YOUTUBE
Twitter
Facebook

thumbnail_الراحل مارون سمعان

ة الأميركية في بيروت (AUB) برحيل عضو مجلس أمنائها وخريجها مارون سمعان الذي تبقى ذكراه تحيا في الجامعة وتروى من جيل إلى جيل مآثره الخيرية وخدمته اللامعة التي لم تعرف حدوداً.

وكان رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري قد توجه إلى أسرة الجامعة ببيان نعى فيه الراحل وقال: “كان مارون عظيماً ومتواضعاً. عمله وأثره سيتردد صداهما عبر العصور. وسننفّذ ما رغب به من خلال منهجنا المطوّر في الكلية التي تخرج منها والتي ستحمل اسمه إلى الأبد. وسوف نتابع عمله الجيد بطرق هامة أخرى أيضا، وعلى خطاه، وسنحاول أن نستحق دائما ثقته الوطيدة بنا”.

في العام 2017، أطلقت الجامعة الأميركية في بيروت إسم مارون سمعان على إحدى أكبر وأنجح كلياتها إكراماً لرؤيويته وصداقته للجامعة، بعد أن تبرّع للجامعة بأكبر منحة فاعلة في تاريخها. فأصبح اسم هذه الكلية “كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة”.

كان مارون سمعان، رجل أعمال ناجح و مؤثّر بشكل مذهل. وكان رائداً في خدمة المجتمع ومواطناً ملتزماً. سخاؤه الخيري الملهم غيّر حياة أعداد لا تُحصى من البشر. وقدّم السيد سمعان ومؤسسته، التي أنشأها في العام 2011، دعماً حيوياً في مجالات التعليم والاستشفاء والرعاية الاجتماعية، مع التركيز على الشرق الأوسط.

وكان مارون سمعان قد انتُخب إلى عضوية مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت في العام 2013. وخدم جامعته الأم بتميّز وتفاني، واستخدم مهارته في الأعمال وحبه الكبير للجامعة كمنطلق من أجل مساعدة الجامعة في سعيها لتحقيق طموحاتها الكبيرة لتحقيق مستقبل أكبر تأثيراً والتزاماً.

وقال رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فيليب خوري: “الجامعة اليوم حزينة لخسارة طالبها وخريجها وعضو مجلس أمنائها ومِثالها ومُحسنها مارون سمعان. مارون آمن بقوة بتأثير التعليم ودوره في إعداد المواطن القائد، وشغفه بالجامعة الأميركية في بيروت وخدمته لها كانا من غير حدود. ومن الضروري أن يستمر ميراثه على مر العصور، وأن تتخرّج أجيال من المهندسين والمعماريين من الكلية التي تخرّج منها، والتي باتت اليوم تحمل اسمه”.

لقد آمن السيد سمعان بقدرة التعليم على التغيير. وهو نفسه حصل على منحة دراسية مكّنته من الدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت. فتخرج منها في 1977 مع بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية. ومزوداً بما نال من معارف في الجامعة، انتقل إلى الخليج لمتابعة مسيرته المهنية.

وبعد التخرج، شغل السيد سمعان العديد من المناصب القيادية في مجالات النفط والغاز والبنى التحتية والأشغال المدنية. ثم انضم في العام 1991 إلى شكة بتروفاك وساعد في نموها من شركة صغيرة إلى لاعب دولي في صناعة هندسة النفط والغاز. كما شارك السيد سمعان في تأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية، وكان عضواً في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في الشارقة.

وبعد تبوّئه العديد من المناصب القيادية في شركة بتروفاك الدولية، بما في ذلك رئيس مجلس إدارتها، تقاعد مارون سمعان من الشركة في العام 2013، وصبّ جهده على ريادة الأعمال في مجال الطاقة المتجددة والاتصالات والعقارات.

سخاء السيد سمعان للجامعة الأميركية في بيروت كان استثنائياً، فدعم دائماً المنح الدراسية للطلاب، وزمالات الدكتوراه، والبحوث المبتكرة. وبالإضافة إلى ذلك، كانت مؤسسة سمعان واحدة من الشركاء الاستراتيجيين للجامعة الأميركية في بيروت في الذكرى السنوية المئة والخمسين لتأسيسها، وقدمت هدية كبيرة لمركزها الطبي، فأطلقت الجامعة إسم والدي السيد سمعان الراحلين، طانيوس وثريّا سمعان على مركز جراحة العيادات الخارجية.

وفي 16 كانون الثاني 2017، في حفل إطلاق حملة  BOLDLY AUB للريادة والابتكار والخدمة، تحدثت نور، ابنة مارون سمعان عن إيمانه بتأثير وضرورة خدمة الإنسانية من خلال العمل الخيري.

وقالت: “والدي كان يتساءل دائما كيف يمكن لشخص ما أن يهنأ بالنوم على وسادته، فيما يعجز أحد جيرانه القريبين أو البعيدين عن تغطية نفقاته. هدفه الأساسي كان توفير بيئة مناسبة للطلاب والباحثين عن المعرفة. وطموحه كان ضمان توفّر الرعاية الطبية، وتشجيع مشاريع التنمية حيثما دعت الحاجة، واعتبر ذلك مساهمته في إضاءة شمعة في ظلام الشرق الأوسط”.

وعند سماع أعضاء هيئة التدريس في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة وطلابها، بنبأ وفاته، تجمّعوا لتحية هذا العملاق الذي سيستمر في إلهام هذا الجيل والأجيال القادمة بإرثه من القيادة العميقة والخيّرة .

 

اقرأ الآن