YOUTUBE
Twitter
Facebook

تقرير: سميرة اوشانا

بحضور عدد من الوجوه الفنية والاعلامية والسياسية احتفلت شركة NM pro باطلاق فيلم “المزرعة” في ال Grand Cinemas ABC  – فردان.

الفيلم من انتاج واخراج نديم مهنا وكتابة فؤاد يمين ورامي عوض وأنطوني حموي، وبطولة وسام حنا وميرفا القاضي ومشاركة اليكو داوود وميشال حوراني ورولا شامية وطوني عاد وانطوانيت عقيقي وشربل زيادة وجوي حلاق وفيصل اسطواني ومالك محمد وعهد ديب والطفل الذي شارك وسام بطولة هذا العمل عبد الحي فرحات (عبود)…

وسام موجهاً كلامه لعبود:

“بالحياة نضطر نخسر اشياء كرمال نربح قصص تانية”

رسائل عديدة وصلت من خلال هذا العمل الذي ألقى الضوء على نموذج لعائلةٍ سورية تلجأ الى لبنان هرباً من الحرب بعد أن تدمر منزلها بالكامل، لتسكن في مزرعةٍ يملكها وسام الذي استشهد والده الضابط في الجيش اللبناني على يد الجيش السوري في احدى المعارك على أرض لبنان، الأمر الذي جعله يحقد على السوريين كما هي حال الكثيرين المتضررين من هذا الوجود. إلا أنه بعد أن يتعرف على العائلة ويصبح مقرباً من الطفل “عبود” تتغير نظرة وسام، لا بل يتغير نمط حياته وتفكيره، ويسعى لمساعدة هذه العائلة التي لا ذنب لها في مقتل والده فيؤمن لعبود حياةً تليق بكل طفل ويدخله المدرسة لا سيما أنه رأى فيه ذكاءً وخيالاً واسعاً من دون اللجوء الى الألعاب الالكترونية.

ما شاهدته في هذا الفيلم لم يفاجئني شخصياً، لا بل تذكرت تصريح وسام حنا في احدى المقابلات التلفزيونية عندما عبّر عن رأيه فيما يخص النزوح السوري، وكأن فكرة هذا الفيلم ولدت اثر هذا التصريح وبالتالي نقله الى الشاشة الكبيرة لايصال رسالة محض انسانية واجتماعية، في ظل مطالبة السلطات السياسة اللبنانية والشعب اللبناني بالعودة السليمة للنازحين السوريين الى مناطق آمنة في بلدهم.

مواقف انسانية عديدة عرضها الفيلم، بدءاً من وصول الجيران والترحيب بهذه العائلة مع مؤونة دليل الكرم اللبناني تجاه عائلةٍ منكوبة (لكن اين هو منزل الجيران وكيف علموا بوجود هذه العائلة، لا أعلم)، وللمزيد من معاناة والفقر، تهطل الامطار بغزارة وتشعر العائلة بالصقيع في غرفةٍ تفتقر لكل مقومات التدفئة والراحة وخالية كلياً من الاثاث، (إلا أن الفيلم من بدايته حتى نهايته يوحي كأننا في فصل الصيف)، من أكثر المشاهد التي أعجبتني هو مشهد حين يصل وسام الى المزرعة وينادي عبود فيسمع صوته ويستيقظ مهرولاً ليستحم ويتأنق ليبدو بأفضل طلة، لانه بدوره تعلق بوسام، وبات بالنسبة اليه المنقذ، هنا براءة الاطفال ومحبتهم لأشخاص من دون شروط، جسدها بكل عفوية الطفل عبد الحي فرحات.

إلا أن هذا التعلق بهذه العائلة والطفل تحديداً كان مضخماً لدرجة أن وسام ترك خطيبته التي لا تهمها الا المظاهر، ورمى بنفسه في البحر لإعادة العائلة الى لبنان وعدم السماح لها بالمغادرة كي لا تتعرض لمصيرٍ مجهول ومأساوي في عرض البحر. عارضاً نفسه كضمانٍ لوجودهم وتأمين حياة مستقرة لأفراد العائلة.

في الختام لا بد من الاشارة الى الجرأة والمخاطرة من قبل الشركة المنتجة لانتاج فيلمٍ سينمائي في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان اقتصادياً وأمنياً، وتحية لكل من يقدم على خطواتٍ مماثلة، لكن لا بد من ابداء الرأي والنقد اللذان يصبان في خانة لفت النظر والعمل على تحسين الانتاج السينمائي والدرامي والمسرحي في لبنان.

 

تصوير: طارق زيدان

 

 

اقرأ الآن