YOUTUBE
Twitter
Facebook

Asian-maid-working-1024x768

ان تكاثر مكاتب استخدام الخدم بسعر رخيص شجع على الطلب مقابل راحة السيدة وأفراد العائلة، فنكاد لا نرى منزلاً يخلو من خادمة قد تكون سيريلنكية أو حبشية أو أثيوبية أو فيليبينية وهذه الأخيرة غالباً ما نجدها في الفيللات والقصور لأنها الأغلى أجراً كونها مثقفة وتتقن اللغة الانكليزية وأحياناً العربية نظراً لخبرتها في الدول العربية.
للحقيقة، لقد تحولت خادمات المنازل الأجنبيات في لبنان الى مشكلة أضيفت الى العديد من المشاكل الاجتماعية التي تسببت بها الأزمة السياسية والاقتصادية المتمادية التي يعيشها لبنان. فيكاد لا يمر يوم من دون أن نسمع عن خبر مأساة خادمة أجنبية اما تكون قد ألقت بنفسها من شرفة مخدومها، أو رمت بطفل مخدومها من النافذة، أو هربت أو فقدت أعصابها أو رحلت بسبب أوراقها غير الشرعية، وغير ذلك من المشكلات التي تتعرض لها أو تواجهها هذه الشريحة من العاملات في المنازل وأربابها.

img_3474

متى بدأت ظاهرة استخدام الخدم؟
هل فعلاً وجود الخادمة هو حاجة أم برستيج؟
كيف كانت أمهاتنا تهتم بالعائلة التي كانت على الأقل تتألف من 6 أشخاص لوحدها من دون أي معونة؟
لا شك أن دخول المرأة معترك العمل بسبب الظروف الاقتصادية التي ترغم العائلة على وجوب عمل الأبوين لتأمين حياةٍ كريمة لاولادهم، أحد أهم الاسباب للاستعانة بالخادمة، إلا أن الضريبة التي يدفعونها على ما يبدو باهظة جداً، عدا عن السرقات التي نسمع عنها والجرائم التي ترتكب نتيجة إما الانتقام من أرباب المنزل فيدفع ثمنها الأولاد، أو لمعاناتهن من أزمات متشعبة.
بعض ما تقوله سيدات عانين من وجود الخادمة في المنزل، حتى أصبحن لا يتحدثن الا عن “نهفاتهن”.
“عندما قررت سعاد. ع بعد أن أنجبت 3 أولاد ان تستقدم “خادمة” لتساعدها في الأعمال المنزلية يبدو أنها لم تكن خطوة ايجابية لحل أزمتها، تقول: لقد أخطأت في اتخاذ هذا القرار، قد يعتبر بعض السيدات أن وجود الخادمة في المنزل سيريح أفراد العائلة، لكن الواقع أن نوعاً آخر من الأعباء يدخل حياة هذه العائلة. لم أفعل ذلك بغية “شوفة حال” او عدم تحّمل مسؤولية الواجبات المنزلية، لكن بعد أن كبرت العائلة الى مساحة المنزل الكبيرة، رأيت أنه من المستحسن الاستعانة بخادمة تساعدني وأنا بدوري أساعدها على اعانة عائلتها التي تكون بحاجة الى المال. لكن واقع الحال سرعان ما تبدل، إذ ما أن دخلت المنزل وبعد مرور مدة قصيرة على وجودها واعتيادها علينا ومعاملتنا الجيدة لها المفروضة علينا من منطلق انساني، حتى أصبحت وكأنها هي السيدة فبدأت بالتأفف والتذمر، وتحولت من معين الى عبءٍ ثقيل. لكن، اليوم استطيع أن أقول أنني مرتاحة أكثر لوضعي بعد أن أعدتها الى المكتب وهذه المرة الثالثة التي أبدل فيها الخادمة. أما بالنسبة للسيدة التي تقول أن خادمتها جيدة ولا تتذمر منها، فهي تلك التي تهمل بيتها وعائلتها.”
تتابع: “ان ظاهرة جلب الخدم اصبحت منتشرة في لبنان بشكلٍ واسع وكأنها عدوى انتقلت سريعاً بين فئات المجتمع، تجدين الخادمة تحمل الطفل فيما والدته تسير أمامهما تتمخطر، وكأنه من البرستيج فعل ذلك، هذا ما لم أفعله ولا أتحمل رؤيته، تستطيع أن تضع “الكونغورو” وتسمح لطفلها أن يشم رائحتها ويشعر بقربها منه وبالتالي يحس بالأمان. للحقيقة هناك نوع من الكسل أصاب شريحة واسعة من الأمهات حتى أنها لا تفكر بتحضير “سندويش” لولدها ليأكلها في المدرسة، أصبحت الامهات مجرد “ post” على الفايسبوك في حين لا يتمتعن بأي صفة من صفات الامومة.
الى ذلك، هناك بعض السيدات يقضين أوقاتهن خارج المنزل وهن غير عاملات فيضعن أطفالهن في عهدة الخادمة وهذا لا يجوز لقد خرج الأمر عن حده. وهذا يؤثر سلباً على سلوك الطفل.

تخرج ليلاً وتترك باب المنزل مفتوحاُ لملاقاة صديق

اما منى ح. فتقول” “تفاجأت باتصال من سرية الدرك حين اتصل بي أحدهم ليعلمني أن ” خادمتي” تخرج ليلاً وتترك باب المنزل مفتوحاً بعد أن تتأكد ان كل أفراد المنزل نيام وذلك لملاقاة صديقها المجاور لنا، بالاتفاق مع ناطور البناية. فتضع السجادة على مدخل الباب، لان المفتاح لا يكون بحوزتها. فما أن علمت بالأمر حتى أعدتها الى المكتب.

 كانت تسرق مجوهراتي عن طريق “المنور”

لكن يبدو أن جمال ن. وقعت ضحية احتيال خادمتها أكثر من غيرها، قائلة:” لقد كانت تهرّب مجوهراتي كل مرةٍ قطعةً تلو الاخرى منها كي لا ألاحظ عن طريق “منور” الحمام بالاتفاق مع صديقها. الى أن كشفتها وسلمتها للدرك.

2012-04-09-189.12444119_std

ليلى ج. بدورها تقول أعاملها معاملة حسنة لانني أعمل فيبقى ابني الصغير بعهدتها ورعايتها لذا، أخاف أن تلحق الأذى به، لذا، نادراً ما أعطيها ملاحظة كي لا تفكر بالانتقام أو تتركه وحيداُ، فهي تتصرف وكأنها هي ربة البيت، وباتت الآمرة في المنزل فتتحكم بالزائرين، وتفرض عليهم اين يجب عليهم الجلوس لأنها تكون قد نظفت المكان ولا تريد أن يتسخ مجدداً.
لكن ناديا ق. التي باتت تعاني من مرض الأعصاب جراء تصرف الخادمة التي هي أصبحت الناهية في المنزل لدرجة أصبحت تشكل خطراً عليها، قررت أن تعيدها الى المكتب واستبدالها بأخرى، لكن هذا الأمر ليس بالسهل عليها الانتظار وهي التي اعتادت على من يقوم عنها بالواجبات المنزلية، “أجدها متوترة وعاجزة عن أخذ القرار المناسب، فلا وجودها مريح وعدم وجودها ايضاً يشكل أزمة.” هذا ما تقوله ناديا وهي ام لولدين.

 خادمتي كانت تخبىء زجاجات الويسكي في “الفريزر”

أما جورجيت ح. فتقول أن خادمتها التي لاحظت عليها أنها تقضي وقتاً طويلاً في النوم، اكتشفت أنها كانت تخبىء زجاجات من الوسكي في “الفريزر” داخل كيس من القماش، فكانت تشرب حتى الثمالة في غرفتها ليلاً بعد أن نخلد الى النوم ، وغالباً ما كنت ألاحظ عدم التوازن لديها، الى أن اكتشفت هذا الأمر، فأعدتها الى المكتب.
عينات كثيرة من معاناة السيدات من وجود الخادمة الذي أصبح مألوفاً وغير وارد الاستغناء عنها. لكن المقابل أصبح باهظاً، ناهيك عن اللواتي يهربن وبحوزتهن ما تسنى لهن سرقته، والبعض اللواتي يعاني من أمراضٍ نفسية فيلجأن الى الانتحار.
وهكذا أصبحت الخادمة كأنها فرداً من العائلة في بعض الحالات، وحاجة ضرورية في حالة عدم الاستغناء عنها.
مع الاشارة الى أن في اوروبا المرأة تعمل لكنها لا تستعين بالخدم، بل لدى عودة الام والاب من العمل يتقاسم كلاهما الاعمال المنزلية من دون أي احراج، فهل هذا بعيد عن مجتمعنا؟

سميرة اوشانا

اقرأ الآن