YOUTUBE
Twitter
Facebook

لا شك أن الشعب الذي لا يحافظ على إرثه وتاريخه يفقد هويته حتماً إما جراء التهجير قسراً من بلده الأم أو طوعاً بغية البحث عن فرص الحياة في بلاد الاغتراب.

والشعب الاشوري هو من أكثر الشعوب الذي تعرض للاضطهاد إما بغية محو أو سلب تاريخه وتجييره لشعوبٍ أخرى، أو بسبب كونه أول من أعتنق الديانة المسيحية ونشرها في العالم، أسباب عدة أدت الى ترك الاشوري وطنه الأم أي بلاد ما بين النهرين، (العراق اليوم) ليسجل انتشاراً واسعاً في بلدان العالم.

إنما، وعلى الرغم من قساوة الواقع، الاشوري بقي صامداً في مواجهة  للمخطط الخبيث الذي كان ولا يزال يرسم له، ألا وهو محو أو إبادة تاريخه المشرف.

ومن بين هذه الخطوات الجبارة هو اقتراح طالبة “علم الاثار” فيفيان برخيا في أطروحتها تأسيس “متحف لكنيسة المشرق الاشورية” لتبحث وتغور فيه لأنه مشروع أساسي للحفاظ على تاريخ الكنيسة والشعب الاشوري.

وتناولت فيفيان برخيا في أطروحتها التي قدمتها  لشهادة “علم المتاحف، قسم “علم الآثار والفنون الجميلة”، وناقشتها مع المعنيين لجدية وأهمية المشروع الذي لا مفر منه وتمهيد الطريق أمام هذا المشروع لأنه خطوة أساسية للأجيال المقبلة، ومما جاء فيها :”إن تأسيس متحف لكنيسة المشرق الآشورية الرسولية الجاثلقية المقدسة، (المعروفة باسم “كنيسة المشرق الآشورية”) ومجتمعها، ضروريّ وجدير بالاهتمام لأنه يمهّد الطريق للحفاظ على إرثها الثقافي وتاريخها وتقاليدها والمصنوعات اليدوية (الموروثة والمكتسبة) للأجيال المقبلة. بالإضافة إلى أنه يروّج لهذا الإرث العرقي فيجذب الشباب الآشوري للاهتمام بميراثهم التاريخي والمحافظة عليه.

وكوني حفيدة لاثنين من اللذين بقيّا على قيد الحياة من الإبادة الجماعية، رأيت هناك الحاجة والالتزام للبحث عن معلم لإحياء ذكرى أجدادي، للحفاظ على تراثهم ورواية قصصهم، قصة التضحيات التي قُدمت والألم والحزن وفقدان الأحباء وفقدان الميراث والتفاني في إيمانهم والحفاظ على لغة المسيحيين القُدامى وإرادة الاستمرار في القيام بذلك على الرغم من العقبات والتحديات المؤلمة على مر الزمن.

عانى المسيحيون الآشوريون من كوارث شديدة خلال الحروب الدولية العديدة والوطنية والصراعات السياسية والتطهير العرقي والتمييز. لقد تعرضوا وما زالوا للإبادة والنفي، ما أدى الى تبعثر ثقافتهم ووجودهم.

سيكون هذا المتحف معلماً بارزاً يحضرالتاريخ ويصبح واقعاً من خلال الخوص في حياة الماضي وتجاربه. ويمكن تحقيق هذا المشروع في المستقبل القريب الذي من شأنه أن يعرض ويروّج للعالم تاريخ وثراء ونضال الطائفة الآشورية وكنيستها التي تكافح من أجل البقاء، بعد أعقاب الإبادة الجماعية التي تحملتها هذه الطائفة على أيدي الأتراك في الحرب العالمية الأولى ومع مختلف اساليب التهجير والتهديدات اليومية لوجودها، حتى يومنا هذا على يد الجماعات الإرهابية وإجبار الآشوريين على الفرار إلى اللاعودة.

يعتبر إنشاء مشروع المتحف الافتراضي مكسبًا مهمًا في المستقبل القريب لأنه، من خلال معرضه الدائم، سيحافظ على المخطوطات الليتورجية لكنيسة المشرق الآشورية، (والتي الأغلبية يعود تاريخها من القرن الثامن عشر حتى القرن العشرين الميلادي)، التي نجت من الاضطهادات والصراعات المحليّة. كما يهدف المتحف، إلى التعريف بالمخطوطات والكتب النادرة وحفظها والمحافظة عليها باتباع الأساليب العلمية الصحيحة لتوريثها للأجيال المقبلة.

يتكون المعرض الدائم أيضًا من معرض ثانٍ يحتوي على لوحات أو عرض قسم للقطع الأثرية الشخصية والصور العائلية مصحوبة بشهادات ولقطات تاريخية تتعلق بالإبادة الجماعية.

إلى جانب ذلك، ومن خلال عروضه المؤقّتة، سيروّج المتحف لبعض من التراث الثقافي والتقليدي. كما سيوفّر تجارب تعليمية وتفاعليّة وفريدة غنيّة بالمعلومات، للشباب وللراشدين على حدٍ سواء.

تتلخّص رؤية المتحف، في تركيز كل الجهود والموارد البشريّة والمادية لخدمة الزائرين والباحثين، من خلال هندسة المبنى أو طريقة عرض التحف والإرث الآشوري وغيرها.

يمكن اعتبار هذا المتحف، بخلاف التاريخي، متحفًا تذكاريًا وقد يربط في المستقبل جميع الكنائس السريانية الشقيقة معًا لإنشاء متحفٍ مدمجٍ لجميع طوائف كنيسة المشرق لأنهم جميعًا من نسل كنيسة المشرق. وسيخصص لتثقيف الجمهور وإحياء ذكرى الأحداث التاريخية والإبادة الجماعية التي عادة ما تنطوي على فظائع جماعية على مدى قرون.

يهدف المتحف إلى أن يتم بناؤه ماديًا وفعليًا، مع خطط للمعارض والفعاليات المتنقلة من أجل الوصول إلى الشتات الآشوري في جميع أنحاء العالم. وسيشمل مركزًا للبحث والمعرفة للمسيحيين الآشوريين وغير الآشوريين على حدٍ سواء، والسكان المحليين والأجانب الذين يسعون للتعرف على التراث والثقافة واللغة والطقوس الدينية وتاريخ الكنيسة.

أقترح إيواء المتحف ضمن مشروع البناء الجديد المرتقب للمجمع البطريركي، وهو مكان رمزي للآشوريين في مدينة أربيل شمال العراق.

سيكون المتحف المقترح علامة فارقة في إحياء قصة على المسرح العالمي ليراها الجميع ويختبروا واحدة من أقدم الكنائس في العالم ومجتمعها الذي فقد وطنه وحقوق جغرافيته الوطنية.”

هذا ما جاء في أطروحة برخيا، وفي دردشة عن التقاليد والزي الأشوري والدبكة الاشورية أكدت:” أننا نملك ثروة كبيرة من الفنون، منها تنوع في الدبكات والأزياء التي تأثرت بها الشعوب المحيطة بنا فبدت قريبة أو مشابهة لأزيائنا. قد يجهل الجيل الجديد ما نملك من الكنوز لذلك، أرى أنه من الضروري للحفاظ على تقاليدنا وتراثنا ولغتنا أن نقيم هذا المتحف ويكون بذلك مرجعاً لجيل الشباب على أن يكملوا المسيرة. أنا مع التطور لكن مع الحفاظ على التراث والتقاليد والتاريخ.”

كما أشارت الى التنوع في الدبكات الاشورية ومعانيها وهي:

1- دبكة تولاما : وهي كلمة مختصرة معناها هيا لنسير إلى القتال .

2- دبكة شرا : أي أنه حان وقت المعركة ومواجهة العدو .

3- دبكة أزين لتاما : وترمز إلى التصميم والعزيمة والإرادة في الوصول إلى الهدف المقصود حيث تقوم الفتيات بدور المشجعات للشباب السائر إلى هدفه .

4- دبكة دم دما : هو أسم قلعة تقع في غرب إيران وتم الهجوم عليها أثناء الحرب العالمية الثانية وتم احتلالها من قبل مجموعة من المحاربين الآشوريين , وتمثل على المسرح بفرقتين واحدة تمثل المدافعين وأخرى المهاجمين .

5- دبكة خكاخسيا : وهي رقصة المبارزة بالسيف والترس المعروفة في مناطقنا .

6- دبكة شيخاني : وهي رقصة تؤدى في أيام البرد وتتميز بحركاتها السريعة التي تنشر الدفئ والحرارة في جسم الراقصين .

7- دبكة باريو : وهي أشتقاق من برياثا وتعني بالسريانية البراري كما تدعى رقصة الراعي وتمثل فرح الناس بالخير والعطاء في جو الطبيعة الخلاب بجماله حيث تنفلت الروح من عقالها فتترنح برشاقة وحيوية على إيقاع الطبيعة وأنغام مزمار الراعي .

8- دبكة ارابانو : تؤدى في المناسبات العامة والاستعراضات والأفراح وتؤديها مجموعة من الفتيان والفتيات .

9- دبكة كوله : ترمز إلى رقصة الربيع حيث تروى قصة واقعية حيث يقال أن ثلاثة فتيات زفت في يوم واحد وعند الاحتفال انتقلوا من قرية إلى أخرى فمروا بين جبلين ومن صدع قرع الطبول أنهار الثلج من الجبلين على المحتفلين حيث قضوا حتفهم ولم يتم العثور على جثثهم حتى فصل الربيع ولذلك ففي كل ربيع تؤدى هذه الدبكة احتفالا بذكرى أولئك الضحايا .

10- دبكة باكية : وهي تعبر عن فتاة تتدلع إذ أن باكية هو أسم الفتاة حيث يتكرر ذلك الاسم في جميع مقاطع الأغنية المعبرة عن الجمال والفتنة في تلك الفتاة .

11- دبكة بيدا : وتعني الحب الوحيد وهي عاطفياً ترمز إلى حب فتاة وحيدة لا يقبل غيرها ومعناها ( أحب فتاة واحدة فقط ) .

12- دبكة تنزاره : وهي رقصة الشاطئ وتعني لنذهب إلى الشاطئ وتؤديها مجموعة الرقص على شاطئ النهر مبتهجين بجمال الطبيعة .

13- دبكة خاصادي : وهي رقصة الحصاد وترمز إلى الفرح الغامر بالخيرات التي تم جنيها من الحقول .

14- دبكة خكا دمادن : تعني احتفال الساحة إلى جانب رقصة خكاخسيا تمثل فرح المحاربين بالنصر .

15- دبكة باسو : رقصة فرح تؤدى في الأفراح العامة والمناسبات والأعراس .

16- دبكة صيادة : ومثل رقصة الصيادين وفرحهم بالفوز .

فيفيان برخيا في الزي الاشوري (خومالا) كانت ترتديه الفتاة الأشورية في الاعراس والمناسبات السعيدة

 

 

سميرة اوشانا

 

 

 

 

اقرأ الآن