YOUTUBE
Twitter
Facebook

194A6595

هكذا ابتلع الممثل بديع أبو شقرا العمل بأكمله، فامتص كل الأخطاء وما أكثرها، بحضوره المارد.

وهكذا، استطاعت الكاتبة الذكية كارين رزق الله أن تنجح عملاً هزيلاً من الناحية التقنية والاخراجية، وتحصد نسبة مشاهدة مرتفعة حسب احصاءات المؤسسة اللبنانية للارسال. من خلال تطرقها لمشاكل المجتمع اللبناني.

لا شك ان نص كارين رزق الله يمس شريحة كبيرة من المشاهدين  لا سيما جمهورها الذي اكتسبته من سلسلة “مرتي وأنا  و “عيلة ع فرد ميلة” وغيرها من الأعمال التي كانت تعرض في وقت  تستطيع متابعتها نسبة عالية من المشاهدين لا سيما الأطفال منهم.

طبعاً “مش انا” التي ستبيّض الطناجر وتكتب ما ليست مقتنعة به…

طبعاً  هذه انا التي تشجع الدراما اللبنانية  من دون  أن أكون شاهدة زور…

طبعاً هذه أنا التي تصفق لكل عمل ناجح أو أي ممثل ناجح، لذا، صفقت بكل قوة ومطولاً للنجم بديع أبو شقرا الذي أنقذ العمل بقدراته التمثيلية العالية، وأندريه ناكوزي التي أتقنت دورها الى حدٍ كبير ومقنع.

Badih Abou Chakra Mesh Ana

عندما يحمل النجم همّ المسلسل، أقصد بذلك النجم بديع أبو شقرا الذي من خلال حضوره يضمن أي عمل وزر والنجاح في مباراة “الرايتنغ” التي تتنازل في حلبتها عادة الاعمال التي تعرض في شهر رمضان. كأنه يريد بذلك أن يقول لمشاهديه، ” كرمالي غضو النظر…”

194A6568

” مش انا” المسلسل الذي نال أعلى نسبة المشاهدة حسب احصاءات المؤسسة اللبنانية للارسال، شهد نهايات سعيدة. كما توقعها ويريدها أطفال لبنان الحالمين بالسلام.

المواضيع المطروحة في نص كارين رزق الله  حياتية أتت استكمالا للعمل الذي عرض  السنة الماضية ” قلبي دق”  مع الممثل الذي أمّن بدوره نجاح العمل يورغو شلهوب.

ذكية هي كارين رزق الله لأنها تعرف جيداً كيف تختار النجم الذي يلعب البطولة الى جانبها.

لا شك أن النص الذي  استمال المشاهد اللبناني الى متابعته  لانه يشبهه بمواضيعه المطروحة، من مشكلة الايجار القديم  علماً انني لا أتعاطف معهم على الاطلاق، “انو الواحد بيتو مهرهر بدو يريّش من قيمة الايجار، ما هني طلعوا حق البناية ع مليون مرة قبل ما يوصلو لهون…”،  الى عقدة السمنة ورفض الزوج لمهنة زوجته الراقصة التي لا تتقن الرقص على الاطلاق، ومرض السكري لدى الأطفال  وآنسات غير متزوجات ( كي لا أقول عوانس) وتكاليف التخصص الجامعي الباهظة، والفقر الذي بات يهدد المجتمع اللبناني على الرغم من مظاهر الرفاهية التي غالبيتها هي قروض وديون…

Mesh Anna 1

بعض المشاهد التي غالباً كان المخرج غائباً عنها، معتمداً على خبرة الممثلين ما اضطر كل واحدٍ منهم يقوم بدوره حسب كفاءته وخبرته التمثيلية من دون أي ادارة تذكر، عكست تأثيراً عاطفياً وكان لها دلالات ورسائل ثمينه تمس الوجدان ومنها:

عودة “هناء” الابنة التي يرفض الوالد السماع باسمها الى حضن والدها وبيت أهلها الدافىء والمصارحة الصادقة ودموع طلب السماح والمغفرة  بين الصديقتين نادين” اندريه ناكوزي” التي أتقنت دورها وهناء ” كارين رزق الله” التي تريد أن تبرهن للجميع أنها كما هي ممثلة كوميدية كذلك هي ممثلة جدية في الدراما اللبنانية  وتفّهم الزوج الغيور والمدمن على الكحول لمهنة زوجته واقتناعه بضرورة رضوخه للعلاج  وطبعاً النهاية السعيدة لبطلي العمل. ويا ريت كل النهايات في الواقع كانت كذلك.

وهكذا استطاع المشاهد من خلال” مش أنا” أن يتابع رومانسية باتت مفقودة في الحياة الواقعية المبنية فقط على المصالح والغايات.

Carine Rezkallah Mesh Ana

وغابت عنها أشياء…

 

ولكن، يا ليتها تناولت في روايتها للمشاكل المتعددة الشق الاكثر الماً: مسألة الايجارات المرتفعة التي تهلك المواطن اللبناني، حتى لم  يعد باستطاعته استئجار غرفة وتوابعها التي توازي كلفة ايجارها  3 رواتب من  افراد العائلة الواحدة.

يا ليتها تناولت بمقابل هاجس السمنة هاجس النحافة المرضية.

13770347_10157224966930215_3672134893485282975_n

يا ليتها تناولت بمقابل هاجس تكاليف الاقساط الجامعية الخاصة الباهظة، هاجس رفض عددٍ كبير من الطلاب في الجامعات اللبنانية الشبه مجانية.

ولكن، كما ذكرت ان النجم بديع ابو شقرا حمل هم العمل على كتفيه فكان القلعة والحصن المنيع لكل الهفوات والأخطاء والنقص التي ألّمت بهذا العمل، من الصوت الى الاضاءة الى ضآلة أو على الاصح فقدان ادارة الممثل. فكان الغياب الكلي للمخرج واضحاً وضوح الشمس….

مثلاً، لم أفهم لماذا عندما كانت تتحدث كارين رزق الله كان عليها أن تصدر أصواتاً  من شفتيها،  وكأنها تمضغ طعاماً، ألسنا نعلم الأطفال فن اللياقة والتهذيب وذلك بعدم إصدار الاصوات  من فمهم الصغير لدى الاكل، فكيف بالاحرى لدى التحدث!؟  علماً هذا الخطأ ربما المقصود حملته معها منذ مسلسها السابق “قلبي دق”. ما القصد من ذلك؟  هل تريد أن تتميّز “بفن التحدث الحديث” مثلاً عن غيرها، لا أعلم أين اللذة او النجاح في هذا الامر غير اللائق؟

لكن، من ناحيةٍ أخرى أحببت  كارين التي تشبه أي فتاة عادية ولا تشبه “نساء باب الحارة” المدججات بالسليكوم والنفخ، “شو عملو فيكون أطباء التجميل يا ممثلات حلب وأهل الشام؟” أحببت فيها  الحفاظ على كيانها والابتعاد عن التزلف والمبالغة في عمليات التجميل. لكنني على الرغم من ذلك أفضلها ككاتبة أكثر من ممثلة.

في النهاية أقول، مرةً ثانية، برهن الجمهور اللبناني أنه يفضل الأعمال اللبنانية على الرغم من النقاط الضعف التي يعاني منها بعض الاعمال، إلا أنه يفضلها على الأعمال المختلطة لا سيما تلك التي لا تكون مقنعة.

13627240_10157223695905215_3794318365480249678_n

ومرةً أخرى أقول لن أعلق على أي شخصية من شخصيات هذا العمل لان بديع أبو شقرا كان بمثابة الحوت الوحش الذي يبتلع كل من حوله، فلم يتسن التعليق على باقي الشخصيات.

لكن ، رودريغ سليمان الذي أحببته كثيرا في “وأشرقت الشمس” كان من الافضل ان تبق سمشه شارقة بعدم  المشاركة في هذا العمل الذي استدرجه  الى مكان ممثلٍ من الدرجة الثانية….فهو تليق به أدوار القادة الكبار.

أما ريتا عاد فسؤالي لها: ألم تتعب من الهمس والوشوشة طوال الحلقات!؟

اندريه ناكوزي ننتظر منك المزيد من الأدوار الناجحة، فأنت ممثلة بكل معنى الكلمة.نظراتك تجيد كل التعابير.

مرةً أخرى برهن جمهور الرايتنغ أنه يفضل الاعمال السهلة والخفيفة ولا يريد أن “يحك رأسه”.

194A6904

سميرة اوشانا

اقرأ الآن