YOUTUBE
Twitter
Facebook

36274705_2296143613759038_2907147097897697280_n

  • مقالتك أعجبتني، سأنشرها في موقع

Magvisions،

أردت اعلامك قبل نشرها، قلت ذلك صباح اليوم للصحافي والاستاذ حبيب يونس، تمتعت بقراءة ما كتبت عن استاذنا الذي غاب تاركاً خلفه صحافيين أكفاء يفتخر بهم.

حبيب: معك كارت بلانش.

هذا هو سر خريجي كلية الاعلام، يتمتعون باسلوبٍ سلس في سرد حكاياتهم وذكرياتهم وكل ما يتعلق بالاحداث والاخبار من دون ملل.

صحيح أن كل من يتعلم يتقن الكتابة، انما الكتابة هنا لها طعم خاص.

حبيب: الله يخليكي

****

وهذا ما نشره الزميل حبيب يونس  على حائط صفحته

احتفلت كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، بيوبيلها الذهبي. وأعدَّت كتابًا تولته الدكتورة الصديقة دنيا جريج، عن تاريخها وأعلامها وخريجيها. طلب إليَّ أن أكتب عن اثنين من أساتذة الكلية، العميد غريغوار موراديان واستاذ إميل داغر.
أنشر اليوم مقالتي عن موراديان… وقد دفعني أكثر إلى النشر، صورة له من أرشيف أحد الزملاء، يتوسط طلابًا وأساتذة في باحة فرع الكلية في فرن الشباك (عام 1977)، وقد بدا وسط الجميع بهندام أسود وبشعره الأبيض، وبدا معه الدكتور محمد عصام شمبور (سترة بيضاء والدكتور لبيب بطرس، ومن بين الطلاب الآنسة غابي لطيف إلى أقصى يمين الصورة.)
وإليكم المقالة:

أيًّا تكن النَّظرة إليه وإلى مكانته وشخصيَّته، يبقَ في نظري طفلًا في هيئة رجل. طفل آتٍ من حكاية أو من أسطورة، كأنَّه إحدى شخصيَّات والت ديزني المحبَّبة.
غريغوار موراديان العميد والأستاذ، أكثر من رافقنا من أساتذة كلِّيَّة الإعلام في ثلاث من سنواتها الأربع، في موادِّ اللُّغة الفرنسيَّة.
في نظريَّات الإعلام، كان الطَّليعيَّ الرُّؤيويَّ العارف المطلِّع. ذات مرَّة، دخل الصَّفَّ، حاملًا إلى حقيبته، وهو يجرُّ رجليه جرًّا – هي ميزة مشيته – آلة تسجيل ذات بكرة، وأخرج ثلاث بكرات، وأدارها وراح يسمعنا إيَّاها الواحدة تلو الأخرى. سمعنا شارل ديغول، وأدولف هتلر، وجمال عبدالنَّاصر، كل منهم يخطب في مناسبة جماهيريَّة… توقَّف عند أداء كلٍّ منهم، شارحًا الظَّرف السِّياسيَّ للخطاب، وراح يشير إلى مكامن ضعف الصَّوت وقوَّته، وصلابة الموقف وتراجعه، والرَّسائل الواضحة والمبطَّنة في كلِّ خطاب.
كانت الحصَّة الأجمل في الكلِّيَّة… كانت أجمل درس اعتمدتُه لاحقًا في وقفاتي المنبريَّة وفي الإلقاء والحضور. والفضل لذاك الأرمنيِّ الذي أحبَّ لبنان حتى نخاعه الشَّوكيِّ، والذي انتمى إلى حزب الكتائب، وبقي مخلصًا لسيِّدة أرمنيَّة، حالت ظروف الحرب دون التقائهما دومًا، وإذ اقتصرت العلاقة بينهما لاحقًا على أحاديث هاتفيَّة، أنهى تلك العلاقة، ذات ليلة، حين انتقدت هي موقفًا كتائبيًّا.
كان العميد صارمًا في خياراته وانتمائه، كما في حصصه الدِّراسيَّة. وإن كان يميل إلى إنشاء صداقات مع جيلنا، خصوصًا أنَّنا كنَّا مجموعة شبَّان لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين، وسط باقات من الفتيات، نقيم الاحتفالات والرِّحلات والمناسبات الرِّياضيَّة، فيشاركنا بعضها، ولاسيما السَّهرات في حرم الكلِّيَّة. كنا نحسُّه أخانا الأكبر، وقد سمحت له عزوبيَّته بوقت غير قليل يمضيه معنا.
غريغوار موراديان، وقد زاد من عرى صداقتي به، التَّبغ الفرنسيُّ الذي كنا ندخِّنه، هو من أنصار الجيتان، وأنا من عاشقي الغولواز… كان يشجِّع في كل منَّا صاحب الجرأة والحماسة والقول السَّيف. كان يدرك بحدسه وبحسِّه، مَن منَّا سيكون له شأن في هذه الرِّسالة المهنة. كان يفخر بكلِّ طالب تتلمذ عليه، ويرى فيه شبابه ونجاحه. وكثر من طلَّابه باتوا اليوم أعلامًا وأساتذة.
غريغوار موراديان، حين كنَّا طلاب إعلام، كانت صورته في مخيِّلتنا، أنَّه الكلِّيَّة جميعًا، هو من تولَّاها حين أنشئ فرعُها الثَّاني، وحضنها وثبَّتها… ورافقها طويلًا إلى أن تقاعد ومن ثمَّ انتقل إلى جوار ربِّه.
واليوم حين صرنا ما نحن عليه، نستعيده علم إعلام يرفرف على سارية الذَّاكرة خفَّاقًا بالصِّدق، مزدانًا بالمحبَّة والعطاء، شاهدًا على الجرأة وحرِّيَّة القول… وقبل كلِّ شيء، يبقى طفلًا يطلق من ساحة روحه، طيَّارة ورق، هي شمس المعرفة.

حبيب يونس
خريج 1980 – 1981

اقرأ الآن