YOUTUBE
Twitter
Facebook

IMG_8068

كان من المفروض أن تكون المقابلة بعيدة جداً عن السياسة، لكنّ وطنية هذا الشاب المتمرّد كانت تعيدني رغماً عنّي على طرح أسئلةٍ تصبّ في خانة هموم المواطن ومفهوم المواطنية الصالحة،  ليصبح  اللبناني بشكلٍ تلقائي مواطناً صالحاً يطبّق الشعارات التي يؤمن بها فتصل به إلى المدينة الفاضلة التي لا يشوبها فساد وتؤمن بالديمقراطية، للنهوض ببلدٍ يتمناه كلّ لبناني يحلم بلبنان حر، سيّد ومستقل.

  بدأت أسئلتي عن أحبّ الألقاب إلى قلبه، أو كيف يحبّ أن يتمّ التعريف به، الطالب المتمرد والمناضل في صفوف التيار الوطني الحر، أم رئيس اللجنة الاقتصادية في التيار؟ رجل أعمال واقتصاد؟ أو رجلٌ ثوريٌ لأجل قضيةٍ يؤمن بها؟ فكان جوابه كالتالي:

 IMG_8096نحن في التيار الوطني الحر متمرّدون دائماً طوال مراحل حياتنا على أيّ شيءٍ باطلٍ أو غير سليم بحق شعبنا ووطننا، ومن الضروري أن نُنمّي حسّ وثقافة التمرّد ورفض الأمر الواقع إذا لم يكن سليماً، وأنا أعتبر أنّه يجب على كلّ مواطن أن يعلّم أولاده هذا الأمر، لا بل يجب أن يُدرج في المناهج الدراسية في الجامعات وفي البيت وهذا ما أفعله مع أولادي. رفض الأمر الواقع إذا لم يكن سليماً حتى ولو كان أقوى منا، لا يجب أن نرضخ له أو نقبل به.

خضتَ الانتخابات النيابية عام 2009، لكن لم يحالفك الحظ. برأيك، هل المواطن يلزمه تربية وطنية أو وعي سياسي كي لا يكون ضحية استغلال الفكر الإقطاعي الذي لا يزال يسود البلاد؟

أحياناً يكون لنا عتبٌ على شريحةٍ من المواطنين لأنّهم لم يعرفوا أن يميّزوا أو يقيّموا الوضع، ولكن عندما نُحلِّل نستطيع أن نتفهّمهم، فالبلد صغير وإذا أخذت دائرة يكون حجم العمل فيها ضخماً من قبل قوةٍ كبيرةٍ تكون مرتبطةً مع الخارج لما تحمله من قدرةٍ مالية كبيرةٍ جداً، عوامل 19 سنة حرب و15 سنة وصاية و5 سنوات فوضى، تراكمت جميعها حتى ضاع المواطن وجعلوا منه شخصاً في حاجةٍ مادية مستمرّة، ولذلك ليس من السهل عليه أن يصمد ويقاوم، حتى لو كان يعرف أنّ هذه الطبقة التي يجدّد لها هي التي نصبت له هذا الفخ ووضعت له هذه الشبكة لكي تصطاده. كما شهدنا تضليلاً من قبل دول غربيةٍ صديقةٍ ورجال دين وأكبر مقامات في المؤسسات الرسمية وتجنيداً للإعلام بهدف تخويف الناس من “الشادور” الآتي عبرنا إلى الأشرفيّة. إذن، كلّ هذه العوامل ضغطت على المواطن لكي يخطئ في خياره، لذا، عليّ أن أتفهّمه لأنّه ليس سهلاً عليه أن يفهم حقيقةً ما هو الخيار الصحيح.

تتفهّمون المواطن لكن ماذا تفعلون له لكي يكتسب ثقافةً سياسة أو وطنية؟

ننظّم محاضراتٍ ومن بينها محاضرة للوزير شربل نحاس عن الموازنة لأنّها تختصر كلّ السياسة الاقتصادية والاجتماعية للدولة اللبنانية، خصوصاً، أنها أوّل موازنة منذ 5 سنوات وهي إمّا ستثبت نهجاً اقتصادياً يهجّر اللبنانيين ويحرق القطاعات الإنتاجية ويرفع الأسعار في الداخل كما هي حال أسعار العقارات التي وصلت إلى مستوى لم يعد أحد يستطيع شراء شقةٍ في لبنان. هذه هي الفرصة الوحيدة التي ربما لن تتكرر، حين نأتي ونقول: أيّ نموذجٍ اقتصادي تريدون أيها اللبنانيون ولو كنتم من الأحزاب الأخرى لأن هناك أحزاباً صوّتت لها الناس وهؤلاء سيحاسبونها بعد ذلك، هل تريدون التجديد لهذا النهج أم تريدون المحاولة قدر الإمكان العمل على مصلحة المواطن؟ هذا من ضمن الجلسات التثقيفية. لكن حالياً أستطيع أن أعطيك نموذج حسابات الأشرفية لأقول أنّه في 2009، وعلى الرغم من كل العوامل التي لعبت ضدنا، استطعنا أن نقنع 50% من مسيحيي الدائرة من دون الأرمن، ومن دون المغتريبين، في خلال ثمانية أشهر وذلك بقوّة الاقناع والعمل على الأرض، وتقدمت النسبة من 20% إلى 50 %. أمّا فيما يتعلق بالمغتربين، فالمشكلة أنّنا لا نستطيع أن نصل إليهم، وهذا يعني أنّه لسنا نحن من يوصل لهم الصورة والمعلومات لإقناعهم، فهم يرون الصورة من عندهم بالأسود والأبيض إذ يشاهدون  NN  و TF1، ومن يعيش في فرنسا وأميركا يرى أن حزب الله شيطاناً ونحن نصنّف من قبل هؤلاء بخانة حزب الله، على الرغم  من أنّ هذا غير صحيح، فنحن نعمل لمصلحة شعبنا وجمهورنا فقط، وهؤلاء الذين يلبسون الكرافات يعتبرونهم صالحين. نحن نريد أن نقلب هذه الصورة، ولذلك نعمل على إقناع الناس على الأرض ونتواصل معهم وننظّم محاضراتٍ ولقاءات. لذا أقول، صحيحٌ أننا خسرنا الانتخابات في 2009  لكن برأيي كانت النتيجة غير بطّالة.

IMG_8088IMG_8068

قانون تملّك الأجانب يحدّ من ارتفاع الأسعار

 كرئيسٍ للجنة الاقتصادية، هل لديك اقتراحات لتنشيط الحركة الاقتصادية؟ وما هي النشاطات التي تقومون بها لتحسين الوضع المتأزم والحدّ من غلاء المعيشة؟

بدأ اللبنانيون يكتشفون أنّ هناك فريقاً واحداً سيكون إلى جانبهم ضمن مجلس الوزراء ومجلس النواب خارج الألاعيب والمصالح السياسية، سواءً كانت طائفية أو حزبية أو حتى مناطقية. يستطيعون أن يلمسوا  أنّنا كنّا إلى جانبهم، لقد خفّضنا فاتورة الخلوي، وعلى الرغم من ذلك يقول الوزير نحاس أنّها لا تزال أغلى بـ3 أو 4 مرات من البلدان المشابهة للبنان، ويهدف إلى تخفيضها لتلائم ميزانية المواطن. كما سبق واقترحنا مشروع قانون تخفيض ضريبة البنزين. بدوره، يستمرّ الوزير باسيل في السعي بهذا الاتجاه، لكن ليس هو وحده الذي يجب أن يوقّع إنّما مجلس الوزراء مجتمعاً، ولا يجب على اللبنانيين أن ينسوا أن أكثرية مجلس الوزراء ليست لنا إنّما لهم. نحن من أعاد سلسلة رتب والرواتب التي كانت نائمةً في الأدراج، وسنكون دائماً إلى جانب المواطن، نحن لدينا سلّة مشاريع وقوانين طرحناها في المجلس الذي سيحدّ من كل المشاكل التي يتخبّط فيها المواطن، ومنها قانون تملّك الأجانب. وهذا القانون (التبادل بالمثل) مهمٌ جداً لأنّه يحدّ من ارتفاع الأسعار فلا يعود باستطاعة الأجنبي التملّك إلا ضمن شروط… ما كنت أقوله للمواطنين في فترة حملة 2009 أعطونا 43 نائباً، الحصة التي كان من الممكن أن يأخذها التيار الوطني الحر في المناطق المسيحية، وسترون ماذا سنفعل حتى ولو لم نكن الأكثرية، لكن 43 نائب يعني أنّ الأقليّة تكون فاعلة، ولو أعطونا كل هذا التكتل الإصلاحي كنا “بلدوزر” bulldozer  في قلب المجلس.

IMG_8109

هل يقع اللوم على الشعب أو إعلام التيار لم يكن قوياً كفاية؟

هلك التيار حتى استطاع أن يصنع إعلاماً له، في حين أنتِ تعرفين الأرقام التي وضعت لخدمة إعلامهم، بينما نحن ليس لدينا حتى جريدة يومية بعد، كل ما لدينا إذاعة وموقع إلكتروني وتلفزيون قمنا بصناعته بالحد الأدنى. ميزانية OTV هي بحجم ربع ميزانية أيّ تلفزيون في لبنان، وكذلك الأمر بالنسبة لصوت المدى. أما بالنسبة للشعب فنحن نتفهمه.

هل أنت راضٍ عن الانتخابات الاختيارية؟

كانت النتيجة جيدة جدًا، طبعاً كنت أفضّل أن نربح كلّ الدائرة، لكن النتائج أظهرت تحسّناً مهماً. والأهم أنّنا ربحنا الانتخابات عند الصوت المسيحي  حتى لو خسرنا المخاتير بفعل اصطفاف الصوت السني في الأشرفيّة.

القطاع الإنتاجي يولد فرص العمل

 هل من برامج معيّنة لوضع حدٍّ لهجرة الأدمغة والشباب من لبنان؟

ما لا يريد الفريق الآخر فهمه هو أنّه يوجد قطاعات تولد فرص عمل مثل إنشاء مصنعٍ أو إنشاء مؤسسة زراعية. لا يمكن توظيف كل الناس في المصرف، يوجد خدمات جيدة يجب تشجيعها لكي تستطيع الإنتاج.

لنعد إلى نقولا الصحناوي من هو؟ هل نزل من البراشوت parachute؟ وبعيداً عن السياسة والاقتصاد، أخبرنا كيف تعيش يومياتك؟

أولاً أريد أن أختصر مسيرة حياتي ببعض الصور، أنا ابن الحرب، ولدت عام 1967، وعندما اندلعت الحرب عام 75 كان عمري 8 سنوات، هذه الفترة كانت عصيبةً علينا جميعاً، وكلما كان القصف يبدأ كنّا ننتقل إلى منزلٍ آخر، كنا نعاني من هجرةٍ داخل الوطن، أثناء حرب الـ100 يوم كنا في الأشرفية، كما تعرّضنا لقصف الطيران الإسرائيلي عندما كنا نعيش في المونتيفردي. عشنا كل المآسي لذا، نتيجة هذه الفترة الصعبة ولد لدي  الرفض للطائفية والتوق إلى دولة القانون، والتوق للجيش وللبلد الموحد ورفض الميليشيات التي جعلتنا ننفر منها بسبب تصرفاتها غير السليمة في داخل المناطق. وعندما أطلق الجنرال ميشال عون مسيرته في العام 89 شعرت أنها فرصة تحقيق هذا الحلم. في فترة الميليشيات لم يتحرّك الشعب، كان الحلم بعيداً ولم يكن أحدٌ يحلم ببلدٍ موحد، إلا أنّه عندما رفع الجنرال شعارات تحمل القوة والعنفوان ولو كان ذلك محصوراً ضمن المنطقة الشرقية، صدقناه جميعاً وحلمنا معه، قلت حينها أنّ هذه فرصةٌ لكي لا تتحكّم البلدان الغريبة والزعران وزعماء الميليشيات ببلدنا. نحن كشعب يجب علينا أن نتحكم بمصيرنا، ويجب أن نصبّ كل جهودنا معه، ولذلك ناضلنا، حتى أتت بعد ذلك فترة مرحلة الحريري، هنا أيضاً لمست أنّ المشروع الاقتصادي غير صحيح، وأيضاً حاولت مقاومته قدر المستطاع ضمن مجموعةٍ كانت تعمل لمكافحة هذا المشروع، ومنه “السوليدير”، كما ولدت حركة المواطن مع الوزير السابق جورج قرم وكريم قبيسي مع بعض الأصدقاء. كنّا نناضل من أجل العلمنة والمواطنية، وأخيراً في العام 2005 عندما عاد الجنرال أخذت المعركة منحىً آخر وأصبح باستطاعتنا العمل علناً وأن ندخل بالشراكة، وخلال 4 سنوات استطاع الجنرال أن يفرض الشراكة مع الأفرقاء.

 هل لا تزال تلعب كرة السلة، أم أنّ السياسة تمنعك من ممارسة هواياتك؟

حالياً لا أمارس هذه الرياضة بسبب ألمٍ في ظهري، لكن من ضمن هواياتي أحب 4X4 أذهب مع أصدقائي إلى سوريا، الأردن ومصر حيث كنا نخيّم في الصحراء، لكن ذلك كان قبل ممارسة السياسة. كما أحبّ المطالعة ومشاهدة الأفلام الكوميدية والـsciences fictions  وكلّ ما يتعلّق بالتاريخ”.

لمن تقرأ؟

“لـBernard Werbert المتعمّق في مجتمع النمل وقدرته التنظيمية، أما كتبEric Emmanuel Chimit  فـ”تؤكل أكلاً”، وفي أحد كتبه كتابٌ عن هتلر الرسام الذي رسب في امتحان الفنون الجميلة، الأمر الذي خلق لديه نقمةً كانت من إحدى النقمات المتراكمة لديه، فيقارن في كتابه هذا لو أنّ هتلر نجح في امتحانه ماذا كان سيفعل.

والدك موريس الصحناوي، الملقب ب “باغيرا”، هل تستهويك قيادة السيارات كوالدك؟

نعم، أحبّ ذلك لكنني لم أمارس هذه الهواية مثله.

ماذا أخذتَ منه؟

الابتعاد عن القشور والتحاليل السطحية لأدخل إلى العمق والتخطيط على المدى الطويل.

هل تؤيد الزواج المدني؟

أكيد، أنا أسعى لتطبيقه، لقد شاركت في العرس الذي أقيم أمام البرلمان وأشارك في كلّ نشاطٍ ضمن هذا الإطار، لكن حالياً الفرصة ضعيفة لتحقيق شيءٍ من هذا القبيل، إلا أنّه من الخطأ عقد زواجٍ مدني في الخارج ونقبل به هنا في حين أنّه يُمنَع إجراؤه في بلدنا، هذا لا يجوز.

للمرأة الحق في إعطاء جنسيتها لأولادها

كنتَ مناضلاً لحقوق الإنسان، ومنها حقوق المرأة حيث يطالب الجميع بدخولها البرلمان وخوض معركة البلديات. في حين نرى أنّها لا تمارس أهم حق حقوقها وهو إعطاء جنسيتها لأولادها؟

أنا مع حقّ إعطاء المرأة جنسيتها لأولادها باستثناء الفلسطينيين، لأنّ هناك تخوّفاً من التوطين.

samira 3

تزوجتَ في سنٍّ مبكرة، ما هي حسنات وسيئات الزواج المبكر؟ وكيف هي علاقتك بعائلتك؟ وهل تفرض رأيك السياسي عليها؟

أبداً، زوجتي لديها قناعاتي لكن أنا لا أفرض شيئاً على أحد، لا على أصدقائي ولا على عائلتي، أصلاً نحن في العائلة لدينا قناعاتٌ مختلفة، وأنا لديّ أصدقاء لديهم انتماء سياسي مغاير. أمّا بالنسبة لأولادي، فأنا لا أفرض عليهم شيئاً بل أحبّ أن يكتشفوا هم بأنفسهم، لدي ثلاثة أولاد أعمارهم 20، 17 و10 سنوات. من حسنات الزواج المبكر أنّكِ تكونين بعمرٍ قريب من عمر أولادك بحيث يفهمونكِ وتفهمينهم، لكن من سيئات هذا الزواج  أنّه عندما يكونون صغاراً يريدون أن يمضوا وقتاً أكثر معك، في حين أنّ الوالد يكون لا يزال شاباً وفي طور تكوين مستقبله وبالتالي لا يجد الوقت الكافي لإمضائه معهم، فيتعلقون بالجد والجدة.

ما هو برجك؟

الثور لكنني لا أؤمن بالأبراج.

ما هو رأيك بـ “الأم العزباء”  single mother؟

هذه الحالة يجب تشريعها، للوالدة الحق بالاحتفاظ بالولد لوحدها، ولا يجب أن يكون ذلك ممنوعاً وعلى المجتمع تقبّله، وفي حالة الاغتصاب يجب تسجيل الولد وعلى المرأة أن تكون مرتاحة.

سؤالي الأخير، ما هي نظرتك لمستقبل لبنان الاقتصادي والاجتماعي؟

لبنان في مرحلة ازدهار، ولكي يستفيد كلّ شرائح المجتمع يجب إعادة النظر بالنموذج الاقتصادي السائد.

IMG_8074

سميرة اوشانا

(مجلة المروج)

 

اقرأ الآن