YOUTUBE
Twitter
Facebook

في القرن التاسع قبل الميلاد عندما أنشأ الملك آشور ناصربال الثاني الجيش بأحدث الوسائل الحربية في ذلك العصر . سخّر الحقول السياسية والإقتصادية والثقافية كافة لمصلحة الجيش، وعند استلائه على أي بلد ما، كان يأمر رجال تلك البلاد بالانخراط في جيشه، وكان يشمل ثمن إستسلام البلد،  العربات الحربية وأجهزة الحصار والجنود  وكل بلد كانت تلتزم بتقديم فرق من الجنود، وكانت جيوش الإمبراطورية الآشورية مؤلفة من الفرق التالية :

أ – فرقة جيش التياري : مهمته إستطلاع مواقع العدو، وكلمة تياري : المكان المرتفع (الاستطلاع) .

ب – فرقة جيش الجيلو : مهمته خطف العدو وأسره

(كلمة جيلو ) الخطف – الأخذ – النشل ..

ج – فرقة جيش باز: مهمته السطو والانقضاض على العدو (باز : نوع من الطيور الجارحة) باز – نسر – صقر .

مثل فرقة الصاعقة اليوم …

د – فرقة جيش تخوما: مهمته حماية حدود الإمبراطورية وحماية الأمن والنظام من الداخل ( وكلمة تخوما- تخوم : الحدود) ….

ه –  فرقة رماة السهام : وكانت قوية للغاية، مؤلفة من كل ثلاث جنود : واحد يرمي والثاني يزوده بالسهام والجندي الثالث كان يحمل الترس لحمايتهم، وكانوا يمتطون خيولهم من دون سراج .

و – فرقة المشاة : أيضا كانوا يمتطون الجياد من دون سراج ولا يقاتلون على أقدامهم.  أما خوذاتهم فكانت مخروطي الشكل والدرع المعدني كان مخيطاً على قطعة من الجلد أو القماش .

أما حرب الحصار : كان يقوده المهندسون الذين كانوا يشرفون على شق الطرق وإزالة الحواجز، بينما أجهزة الحصار كانت مصنوعة من الحديد.

هكذا كانت جيوش الإمبراطورية الآشورية.

كانت منظمة للغاية ومسلحة بأحدث وسائل الحربية آنذاك . وأثناء سقوط العاصمة نينوى عام 612 ق. م . عشرة من قادة تلك الفرق المذكورة أعلاه . إلتجؤوا إلى المقاطعة الشمالية الغربية لبلاد آشور (مقاطعة حكاري) والتي تشمل الجبال والأودية والسهول. حصونا لاتقهر ، وقبل سقوط نينوى  كانت ملاذاُ للملوك الآشوريين لصيد الأسود وبقية الحيوانات المفترسة، واستوطنوا فيها لأجيال وقرون طويلة، ومع مرور الزمن،  إنقسموا إلى ولايات ومقاطعات وقبائل ولكل قبيلة رئيس يدعى (مالك ) وليس ب ملك فمن الخطأ لتاريخ الآشوريين يلقبون مالك بتسمية (ملك)لأن الملكية كانت في عهد الإمبراطورية الآشورية واستمرت لأوائل القرن الأول الميلادي في عهد ملوك الاباجرة الآشورية في مملكة ( رها . أو أورهاي- أورفا الحالية). عندما اعتنق الملك أبجر كومادا (أسمر اللون) الخامس الديانة المسيحية . حينئذ تلاشى اسم الملوكية أو اسم الملك لدى الآشوريين وأصبح صفة الجلالة تيمناً بالمسيح ملك الأرض والسماء .. وكان في طليعة هذه الممالك :

مالك د جيلو – مالك د تخوما – مالك د باز – مالك د تياري وذلك تيمناً بأسماء قادة جيوش الإمبراطورية ماقبل وبعد سقوطها .

أما مالك د ديز أو ديزن . حيث كان شعب ديز – ديزن قاطناً في منطقة داصن السفلى على نهر داصن في حكاري منذ قدم التاريخ أي منذ عهد الإمبراطورية الآشورية . (وهناك بحث آخر حول ديز – ديزن . سنأتيكم لاحقا) . وبقي الشعب الآشوري محافظاً لإرثه التاريخي لحين ظهور الدين الإسلامي( الربع الأول من القرن السابع الميلادي وانتشار المبشرين الغربيين والأوروبيين في المناطق الآشورية في حكاري وزرع النعرات التفرقة وانشطارهم إلى طوائف متعددة وزرع الكراهية بين المسيحيين والإسلام. ومنحوا بتسمية جديدة وسميوا (عشائر) إلى جانب تسميتهم القومية مثل :عشيرة تياري العليا مالك اسماعيل وعشيرة تياري السفلى ( أشيتا) مالك خوشابا يوسف وعشيرة باز مالك خمو وعشيرة جيلو مالك قمر وعشيرة تخوما مالك بابو وعشيرة ديز مالك هرمز وفي الآونة الأخيرة مالك شيخو اسبنديار إلى جانب مالك وردا بن مالك هرمز .

وكانت عشائر الآشورية في حكاري مستقلة في تلك الجبال الوعرة. ومن ثم قسم آخر من الآشوريين استوطن في سهول حكاري وسهل نينوى مثل :

آشوريِ قوجانس – كاوار – بروار – نوجيا – إييل – وماربيشوع – صرا – و. و. و. جميعهم كانوا خاضعين للحكم العثماني منخرطين في الجيش ويدفعون الجزية للدولة العثمانية

وسميوا (ب رايت) أي تحت النظام وسلطة الدستور والنظام العثماني

لكنهم كانوا أكثر وعياً وثقافةً وانفتاحاً والتمدن من العشائر الآشورية في جبال حكاري . (تركيا حالياُ)

تميّز الآشوريون في حكاري وسهول نينوى بطابعهم الديمقراطي إذ كانوا يساعدون ويعاونون (المالك) في الإدارة والقضاء (رييس مع مجلس من الأعضاء )آنذاك . يديرون الشؤون ولا تصلح القرارات والقوانين نافذة ما لم يصدق عليها ويتحمل الجميع مسؤولية محتوياتها ومضمونها، وكانوا يقيمون وزناُ خاصاً لمالك العشيرة، وله ممتلكات خاصة من الأراضي وقطعان من الماشية . بينما المراعي كانت مشتركة للجميع . هوايتهم الصيد ، ورياضتهم المحبة واحترام الآخر ، وكانوا يقيمون مهرجانات موسمية وسنوية وحفلات أعراس كانت تستغرق من ثلاثة أيام إلى سبعة ، وكان عدد الذكور أكثر من إناث ما أدى الى إختيار أحياناً زوجات من خارج العشيرة أو ولاية .

كما أنهم لا يعرفون البطالة ولا الثراء الفاحش ولا يعرفون الفقر، وبقيت العدالة الإجتماعية تخيم عليهم في أبسط معانيها ومعاييرها إلى أن عكر صفوة حياتهم الأتراك والأكراد ، ووقع عليهم ما وقع من مجازر بدرخان الكردي البوتاني عام 1860-1843 م. مروراً بمجزرة سفر برلك ( سيفو) عام 1915 م العثماني والكردي على الآشوريين والأرمن واليونانيين ذهب ضحيتها ملايين من الشهداء، ووصولاُ الى مجازر سيميل العراق عام 1933م في عهد الملكي الغاشم، راح ضحيتها أكثر من 7000 شهيد من الآشوريين، ومنتهيا بمجازر داعش وأخواتها عام2014 في سهل نينوى والموصل وعلى إخواننا الإيزيديين في سنجار العراق، وومؤخراً بتاريخ 23 شباط 2015 م على قرى الخابور في الجزيرة السورية وقرى صدد وقريتين ريف حماة وحمص .

 

بقلم منشي عسكرو

المانيا

 

 

 

المراجع:

  • الآشوريون في التاريخ

للباحث : أيشومالك خليل جوارو

بيروت1962 .

  • مجلة آشور/1973عدد6

طهران- إيران

  • داعش وأخواتها في سوريا

والعراق 2015/2014

 

اقرأ الآن