YOUTUBE
Twitter
Facebook

14581331_1201534856551719_4181657190450836055_n

ما تقوم به مؤسسة اميل شاهين (cine Club) عمل مهم يصب في خانة نشر الثقافة السينمائية، وينمي خيال وعمق التحليل المنطقي والاكاديمي السليم لطلاب الاخراج والتمثيل والسناريو والنقد.

والاهم أنها تضع الافلام اللبنانية ذات العمق الثقافي في متناول طلاب السمعي – البصري مع أرباب العمل للمناقشة وتحليل  الكتابة السينمائية والرؤية الاخراجية للعمل.

ومن بين الافلام التي عرضت مؤخراً  للمناقشة فيلم “دخان بلا نار” للمخرج وكاتب العمل سمير حبشي.

14563421_1194206397284565_4412225783782248651_n

بحضور حبشي وبعض المشاركين في العمل، ميلاد طوق مدير الاضاءة وجورج كعدي وديامان بو عبود وعدد كبير من المهتمين والصحافيين وطلاب الاختصاص، نوقش الفيلم الذي قال عنه صاحبه أي حبشي أنه فيلم “صعب” الأمر الذي أكد عليه الناقد السينمائي اميل شاهين الذي أحب هذا الفيلم واعتبر ان السينما في لبنان بدأت معه، ومدير كلية الفنون الجميلة الدكتور رجا سمراني الذي أعجب بجمالية مشهد الولادة والموت والربط بين المشهدين ضمن عشيرة، تحولت الى ارهابية عندما فقدت ولدها.

ما أراد قوله أو الرسالة التي أراد حبشي ايصالها من خلال هذا الفيلم، هو أن القمع يولد الارهاب في أي بيئةٍ كانت ومن أي طائفة وفي أي بلد. فالارهاب ليس له هوية او انتماء انما القمع هو الذي يولده في أي مجتمعٍ كان حتى لو كان القمع آتٍ من دولة ٍ عظمى.

04_dokhan_studio

فيلم “دخان بلا نار” اعتبر من الافلام التي ظلمت في السوق التجاري، علماً أنه فيلم يستحق التوقف عنده، كما يصلح لاخراج  منه 3 أفلام توثيقية  كما قال د. سمراني طالباً من حبشي عرض هذه الفكرة على  طلابه.

“السيارات دائماً تلعب دور البطولة في أعمال حبشي” هكذا رأى الناقد اميل شاهين. ويؤكد عليه سمير قائلاً:” نعم فأنا  أهوى “الاكشن” الحركة وهذا يخدم فكرة العمل.”

يتحدث الفيلم عن مخرج مصري لعب دوره الممثل المصري خالد النبوي، أراد أن يصوّر فيلماً عن القمع في العالم العربي، وقد اختارمدينة بيروت كونها العاصمة التي تتمتع بهامشٍ من الحرية، الا أنه  يصطدم بالواقع فيقع ضحية قمع من نوعٍ آخر حيث أجهزة المخابرات ” فترة الوجود السوري في لبنان” كانت منتشرة في تلك المرحلة في كل شارعٍ وزاوية.

14671192_1194206737284531_2968468505596279702_n

“دخان بلا نار” نجد فيه مزيجاً من الخيال الذي سرعان ما يصبح واقعاً، وفي ذلك يقول حبشي:” السينما حقيقة أحياناً أخاف عندما أكتب يتحقق ذلك، وقد غيّرت في السيناريو خشية تحقيق ما أنا بصدد كتابته. فمثلاً البطل في فيلم “الاعصار”  كان من المفروض ان يموت الا أنني أعدت احياءه.”

maxresdefault

يضيف: في الفيلم خطان منفصلان لا علاقة لهما ببعض، الخط الاول هو، وجود أكبر دولة لها قوانينها وحضارتها وعشيرة لها عاداتها وتقاليدها وهي لا تتنازل عن معتقداتها: يتواجهان.

والخط الثاني، مخرج مسكين أراد أن ينفذ فيلماً عن القمع،  الموكب الاميركي يكون القاسم المشترك. مواطن يقتل في حضور المخرج في المكان نفسه، فيقع الالتباس.

ويقول ايضاً “زعلت على رودني لم أشأ أن يظهر في النهاية خائناً  “يا ريت طلع بطل” لكن هذا الواقع القاسي كان حال  البعض الذين تعاملوا مع المخابرات في تلك الفترة.

بالنسبة لموقف العشيرة  التي أراد أن يدونها حبشي في هذا العمل قال:” هؤلاء لا يهابون لا أميركا ولا أي دولة هكذا يحلون مشاكلهم، الشاب الذي قتل هو مواطن له كرامته وهذه التقاليد يهمني أن أسجلها في السينما لانها خالدة فنحن نموت لكن السينما تبقى خالدة. ممازحاً :” انتبهو ما حدا يغلط معنا نحنا هيك منحل مشاكلنا…” يضحك.

ثم يضيف: هناك شيء من الايمان، عندما ندخل في الواقع نخاف أن يحصل، السينما تشبه الحقيقة، هناك ناس “خوتان” يؤمنون بذلك. في الاعصار اول فيلم نفذته خفت أن يموت البطل عدت وعيشته في الفيلم. لا تستهونوا السينما.”

hqdefault

أما بالنسبة لاعطاء دور البطولة للممثل المصري خالد النبوي لا يعتبره حبشي تنازلاً انما حصل ذلك بالتوافق مع الانتاج المصري الذي طلب اعطاء الشخصية الرئيسية لخالد النبوي وذلك لتأمين توزيعه في العالم العربي، لان السيناريو كان مكتوباً على أن تكون هذه الشخصية لمخرج لبناني، فكان من السهل تحويل هذا الدور الى شخصية مصرية. من الناحية البسيكو- سوسيولوجية لم يجد صعوبة في ذلك.

حبشي لم يكن حريصاً فقط على السيناريو والاخراج انما لموسيقى الفيلم ايضاً أهمية كبيرة التي كانت ملائمة للاحداث. اذ كان يلتقي الملحن جمال ابو الحسن  على مدى 3 أشهر ، طالباً منه ادخال موسيقى التراث اللبناني.

أما عن عنصر المرأة التي لها مكانة خاصة في اعمال حبشي قال عن المشهد الرومانسي الذي جمع الممثلة سيرين عبد النور مع خالد النبوي: “حين كان يعرض في مهرجان أبو دبي، سمعت احدى السيدات تقول  لصديقتها “يا ريت جوزي يشوف حتى يعرف كيف يبوس.” يضحك.

ثم تخلل النقاش اسئلة للمخرج عن أعماله التلفزيونية ومداخلات ونقاشات مع الحاضرين.

فقال مدافعاً عن مواظبته للاعمال التلفزيونية: عندما أعمل فيلماً سينمائياً أفكر بالجمهور الذي اتوجه اليه، لأن مشاهدي السينما يختلفون عن التلفزيون، ففي السنما نعمل على التفاصيل، في حين  المسلسل التلفزيوني مكون من حوارٍ طويل البعض يتابعه اما  من  المطبخ … أو حتى قد يغيب المشاهد عن مشاهدة حلقتين او ثلاث ثم يتابع ويفهم القصة  لذا، نأخذ هذا الامر بعين الاعتبار.

14666211_1194206573951214_8580663891646083078_n

خاصة في لبنان،  كنت في البداية رافضاً العمل في التلفزيون، كنا مجموعة من الزملاء المخرجين نلتقي في ال “Babylon” نكتب سيناريو، بالصدفة اتصل بي مروان نجار ليقول لي:  لنعمل مسلسلاً من 15 حلقة، فقلت لم لا،  وعملت بعد ذلك فيلم “مشوار” ثم  مسلسل آخر ، وعدت الى “بابيلون” رأيتهم لا يزالون يكتبون عندها  قلت لأ، وذلك لانه  لا يوجد في لبنان شركات انتاح تنتج فيلماً سينمائياً 4ملايين نسمة لن يعملوا سينما ، لا يوجد الا للافلام التجارية بميزانية 70000 دولار  او 100000 دولار السينما الجدية في كل العالم غير متوفرة.

IMG_8421

وختم اللقاء الحواري بجملةٍ قالها سمير حبشي لاميل شاهين:”  لما رجعت من روسيا كنت امي وبيي بعدك ام وبي.”

يذكر أن الفيلم هو من بطولة: خالد النبوي، رودني الحداد، ديامان بو عبود، سيرين عبد النور، نقولا دانيال، جوزف بو نصار، رفعت طربيه ..

IMG_8432

14591626_1201534906551714_5152350851290809463_n

14721707_1201535053218366_4385284558113116301_n


سميرة اوشانا

اقرأ الآن