YOUTUBE
Twitter
Facebook

PicsArt_01-19-01.48.42
“ان سر نجاح المسرح يكمن في كيفية توزيع الدور بدءًا من الشخصية الى كتابة النص ثم التمثيل والإخراج وحتى ايقاع العمل، كي يتفاعل الجمهور مع الشخصية التي قد يحبّها جداً أو يكرهها.”
هذا ما قاله المخرج والكاتب والممثل جيرار أفيديسيان الذي حلّ ضيفاً مع الممثلة ندى ابو فرحات في الحلقة الثالثة من برنامج ” دراما” الذي تقدمه الزميلة رولا ابو زيد.
بدا الحوار عميقاً إذ أخذ طابع النقاش حول المسرح وفنونه لا سيما لا تزال مسرحية “أسرار الست بديعة” التي هي من كتابته واخراجه، تعرض في “ميترو المدينة” المكان الانسب لعرضها حسب قوله، فتخلل الحديث معلومات شيّقة بين عودة ”الست لميا ” و”اسرار الست بديعة” وبين بيروت الأمس واليوم. وقال أفيديسيان: “أنّ الست بديعة هي مزيج من نساء تعرّف عليهنّ معتبراً أن هذا الدور الجريء يلزمه ممثلة تتمتع بجاذبية مهمة وتقنية كبيرة لأنه متعب ويسير على ايقاعٍ سريع جداً يتنقل بين الشابة اللعوب والسيدة العجوز في ثوان معدودة، وهذا ما أتقنته ندى ابو فرحات.
أمـّا عن ارتباط “الست بديعة” بالراقصة “بديعة مصابني” فقال المخرج المخضرم انه مجرّد تشابه اسماء وليس لمصابني اي علاقة بالقصة والدور.”
وعن ارتباط شخصيته الأخيرة بالعاصمة بيروت فقال:”انّ بيروت هي مدينة الحرية الشخصية والفكرية، حرية الكتابة، مدينة الإغراء والجمال، وكذلك، بديعة التي لا تخاف الموت ولكن، تخاف من مخاض الإضمحلال ما يحوّل لبنان بأسره الى “وهم جماعي” يبحث فيه الناس عن صورة معيّنة هي اقرب الى الوهم وليس الى الحقيقة، فاصبحت بيروت مدينة أشباح تخلو من الحياة، يتألــّـم شعبها ويرفض الرضوخ والإفصاح عن ألمه، ربما لأنّه قد اعتاد على هذا الألم، وهو ليس بالأمر الصحي.”
أما الممثلة ندى ابو فرحات الرقيقة والمرهفة باحاسيسها، بدورها تعرت من جمالها وتخلّت عن زينتها، فامتلكت المسرح بطوله وأسرت الجمهور بأدائها المنفرد بانتقالها السريع بين شخصية بديعة المغناجة معبودة الرجال وبديعة العجوز الهرمة التي تتخبط بين عز الماضي والذكريات والمشاعر الملتهبة.
قالت أبو فرحات انها كانت حاضرة نفسياً وجسدياً لهذا العمل المتعب، لأنها ابنة المسرح.
وعن المستقبل فهي لا تخاف الإبتعاد عن الأضواء بل تهاب المرض، وقد وضعت نصب عينيها جدتها وخالها المريض عندما قامت بتجسيد دور “الست بديعة”، وكل مسن لا يجد من يمد له يد العون .
ورداً على سؤال حول بعض الكلام المبتذل الذي تخلل نص المسرحية، دافعت معتبرة أن بين الإبتذال والتعبير الصريح والعفوي بخفة دم، لعبة ذكية يجب المحافظة عليها، ومن لم يتلقف ذلك في مشاهدته الأولى للمسرحية عليه أن يعيد الكرّة، وتعترف بأن لولا المزاح خلال العروض، لما كانت استطاعت إكمال مشاهدها الصعبة والمركبة.
أما بالنسبة للتعاون الذي جمعها مع افيديسيان فقالت :” كثيرون هم الذين طلبوا منها التواجد معهم على خشبة المسرح او في اعمال تلفزيونية وسينمائيّة ولكنها، قبل اعطاء موافقتها تطلع على قيمة الشخص الأدبيّة وعلى نصه، لذلك وافقت من دون تردّد على “اسرار الست بديعة”، بسبب عمق النص ومضمونه الغني.لا سيما أنها تستمتع بذكريات وخبرة أفيديسيان.”
وعلى صعيد آخر، فقد اتفق افيديسيان وابو فرحات على أن تكون المسرحية من دون نهاية، تنتهي من حيث تبدأ لأن “بديعة” هي في حالة من المناجاة الدائمة تريد الهروب من الحياة ولكن ذكرياتها الصاخبة هي دواء لها والنشاط الذي يعيد اليها الحياة التي تتمسك بها، وهنا الدوامة.
“دراما” برنامج اذاعي من اعداد وتقديم رلى ابو زيد، يبث كل اثنين عند الرابعة بعد الظهر على اذاعة لبنان 98.5 FM

IMG_20141120_144006

اقرأ الآن