YOUTUBE
Twitter
Facebook

صحيح أن القانون أبعدها عن الكتابة لفترة غير قصيرة الا انه على الرغم من شغفها بدراسة القانون وملاحقة المجرمين والمطالبة بحقوق المظلومين لم يستطع إخماد ولع الكتابة الكامن بداخلها.

الزميلة ندى عماد خليل بعد مرور 15 سنة على اول مسلسل من كتابتها “بين السما الارض” انتهت من تصوير مسلسل “لو ما التقينا” الذي هو من كتابتها، كان معها هذا اللقاء الموسع والشيّق.

مؤخراً انتهيتم من تصوير المسلسل” لوما ما التقينا”، الذي هو من بطولة يوسف الخال وسارة ابي كنعان وعدد من الممثلين الكفوئين، حدثينا عن هذه الثنائية بين الخال وكنعان.

ماذا أخبرك عن ثنائيّة يوسف وسارة؟ هما رائعان معاً، يجمعهما انسجام كبير، ولديهما من العفوية ما يجعل الطابة تتنقل بينهما بخفة وسلاسة، سواء لدى تصوير مشاهدهما وحدهما أم مع الممثلين الأخرين، الذين كما قلتِ عنهم كفوئين، وهم أيضاً على درجة عاليّة من الاحتراف، وجديرين بكل احترام وتقدير. كما أن وجودهما في الكواليس أضاف نكهة خاصة، فسارة متواضعة لا تفارق الابتسامة وجهها، كذلك يوسف الذي يحاول دائماً أن يشيع جواً من الألفة والود والإيجابيّة بينه وبين كل فريق العمل، هذه الأمور انعكست على العمل  بالتالي على النتيجة على الشاشة ايجاباً!

أخبرينا عن تعاونك الاول مع شركة الانتاج “غولد فيلمز” التي تولت انتاج المسلسل، هل كانت سخية بتأمين مستلزمات العمل؟

سعيدة بالتعاون مع شركة “غولد فيلمز”، خصوصاً وأنها تقدم أولى أعمالها “لو ما التقينا”، ويفرحني ان يكون من كتابتي، وأتمنى لها النجاح والاستمراريّة، كون القيّمين عليها يستحقون ذلك، أولاً لجديتهم في العمل وثانياً لطريقة معاملتهم الراقيّة، وثالثاً لسخائهم على الإنتاج، فهم لم يوفروا أمراً يحتاجه العمل إلا وقدموه على أكمل وجه.

مرت 15 سنة على اول مسلسل كان من كتابتك “بين السما والارض”، لتطلي علينا في مسلسل “لوما التقينا” الذي هو من كتابتك. ما هو سبب هذا الغياب في الوقت الذي تشهد الدراما اللبنانية نشاطاً ملحوظا؟

الغياب لم يكن عن قصد، دراستي الجامعيّة للحقوق أبعدتني عن مجال الكتابة والصحافة لفترة لا بأس بها. علماً أنني عملت في مكتب محامي الدولة سابقاً رفيق غانم لسنوات عدة، لأقرر بعدها أن أعود إلى الصحافة التي بدأت حياتي المهنيّة من خلالها. ومن أسباب الغياب أيضاً عملي في مجال التلفزيون كمعدة برامج ومنسقة ضيوف الذي يتطلب الكثير من التفرغ.  كنت بين وقت وأخر أكتب حلقات عديدة من مسلسل ما وأتوقف ، إلى أن قررت أن أعطي وقتاً أكثر للكتابة.  يالاضافة الى “لو ما التقينا”، سيصور مسلسل “العناق الأخير” الذي هو ايضاً من كتابتي، من انتاج المنتج والمخرج ايلي سمير معلوف. وأنا سعيدة جداً بـ “لو ما التقينا” الذي سيبصر النور قريباً .

أخبرينا باختصار عن حكاية المسلسل؟

الحكاية متشعبة وتدور على أكثر من محور، يغلف حياة بطلها الغموض والمعاناة، اللذين من خلالهما نلج إلى حالات اجتماعيّة عديدة ضمن العائلة الواحدة ومن يمت إليها بصلة. قصة حب جمعت بين البطلين من النظرة الاولى، ليتزوجا ويواجها معاً مصاعب في حياتهما، يتغلبان عليها حيناً وتغلبهما أحياناً. كما  سنرى صراعاتٍ نفسية لشخصيات تتأرجح بين الخير والشر. لن أغوص في التفاصيل لأترك للمشاهد كشف مجريات الاحداث التي تقصدت أن تكون متتاليّة وبعيدة عن الملل!

لا شك أن المنافسة شديدة بين الدراما اللبنانية والعربية ولا سيما المختلطة، ما هي عناصر القوة التي سينافس بها “لو ما التقينا”؟

لن أتكلم عن النص، بل سأقول إن الإنتاج السخي هو أحد هذه العناصر، والتحدي الذي وضعه المخرج إيلي رموز نصب عينيه ليُنجز عملاً جيداً، فهو مذ قراءته الاولى للنص رسم الخطوط العريضة ليعمل بعدها على أدق التفاصيل لإيصال المطلوب. وأيضاً الاهتمام الكبير الذي أولته المنتجة المنفذة للعمل المخرجة كارولين ميلان،فوضعت كل إمكاناتها وخبرتها الطويلة فيه منذ اللحظة الأولى، وجعلته شغلها الشاغل لتصل به إلى النجاح. كل ذلك، توّج من خلال الكاستينغ الرائع الذي يضم يوسف الخال وسارة أبي كنعان ويوسف حداد وفيفيان انطونيوس ونعمه بدوي ورندا كعدي ونوال كامل وعصام الاشقر وعماد فغالي وختام اللحام  وطوني عاد ولارا خوري وجوزف حويك ونتاشا شوفاني وميرنا مكرزل وفيصل اسطواني وجاين قنصل وقاسم منصور وجوانا جعجع ومارون عساف وغيرهم. وجودهم أضاف إلى العمل وأغناه.

الى ذلك، أن المحبة والشغف اللذين خيّما على أجواء التصويرهما من عناصر القوّة، فكل ما تقدمينه بحب لا بد أن يصل إلى الناس بشكلٍ جيد.ناهيك عن فريق العمل الذي أعطى من قلبه، والتصوير المحترف والإضاءة لسليم حداد، والماكياج والمؤثرات الخاصة  (SFX) اللذين تولتهما صاحبة الأنامل الذهبيّة لينا حليس.

كونك صحافية وممثلة في الوقت نفسه، الى أي مدى هذا الامر ساعدك لمعرفة ما هو المطلوب انتاجياً؟ وبالتالي وضعت كل ما تفتقده الدراما من مواضيع وحبكة في نصك؟

بداية أود أن أوضح أنني لم أفرض ولا مرة  نفسي كممثلة، ومشاركاتي التمثيليّة هي من باب الهوايّة والمتعة ليس أكثر،علماً أنني وقفت لأول مرّة على خشبة المسرح تمثيلاً حين كنت لا أزال على مقاعد الدراسة مع الراحل ابراهيم مرعشلي في مسرحيّة “باي باي يا وطن”، وأيضاً مع الراحل نبيه ابو الحسن، وشاركت في مسلسلات عدة منها “عزيزتي مروى” و”عريس العيلة الدايم”. ومؤخراً، كانت لي اطلالات صغيرة في مسلسلات ايلي معلوف أخرها “حنين الدم” ، ومشاركة أيضاً في مسلسل “غربة” لليليان البستاني، بالاضافة الى مشاركة في “لو ما التقينا” بدور صغير لكنه مؤثر في مجريات الأحداث. أما الصحافة فهي مهنتي، وكوني أتابع الدراما وأكتب عنها، لا بد لي أن أكون على إطلاع ومعرفة بألاوضاع الإنتاجيّة وما يتعلق بها. لكن لا أستطيع أن أقول إنني وضعت كل ما تفتقده الدراما من مواضيع وحبكة، بالتأكيد حاولت جاهدة أن أقدم مادة جيّدة والأهم هو أنني عملت بشغف وحب، وأتمنى أن تلقى أعجاب المشاهد، فهو بالنتيجة الحكم الأول والأهم، إلى جانب الصحافة طبعاً.

غالباً ما يطلب الممثل للعب دورشخصية سبق وقدمها ونجح فيها فيعتمد في كل عمل يطلب فيه هذا النوع من الشخصية، هل هذا الامر يؤثر سلباً على الممثل أو أن عليه أن يقدم شيئاً جديداً حتى ولو كانت الشخصية ذاتها على أن يقدمها بطريقةٍ مختلفة؟ مثلاً الشرير، او المعقد نفسياً ….

مؤسف أن يُعلب الممثل في إطار واحد أو شخصيّة محددة، وهذا الأمر بالتأكيد يؤثر سلباً عليه، حتى وإن قدم الشخصيّة ذاتها بطريقة مختلفة. كتبت مراراً عن هذا الأمر، ربما السبب هو الاستستهال وعدم اعتماد الكاستينغ. بمعنى إن نجح ممثل ما في أداء شخصيّة معينة، كالشرير مثلاً، يُستعان به لأدوار الشر والإجرام بشكل دائم، وإن نجح في دور الطيب، لا تُسند إليه إلا أدوار الطيب والمحب والمغلوب على أمره. برأيي الممثل يجب أن يؤدي جميع الأدوار ليعطي أكثر .

الى أي مدى الصحافي يستطيع أن يكون صادقاً في أرائه بالأعمال الدرامية، اذا كان في الوقت نفسه مضطراً للتعاون  مع المخرجين والمنتجين والممثلين؟ 

عندما يكون صادقاً مع نفسه ويبدي رأيه بعيداً عن التجريج أو بقصد الايذاء أو الانتقام. لا يزعج الاخرين، خصوصاً حين يكون صائباً ولا نيّة سيئة خلفه. من ناحيتي، لم أعمد يوماً إلى استعمال قلمي بغيّة ايذاء أي أحد أو الانتقام لأمر شخصي، وقد حصل مرة خلاف بيني وبين أحد المنتجين، لكن ذلك لم يمنعني من الكتابة والاشادة بعمل ناجح قدمه، والأمر نفسه حصل مع أحد الممثلين. منذ بداياتي قررت أن أكون مهنيّة في عملي سواء في الصحافة أم في أي مجال آخر، ولم أسمح مرة بتجاوز الخطوط التي وضعتها لنفسي، فمن يحترم قلمه يبادله قلمه الاحترام.

حالياً أنت منكبة على كتابة “رواية” أخبرينا عنها.

لقد انتهيت من كتابتها، لكنني قررت أن أرجئ إصدارها لكي لا يتزامن مع مسلسل “لو ما التقينا”. وأيضاً لأنني بانتظار أن تنهي ابنتي هنادي خليل الرسومات الخاصة بها، من الغلاف والرسوم الداخلية.

لا شك أن الوضع الاقتصادي أثر سلباً على القطاع الدرامي، هل هذا الامر من الطبيعي أن يؤثر على نوعية الانتاج والكتابة والآداء التمثيلي؟

ان تأثُر القطاع الدرامي بالوضع الاقتصادي المتردي في لبنان ليس جديداً، والقيّمون عليه يعملون بجهود فرديّة، فالدولة لم تكن يوماً مهتمة بالشأن الدرامي، أو غيره من أنواع الفنون. إلى ذلك ان سوق البيع محصورة بالمحطات الأرضيّة، حتى وإن كان بعض الشاشات العربيّة بدأ يهتم بالدراما اللبنانيّة لكنه لا يؤمن كلفة الإنتاج. لذا، من الطبيعي أن يؤثر على الإنتاج والكتابة، لأن المنتج يعمل أغلب الأحيان تحت سقف معين إنتاجياً، ما يجعل الكاتب أحياناً يبتعد عن كتابة مشاهد تحتاج إلى مبالغ كبيرة لتصويرها، لكن إن قارنا عدد المسلسلات التي تُنتج في لبنان في السنة الواحدة بعدد المسلسلات التي تُنتج في مصر ، لوجدنا أن البلدين يتساويان من حيث كمية الإنتاج وذلك نسبة إلى عدد السكان في كل منهما. ففي لبنان 4 ملايين نسمة، بينما مصر  99 مليون نسمة، إذا أنتج لبنان 10 مسلسلات في السنة وانتجت مصر 60 مسلسلاً تكون النتيجة متقاربة. أما بالنسبة إلى الآداء التمثيلي، قد يحتاج الممثل أحياناً أن يشارك في أكثر من عمل في وقتٍ واحد من أجل تأمين مردودٍ مادي يعيل به نفسه وعائلته. الى ذلك،  غالباً ما يتم تصوير عدد كبير من المشاهد في يومٍ واحد من أجل التوفير،وهذا الأمر قد يحتاج إلى السرعة في العمل ما يؤثر على الممثل ويرهقه!

في احدى المقابلات مع منتجة عربية، بررت اعتماد نجم عربي ونجمة لبنانية في الاعمال المشتركة، الى أن هذه الخلطة بين الفنان السوري الذي لهجته “دفشة” واللبنانية بلكنتها الناعمة تضمن نجاح العمل. ما هو تعليقك؟

لا أعتقد ذلك.لا أحد يضمن نجاح أي عمل قبل عرضه. أنظر بشموليّة إلى الأمر، وبرأي أن الفنان سواء كان رجلاً أم امرأة، يجب أن يتمتع بالقبول لدى الاخرين و”بشعطة خاصة” لكي ينجح بغض النظر ما إذا كان لبنانياً أم سورياً أم مصرياً. هناك الكثير من المسلسلات التي كان أبطالها نجوم لبنانيون وبطلاتها من سورية أو مصر ونجحت كثيراً، وبالتأكيد العكس صحيح. علماً أن قد يكون صحيحاً ما يُقال حول أن الممثلين اللبنانيين الشبان يعانون من بعض الغبن، لكن الرهان عليهم لا بد أن يكون ناجحاً جداً كما هو الحال بالنسبة إلى الممثلين السوريين والمصريين، والأمر مؤكد، من خلال أعمال عديدة سورية ومصرية كان نجومها لبنانيون، واليوم يشاركون في أكثر من بطولة في الدراما السورية والمصرية.

بالاضافة الى الماديات، غالباً عندما نطرح السؤال حول مشكلة الدراما اللبنانية يكون الجواب المشكلة في الكتابة لماذا برأيك؟

في مجتمعنا هناك الكثير من الحالات التي يمكن الكتابة عنها في الدراما، والأمر يحصل في عدد لا بأس به من المسلسلات. لدينا كتّاب ترفع لهم القبعة قدموا ولا يزالون يقدمون أعمالاً قريبة من الواقع ومنبثقة منه. ربما أحياناً يُحتم على الكاتب أن يراعي الإنتاج كما سبق وقلت لك، لكن القصة الجميلة تفرض نفسها سواء كان الإنتاج ضخماً أم لا، وإن قمنا بجولة على المسلسلات التي عُرضت في السنوات الاخيرة لوجدنا أن معظمها جيد. بدون أي شك، في جميع أنواع الفنون هناك أعمال ناجحة وأخرى فاشلة،علماً أن كثرة الانتاجات يُعد أمراً صحيّا. اللافت أن العديد من المواضيع التي كانت تُعتبر محرمة على الشاشة، أصبحت اليوم مسموح بها، وهذا الأمر يفتح المجال أكثر أمام الكاتب للخوض في غمار المجتمع وعمقه، وكثر يعمدون إلى ذلك.

ماذا عن السينما هل تفكرين بخوض هذه التجربة؟

بالتأكيد أفكر بخوض هذه التجربة بجدية، وبدأت أرسم سيناريو كوميدي على أوراقي.

من الملاحظ مؤخراً باتت الأعمال المعروضة تتناول المواضيع البوليسية والغموض، هل برأيك أن المشاهد ملّ من قصص الدراما والغرام الكلاسيكية؟

المشاهد لم ولن يمل من قصص الغرام سواء الكلاسيكية أم غير التقليدية، وما يؤكد ذلك أن كل المسلسلات مهما كان نوعها تتخللها قصة حب. نحن شعب عاطفي، يبحث عن الخيال والحب وعما يحرك مشاعره من خلال المسلسلات، يبحث عما ينقله إلى عالم العشق ويبعده عن الحيّاة المضنيّة التي يعيشها على كافة الصعد. صحيح ما تقولينه حول أن المواضيع البوليسية والغموض هي الغالبة على الدراما اليوم. برأي الدراما موضة، مثلها مثل أي شيء أخر في الحياة، والموضة اليوم تتجه نحو ذلك، ربما من باب تقليد الغرب أو لأن هذا النوع من المسلسلات يحتم السرعة في الأحداث ويخلق تفاعلاً أكبر عند المشاهد مع الأبطال. فهو يتعاطف مع الطيبين والمظلومين ويخاف عليهم، وينقم على الأشرار ويكرههم.

السؤال الاخير، ماذا تتابعين حالياً؟

لست أدري إن كان “نتفلكس” نعمة أم نقمة. لا أكاد انتهي من مشاهدة مسلسل حتى أنتقل إلى أخر، لكن ذلك لا يبعدني عن مشاهدة الدراما اللبنانيّة. أتابع “حنين الدم” و بدأت بمشاهدة مسلسل “العودة” واستمتع بذلك، وسأنتقل إلى مشاهدة “سر” و “ما فيي-2″  و”عهد الدم” و”العميد” تباعاً من خلال المواقع الاكترونيّة.

سميرة اوشانا

اقرأ الآن