YOUTUBE
Twitter
Facebook

IMG_6534

بين المواقف الانسانية والأدوار الحساسة والمركبة، طبعاً الممثل الذي يتحلى بالكفاءة يفضل الأدوار الصعبة التي تظهر كفاءته. في موقع تصوير مسلسل ” حب حرام” ولدى استراحة المحارب، كان لدي وقفة مع نقيب الممثلين جان قسيس الذي يلعب دور “أسعد” وهذا العمل الثالث مع الثنائي مروان حداد وسمير حبشي، لا شك ان الانسجام بين الاطراف الثلاث ساري المفعول، وكنت شاهدة على العلاقة في التعاطي بين االرجلين حبشي كمخرج وقسيس كممثل، التي تمّيزت باللياقة في التعاطي بينهما. لكلاهما بصمة عميقة في أعمالهما الفنية.
بدا النقيب مرتاحاً وهادئاً في حديثه، فأختلطت علي التكهنات هل هو لا يزال متقمصاً دوره أم أن شخصية هذا الممثل تتسم بالهدوء على الرغم من ضغوط العمل المنهكة.
مع النقيب هذه الدردشة حول هموم وشجون الدراما والنقابة.

IMG_6585

تليق بك هذه الأدوار التي تتقن أداءها، لكن ماذا بعد؟
كل ممثل بعد أن يكون قد خاض تجارب وخبرة وأدوار عديدة، وتكون قد عجنته التجربة كما عجنتني يتمنى دائماً أن يلعب الأدوار الصعبة، كي يثبت قدراته. ولكن في النهاية لا نستطيع دائماً طلب الكمال او ما نتمناه، أحياناً، نحتكم لظروف العمل لكي نبقى موجودين على الساحة الفنية، لا أكثر.

كونك نقيب الفنانين، ما هو رأيك بما صرّح به المخرج السوري سيف الدين سبيعي، عندما قال عن الممثل اللبناني أنه “على قده”؟
سبق وصرّحت في الاعلام بأن تحديداً هذا الرجل وقح، يسكن في حضننا وينتف لحيتنا ويعمل مع الممثلين والمنتجين اللبنانيين، ثم يشتمهم، لذا أقول له، اذا كان لا يعجبه الوضع، ليعد الى بلاده ويترك لنا الساحة، أو ليحترم نفسه ويحترم كرامتنا. كنت بصدد رفع دعوى قضائية عليه، لكن تدخل بعض الأصدقاء من لبنانيين وسوريين، أجلت الموضوع. لكن اذا عاد وتفوه بكلمة خارج القانون واللياقة تفرضها زمالتنا الفنية على الأقل، أكيد سترفع دعوى وسألاحقه مهما كلف الموضوع.

 النظام السوري كان يقسّم النقابات

البعض يقول أن الدراما اللبنانية انطلقت الى الخارج بسبب هذه الخلطة العربية اللبنانية- السورية، ما هو رأيك؟
بكل صدق أقول “ما يربحونا جميلة كثيراً ” لأن عندما كنا منتشرين عربياً كانوا هم لا يزالون نياماً، ظروف الانتاج لديهم اليوم تختلف وتتفوق على ظروف انتاجنا لكن هذا لا يعني أنهم الأهم وهذا ما نكرره دائماً للمنتجين اللبنانيين الذين نكن لهم كل المودة والاحترام، تحركوا وانتجوا أعمالاً كبيرة لا شيء يمنعكم عن ذلك، أنتم قادرون على ذلك سبق أن قدمت أعمالاً ضخمة لبنانية وعرضت في الخارج من دون “جميلة حدن” لدي ملء الثقة بالمخرجين والممثلين اللبنانيين والمنتجين اذا قرروا فعلاً ان يصرفوا قليلاً من المبالغ لتنفيذ أعمالٍ ضخمة أعتقد أن لا أحد يستطيع ان يتفوق علينا.

IMG_6490

البعض يتذمر من الدخلاء على مهنة التمثيل؟
طبعاً، يوجد دخلاء كثر، فالساحة سائبة، حتى أصبح كل شخص يريد أن يشاهد نفسه على الشاشة يتوسط لدى أحدهم، وللأسف أن معظم المخرجين يستعين بممثلين وممثلات غير كفوئين وبالتالي يأخذون فرص عمل من أمام خريجي معهد الفنون، في حين الممثلون المحترفون قابعون في منازلهم. هذا هو الأمر الواقع اتمنى ألا يستمر لوقتٍ طويل.

ما هو دوركم أنتم كنقابة للحد من الدخلاء؟
نحن نتحرك في هذا الاطار مع وزارة الثقافة نسعى لتعديل قانون تنظيم المهن الفنية، الذي صدر في العام 2008، فعقدت اجتماعات مكثفة مع الوزارة لبت هذا الموضوع واقرار التعديلات، من ضمنها ان على المنتجين ان يلتزموا بالعمل النقابي وكوزارة الثقافة اذا كانت هي الوصية علينا وتهمها مهنتنا، عليهم أن يقيموا قوانين وتشريعات ومن أهمها وضع هذا التشريع ضمن القانون لانه هو الذي يحمي مهنتنا. قديماً في الاذاعة اللبنانية، لانها كانت تحت رعاية وزارة الاعلام ولا تزال، كان يمنع دخول أي أحد ليغني في الاذاعة الا بعد خضوعه لامتحان أمام لجنة لتصنيف درجته ومكانته في الاذاعة حتى يسمح له أن يغني. أما حالياً، فكل من سمع صوته وصفقت له والدته يصدر CD ويعمل فيديو كليب فيصبح فناناً ويحمل القاباً، هناك فوضى، لذا، نتيجة الواقع المزري الذي نعيشه أكيد سوف ترين طفرات، ولكن، اذا عدنا قليلاً الى أصالتنا هذه الطفرات حتما لا وجود لديها.

 

 حالياً كل من غنى وصفقّت له والدته أصدر CD وحمل ألقاباً

IMG_6531

هناك نقابتان، وليس الجميع يعرف ما هو الفرق بينهما. هل ممكن أن توضح لنا الخلاف؟
ساقول الامور كما هي، حصل خلاف بين مجموعة من الممثلين، كما تعلمين نقابة الممثلين (المسرح والسينما والتلفزيون) التي أترأسها هي أقدم نقابة فنية في الشرق الأوسط، تأسست سنة 1948 بموجب قرار من وزارة الاقتصاد ووزارة الشؤون الاجتماعية، في الحقيقة، ان هذه النقابة هي التي ضمت معظم فناني لبنان من ممثلين ومطربين حتى الموسيقيين في بداية الأمر، بعد ذلك تشعبت الى نقابة الموسيقيين، وأخرى للسينمائيين الخ.. لكن في العام 1993 حصل خلاف بين النقيب ميشال تابت ومجموعة ممثلين ، ونكايةً به، ولأنهم لم يستطيعوا حل الخلاف ضمن النقابة طلبوا ترخيصاً لانشاء نقابة جديدة فكانت “شحمة ع فطيرة”، في تلك الفترة كان النظام السوري يقسّم النقابات، لذا سريعاً حصلوا على “علم وخبر” فأنشأوا نقابة الفنانين المحترفين التي ضمت مجموعة من عدة نقابات من الموسيقيين الممثلين وكتاب الدراما حتى بعض المغنيين. نحن نقابة ممثلين مسرح والسينما والتلفزيون، تستطيع النقابة ان تضم اليها مقدمي البرامج المطربين الذين يشاركون في التمثيل لاننا نعتبره من الفنون المشهدية كذلك، لاعبي الخفة والسيرك ومدربي الرقص لكن لا نضم الموسيقيين ولا كتاب مسرح او شعراء اغنية، نقابة المحترفين لديها هذه الاختصاصات من ضمنها. احياناً مع نشأة هذه النقابة وقعت خلافات كثيرة بين النقابتين وحصل نوع من العدائية، حاولنا كثيراً مع المجلس الذي كان قبلي أن نتقارب ونحل الخلاف، فأصبحنا نوقّع على القرارات المتعلقة بالممثلين والفنانيين سوياً في النهاية، وحدتنا هي التي تقوينا كفنانين. ودائماً كانت الدولة تعوّل على هذا الانقسام، وكانوا يقولون لنا اتفقوا كنقابات ثم عودوا الينا. نحن أثبتنا بهذه الطريقة أننا متفقون مع بعض حتى لو كنا نقابات متفرقة لكننا متفقين وغير مختلفين.

IMG_6560

الممثل عندما يتقدم في العمر يخف الطلب عليه في حين في الخارج العكس تماماً، أل باتشينو تجاوز ال 70 لكن اسمه هو شباك تذاكر. لماذا؟
هذا تقصير من الكتاب والمنتجين، في الهوليوود يخصصون مسلسلات وأفلام ممتعة جداً للمسنين، بمعنى تكون الادوار الاساسية للمسنين والمساندة للشباب والصبايا. حتى في سوريا لجأوا الى ذلك أكثر من مرة. يجب اعادة التأهيل بطريقة تفكيرهم، هذا الممثل الذي يتمتع بخبرته في مجاله هذا لا يجب أن نرميه جانباً بالعكس يجب الاستفادة من خبرته التي تغني أعمالها، لا يكفي أن يكون فقط شخص واحد مسن في العمل نستطيع ان نكثف هذه العناصر، لا تتصوري ماذا تعني اطلالة الممثل المتقدم في السن على الشاشة ولو بأدوارٍ محدودة، بهذه الطريقة تحافظين فيه على روح العطاء لديه. بشكل عام الاعلام للأسف لا يعلم ان النقابة هي مقطوعة اليدين، ليس لدينا قانون مهني حتى الآن لم يعترف بنا كنقابة مهنية، في عرف الدولة النقابة المهنية هي النقابات التي يطالها القانون الجزائي كنقابة الاطباء والمهندسين والمحاماة، لكن يا مسؤولين في هذه الدولة يجب أن تعلموا أن الفنان في عالم التمثيل والمسرح والتلفزيون والسينما، يستطيعون أن يبنوا وطناً أو يهدموه، يبنوا شعباً أو يهدموه، اكثر من غيره، مثلاً، في روسيا، فترة الثورة البولشفية في العام 1917 سعى الحزب الشيوعي الى بناء مسارح في أنحاء روسيا، في موسكو وحدها فيها ما يقارب 3700 مسرح مختلفة الأحجام وذلك لتمرير أفكارهم الشيوعية للناس من خلال أعمال فنية عن طريق المسرح أو السينما او عروض مختلفة. هنا، حجتهم واهية يقولون القانون الجزائي لا يطالنا .. في حين نحن أخطر منه.

للأسف أن معظم المخرجين يستعين بممثلين وممثلات غير كفوئين

سؤال أخير، هل مهنة التمثيل عمرها قصير؟
للأسف، عندنا نعم، علماً، أن كل مرحلة من العمر لها حلاوتها وادوارها، اذا تقدم الممثل بالعمر لا يجب أن يرمى في الزاوية.

IMG_6587

سميرة اوشانا

(الهديل)

اقرأ الآن