YOUTUBE
Twitter
Facebook

1

ليست مهنة المتاعب وحدها التي جمعت الثنائي الاعلامي نعمت عازوري وكريستيان اوسي، انما لتلفزيون لبنان الفضل في لقائهما وذلك عندما انتقلت نعمت من مركزها كمذيعة ربط برامج الى نشرة الاخبار الظهيرة، التي تعتبر أكثر النشرات ازعاجاً لمعدّيها. وبما أن كريستيان كانت تعجبه اطلالة نعمت ورصانتها سعى من دون أن تعلم الى مساعدتها في إعداد تلك النشرة التي كانت تتطلب الكثير من الهرولة خلف الاخبار والمقررات غير المكتملة.
اذاً، اخبار نشرة الظهيرة كانت الطريق الأسلم للتعبير عن اعجاب كريستيان بنعمت.
لنتعرف أكثر على الثنائي الاعلامي المميّز نعمت عازوري وكريستيان اوسي في هذا اللقاء من منزلهما الذي فيه لمسة منهما في كل زاوية من زوايا منزلهما الدافىء والمليء بالحياة العصرية المبتهجة.

DSC02212

لنبدأ باللقاء الأول، كيف تعارفتما؟
كريستيان: يللا، لتخبرك نعمت.
نعمت: المهنة جمعتنا، بدأت القصة عندما كان كريستيان مندوب تلفزين لبنان في مجلس النواب، انتقلت من مذيعة ربط برامج الى مذيعة أخبار فترة الظهيرة، تعارفنا وتزوجنا وعملنا سوياً، كريستيان أصبح مدير اخبار وأنا مذيعة فئة اولى في نشرة الأخبار، تستطيعين أن تقولي أن حياتنا بدأت في تلفزيون لبنان ولم تفرقنا الصعوبات واجهناها سوياً، وأنا سعيدة لانني تعرفت على كريستيان، أما بالنسبة للفاء الأول، تتوجه الى كريستيان، بتكفي عني.
كريستيان: كانت نعمت تعجبني كثيراً على الشاشة، فسعيت لايجاد وسيلة للتعرف عليها، لذا، حاولت مساعدتها لأنها كانت جديدة في النشرة الاخبارية، فكنت أتصل بكل الأصدقاء في القصر الجمهوري وقصر بسترس والمندوبين الأمنيين لتزويدي بآخر الأخبار وأتصل بنعمت وأعطيها النشرة كاملة، وعندما لم يكن دورها لم أكن أفعل ذلك، لأنها ” ليست شغلتي”. الى

أن اكتشفت نعمت الأمر عندما ذهبت لتقبض راتبها. نعمت ماذا حصل؟

DSC02263
نعمت: كما تعلمين، نشرة الظهيرة مزعجة لأنها غير مكتملة فالخبر يكون غير كامل لأن المقررات لا تكون قد صدرت بعد، وكان من الصعب كتابته. وبما أنني كنت حديثة وأردت اثبات نفسي في هذا المجال، كان في هذا الوقت يقدم كريسيتان لي النشرة كاملة، هناك يوم ذهبت لأقبض راتبي رأيت زميلتي تركض لتجمع الأخبار، قلت لها، لماذا تركضين؟ “سيعطينا كريستيان كل الأخبار” قالت سائلة؟ نعم؟ سيعطينا مجلس النواب فقط ماذا عن بقية الأخبار؟ كذلك الزميل بيار غانم، رأيته مرةً يركض بالطريقة نفسها جاهداً لجمع أخبار النشرة، قلت له: يا بيار كريسيتان سيعطينا الاخبار أجابني، “ناس بسمنة وناس بزيت” عندها شعرت أن الجميع يعلم أنه يساعدني، وفي اليوم التالي اتصل بي كعادته، ليزودني بالأخبار، قلت له لحظة، لماذا تهييء لي النشرة وتسهل علي الأمور؟ أجاب لأساعدك فقط، لانك انتقلت من البرامج الى الأخبار ووجدتك مرتبكة، أجبته، لا اريد أن تساعدني أستطيع أن أقوم بالحمل “انا قدها ولا أريد أن تتعب نفسك، فقط عليك أن تزودني بما يجب لا أكثر ولا أقل”، قال لي: ع راحتك. هو قال لي ع راحتك وأنا أكلت “الضربة العجيبة” فأصبحت أركض كزملائي لأجمع الأخبار وأقول يا رب يتراجع عن قراره.. تضحك.

 

DSC02257
ما الذي لفتك في كريستيان؟
كريستيان شخص مميّز على الرغم من الجدية والثقافة التي يتمتع بهما الا أن مجالسته محببة، وهو صاحب نكتة ولا يزال فأنا أحب الجو الايجابي الذي يؤمنه. شخصياً، أنا أحب الناس المتفائلة التي تحب الاجواء المرحة والتي تعرف كيف تستفيد من الحياة، والناس التي تتمتع بالقناعة لكن في الوقت نفسه طموحة. فكريستيان من هذا النوع وحدوده المساء. هنا أتذكر ما قاله الدكتور راجح الخوري عندما قال:” لا تفكروا في هذه المهنة ستكونون كريستيان اوسي.” قلت له من هو وماذا يفعل؟ قال هذا الشخص يعرف أن يكون اعلامياً ممتازاً لكنه يعرف أيضاً كيف يقتنص الفرص. وهذا النوع من الفرص اذا كنتم ” قدها” أصبحتم كريستيان اوسي.” هكذا فسّر راجح الخوري كريستيان.”

DSC02218

ما الذي أعجبك بنعمت؟
كريستيان: رصانتها وانوثتها على الشاشة لكن بعد ذلك اكتشفت أن داخل رصانتها تخفي نوع من المهرج.
ما هي الهوايات المشتركة؟
نعمت: كريستيان يحب السينما أما أنا فلا، أفضل البوب كورن. كنت أحب السفر لكنني عشقته مع كريستيان لأن السفر معه متعة، لأنه ينظم برنامجاً ونطبقه فأنا اعتبره قائداً فهو يعرف كيف يستفيد ويستمتع لأنه يحب اكتشاف العالم، ونحن نسافر 2 او 3 مرات خلال السنة.
كريستيان: بسببها لم أعد أذهب الى السينما، لكنني استطعت جذبها الى هواية لم تكن تحبها وهي أنني مغرم بالجبل. لذا، أنشأنا حديقة وأقمنا فيها فرناً وباربكيو نستقبل فيها الاصدقاء. فأصبحت تحب الجبل وهذا ما أعتبره انتصاراً لأنها تفضل البحر،، كما أحب المطالعة كثيراً.
نعمت: انا أموت بالبرونزاج، عندما نذهب الى البحر يكون قد أخذ مني وعداً قاطعا انا سنمضي الاسبوع المقبل في الجبل، بين الجبل والبحر، بين السفر والمنزل، اذا جلسنا أنا وكريستيان هنا في زاوية المنزل، نشرب نسكافيه أشعر أنني ذهبت الى البحر والجبل، المهم أن يتمتع الانسان بسلامٍ داخلي مع الشريك. كما أحب مطالعة الكتب السياسية والتاريخية والطبية، أما فيما يخص السينما فأنا أحب جزءًا معيناً من السينما “البوب كورن بنكهة الكراميل” تضحك.
كيف تعجبك نعمت أكثر كزوجة أم كاعلامية؟
كريستيان:لا تستطيعين فصل الاثنين عن بعض، احب بزوجتي انها اعلامية، واحب الاعلامية انها زوجتي.
لو لم تكن اعلامية…؟
نعمت مقاطعة : كنت سأكون مغنية لان صوتي جميل…
كريستيان ضاحكاً: صوتها جميل لدرجة انه سبب تراجع الناس بالذهاب الى الكنيسة كونها كانت في الكورال، ما في صوت….

IMG_1375

كيف يعجبك كريستيان، كأب وزوج أم كاعلامي؟
لا أريد تكرار ما قاله لكنه package، كزوج، هو لا يعجبني فقط انما أقول” الله يطعم كل بنات العالم شخص مثل كريستيان.” فهو انسان طيب وذكي والشر بعيد عنه.
هذه حملة انتخابية بامتياز؟
تتابع نعمت: غالباً ما أقول اذا كان الله يحبنا نتعرض لحادث ونموت سوياً، بماذا يجيبني؟ موتي لوحدك واتركيني اعيش”.
كريستيان: ” شو بدك فيي”.
ما هو رأيكما بالاعلام اليوم؟
كريستيان: أصبح حالياً “غب الطلب” كل ما تريدينه متوفر، لقد أصبحت الحاجة تتحكم بالاعلام فأصبح خاضعاً لعملية العرض والطلب، وأصبح مؤسسة تجارية بكل معنى الكلمة، وبالتالي عليه مسؤوليات وواجبات مالية يبحث عن مصادر مالية، فأصبح محكوماً، وهذه المادية بالتعاطي الاعلامي أفقدته كثيراً من جوهره، طبعاً لا يزال اعلاماً لكن الخضوع الى الحاجة تفرض عليه الذهاب الى أماكن لا يجب أن يذهب اليها.
نعمت: في السابق كنا نتأكد من كل المعلومات قبل نشرها، أما اليوم فيطلقون الخبر قبل التأكد من التفاصيل، من الأفضل التروي في اعلان الحقيقة كاملة، على نشرها مجتزأة او مغلوطة.
كريستيان: مرحلة وتمضي لن يستمر الوضع كما هو.
اذا، أنتما لا تذهبان الى السينما.
كريستيان مشيراً الى شاشة التلفزيون : أتينا بالسينما الى هنا.

DSC02331
لكن، ماذا عن الدراما اللبنانية، هل تتابعانها؟
نعمت: انا احبها واتابعها.
كريستيان: هنا أريد أن أوجه تحية كبيرة لصديقنا زياد شويري لقد عمل نقلة نوعية في الدراما. طبعاً كانت قد بدأت مع مجموعة من مسلسلات قبل لكن ما قام به هو قيمة مضافة.
نعمت: أريد أن أضيف على ما قاله كريستيان أن وراء كل رجل عظيم امرأة، فالزميلة ندى صليبا شويري هي داعمة لزياد، ويجب الاشادة بهذه النقلة النوعية التي حصلت.
يتابع كريستيان: الدراما اللبنانية أثبتت وجودها والدليل شراء المسلسلات اللبنانية من قبل شركات التلفزة العربية، والشطارة أنهم طعّموها بعناصر مصرية وسورية. لكن ما أستغربه هوأن مقابل هذا الانتاج المكلف لا تزال السينما ” تعّن” بالنسبة الي السينما اللبنانية غير موجودة للأسف. علماً أن هناك مجموعة أفلام تنتج الا انني لم أشاهدها لان لدي ملء الثقة أنها ليست بالمستوى الذي أريده.

IMG_1366

هذا لأن الدولة لا تدعم السينما، الى ذلك عدد سكان لبنان لا يغطي تكاليف الفيلم.
نعمت: 100% لكن ، لا نستطيع أن نشمل كل الأعمال التي قدمت، فبالقدرات الموجودة هناك أفلام لم تكن سيئة.
ما هي الأمور التي من الممكن ان تختلفان عليها؟ ومن يقنع الآخر برأيه؟
نعمت: نختلف كثيراً على تربية الاولاد خصوصاً عندما كانا صغيرين، كريستيان ممتاز لكنه ليس صارماً بينما أنا لست متساهلة.
كريستيان- جونيور وايلي- كريستوف ماذا اخذا من كليكما؟
نعمت: كريستيان-جونيو جدي يشبهني في تقطيره للأمور أما الاصغر ايلي– كريستوف فهو اجتماعي يشبه والده.
ما هي نصيحتكما لهما؟
كريستيان: أن يكونا صادقين مع أنفسهما.
نعمت: أن يأخذا الأمور بأقل تدقيق وأن يكونا أكثر مطواعين.
سافرتما كثيراً، أي بلد هو المفضل لديكما؟
نعمت: كل بلد له نكهته الخاصة، نيويورك من المدن التي أحبها كثيراً، باريس نقطة ضعفي، ايطاليا مدهشة اسبانيا وتحديداً “ماريوكا” رائعة.
كريستيان: كل بلد يتميّز عن الآخر اذا أردت أن تتمتعي بالبلد يجب أن تتعرفي على ثقافته، ثم تعودين الى بلدك وتذهبين الى الجبل هذا أجمل شيء.
نعمت: وأنا أذهب الى البحر.

DSC02260

نلاحظ أن ظاهرة العنف المنزلي الى ارتفاع، ما هو السبب برأيكما وكيف الحد منها؟
كريستيان: انا مع احترام الانسان وتحديداً المرأة، فأنا أحترم المرأة العاملة والقدرات التي تتمتع بها، لا شيء يقف أمام وجهها.
نعمت: لقد ميّز الخالق المرأة بالامومة التي يجب أن نتمسك بها في حياتنا العائلية، كنت ولا أزال منذ 17 سنة حين دخلت معترك العمل، لكن لا شيء أهم عندي من الروح التي نضجت في احشائي، علي أن أصغي الى ولدي وأجالسه وأهتم به وبميزاجيته ودراسته ومراهقته وأحذره من الفساد المحاط به،لا شيء أهم من زوجي عندما يعود الى المنزل بعد يومٍ مضني كوني انا السند الى جانبه يجب أن أسمعه وأصغي اليه. هذه الأمور الأساسية أهم من “دق طاولة” او العشاوات وغدوات وصبحيات، تجدين أحيانا هذا النوع من السيدات يقول أنها تعنّف. أنا ضد التعنيف لكنني ضد المرأة التي لا قيود لها، ” التحرر” يعني أن تكوني ملتزمة الى أقسى حدود. أحترم المرأة العاملة التي تتمتع بحياة اجتماعية كثيرة لكن أريد أن أختم لأقول ” اذا كان الاب هو الجسر فالأم هي روح البيت”.

IMG_1392
كريستيان يتدخل: العنف المنزلي ليس حكراً على المرأة، يجب البحث عن الموروث المجتمعي والتقاليد والمفاهيم الخطأ التي تقول أن الرجل يجب أن يتطاول على المرأة، في الوقت نفسه الموروث الذي يصل الى حد غير منضبط عند المرأة التي تنسى واجباتها ومسؤولياتها. وعلى كل رجل وامرأة ان يعرفا مسؤولياتهما على صعيد الحرية الشخصية ومعرفة متى تبدأ ومتى تنتهي وواجباتهما تجاه العائلة والاولاد. الحرية مسؤولية اذا لم تكن كذلك تصبح مصيبة.
نعمت: عدم رمي الكرة في ملعب الآخر، وهذا غالباً ما يحصل.

DSC02306
ما هو سر استمرار الزواج الناجح وما هي نصيحتكما للثنائي المقبل على الزواج؟
كريستيان: يجب كل فرد أن يعلم أنه ليس وحيداً في المنزل بل هو برفقة شخص آخر عليه أن يدرك اين يكمن الصالح العام وحقوق الشريك وواجباته وهذا كله عنوانه الحب الذي من دونه لن ينجح شيء.
نعمت: الزواج هو مؤسسة ولانجاحها يجب الاثنان ان ينظرا نحو أفقٍ واحد. لا مكان للكذب في هذه المؤسسة بل التضحية والاحترام الذي يجعل من الحب يلمع أكل ويستمر الى الأبد لكن للأسف نلاحظ أنه فقد لدى الثنائي هذه الايام.

DSC02223

أين أنتما من الغيرة؟
كريستيان: نعمت لا تجعلني أغار، المسؤولية التي تعيشها المرأة داخل بيتها وخارجه تولد ثقة عميقة بين الزوجين وهذا أمر أساسي. يكون الرجل مرتاحاً عندما يعرف ان شريكته تتصرف بمسؤولية وتعرف حدودها أمام الآخرين.
نعمت: أنا لا أغار، فثقتي بنفسي كبيرة وأعرف تماماً الى أي درجة يحبني، لكن أحياناً لانني أنا قاسية جداً بردة فعلي أشعر ان هناك نوع من الليونة بردة فعله، فأقول له يجب أن تكون أكثر قساوة، هذا أعتبره عزة نفس وليس غيرة.
هل من طموح سياسي؟
الحمد الله لأ.
هل عمر المذيعة قصير؟
كلا، ليس قصيراً أبداً.
أخيراً، ما هي نصيحتكما للاعلاميين ؟
كريستيان: ان يتواضعوا ويتمكنوا، في مهنة الصحافة ليس الضوء هو الشغف فيها انما يجب جعل الضوء يأتي اليك. وعليك أن تعرفي كيف تأتين بالخبر وأن تكوني صادقة مع شعورك وتحترمين الناس الذين يشاهدونك ويسمعونك لكي تكوني مذيعة وصحافية ناجحة وقادرة على الاستمرار.

DSC02292

DSC02426

DSC02454

سميرة اوشانا

(الهديل)

اقرأ الآن