YOUTUBE
Twitter
Facebook

11

“ما رح تقطع” قالها الأب عبدو ابو كسم، موجّهاً كلامه لحفلة مشروع ليلى التي من المقرر احياؤها يوم 9 آب في مهرجانات بيبلوس الدولية، التاريخ الذي قد يشهد تحرّكاً شعبياً عند مدخل ميناء جبيل الأثري لمحاولة منع الفرقة من القيام بمشروعها الذي يتضمن “إهانات بحق الديانة المسيحية، والتغني بالشذوذ الجنسي”.

8806765_1563799429

وفي هذا الاطار، أصدر المكتب الاعلامي في ابرشية جبيل المارونية بياناً جاء فيه: “بعد الاطلاع على أهداف فرقة “مشروع ليلى” ومضمون الأغاني التي تؤديها والتي تمس بغالبيتها بالقيم الدينية والانسانية وتتعرض للمقدسات المسيحية، تشجب مطرانية جبيل المارونية شجباً قاطعاً إقامة الحفل المقرر في 9 آب 2019 في مهرجانات بيبلوس الدولية، فجبيل مدينة التعايش والثقافة لا يليق بها استقبال حفلات مماثلة على أرضها وخصوصا أنها تتعارض بشكل مباشر مع الإيمان المسيحي والخلقيات الدينية والانسانية”.

وأكد رئيس “المركز الكاثوليكي للاعلام” عبدو ابو كسم، في حديث لإذاعة “صوت لبنان” أن المركز ومنذ حوالى 10 أيام، كان منكبّاً على دراسة ملف فرقة “مشروع ليلى”، التي “تهين المقدسات” في بعض أغانيها، وتشكل “إساءة وخطراً” على المجتمع. وتابع: “قمنا باتصالات مع نواب وفاعليات جبيلية، بالاضافة الى مسؤول رفيع في لجنة مهرجانات جبيل، وسيكون لنا موقف حازم ككنيسة، وإذا لزم الأمر سنلجأ الى القانون، فلا يجوز، تحت ستار الحريات، أن نهين الديانات”، مشيراً الى “اعتراضات من المرجعيات الروحية الاسلامية أيضا على هذه الفرقة”. وأضاف أبو كسم أن “الكنيسة لن تسمح بأي مشروع أو حفلة تهين مقدساتنا الدينية”، و”ما رح تقطع“…

وكان الاب تيودورس داوود سبق وقد نشر كلمةّ مصورة من خلال فيديو عبر الفايسبوك ناشداً القيمين على مهرجانات بيبلوس بإيقاف هذه الحفلة “لأنها تمس الايمان المسيحي”.

أما حامد سنّو أحد أعضاء الفرقة والذي يكتب ويغني أغاني الفرقة، وسبق وأعلن عن “مثليته الجنسية” فقد علّق على الحملة بالقول: “للأسف في كمية تطرف هائلة وبلبلة على الفاضي. ومن لمّا نقلت ع نيويورك ما عم لحق حك راسي. ح إلغي صفحتي متل ما هيي لأن بصراحة زهقت من هالمومعات. طبعاً أكتر شيء مضحك بكل هل بلبله، إنو أنا بس حطيت مقال ع صفحتي بيتعلق بالمغنية madonna وكان في بالمقال صورة، لا أنا عملتها، ولا أنا كتبت المقال. وكمان في بلبله على كم meme، كمان لا أنا كتبتهم، ولا أنا رسمتهم. بقى مش عم بفهم لوين وصلنا؟ حرية تعبير ما في، (ماشي، هاجرت متلي متل نص البلد يلي مش حامل كمية القمع والتطرف) بس حتى حرية القراءة؟ طب ما تسكرو الانترنت كلها فرد مرة مش أسهل؟ واضح إنو محاولات المنع مش من ورا مقالات بقى وحياتكن حاج تتخبو ورا صوابعكم. بعدين يللي عاملينلي فيها انهم عم يحموا أخلاق البلد، اقل شي بالأخلاق الواحد ما يكذب، لذلك بلا نفاق وكذب وحاج تنشروا اكاذيب انني انا يللي صنعت هذه الأشياء بمحاولاتكم التافهة بإيثار فتن اخلاقية ورعب جماعي. بعدين عيني ما بأمن بوجود الشيطان بقى كمان لاقو شي جديد تخوفوا العالم فيه لان في صعوبة بأن الواحد يعبد ما لا يؤمن بوجوده“.

من ناحيةٍ أخرى قال نائب رئيس بلدية جبيل جوليان زغيب لـ”النهار” إن لجنة مهرجانات جبيل التي ترأسها لطيفة اللقيس هي التي اختارت هذه الفرقة، وأضاف: “رأينا الحملة على الفرقة في مواقع التواصل الاجتماعي، ونتابع الموضوع مع اللجنة والمعنيين في وزارتي السياحة والثقافة، وعلى ضوئها سنتخذ القرار، فإن ظهر أنّ هناك ما يسيء إلى الاديان والمجتمع، فبالتأكيد سنعمل على إيقاف الحفل، وإن ظهر أنّ الحملة لا أساس لها من الصحة، وكانت هناك موافقة من الأجهزة الأمنية والوزارات، فإن الحفل سيُقام”، في حين رفض المحامي روفايل صفير وهو أحد أعضاء لجنة مهرجانات بيبلوس الدولية التعليق على الموضوع.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فرقة مشروع ليلى لمحاولات منع، سبق وأن مُنِعت في الأردن أو مصر، بسبب رفع علم ألوان قوس قزح التي ترمز الى المثلية، ففي حزيران عام 2017 قرر وزير الداخلية الاردني غالب الزعبي منع إقامة حفل “مشروع ليلى” كان مزمعاً إحياؤه في العاصمة الأردنية عمان في 27  حزيران (2017) بحجة احتوائه على فقرات “تستفز المشاعر العامة”. وقال الزعبي إن “هذا القرار جاء نظراً لما يقام في هذا الحفل من فقرات تستفز المشاعر العامة بالاضافة الى ردود الأفعال الغاضبة من المواطنين عليه”. وتحوّل المنع في الأردن الى قضية رأي عام ذات أبعاد سياسية. وعلى الرغم من أنها ليست المره الاولى التي يتم فيها الغاء حفلة لمشروع ليلى في الأردن، إلا أنه هذه المرة اتخذ منحنى اكثر عنفاً بدعوة من بعض النواب لمنعه بالقوه إذا لم تمنعه الحكومة، ومنحى آخر تكفيرياً بدعوى أن هدف الفرقه تكفير الجمهور والدعوة لدين جديد وعبادة إله جديد إلى جانب الدعوة للمثلية الجنسية.

وفي أيلول من العام نفسه، قررت نقابة المهن الموسيقية في مصر، منع اقامة حفلات “مشروع ليلى” في البلاد بعد رفع عدد من جمهورها أعلام المثليين في حفلة بالقاهرة، ما أثار جدلاً واسعاً. وقدّم محام مصري بلاغاً للنائب العام ضد الفرقة. وشمل البلاغ أيضاً الشركة المنظمة والراعية، والمدير المسؤول عن مول “كايرو فيستيفال سيتي”.

 

سميرة اوشانا

اقرأ الآن