YOUTUBE
Twitter
Facebook

IMG-20160703-WA0005
سألتني زميلة: لماذا لم تكتبي بعد عن مسلسل “يا ريت”؟
كان جوابي في حلقة الأمس ال 27 وتحديداً مشهد ماغي ابو غصن حين تأكدت من خيانة حبيبها لها، وهي في سيارتها لدى ملاحقتها له.
هذا ما كنت بانتظاره، نعم، كنت بانتظار ماغي بو غصن الممثلة لأرى كيف ستجسد شخصية “جنى” لدى اثباتها خيانة خطيبها لها، “جنى” تلك المرأة القوية والعاقلة والرصينة والخارجة من تجربة قاسية، والمثل الاعلى لأهلها، تلك المرأة التي تعالت على كبريائها وأعطت الفرصة الاخيرة لحبيبها، “جنى” التي رأت أن عشيقة حبيبها “منها حرزانة” تخرب حياتها من أجلها. “جنى” التي تمنت تكذيب عينيها واحساسها وتأكدها من خيانة حبيبها لها ولشقيقها.
IMG-20160703-WA0007
كل المشاعر التي امتزجت في هذا المشهد الذي رأيت فيه ” لب الرواية”، كنت بانتظاره حتى أكتب عن “ياريت” ، ليس سهلاً تجسيد دور المرأة الحديدية المنهزمة أمام الفتاة التي لم تراها “حرزانة” والقوية التي قررت ان تتخلى عن سنوات العشق التي أمضتها مع حبيبٍ انتظرت منه جملة” هل تقبلين الزواج مني؟” فبعد أن قالها تبعثرت… كل القرارات الحاسمة والمصيرية اتخذت في هذه اللحظة.
IMG-20160703-WA0010
كلوديا مرشليان كتبت و”الأكشن” قالها فيليب أسمر وماغي بو غصن مثلت فأبدعت . لقد تغلبت على نفسها على الحب الذي جعلها تخضع لكل انواع التنازلات ارضاءً لحبيبها الذي يعيش ازدواجية في علاقته العاطفية، “اياد” الذي يلعب دوره الممثل مكسيم خليل المتأرجح بين حبٍ جارفٍ يعتبر في الاوساط الذكورية ” نزوة” وآخر عقلاني رصين ويعتبر في الاوساط الاجتماعية الكاذبة ” منيحا لآخرتي”.
IMG-20160703-WA0027

IMG-20160703-WA0023
ليس جديداً على مخرج العمل “الاخوت” فيليب أسمر الذي يكتشف المخزون النائم لدى الممثل الذي يقف أمامه، ليكتشف في كل عملٍ جديد له الوجه الآخر لممثل اعتاد الجمهور رؤيته في أدوارٍ متقاربة، وهذه المرة تحركت كاميرته باتجاه القديرة منى واصف التي بالاضافة الى قدراتها التمثيلة الكبيرة، إلا أن دورها في “ياريت” الذي حيّر المشاهد بوصفها بين الانانية حيناً والمحبة أحياناً، لكن، المخرج أراد أن يظهر الوجه الظريف لدى هذه الممثلة التي كسرت القاعدة التي تقول “أن الممثل العربي عندما يتقدم في العمر يخف وهجه.” فكانت مهضومة ولا سيما وهي توبخ الكلب لدى عوائه “سكوت ولا”.
IMG-20160703-WA0011
أما “باربي” العمل باميلا الكيك التي أذهلت المشاهدين والتقطته منذ المشهد الاول ولا تزال خصوصاً في نظراتها التائهة الشريدة وغير المستقرة والمصدومة، التي تلعب دور معلمة الرقص وهي فتاة حساسة ورقيقة تعاني من مشاكل أهلها المنفصلين فعلياً ومتحدين ظاهرياً. جريئة هي كلوديا عندما أثارت هذه الازدواحية في العلاقات العائلية التي تمثل شريحة كبيرة من المجتمع. أي “الانفصال العائلي” الذي تعيشه العائلة داخل المنزل وتحت سقف واحد. فعلى الرغم من تزايد حالات الطلاق إلا ان الانفصال المشابه هو أكثر انتشاراً واتساعاً في مجتمعٍ يعيش المظاهر ويكذب على نفسه. هذه الحالة ابدع الثنائي جوزف بو نصار الذي أرتبك دائماً لدى الكتابة عنه خوفاً من ألا استطيع اعطائه حقه بالوصف الذي يستحقه فهذا الممثل الآتٍ من خلفية اخراجية، هو مبدع في اخراج الشخصية المكتوبة له، كذلك نهلا داوود تكفيها نظراتها فهي وحدها كفيلة في ايصال الرسالة وبالتالي ضمان نجاح تجسيد دورها.
2-13
لدى اقتراب نهاية الاعمال الدرامية الرمضانية دائماً نسأل من سيفوز بجائزة أفضل ممثل، أو ممثلة أو أفضل مخرج أو أفضل عمل…؟ بالنسبة الي، لا مجال للتردد بالنسبة لجائزة أفضل ممثل لبناني لانني اراها تلقائياً تسير نحو وسام حنا الذي لعب دور ” فادي” هذه الشخصية المعقدة والمرتبكة والمشوشة والتي يعاني صاحبها من مرض “التوحد” لقد أدهش المشاهد بقوة ادائه واقناعه، لقد كان مطواعاً أمام عدسة المخرج الذي اعتاد على إبهار المشاهدين بصورته العالية الجودة.
IMG-20160703-WA0015
IMG-20160703-WA0020
صحيح أن الدراما المشتركة غالباً ما تكون غير منطقية الا أنها في هذا العمل فقد كان الجميع في مكانهم الصحيح ولا سيما العائلة النازحة من سوريا، والممثل خالد القيش الذي كان وحشاً استطاع أن يغيظ المشاهدين في البداية الا أنه سرعان ما استدرج تعاطفهم واعجابهم به فالمشهد الذي بدأ يغني “حبينا دكتورة..” بدا طبيعياً وكأنه لا يمثل من شدة قوة تمثيله.
IMG-20160703-WA0019
” يا ريت” كل المشاركين فيه أبطال، كانوا ابطالاً في الحب والخيانة والانسانية من ماكسيم خليل الذي لا نعرف اذا كان يعتبر ما يشعر به مرضًاً او حالة طبيعية لدى غالبية الرجال، الى ماغي بو غصن التي شعرت بنشوة الانتصار على عواطفها، الى باميلا الكيك التي عادت ووجدت والديها اللذين كانت تفتقدهما الى الممثل الساحر قيس الشيخ نجيب الذي تخلى عن كل شيء ليحافظ على كرامته والبحث عن شقيقه الذي جازف بحياته بحثاً عن المجهول في بلاد الاغتراب، الى مارينال سركيس العفوية التي عرفت جيداً كيف تلعب دور الام الخائفة على ابنها الضعيف والضال…
IMG-20160703-WA0013
IMG-20160703-WA0024
كما أحببت عودة ميراي بانوسيان التي بدورها بدت طبيعية بخوفها على ابنتها الوحيدة.
كل من عمل في هذا العمل عدسة المخرج كانت راضية عنه من دون ان ننسى الاضاءة الملائمة لكل المواقع.
IMG-20160624-WA0011
ان صورة توقيع المخرج فيليب أسمر أي العروس ذات الوجه المخفي صحيح أنها لم تحتل الجنيريك بأكمله كما حصل في الأعمال السابقة، لكنها مرت بلقطةٍ سريعة تاركةً سحرها يرافق سحر الاغنية الراقية التي غنتها اليسا الرومانسية.
التطورات تتسارع و الأحداث تتلاحق، فماذا تخبىء لنا الحلقات الأخيرة من ” يا ريت”؟
IMG-20160703-WA0018
IMG-20160703-WA0028
IMG-20160703-WA0014

سميرة اوشانا

اقرأ الآن