YOUTUBE
Twitter
Facebook

thumbnail_kifik7

إن فقدان المعايير الأخلاقية وتفشي ظاهرة المخدرات بين الشباب، هما إحدى النتائج السلبية للحرب اللبنانية. كذلك، جهل الأهل في طريقة تعاملهم مع أولادهم. الأحكام

 

المسبقة والمفاهيم التي تتحكم بالعلاقة بين الرجل والمرأة. مواضيع تطرق اليها  المخرج ميشال جبر وجسدتها منفردة على خشبة المسرح الممثلة نيللي معتوق  .

thumbnail_kifik10

تدور الحكاية عن ليلى الممثلة، التي  إبتعدت عن مهنتها خلال فترة حبلها، عاشت حالة الإكتئاب بعد الولادة، إلا انها قررت أن تعود الى حياتها المهنية والمشاركة في تجربة تجسيد  شخصية  امرأة بدينة تكره جسدها لدرجة الاحتقار، فتحدت هذه المشكلة باللجوء الى علاقات جنسية فوضوية وضياعها أوصلها الى تعاطي المخدرات، للتعويض عن عقدة نقص رافقتها طوال حياتها.

1

بناء على  طلب من المخرج، تبدأ بالإرتجال حول هذا الموضوع، فتغتنم الفرصة لمراجعة حياتها. لتغوص في عمق المشكلة، بأسلوب البسيكودراما، يتميز بأداء يجمع المتناقضات.

إنها سيرة حياة امرأة تسكن فيها نساء عدة مزقهن تفكير المجتمع الضيّق.

thumbnail_kifik13

من الناحية الاخراجية، الذكورية والنسوية، الحرية والعبودية الانثوية  الجنسية، المخدرات كوسيلة منحرفة للتعبير عن الذات أو للتعويض عن نقص، كل هذه المواضيع عالجها المخرج ميشال جبر الذي غاص في مكنونات المرأة ومعاناتها، طبعاً ليس سهلاً أن يغوص الرجل الى داخل مشاعر المرأة ويتفهمها ويعالجها بهذا العمق، لكن جبر استطاع ذلك  بأسلوب الغروتسك” السيكولوجي، الذي يجمع بين تناقضات المسلك الانساني…”

كما تميّزت المسرحية اخراجياً بالاسلوب الذي اعتمده المخرج  في البداية، أي المدخل الى صلب الحكاية، بالحوار الذي أجراه مع شخصية ليلى مصورةً على الشاشة تكمل لاحقاً بجسدها المطواع مسرحياً مباشرة على خشبة المسرح.

 thumbnail_kifik8

نيللي الممثلة التي تعود الى جمهورها، تعرض عضلاتها التمثيلية بكل ثقة تواجه جمهورها مباشرةً، ليس بعيداً أو صعباً على ممثلة تمتلك كل المقومات لا سيما صوتها الاوبرالي الذي استعانت به مذكرة بذلك جمهورها، أنها فنانة شاملة. لقد استطاعت أن تلتقط المشاهد طوال الوقت وأبقته مشدوداً نحوها بكل حواسه حتى النهاية.

لكن ما الجديد في الحكاية؟  مواضيع  المسرحية المتنوعة ليست جديدة ، بل سبق وعولجت مراتٍ عدة إن على المسرح أو في الدراما.  إلا أن المميّز في هذا العمل هو الانسجام الكامل بين المخرج والممثلة أي  بين النص والجسد، فالآداء كان بأقوى حالاته والمخرج خرج راضياً عن ممثلته التي اختارها لهذا العمل.

2

مسرحية تصب في خانة المواضيع الجريئة، التي يختبىء خلفها المجتمع تماماً كما تخبىء النعامة رأسها في التراب.

مسرحية تستحق المشاهدة.

 

سميرة اوشانا

 

 

 

 

 

اقرأ الآن