نصف مساحة لبنان لا يزورها الا من يجرؤ اقتحام البحار

وفي اليوم الثالث خلق الله اليابسة والمياه، ليحتل البحر المساحة الأكبر من الكرة الأرضية.
هو المكان الذي نرمي بين أمواجه همومنا واسرارنا التي لا نجروء على البوح بها لأي انسان.
غامص لمن لم يقتحمه…غدّار لمن لا يعرفه… انما أفضل ملجأ لمن درسه جيداً وتعرّف على هدوئه وجنونه.
هو ذلك المكان الأكثر سحراً تعيش فيه حيوانات اليفة متنوعة، منها ما هو غريب ومنها ما هو رائع الجمال. هي لا تتعدى على زائريها، انما تدافع عن نفسها في حال استفزازها. قد تكون صديقاً محببا فتعتاد عليك، وقد تكون ضيفاً مزعجاً قد تندم على المزاح معها.
لكشف الاسرار التي تختبىء في جوف الارض وقعر المياه ليس عليك الا أن تغوص لتتعرف على مكانٍ تريح فيك أعصابك وتتعرف على عالم نقيٍ وساحر. بعيد عن مناعب اليابسة وغبارها، وزفتها.

“رياضة الغوص من الرياضات التي تحظى باهتمام الدول العربية ورعايتها، الا أنه للأسف في لبنان لا يوجد أي رعاية رسمية لرياضة الغوص بل بشكل خجول عن طريق وزارعة الزراعة، كونها مسؤولة عن الثروة السمكية.” هذا ما قاله نقيب الغواصين المحترفين محمد السارجي في لقائنا معه وذلك بعد أن كان يجري حديثاً عبر راديو الشرق، حديثنا أثار اعجاب الحاضرين نظراً لأهميته:” يجب أن يكون لهذه الرياضة رعاية رسمية لأن فيه فائده وطنية كوننا بلداً سياحياً بالدرجة الأولى، لذا يجب أن يكون برعاية وزارة الشباب والرياضة. الى ذلك من الضروري، انشاء اتحاد لبنان للغوص على أن تكون تحت رعايته كل الأندية الموجودة في لبنان لتنسيق هذه الرياضة وتكون صلة وصل بين النوادي والحكومة لتحديث القوانين وانشائها، وذلك لحمايتها وتشجيعها، الا أنه في ظل غياب هذا الاتحاد لدينا نقابة الغواصين المحترفين في لبنان التي تهتم بكل من يعتاش من البحر، حتى الصياد تعتبره من ضمن هذه النقابة، لذا نحن نقابة عمالية.”
– ألا تولي وزارة السياحة الاهتمام الكافي لهذا النوع من الرياضات؟
” ممكن أن يكون لها ، إلا أنها لم تعطي لنفسها هذا الدور، لكن بالتأكيد البحر المتوسط في لبنان هو مساحة النصف الأهم الذي يحتوي على ثروات طبيعية، وطنية مهمة، هناك حضارات في عمق البحر، فوارات مياه حلوة، ومياه كبريتية، سفن، طائرات وغواصات غرقت، كلها تشكل ثروة لبلد سياحي مثل لبنان.”
– كنقابة ما هو دوركم بالتحديد؟ ماذا تقدمون من خدمات للمنتسبين؟ وما هي شروط الانتساب، وما هو عدد المنتسبين؟
” كما ذكرت نحن نقابة عمالية، ينتسب اليها كل من يسترزق من تحت الماء، تأسست عام 1997، لدينا 700 غواص مسجلين في النقابة، الهواة لاينتسبون اليها لانها فقط للعمال وهي تدافع عن حقوقهم وتدعمهم لتوظيفهم بأفضل الشروط للدفاع عنهم في حال وقوع أي مشاكل، وذلك للحفاظ على المهنة. ” يتابع ليقول:” أنت تعرفين لرياضة الغوص مشاكل كثيرة نتيجة الاساءة للرياضة هي سليمة جداً لكن ممكن الغواص وخاصةً المهني الذي يعمل لساعات طويلة يدخل الى جسمه كمية كبيرة من النيترون (النيتروجين يعني الازوت) ولا يتخلّص منها بالطريقة العلمية، وذلك قد يؤدي الى حالات موت أو شلل. لذا من أهم أعمال النقابة أنه عام 1997 قامت وبطلب من وزارة الزراعة باعادة تأهيل وتدريب الصيادين الغواصين وتدريبهم وتعليمهم جدول الغوص وتحذيرهم من مخاطره اذا اساءوا له، وقد ظهرت أهمية متابعة جدول الغوص بانخفاض نسبة حالات الوفاة أو الشلل لا بل أصبحت معدومة. وأذكر ان شبابنا يعملون باعدادٍ كبيرة خارج لبنان والبطاقة التي نعطيها لهم معترف بها عالمياً، أما شروط الانتساب فبسيطة جداً وهي: أن يكون غواّصاً مهنياً، خضع لدوراتٍ أو يكون له اختصاص بالتلحيم او القص او المساحة، او يكون لدراسة الأحياء البيولوجية، تصوير تحت الماء، تدريب الغوص، بمعنى كل انسان يعتاش من البحر يستطيع أن ينتسب .”
– هل لديهم أي ضمان صحي؟
” كلا، أشكر قيادة الجيش، لأنهم يسمحون لنا باستعمال غرفة الضغط، لديهم في مستيتا مغاوير البحر، أشكرهم جداً لأنهم يقدمون خدمة مهمة جداً للشباب فيعودون ويتعافون. سبق وأرسلنا حالتين في خلال ال 7 سنوات الاخيرة، وكانت احداها صعبة جداً، الا أن الجيش كان كريماً وقد طبب وتعافى مجاناً، نطالب دائماً وزارة الزراعة بضرورة تأمين غرفة الضغط، الا أننا لم نجد آذاناً صاغية.”
– ما هي أهمية غرفة الضغط؟
“هي كناية عن غرفة يوضع فيها الغواص، ويضغط بالهواء وكأنه نزل تحت الماء وذلك لاخراج بقاقيع النيتروجين من جسمه، يضعون غازات مختلطة من الاوكسيجين والنيتروجين، ليعطونه على عمق معين اوكسيجين صافٍ 100% ويخرجون النيتروجين من الدم ليخرجونه بالتالي معافى. هذه الغرفة مهمة جداً وهي اساسية لسياحة الغوص، السؤال الأول الذي يطرحه السائح الغواص، هل لديكم غرفة الضغط؟ هذه الرياضة تجد دعماً في كل انحاء العالم الا في لبنان. نحن كنقابة نعمل للاتيان بهذه الغرفة، مستشفى حمود في صيدا كان قد وافق منذ عدة سنوات على استضافة غرفة الضغط ويعالج الغواصين فيها مجاناً الا أننا لم نستطع تأمين متبرع لها، نتمنى على الدولة تأمين هذه الغرفة لانها جداً مهمة.”
– كنقابة ما هي مطاليبكم من الدولة؟
“اولاً تنظيم المهنة، يعني الزام الشركات التي تحصل على عقود محترمة كي توظف الغواص اللبناني وتحترم حقوقه كافة، ونطالب أيضاً بتأمين غرفة الضغط وتأمين الضمان الصحي للغواصين، شركات التأمين تعتبر هذه المهنة خطرة لذا لا تجرؤ لتنظيم عقود صحية معنا.”
– هل تسعون للاشتراك في بطولات الغوص؟
” في العالم، لا يوجد بطولات في رياضة الغوص، بل هناك أرقام قياسية، في لبنان توصل الغواص محمد ختان الى 155 متراً، كان يخطط للنزول الى 300 متر، وهذا يحتاج الى فريق عمل، بالاضافة الى خطورة الامر، لكن عملنا بطولة مهضومة للصيد الحر، يعني نزول من دون معدات غوص، ذلك في منطقة البترون ربح المباراة شاب لبناني وكان بين المشتركين أجانب.”
– تعليم الغوص محصور بين الأندية الخاصة. هل من سعي لانشاء أندية مدعومة من الدولة لتصبح كغيرها من الرياضات، في متناول كل الراغبين؟
” سؤال حلو، ليس بعيداً أن نحصل على دعم في حال نشوء الاتحاد الذي تحدثت عنه.”
– ما هي قصة شفط المرامل، وكيف تؤثر سلباً على البيئة المائية؟
” انه يشكل خطراً على البيئة البحرية خاصة على الأنهر، ويؤثر سلباً على البنية التحتية وعلى الأبنية القريبة، لأن الشاطىء هو خط الأمان، تتعرض الأرض للانهيار وتتشقق الأبنية المجاورة، كما قد يسبب الى موت السباحين، لانه قد يكون أحد يسبح في عمق معين فجأةً يجد نفسه في حفرة، سبق وقد رأينا نتائجها الكارثية في صور وصيدا، بكل الحالات شفط الرمول خطر، الرمل هو ذهب لبنان ونحن نريده، تلاحظين كيف أصبحنا من دون شواطىء رملية، هي في خطر الانقراض، الى ذلك استعمال رمل البحر غير صالح للبناء.”
– اذا لماذا يشفط؟
” ذهب، يشفطون ذهباً، عم يعملو مصاري كتير.”

الدفاع المدني ضمير لبنان
ونحن نتكلم لغة البحر

– تشاركون في الانقاذ البحري، ما هي الأسرار التي تم الكشف عنها، وساعدتم الدولة على اظهار الحقيقة ولا سيما في تحطم الطائرة الأثيوبية؟
” أنا شخصياً متطوع في الدفاع المدني، واترأس فريق الانقاذ البحري في نقابة الغواصين المحترفين في لبنان، الدفاع المدني ضمير لبنان، ضمير الوطن، يقوم بعمل جليل من دون مقابل، 90% متطوعون، في حادثة الطائرة الاثيوبية، كنقابة الغواصين المحترفين، حددنا لهم وبالطريقة العلمية مكان وجودها، لكنهم لم يستمعوا الينا بل أتوا بالاجانب، نحن نحاول أن نقدم خدماتنا مجاناً لكن أحياناً يمنعوننا من القيام بهذا الواجب. والمؤسف أنه لا يزال 70 جثة في البحر والدولة لم تعطي الاذن حتى اليوم، يوجد أناس مرضى في الوزارات، أجهل أهدافهم.، تصوري شرحنا لهم أين تكون، يوجد غباء لكننا نحن لسنا أغبياء، نحن اولاد البحر ونتكلم لغة البحر، الا أنهم حاولوا تضييع الرأي العام، للأسف لم يجر تحقيق في الأمر وحتى اليوم لم يسمحوا لنا بالنزول الى البحر.”
– لمزيد من التوعية، هل تسعون لعقد مؤتمرات أو محاضرات في المدارس والجامعات؟
” من خلال الاعلام وصلنا الى الناس، الاعلام يغطي كل نشاطاتنا، نحن نقابة الغواصين والاعلام في حالة زواجٍ لمصلحة الوطن ،بالتأكيد نحن نقيم معارض وندوات في المدارس عن البيئة والثروة المائية وذلك لتوعية الجيل الجديد وقد لاحظنا اقبالاً على الغوص حتى في سنٍ مبكر من عمر 10 سنوات.”
– أعرف أنك مخرج ، ولديك شركة انتاح “الشركة اللبنانية للسينما والتلفزيون”، وقد أنتجت أفلاماً وثائقية تتعلق بالبحر. بماذا تختم الحديث عن البحر؟
” أقول للشعب اللبناني، نصف مساحة لبنان بحر، وهذا النصف الأهم وهو يحتوي على ثروات ويحتاج الى حماية وهذه مسؤولية الجميع، وأشجعهم على اكتشاف الثروات والحضارات الموجودة تحت المياه، البحر هو ملجأنا الوحيد وهو مستشفى للأمراض العقلية والنفسية، وأتمنى أن يقدروه ويحترمونه.”

في منتج بورتيميلليو السياحي، الكابتن جان ابي شبل أسهب في شرح قوانين الغوص وحذًّر من نزول البحر عندما يكون الطقس رديئاً، وأشار بدوره الى ان وسائل الاعلام هي التي تشجع هذه الرياضة بينما الوزارة فلا شيء:” لاحظت هلق كيف عم يفتح البحر، اليوم مش مناسب للغوص،” قال ذلك ونحن نتوجه الى المركز المخصص لاعطاء الدروس النظرية بدايةً لينتقل الطالب الى التطبيق.
طالب أتى للاستفسار وآخر فضل البقاء للاستماع الى الحديث لأنه كان بمثابة شرح لأهم الدروس والارشادات التي يجب أن يعرفها كل غواص. تعرفت جيداً على المهنة، الا انني لم اجرؤ على الغوص بعد، الطقس لم يكن مناسباً.
– حلو الغوص؟

” ممتاز”

الغوص وتقنياتها
” من أهم الشروط أن يتمتع بصحةٍ جيدة، وألا يكون لديه مشكلة صحية كأمراض القلب وغيرها، لاننا نتواجد تحت ضغطٍ عالٍ، حتى ولو كان يتمتع بصحةٍ جيدة اذا لم يتبع قوانين الغوص يعرض نفسه للخطر، كثر يأتون مرتعبين، هذا مفهوم خاطىء، الذهاب من هنا الى بيروت قيادةً على الطريق أخطر من الغوص لكن يجب أن يطبق القانون لسلامة نفسه، كما في قيادة السيارة. بداية يبدأ طالب الغوص بالدرس الشفهي النظري، كل ما يتعلق بسلامته، والتغييرات في جسمه، كيف يساعد صديقه ومدة الوقت المسموح له البقاء تحت المياه. أما المعدات التي يجب أن نسلّح أنفسنا بها قد يصل وزنها الى 30 كلغ تقريباً، نحن نثقل على أنفسنا كي نستطيع الغوص، انما في المياه فوزنها لا شيء. وهي كناية عن قنينة هواء مضغوط، BCD ، مجموعة regularساعة وقت، ساعة للعمق، وساعة ضغط القنينة، ضروري الماسك لكي يستطيع أن يرى تحت الماء، سكين في حال علق وpalmettes . طالب الغوص يستطيع أن يبدأ عن عمر 8 سنوات نجري له اختبار التنفس تحت الماء، ليبدأ بمرحلة junior scuba (من 11 سنة الى 15) لينتقل الى مرحلة النضوج adult لكي يستوعب كل القوانين التي نعلمها اياه. بعد ال 18 يصبح مؤهلاً ليدرّب ويعلّم غيره بعد حصوله على الشهادة اللازمة. في البداية يكون التدريب في المسبح piscine، ونشرح له كل شيء عن المعدات وعن البيئة تحت الماء وكل أنواع السمك التي هي بطبيعتها دفاعية وليست هجومية defense not offense (هنا اريد أن أخبرك شيئاً منذ 3 أشهر لا أذكر في أي بلد سمعنا ان احدى الفتيات فيما كانت تمارس رياضة الغوص عضّها قرش، بعد أن تعافت عادت ونزلت وكانت تسبح بينها ، اظهرت الدراسات أن حتى سمك القرش اذا لم يستفز لا يتعدّى على الانسان، أصلاً هو لا يحب دم الانسان، هو يفضل السمك. اذاً لا شيء خطير في البحر الا العوامل الطبيعية وعدم تطبيق قوانين الغوص. قد تكون نزهة لا مثيل لها، يكتشف الغواص مواقع جميلة تحت البحر.”
وعن الشهادات التي تعطى للتلاميذ بعد الاختبار يقول:” بالنسبة للشهادات التي نعطيها معترف بها دولياً.”
أما عن اقبال الفتيات على الغوص فيقول:” كثيرات وهن يفاجئنني بشجاعتهن حتى هناك فتيات أقوى وأكثر شجاعة من الشبان. نحن نعلم الجميع كل شيء انما عليهم ألا يخافوا والا يتوقف تفكيرهم.”
– هل أنتم ضيوف مزعجين للحيوانات البحرية التي تعيش بعيدة عن المتاعب البشرية؟
” علينا ان نحترم البيئة التي نلجأ اليها، مثلاً لدي أخطبوط صديق لي، عندما نزلت في البداية هرب مني، لكن ما أن داعبته ووضعته على يدي بقي معي كل الوقت. حية البحر ليست مسمة لكن لديها أسنان مؤذية، انزل وأطعمها.”
– ماذا تفعلون لتحريك هذه الرياضة؟ وتثقيف الناس؟
” الكابتن سمير يزبك هو فعّال ونشيط، وبمبادرةٍ منه، قمنا بجولة على عددٍ كبيرٍ من المدارس ليس لحثهم على تعلم الغوص، انما بهدف توعيتهم اذا مارسوا هذا الأمر من دون دراسة، كذلك قيادة الزوارق والسباحة وتثقيف العالم بضرورة الابتعاد عن مناطق الغوص.”
هنا يتدخل مدير النادي الرياضي باسكال عطالله ليضيف:” هنا أريد أن أسأل من من الذين يتولون قيادة اليخت لديه شهادة licence تسمح له بقيادته، كذلك الأمر بالنسبة ل Jet ski من يقودها يجب ان يكون راشداً، انما الحكاية ليست ثقافة، بل أصبحت قضية مال، كل من لديه “جيت سكي” يؤجرها حتى لغير البالغين، وهذا لا يجوز.”
– لأي مدى عملكم مهم في الانقاذ البحري؟
” نحن بحاجة للمعدات في الحالات التي يكون فيها الموج عالياً، ليس لدينا زوارق مجهزة تتحدى موج البحر، الكابتن سمير يزبك يصرف من حسابه الخاص ليشتري معداتٍ علماً نحن متطوعون، من ماشي عم يعمل شي.”
– من ينزل الى البحر ماذا يكتشف؟
” جميل أنك تعملين شيئاً لا يستطيع اي شخص القيام به، قليل من الجرأة تدخلين الى عالمٍ ساحر، يلزمك الخطوة الاولى، وكل غطسة تتمّز عن غيرها حتى ولو كانت في المكان نفسه، والغوص ليلاً أمر رائع، الى ذلك يوجد مغاور، وحطام سفن وبالتعاون مع الجيش اللبناني أخذنا ملالات وأنزلناها، كما يوجد غواصة سوفلور. تشعرين بالهودء ولذة الا أننا كما ذكرت يجب أن نحترم البيئة التي ننزل اليها، نرى أسماكاً غريبة رائعة، وهي كلها حيوانات لا تؤذي.”
– لكن من قتلت ستيفن صياد التماسيك كانت سمكة؟
يجيب على الفور الكابتن باسكال عطالله:” اعترض طريقها 4 مرات، بمعنى انه استفزها لذا دافعت عن نفسها.”

جولتي يومها لم تنتهي هنا انما تابعت قيادةً وليس غوصاً نحو Bel azur في جونية، لمقابلة السيد غبريال سعد ليشرح لنا التعليمات التي يجب على مستأجر ال “جيت سكي” التقيد بها ، علماً أنه علق ورقةً يشرح فيها الممنوع والمسموح به لركوب هذه المكنة التي يحبها عشاق البحر فقال: اولاً يجب أن يكون قد بلغ ال 18 سنة، واذا كان عمره 16 سنة يسمح له شرط موافقة الأهل، ويرافقه monitor ، لأن اغلب الحوادث تحصل في هذه الاعمار. يجب أن تقاد ال “جيت سكي” باستعمال الرأس اولاً ثم اليدين. ومن التعليمات التي نزودها به، هي عدم الاقتراب من الشط يجب أن يكون على بعد 500 متر. ونحن من هنا نراقبه اذا ما وجدناه يخطىء، نلحق به ونأتي به.
خبرتي في البحر عمرها 11 سنة، الاقبال على ركوب ال jet ski الى تزايد، خاصة عندما تكون المكنة حديثة ، نصيحتي لكل هواة البحر الا يصعدوا عليها اذا كانوا في حالة سكر، أنا شخصياً لا اؤجر لمن اشم منه رائحة الكحول، لكن كنت اتمنى أن يكون لدينا على الأقل لجنة تنظم عملنا، لأن القصة فلتانة.”
في النهاية أقول أن لبنان هو فعلاً جنة على الكرة الارضية، ميّزه الرب عن باقي الدول بطبيعته الفريدة، نتمتع بمناخ جميل وطبيعة خلابة براً وبحراً، لذا ضروري التمتع بما لدينا وضروري ألا نضع بأيدينا نهايةً لحياتنا، لذا من الضروري من يريد ممارسة هوايته او الرياضة البحرية التي تهواه، بالتقيّد بالشروط المطلوبة. ليكون يومه جميلاً.

تحقيق: سميرة اوشانا
( مجلة المروج)