YOUTUBE
Twitter
Facebook

??????????

البلدان المتقدمة هي تلك التي تؤمن بقدرات شعبها وتعمل لتطويرها، كذلك الدراما المتفوقة هي التي تثق بنجومها وكتابها ومخرجيها ونقادها واعلامها.

على الرغم من كل ما تعرضت ولا تزال تتعرض لها الدراما اللبنانية  من هجومٍ وانتقاداتٍ إلا أنها لم تحبط ولم تتراجع لا بل أثبتت وجودها وتفوقها على الدراما المختلطة الهزيلة وغير المقنعة، وما شاهدناه من أعمال لبنانية في شهر رمضان 2017 كان خير دليل على أن المشاهد اللبناني يريد عملاً يشبه بيئته ويشارك همومه ويتحدث لهجته، الامر الذي أدى الى تراجع مفعول ال  Pan arab ولو كانت في بعض الأحداث واقعاً حقيقياً في البلدان العربية لا سيما بعد الحروب الاخيرة التي يشهدها العالم العربي.

بالعودة الى الدراما اللبنانية، وتحديداً مسلسل “لآخر نفس” للكاتبة كارين رزق الله المتمسكة بصفتها كممثلة بقوة، حيث لا مجال للتنازل عن الدور الاول الذي تكتبه لممثلة قد تنافسها على ما يبدو و”السما زرقا”.

“قلبي دق” (اخراج غادة دغفل) و”مش أنا” (اخراج جوليان معلوف) و”لآخر نفس” (اخراج أسد فولادكار) آخر عمل من “سلسلة كارين رزق الله” المتقاربة على الأقل من ناحية النهج الذي اتبعته منذ كتابتها الاولى للعمل الدرامي.

اذاً، بصوتٍ خافت تستمر كارين في لعب أدوار بطولة أعمالها، فمن غيرها يفهم عليها لتنفذ ما تريد!؟

??????????

ذكية هي كارين، في العمل الاول استعانت بممثل من الدرجة الاولى تلهث خلفه المعجبات “يورغو شلهوب” وفي العمل الثاني استعانت بالممثل الذي لا تقل نجوميته عن شلهوب بديع ابو شقرا، لتستكمل بمسيرتها المتعاونة مع النجوم “غير شكل” لتختار من لائحة الاسماء الصف الاول رودني الحداد الذي تعشقه “نساء الدنيا” على ما أظن.

هنا لا أدري ما اذا كان “الكاست” صائباً في اختيار رودني هذا الممثل المميّز الذي لا مجال ان تعشق زوجته رجلاً آخر وهو الذي يختصر رجال الدنيا؟ ربما لو لعب هذا الدور ممثل يشبه الرجل التقليدي والروتيني، كان سيكون مقنعاً اكثر من رجل تحسدها عليه زميلاتها.

 

الرجل يخرج منتصراً من معركة الخيانة

??????????

” Bravo tu as gagne et moi j’ai tout perdu  ” ، كل الرسالة وصلت في الحلقة الاخيرة، استطاعت كارين مع رودني وبديع أن تقطع أنفاس المشاهد وتجعله يعلن حرباً على الرسائل التي تكمن في نصها الى حين عرض الحلقة الأخيرة ليكتشف المشاهد أنه ظلم كارين ككاتبة وأنصفها كممثلة، لكن الرسالة وصلت، وهي أن الرجل اذا خان لن يخسر شيئاً، أما المرأة فهي التي لا تزال على الرغم من مظاهر التطور بأكملها في القرن ال 21، إلا أنها تخسر كل شيء، عائلتها ومركزها وعملها ومنصبها وكل ما له علاقة بالكرامة أما الرجل فيخرج من معركة الخيانة منتصراً.

2

عندما تم الاعلان عن بدء تصوير مسلسل “لآخر نفس”، صممت المتابعة وتابعت، جميع من عمل في هذا العمل كانوا نجوماً والحكايات المتراكمة لبنانية، استطاعت كارين تجميع المشاكل البيئية والاجتماعية والثقافية كلها في هذا العمل، بدءاً من أزمة الصحافة المكتوبة الورقية الى  الشغف والحب خارج نطاق الزواج (كارين رزق الله و بديع أبو شقرا)، الانجاب من دون الزواج (ريتا عاد)، الام التي لا تستطيع إعطاء جنسيتها لاولادها وقضية الشاب الفلسطيني الذي لا يحق له ممارسة المهنة التي تخصص بها، أحاسيس الحب والعلاقة العاطفية بين امرأة ورجل متقدمين في السن (رندة كعدي وغبريال يمين) تحرش الاقارب…. مواضيع عديدة سكبت كارين مفاعيلها في هذا العمل وكأنها أرادت أن تعالج التعقيدات بأكملها التي يتخبط فيها البلد والمجتمع اللبناني، في هذا العمل وكأنه الاخير لديها (لا سمح الله).

19030509_10154401915471721_1103186821290057159_n

التواضع للكبار فقط

في اتصالٍ هاتفي مع المخرج أسد فولادكار قلت له:” لقد أحببت كثيراً رندة كعدي أنتظر مشاهدها لقد أحببت دورها الكوميدي كذلك ريتا عاد هذه المرة الاولى التي أصفق لها، علماً أنها سبق وشاركت كارين بأعمالٍ عدة، أما غبريال يمين فهذا الممثل هو نقطة ضعفي لقوة آدائه، هذا الرجل أينما يحل وأي دور يجسد يكون ملكاً وممتلئاً.” أجابني:” أخبري رندة وريتا بذلك ستفرحان كثيراً.” ففعلت، لتقول لي الممثلة القديرة التي كانت نجمة الدراما هذه السنة رندة كعدي“كنت خائفة ومترددة لكن المخرج أسد فولادكار شجعني وأخرج مني هذه الشخصية التي أتمنى أن أكون عند حسن ظن المشاهدين.”

19665683_10159050519915327_294897268285232538_n

هذه هي رندة كعدي الممثلة الكبيرة التي تتحلى بصفة التواضع مهما علا شأنها، على كلٍ التواضع هو من شيّم الكبار، وهو للكبار فقط.

بإختصار “لآخر نفس” تابعته كاملاً وأحببت شخصياته ومواضيعه المتعددة ولو أنها صيغت بطريقة “الوعظ” الممل، كان من الافضل أن تبتعد عن هذا الاسلوب الروتيني وأن توصل الرسالة بأسلوبٍ أكثر سلاسة.

“لآخر نفس” يسبب بإشكال بين الجيران

أما بالنسبة للصوت الخافت في مشاهد كارين بغالبتها، لا أعرف اذا ما كانت كارين تقصد تعذيب المشاهد، وكأنه عقاب له، إما عليه أن يضع السماعات كي يسمعها او أن “يلعلع” صوت التلفزيون حتى يأتي الجيران ويلعلعون بدورهم “يا خيي وطيلنا صوت التلفزيون أحلى ما نطلب الدرك، أنا بدي احضر مسلسل الذي أختاره أنا وليس أنت” صدقاً هذا ما حصل مع أحد  الجيران.

الصوت الخافت في كل أعمال كارين ما هو سره؟ الجواب “انها الحميمية”.

أما المخرج أسد فولادكار الذي ظهر في مشهدٍ قصير وأدار نفسه كطبيبٍ فبدا ممثلاً تليق به الأدوار الكوميدية، لما لأ، وهو صاحب كاريزما مميزة.

index

فولادكار الذي نال مؤخراً جائزة الموركس دور كأفضل مخرج سينمائي لفيلمه “بالحلال”، عرف كيف يريّح الممثلين ليعطوا أفضل ما لديهم، هذا ما كان واضحاً، فعلى الرغم من بعض المشاهد التي ربما كان مبالغاً بها كمشهد الفتيات النميمات في مكاتب الجريدة، ومشاهد “ريتا عاد” التي تكررت في مشاهد عدة لا سيما “مسألة لوحاتها”. إلا انه أبتكر ثنائيات (كعدي ويمين) وثلاثيات (كارين وريتا وكارمن) في هذا العمل الذي لاقى استحسان الجمهور على الرغم من الهجوم الذي تعرض له من ناحية موضوع الخيانة الزوجية غير المبررة.

18922042_10154401915421721_5853868866528875867_n

فالثنائي رندة كعدي وغبريال يمين  شكلا ثنائياً رائعاً بعفويتهما الكوميدية، من الجيد أن يكتب لهما عملاً جديداً، فهما قيمة مضافة لأي عملٍ يشاركان فيه.

ريتا عاد أحببت هذه الشخصية على الرغم من بعض ال “over  ” في تجسيد الدور إلا أنها كانت ظريفة مع ملاحظة تشمل المشهد الذي جمعها مع الممثل القدير مجدي مشموشي حين قال لها “انه لا يريد أن يخطب، لمفاجأتها أنه يريد الزواج” ردة فعلها كانت باردة وغير عفوية…

??????????

أما بالنسبة لرودني حداد المشارك في البطولة الثلاثية الى جانب بديع ابو شقرا وكارين رزق الله، في الواقع لقد صدمني لم أشأ أن أراه في دورٍ مماثل فهو تليق به أدوار أكبر وأوسع. وهذا الدور لم ينصفه كممثل من الدرجة الاولى.

بدوره،  بديع أبو شقرا الذي يجيد لعب أدوار الشغف بدا وكأنه لا يزال يتابع مسلسل “مش أنا” من ناحية الآداء والاحساس والعشق والغرام. كذلك كارمن بصيبص كانت مقنعة وشكلت ثلاثية مقنعة كشقيقة لكارين وريتا .

بدت الممثلة صولانج تراك مقنعة بتجسيد دور الزوجة الغيورة والقلقة على زوجها.

أما بالنسبة لأغنية المسلسل ، فتماما كما فعلت أغنية رامي عيّاش في مسلسل  “أميرالليل” كذلك،  أغنية “ضمني بعد” صقلت العمل بما تحمل من أحاسيس تشبه مواضيع  العمل المتشعبة .

باختصار العمل كان كتلة من الأحاسيس. عرف الممثلون التعبير عنها بإدارة مخرج قريب جداً من فريق العمل أسد فولادكار وممثلة وكاتبة تعرف جيداً كيف تضرب على الوتر الحساس. لكنها لم تعرف بعد كيف تحسن اوتار صوتها ليسمعها المشاهد من دون معاناة.

 

سميرة اوشانا

 

 

 

 

 

 

اقرأ الآن