YOUTUBE
Twitter
Facebook

Screen Shot 2017-03-14 at 7.26.26 PM

عندما كان فريق عمل “وين كنتي” منكباً على تصوير الجزء الثاني منه، أكّدت الكاتبة كلوديا مارشليان مع المخرج سمير حبشي والمشاركون في العمل أن الجزء الثاني سيكون أقوى وسيكون مختلفاً لا بل سيبدو وكأنه منفصل عن جزئه الاول الذي  كان مشحوناً لينفجر في جزئه الثاني.

كل التأكيدات بأن العمل المنتظر سيكون قنبلة الموسم الرمضاني جعلتنا ننتظر بشغف، وحضّرنا انفسنا لمتابعة عمل لا بد  سيكون  مدرجاً على لائحة ” أروع القصص”، لكن سرعان ما خاب الامل…

ما صرّح به في الاعلام لم يكن كما جاء في واقع أحداث هذا العمل الذي نحر نفسه  مع انتحار الشخصية الاساسية رمزي  “نقولا دانيال” حين انتحرعلى مرأى من ابنه “جاد”  “كارلوس عازار”   الذي لم يحرّك ساكناً لدى رؤية والده وهو يقتل نفسه.

thumbnail_Screen Shot 2017-03-14 at 6.58.57 PM

بعد انتحار بطل العمل ماذا سيتابع المشاهد؟

هل كانت العلاقة  بين الابن جاد “كارلوس عازار” وزوجة الاب نسرين “ريتا حايك” التي منذ البداية لم يتأثر بها المشاهد ولم يتعاطف معها، هي التي سيتمسك المشاهد  بتطوراتها ويتسمّر أمام الشاشة لمتابعتها في ظل منافسة لبنانية شرسة؟

thumbnail_Screen Shot 2017-03-14 at 7.22.18 PM

هل علاقة الابنة جينا “آن ماري سلامة” بالعامل الفقير في حديقة والدها الثري، ستكون حافزاً ليتمسك المشاهد بمسلسلٍ كان من الأفضل أن تكتب نهايته في الموسم المنصرم؟

هل علاقة  الأرملة الاربعينية الثرية “انطوانيت عقيقي”  بالشاب الرياضي العشريني  “نقولا مزهر” ستقنع المشاهد بغض النظر عن متابعة المسلسل الذي ينافسه على القنوات الفضائية؟

على ماذا استند المنتج؟

وعلى ماذا راهنت  شاشة ال L.B.C. التي طالبت بجزءٍ ثانٍ؟

اذا كانت على القصة التي كتبتها كلوديا مارشليان التي تعتبر حالياً الكاتبة الاكثر غزارة في الاعمال الدرامية اللبنانية، كانت قد تكون محقة بذلك لو أن القصة كانت اكثر واقعية والأحداث جديدة من نوعها. لا سيما مقاطعة نسرين لعائلتها والتخلي عن والدتها المريضة والفقيرة وشقيقها الذي كان يطلب مساعدتها للبحث عن اولاده، ووالدها السكير والعنيف الخارج من السجن، وفجأة بعد خسارة والدها قتلاً وشقيقها غرقاً، تصبح حنونة فتفرش السجاد الاحمر وتوفر الرفاهية لوالدتها “رندة كعدي” وتذهب للبحث عن عائلة شقيقها لتعيش الى جانب والدةٍ متعطشة لاحفاد خسرتهم ولحياةٍ هادئة ولأبنة اختارت الابتعاد عن أم دمرها الخوف الذي كان يسكنها…

thumbnail_Screen Shot 2017-03-14 at 7.20.33 PM

واذا كانت راهنت على الممثل القدير نقولا دانيال، التي اقفلت مشاهده قبل انتهاء العمل، فإن شخصية هذا الرجل غير مدروسة من الناحية البسيكولوجية، فكيف بدا هذا الوالد الخائف على ولديه والحاضن لهما  والحنون، فجأة تكتشف العائلة أنه مليء بكل أنواع الشرور، كيف يكون رجل شريراً الى هذه الدرجة، ويختبىء خلف قناعٍ لم يكشف للمحيطين به الا بعد سنواتٍ طويلة، أو على الاصح بعد زواجه من حبيبة قلبه التي أعادت الى قلبه الشرارة التي كان قد فقدها.

thumbnail_Screen Shot 2017-03-14 at 7.37.34 PM

واذا كانت راهنت على القصص القصيرة التي كانت تدور حول القصة الاساسية، فلم تكن “محرزة” بتطويل مسلسلٍ كان الاجدى أن يختصر في جزءٍ واحد لكان ربما استدرج في خانة المسلسلات الناجحة. لأن المشاهد كانت مكررة وبطيئة ومملة وثقيلة.

على الرغم من الرايتنغ المرتفع الذي تحدثت عنه المؤسسة اللبنانية للارسال الذي حظي به “وين كنتي 2” ، الا أن احداث هذا العمل  كانت هزيلة وغير متماسكة.

ريتا حايك شبيهة سيندي كروفرد

Cindy-Crawford-1920-x-10801

سيندي كروفرد

Screen Shot 2017-03-14 at 7.54.58 PM

ريتا حايك

الى ذلك، أن كاميرا المخرج سمير حبشي الذي يعرف تماماً كيف يبرز جمال المرأة وعدسته التي تعشق تفاصيل جسد المرأة في أعماله كافة، عرف جيداً كيف يبرز جمال وانوثة ريتا حايك التي شبهتها بعارضة الأزياء سيندي كروفرد، جعلتنا نرى فيها عارضة أزياء أكثر منها ممثلة، لا سيما في الملابس التي اختيرت لها بعد وفاة زوجها. فكان التركيز على إبراز الوهج والجمال الذي تتميّز به أكثر من إقناع المشاهد بقوة ادائها التمثيلي لا سيما البرودة في إبراز أحاسيس الشغف التي كانت موجودة بين “نسرين” و “جاد”.

thumbnail_Screen Shot 2017-03-14 at 7.45.26 PM

من الأخطاء التي ترتكب في “مطبخ” العمل الدرامي، أن تتم الكتابة لممثل او ممثلة يريد المنتج او المخرج اطلاقه او اطلاقها، فيطلب من الكاتب أن يكتب له أو لها. فيحاول الممثل الذي غالباً لا يكون من الصف الاول جاهداً للعب الدور الذي ربما لا يليق به، أو أنه يكون قد استبدل به لأسبابٍ قد تكون مادية أو غير ذلك،  انما هو مفروض على المخرج والكاتب، أما المنتج فلا يهمه من كل هذه العملية لا تصفيق المشاهد ولا كلام النقاد، انما ما يهمه هو الربح المادي فقط لا غير.

وهذه المرة ايضاً، برهن أن الرايتنغ لا يصنع النجاح، انما القصة والاخراج والتمثيل الجيد.

حان الوقت لاعتماد كتابة البطولة لممثلين أكفاء، وليس العكس. ذهنية العالم الثالث تستبعد الممثل عندما يتقدم في السن وتتقدم معه موهبته وقدراته الفنية، في حين ذهنية العالم الاول تكتب أعمالاً سينمائية ودرامية لممثلين تقدموا في العمر وتكون اسهمهم مرتفعة.

ذهنية العالم الثالث، في الدراما تأتي بممثلين لا يتمتعون لا بالأداء الجيد ولا بقدرات تمثيلية انما بأجساد مغرية لاستقطاب المشاهد من العالم الثالث.

بينما ذهنية العالم الاول تأتي بممثلين أكفاء وتستعين طبعاً بممثلين جدد على أن يتم تدريبهم وتأهيلهم للدور مهما كان صغيراً.

اذا بقيت ذهنية العالم الثالث هي التي تتحكم بمجريات وتركيبة ومطبخ الدراما اللبنانية، علينا أن نستمر بمواجهتها للارتقاء بها الى الذهنية العالم الأول.

الدراما هي صورة عن البلد، واذا أردنا أن نرتقي بالوطن علينا أن نرتقي بالدراما اللبنانية كتابةً واخراجاً وتمثيلاً.

Screen Shot 2017-03-14 at 7.53.47 PM

سميرة اوشانا

اقرأ الآن