختلفت ظروفها؟

وما هو الفرق بين أمهات الامس واليوم؟

بالامس، الأم هي التي كانت تستيقظ باكراً لتحضّر الفطور لأولادها قبل ذهابهم الى المدرسة، تنتظر معهم باص المدرسة لتكمل نهارها بترتيب المنزل وتحضير الغداء ليكون كل شيءٍ جاهزاً لدى عودتهم الى المنزل. هكذا ينتهي النصف الأول من النهار ليبدأ النصف الثاني بمواكبة دروسهم وتحضير العشاء واستحمام فلذات كبدها، إلى ان تأت ساعة النوم فيأوي الجميع الى الفراش مع صلاة الدعاء وقصة قصيرة تقرأها أو ترويها الام لأولادها. هم خلدوا الى النوم، وانتهى يومهم مرفقاً بحبٍ وعطاء والدتهم الحنون لكن، هي لا ينتهي يومها عند هذا الحد، إذ أن عليها القيام بواجباتها تجاه زوجها… هذا في الماضي غير البعيد.

Mother with surprised little girl read book together

أما أمهات اليوم، مع الاشارة الى أننا لا نشمل نساء الدنيا جميعها، فالصورة هي كالتالي:

تستيقظ الأم باكراً لكن ليس لتحضير الفطور، فهي لا تملك الوقت الكافي لذلك، بل لتشرب كوب النسكافيه، لتهرول بعدها مسرعةً الى عملها كي لا “تعلق بعجقة سير” تاركة أولادها في المنزل بعهدة واهتمام “الخادمة الاجنبية” فهي مضطرة لفعل ذلك، كون مستلزمات الحياة تفرض عليها أن تساعد زوجها ليستطيعا معاً مواكبة العصر والالتحاق به. وعليها طبعاً أن تعمل لكي تدفع كمبيالات سيارتها وفاتورة هاتفها، ودفع ثمن كريمات العناية بوجهها للمحافظة عل نضارته، وإجراء عمليات التجميل اذا لزم الأمر…( من منطلق ليش جارتي بدها تكون احلى مني)، كذلك،  وللمحافظة على اللياقة البدينة من الضروري الالتحاق بالنادي الرياضي (فالعقل السليم بالجسم السليم) وطبعاً، بالاضافة الى دفع الاقساط المدرسية الباهظة والتي تفوق الخيال في بعض المدارس. ليكون ضميرها مرتاحاً تجاه أولادها، تخصص لهم أستاذاً للدروس الخصوصية lessons particulieres كي لا يتأخروا في دراستهم، وهذا طبعاً مصروف اضافي يضاف الى مصاريف العائلة التي تراكمت نتيجة التكنولوجيا التي ما أن تبتكر أمراً حتى تبدأ بآخر “ولحقونا اذا كان فيكون تلحقونا”…

998851106-responsable-clair-bureau-meuble-serieux

كل هذه الأمور تتطلب منها هذه التضحية الكبيرة، فتعود الى المنزل مرهقةً ، وعليها طبعاً أن تأخذ قسطاً من الراحة، وهذا حقها بعد قضاء يومٍ ماراتوني، وكأنها في سباقٍ مع الزمن.

وبما أن غريزة الامومة لم يطرأ عليها اي تغيير، فإنها تسأل لدى عودتها الى بيتها ماذا اكل الاولاد الذين يكونون قد تناولوا طعام delivery   واستقوا علماً من الدروس الخصوصية، وتعرفوا جيداً اذا لم نقل تعلقوا بحضارة الخادمة السيرلنكية أو الفيليبينية او الحبشية … حسب الجنسية، ثم  خلدوا الى النوم برفقة الخادمة التي تكون قد أصبحت الاقرب اليهم، تقترب منهم فتجدهم يغطون في سباتٍ عميق، تقبلهم قبل تلبية دعوة عشاء خارج المنزل إما برفقة زوجها أو برفقة الأصدقاء…

ob_6d957c_1531658-611335928997374-37251488506189

صحيح شي بيهلك ولو…!

باتت اليوم المرأة قي سباقٍ مع الرجل لتفرض كفاءتها في المجتمع، وتحصّن استقلاليتها وتحررها من استبداد الرجل بها، أو على الأصح يكون الرجل قد فرض عليها هذا الواقع بعد أن يكون قد تخلى عن مسؤولياته كأب أو كزوج… لتصبح بذلك single mother   بامتياز.

هذا هو واقع الكثيرات من أمهات لبنان والعالم، فمن هو المسؤول؟

المجتمع؟الرجل؟ أم الحياة العصرية المتطلبة؟

كل عام وأنتن بخير يا أمهات الأمس واليوم…

 

سميرة اوشانا

(المروج)

اقرأ الآن