ايليج مسّن: اميرة صغيرة تخطف قلوب المشاهدين

 

قالت لي أن عمرها 9 سنوات، شكلاً طبعاً صدقتها، لكن أجوبتها التي كانت “تحت باطها” تقول العكس. ذكية لدرجة الابهار.

أجوبتها العميقة والمتزنة تضاهي نضوج فتاةٍ تخطت الثلاثين.

قبلتها مئة قبلة، وحضنتها مئة مرةٍ خلال حديثي معها. هذه الطفلة التي أسرت قلوب المشاهدين وعلقتهم بها في مسلسل “امير الليل” ، لم أكن أتصور أنها ستؤثر بي الى هذه الدرجة.

فعلاً هي اكتشاف، لا تهمها الشهرة، بل تفضل ان تنهي دراستها وتريد أن تصبح طبيبة جراحة قلب وشرايين لكي تشفي المصابين. الا أنها تحب ان تعيد التجربة مع منى طايع وتجسد حياة القديسات مثل “القديسة رفقا”.

نقاوة وجهها الجميل توازي نقاوة قلبها، “انا  كتير بصلي، والله بيسمع مني” هذا ما قالته ايليج.

هذه المقابلة مع هذه الطفلة التي لاقت ترحيباً من مدير المقهى والعاملين، تتميّز عن غيرها من المقابلات التي أجريتها، بعفويتها وصدقها، وستكون مختلفة عنها بكل شيء.

 

كل ما في هذه الاسطر مستوحى من أجواء “اميرة الطفولة” التي أدخلتني الى عالمها البرىء من دون أن تقصد ذلك.

في مقهى cafe Najar  ايليج برفقة والدتها كارلا وانا على الطاولة.

يقترب العامل يقدم لنا shot  من الشاي الاخضر، قبل أن يقدم لنا القهوة.

ايليج: تنظر باستغراب تسأل؟ شو هيدا؟

قلت لها: انه نوع من الشاي الاخضر فيكي تشربي،

تشرب، ثم تقوم من مكانها وتهمس في اذن والدتها.

سألت ماذا تريد؟ تضحك الوالدة قائلة:  تريد هذه ال cups للعبتها.

حسناً، نستطيع أن نطلب منهم، تقوم من مكانها. “بنزل هلا؟”

لأ، من بعد ما نخلص مننزل.

انها البراءة المرفقة بسلطة الطفولة التي تفرض نفسها في كل مكان،

فتأثيرها يوازي تأثير السلطان.

كل التفاصيل في هذا اللقاء الذي لا يشبه اي لقاءٍ آخر….

مع ايليج تنسى كل انواع القبح وترى العالم بأكمله جميلاً. أنقل الحديث كما جاء تماماً من دون حذف أي حركة او كلمة او لفظة، هكذا كانت اجواء المقابة مع طفلةٍ أنا مصرة أنها تسبق سنها بأشواطٍ.

 

بتابعي “أمير الليل”؟

ايليج: تسوء اي  (لأ)

ليش؟

بحضرو لما خلص درسي.

لكن، يعرض بعد الساعة الثامنة والنصف، يعني ما بيناسب عمرك؟

لأ، انا بس بحضر مشاهدي.

شو رأيك بمشاهدك؟

(الموظف يقدم الشاي)

 

ايليج: يي، شو زغير ( تقصد cups  الشاي الاخضر يقدمونها عادة للتذوق)

قديش عمرك، وبأي صف؟

عمري 9 سنين وانا بصف ال 8eme  (EB4) بي مدرسة الانطونية.

بتحبي التمثيل؟ خبريني مين اتصل بك، وليش اختاروك انت لهيدا الدور؟

(تنظر الى والدتها) حكي… تبتسم: ” معلمة theatre  عنا بالمدرسة رفيقة مي ابي رعد، مي قالت للمعلمة يلي بتعرفني اني بعمل مسرحيات من دون ما حدن يقلي وبرقص ما بستحي، ميشان هيك دقت لمي ابي رعد وقالتها ” في بنت انا بعرفها بحبها كتير وبعزها، فدقتلا للماما معلمة ال theatre سألتها بتعرف بنتك تمثل؟ قالتها ما بعرف. قالتها: طيب بكرا جيبيا ع بيروت، رحنا وقتها كان كل شي منيح، سألتني كم أسئلة.”

شو سألتك؟

“شو اسمك، شو عيلتك، وين ساكنة، وهيك اشيا، قلتلا كل شي، طيب قالتلي اوكي، قلبو الكاميرا ع وجهي اول شي قلت ييي شو هالكاميرا الكبيرة (تضحك) لأن اول مرة بشوف هيك، كرمال هيك.

خفتي ما تبيني حلوة عالكاميرا؟

تسوء، لأن أنا عادةً بحب كون naturelle، ما بحب كون غير شي عرفتي كيف؟ تاني يوم دقولي  صورنا أول مشهد  كان بي قناة باكيش هيدا صورناه مع رامي عياش وستيفاني صليبا، بعدين رجعنا صورناه مع داليدا خليل بفاريا. مشهد الثلج.

من كان يعطيك التعليمات، منى أو المخرج؟

المخرج.

 

كان عم يطلب منك تعيدي المشهد؟

انا شوي، لان اول مرة بمثل، كنت شوي nerveuse لان ما حدن بعرفه، كنت عم بتعجب انو شو هيدا الشي لي عم  بيحطو قدامي، (تضحك) وهيكي…

بتعرفي، بدي خبرك سر، ما تقولي لحدن، promesse ؟

اوكي،

انك انت star في “امير الليل” وكل يلي عم يحضرو عم بيحبوك، وعم بيقول انك كتير حلوة.

(تبتسم)

هل عجبك هيدا الدور، وكنت عم تحفظي  دغري من دون probleme؟

نعم، اوقات كنت عذبها للماما، ما احفظ اوقات نام وارجع بدي احفظ لان كان في كتير سهرات نسهرها. مثلاً كانو يدقولي ساعة 12 بالليل، نرجع ساعة 5 صبح، كمان كان كتير حلو المسلسل خصوصاً مع منى طايع وانا كتير حبيت شغلها، كل الممثلين كتير مناح لكن أعز انسانة الي كانت هيام ابو شديد.

 

هيام ابو شديد اعز انسانة

 

ليش؟

لانها كتير منيحة، كانت تغنجني، تعلمت منها التمثيل ومن كل الممثلين بصراحة.

وبالنسبة للمدرسة، شو كنت تعملي؟

شوي تعذبت بوقت المدرسة، بس انو حرام كانو قد ما فيون  يعملو مشاهدي نهار السبت والاحد، بس أنا كنت شوي اوقات كتير ازعل وقت يكون في رحلات يكون عندي تصوير، كمان نهار عيدي كان في تصوير.

ما عملولك عيدك على ال set؟

مبلا، ايه… (تضحك)

 

تتوقف قليلاً وتسأل: شو هيدي؟

راحة، c’est sucré tu peux manger

تاخذ حبة وتأكلها.

بالمدرسة بتعملي مسرح؟

تجيب والدتها  كارلا مسن: هي ترقص وكانت تبتكر لوحدها رقصات تفتتح فيها الحفل وتختمه برقصات من ابتكارها كانت  تخلط الشرقي مع ال break dance ، في البداية اعتقدنا ان الدور سيكون صغيراً، الا أنه امتد، لكنني لست نادمة بعد أن رأيت النتيجة.

ايليج تتابع:نسيت كل تعبي، وأنا بشجع الاولاد من عمري يجربو لان هيدا الشي كتير حلو. يعني بيعلمنا اشياء كتير حلوة بيعرفنا على people جديد، انا كتير حبيت هيدا الشي وبتمنى بحياتي اني ارجع عيدها مع منى طايع وكمان تعلمت انو كل ما نتعب على طول في نتيجة.

 

حبيت شغل منى كتير وبتمنى عيد التجربة لكن بالصيفية

 

أكيد، ما بيروح التعب ضيعان.

صح،(تضحك).

خبريني أول ما بلشتي تطلعي على التلفزيون شو كانت ردة فعل أصحابك والمعلمات بالمدرسة؟

كلون سألوني اذا انا عم بمثل، قلت لهم ايه، بس اوقات حسيت ع حالي انو “اوف  هالقد صرت مشهورة، كمان عرفت عن جد شو كنت عم بعمل شي حلو، وقديش تعذبت بس رجعت نسيت تعبي كله.”

صح، والعالم كلون مبسوطين فيكي. يعني فينا نقول ان منى اكتشفتك؟

عن طريق مي، لكن منى عملت ال cast.

 

 

شو طلبت منك منى تعملي؟

ابكي.

فرجيني كيف عملتي؟

تدمع.

خبرينا عن رفقاتك، تغير شي؟ انبسطو؟ خبريني عن علاقتك معون اذا تغيرت؟

للصراحة، كتير غير، لان انا كنت عم بعرف شو عم بيحسو…

شو كانو غيرانين مثلاً؟

صح، لكن انا ما كنت حابة يصير هالشي، لان ما بحب حدن يكون مقهور قدامي أو زعلان.

الام: عشنا معاناة من هذه الناحية.

ايليج:  يجو ناس مثلا هني best friends طبعي، وقتا روح كانو يغمروني، ونلعب مع بعض، هلا هاي باي…

الام: صحيح، قبلاً كانوا دائماً يزورونها حالياً ابداً.

 

يمكن حسو انك عم بتشوفي حالك عليون؟

ابداً، أكيد لأ. آخر نهار حبيت اعبطها لرفيقتي فتحتلا ايدي هي ضحكتلي بلؤم هي ما غمرتني، السنة لي جاية ما بقى احكي معها.

الام: بداية السنة كانت لوحدها في الملعب.

هذه ضريبة الشهرة

 

شو كان شعورك وانت عم بتمثلي مع بوب ستار رامي عياش، كنت فرحانة، كيف كان الوضع على ال set؟

كلون كانو عم بيغنجوني، بس انا ما كنت عم حب هالشي، كنت عم حس حالي انو  انا هالقد bébé ؟

ما كان بدك تبيني bébé ؟

(تضحك) لأ.

معك حق ما تحبي لانك كبيرة وناضجة، بتحضري افلام كتير؟

نعم افلام english   وعربي فصحى.

ع اي شاشة بتحضري عربي فصحى؟

MBC3

ذكرت انك بتحبي تعيدي التجربة، اي دور بتحبي تمثلي؟

حبيت دور حدن من القديسات، قديسة رفقة، وكمان انو هيك افلام قديسين.

 

 

اذا هلا رجعت منى اتصلت فيك وقالتلك حتى تمثلي، غير القديسين شو بتتمنى؟

اي دورـ بس بتمنى يكون الفيلم نعمله بالصيفية انشالله تكون كل الصيفية بس ابداً ما بحب غيب عن المدرسة.

لما تكبري شو بدك تعملي؟

انا حابة أعمل دكتورة قلب  كتير حابة هالشغلة.

انت وعم بتصوري اي ملاحظة كانت عم تنعطى الك وكنت عم بتعيديها؟

اللفظ francais

ولغيرك كمان كانت عم تنعطى الملاحظة؟

نفس الشي.

بتعرفي انو انا كمان عندي ولدين بنت وصبي؟

تبتسم وبفرح تسأل: عن جد،  قديش عمرو الصبي؟

20 سنة

ايليج: an، فكرتو صغير 7 سنين.

 

كيف هي علاقتك بخيك اتيان؟

بصراحة، ابداً ما كان عنده غيرة، كان دايماً يشجعني، كان يقلي اوعا تلتهي عن درسك، ما كنا نتخانق ابداً. تتابع: لما العالم تجي بدها  تتصور  معي يصير يقول ايليج وين ايليج كان يخاف عليـي انا قلو اتركني ما بقى تجرسني انا عمري 7 سنين بقدر امشي. ودايماً كنت اطلب حتى يتصور معي، ما بحب يكون خيي لوحده بحب يكون ع قد level  معي.

سؤال للوالدة: كأهل، الى اي مدى التربية تساهم في اكتساب الشخصية القوية والثقة بالنفس؟

جميع الاهل  يعلمون كيف يربون اولادهم، لكن بالنسبة الي، المشكلة يجب أن تحل في وقتها، لكن ايليج تكون عنيدة في البداية وتصر الى أن تكتشف الامر بنفسها فتقتنع، الا أن لديها رفض في البداية.

ايليج: ما حدا يغلط معي ابداً، ما حدا ياخدني هيك، مثلاً حدن يقلي “تعي تنروح نلعب” ما هيك style  كل واحد بيتعامل معي هيك بطل العب ابداً.

 

انت مأكدة عمرك 9 سنين؟ انا حاسة عمرك 29 سنة؟

(تضحك) كلون بيقولو هيك.

مين حبيتي من الممثلين؟

للصراحة، هيام ابو شديد لأنها هي انسانة عزيزة ع قلبي، هي كتير منيحة معي وانا كتير منيحة معها، هي بتعزني وانا بعزها وقتا كنا نطوّل كانت تدافع عني.

 

رامي عياش شو كان يقلك؟ كان يلعبك على ال set ؟

نعم، كان يقول انو انا عندي courage  مثّل 70 حلقة، شي مرة بدو انو هيك  يعمل فيديو كليب طلب اني مثل معه، قلتلو ما بعرف حسب اهلي.

وداليدا خليل كيف كانت علاقتك معها؟

كنا friends  ما كنت حس كأنها هي أكبر مني أو أنا أكبر منها، هي عندها babyface كنا نلعب مع بعض، ما كان في فرق.

 

روان طحطوح؟

كانت serieuse

منى خالتها؟

ايليج: حلفي، عن جد، بيتون كتير حلو صورنا عندون.

خبريني شي بيضحك صار بالكواليس؟

تنظر الى والدتها وتقول “اوعا انا بدي خبرها”، المخرج عادةً بيقول  annonce ، في واحد اسمه انيس   body guard رامي بيغنج انيس  annonce  اوكي، كنا عم منصور مشهد داليدا كان لازم تفل وكانت عم تبكي، كنا كلنا مركزين وما كنا عم نغلط أوكي، بيقول المخرج 1 2 3 action annonce  بيسمع body guard  annonce  ركض قدام الكاميرا، بلش وقتها المخرج فادي يعصب ، صار يقول يا خيي شو عملت عم بتعيطلي. “وقت لي كون نعسانة بدي نام كان رامي يلعبني ويعزفلي عل بيانو” تضيف والدتها:” 4 مشاهد صورت لها هي نائمة في الحقيقة، ومنى احبتها كثيراً كانت تعلمها كل شيء، مهما كانت الاجواء متوترة الا عندما كانت تصل ايليج الى المكان تتغير الاجواء فوراً، وكانت منى تتركها على عفويتها.

 

حالياً، نلاحظ ان هناك تركيز على دور الاطفال في الدراما. لكن هناك من يتوقف عن التمثيل بعد أن يكبروا.

ايليج: انا آخدة هالشي ك talent ما رح اشتغلها هالشغلة صحيح انها حلوة وكل شي، انا حابة انجح بحياتي اتعلم أشياء كون فيه مقتنعة وما حدن يغيرلي رأيي ميشان هيك رح آخدها كهواية.

في الوقت الذي كنت أتحدث مع والدتها ايليج كانت تدندن، ثم تتوقف لتقول: ما سألتيني اي أحلى اغنية لرامي عياش؟

 

اوكي اي غنية؟

يللا نرقص يا حبيبي

حضرت فيلم بينغو؟

ايه كتير حلو حبيت.

الله خلقك حلوة كتير، برأيك لو ما كنت حلوة كانو عطوك هيدا الدور؟

انا برأيي ما خص الشكل، خص النفسية والحب والقدرة وحدن يتعلم يتعلق بالشغلة ويحب يعملها وما حدن غير يعملها، لان بالآخر ما رح يقدر ينجح، ما رح يقدر يقتنع بالنتيجة.

وهكذا انتهت المقابلة وانا كلي اقتناع أن هذه الطفلة هي عبقرية تمتلك روحاً مرتفعاً وعقلاً ناضجاً وقلباً كبيراً. قبلتها 100 قبلة وغمرتها 100 مرة، لم أستطع التعبير عن اعجابي بها الا بالقول “الله يحميها يا رب”.

قبل المغادرة تقترب من والدتها وتوشوش في أذنها، سألتها، شو بدها؟ اجابتني: عم تسالني اذا كانت polie (مهذبة) .

 

 

 

سميرة اوشانا