YOUTUBE
Twitter
Facebook

كتبت سميرة اوشانا

 

يبقى المسرح من أصعب الفنون الدرامية الذي يتطلب الكثير من التحضير لدعوة الجمهور الى مشاهدة عروضٍ فنية على خشبةٍ يتفاعل مباشرةً مع الممثلين.

وفي هذه العملية بالذات مع مسرحية “بالهوا سوا” تحديداً، أثبت السيناريو أنه سيّد الأعمال الفنية الذي على أساسه يبنى العمل إما ينجح فيلقى رواجاً وشهرةً أو يفشل فينطفىء.

في مسرح “دوار الشمس” وعلى مساحة “أربعة أمتار مربعة للتحدث” عرضت 3 أعمال كل واحدة لا تتخطى 20 دقيقة، على مدار 4 أيام. المسرحية الاولى “سلطة” تمثيل منير شليطا وعلي بليبل، من كتابة واخراج ليال غانم وهشام أسعد وسامر سركيس.

تلتها مسرحية “بدي غيّر” تمثيل ماريان صلماني وفاطمة بزّي، من كتابة ماريان صلماني واخراج حمزة عبد الساتر.

أما المسرحية الاخيرة والتي هي موضوع هذا المقال “بالهوا سوا” تمثيل لمى مرعشلي وسامر سركيس، من كتابة جورج عبود.

كتب جورج عبود سيناريو من صلب المجتمع بحوارٍ عميق وخفيف الظل في الوقت نفسه جعل الجمهور مسمّراً ومستمعاً لكل كلمة تفوه بها الممثلان الرائعان لمى مرعشلي التي أكدت صحة المثل الذي يقول “لي خلف ما مات” وسامر سركيس الذي بدوره أثبت من خلال آدائه أنه ممثل يمتلك كل المقومات التي تخوّله للوقوف ليس فقط على خشبة المسرح انما أمام الكاميرا في أعمالٍ درامية تحتاج لهذه الخامة من الممثلين.

استطاع الثنائي لمى مرعشلي وسامر سركيس تجسيد سيناريو جورج عبود بكل أمانة وبطريقةٍ جداً ظريفة أضحكت الجمهور طوال العرض على الرغم من وجع المضمون، فحظيت بتصفيقٍ حار من قبل الحضور.

في نهاية هذا المقال أريد أن أقول، كان خوفي دائماً أن يفقد الفن اللبناني وهجه وبالاخص المسرح بعد رحيل الكبار وغياب المسرح الراقي الذي اعتاد اللبنانيون على مشاهدته، كمسرح “شوشو” و”أخوت شناي” و”مروان نجار” وابراهيم مرعشلي، و”جورج خباز” وغيرهم من المسرحيين الذين نقلوا المسرح اللبناني الى أعلى المراتب، بعد النكسة الاقتصادية والأمنية التي يمر بهما لبنان، إلا أن أيمان الشباب اللبنانيين من نوعية ومستوى هذه الثلاثية (عبود – مرعشلي – سركيس) تجعلنا ألا نفقد الأمل بالفن اللبناني.

من الضروري عرض مسرحية “بالهوا سوا” على خشبات مسارح لبنان من شماله الى جنوبه.

 

 

 

 

 

 

اقرأ الآن