انطلياس تغني الياس

تحت عنوان ” انطلياس تغني الياس” ، واحتفالاً بمرور 60 عاماً من الابداع الفني المستمر للفنان الياس الرحباني، كرّم رئيس دير مار الياس انطلياس الاب د. جوزف بو رعد والمجلس الرعوي الفنان،  الياس الرحباني، وذلك في اطار احتفالات عيد مار الياس الحي، وذلك برعاية وزير الثقافة روني عريجي بالتعاون مع بلدية انطلياس – النقاش.

من اعداد وقيادة يورغو الكا وبرفقة كورال حركة قداس الناشئين أقيم الاحتفال الذي حضره عدد كبير من الاعلاميين والفنانين وأهالي المنطقة،  وبمشاركة الفنانين سامي كلارك وباسكال صقر والامير الصغير وميرنا شاكر وجوني عواد وفادي درويش، مع مداخلات الاعلامي جورج قرداحي والاديب منير عشقوتي وكان مقرراً حضور الاعلامية ريما نجم بجاني الا أنها  اعتذرت عن ذلك بسبب ظروف خاصة. قدم الحفل الاعلامي شادي معلوف.

كلمة الزميل شادي معلوف مدير البرامج في اذاعة صوت لبنان، لا تختصر الاحتفال فقط انما كانت بمثابة تغطية كاملة للحدث ولمسيرة الفنان المحتفى به، بصوت اذاعي مميّز  وإلقاء مهذّب زاد على الفن الموسيقي الجميل الفن الاعلامي الراقي الذي يجب أن يتميّر به كل اعلاميً حقيقي.

وأهم ما ورد في المقدمة:

صاحب الرعاية ، اصحاب الدعوة الى هذه الاحتفالية ، ذوي المقامات الرسمية من شخصيات روحيّة وزمنيّة، المكرَّم الكبير، أهل الكلمة والفن المشاركين في إحياء هذا التكريم، أهل الثقافة و الفن والصحافة والاعلام، الحضور الكريم، أهلاً وسهلاً بكم جميعاً …

مسا الخير، مسا انطلياس التي تغنّي الياس ، هذه الليلة ، ونغنّيه كلُّنا معها ، عَلَمًا من لبنان ، جابَ العالم بالكلمة والنغم ..

الياس الرحباني .. اللبناني – العالمي .. إبنُ انطلياس ولبنان .. وابنُ الابداع الذي لا تحدُّه أرض ولا وطن ..

فالابداع كونيٌّ ، مساحته الانسان ، حدودُه الفرح ، وقمَّته العطاء حتى آخر إحساس..

الياس الرحباني : الاسمُ وحدَه يكفي .. وليس من السهل أن يكون اسمُك الياس الرحباني !

ليس من السهل أنْ تكون ذلك السهلَ الممتنع في أعمال توزّعت بين شعرٍ وكلمةٍ ولحنٍ وموسيقى وإعلانٍ وترتيلة .

ليس من السهل ان تكون ثالثَ أخوَيْن ، هما عاصي ومنصور .

ليس من السهل أنْ تصيرَ كبيراً ، وأنْ تحتلَّ لكَ قمّةً وانت من زمنٍ تساوت على قمّته هامات ..

ليس من السهل أن يُغنّيكَ في زمن العزّ ومواسِمه: صباح ، والصافي ، وفيروز ونصري ..

ليس من السهل أنْ تُلائمَ أعمالـُك مروحةً واسعةً من الاصوات : من هــدى و جوزيف ناصيف ، وجورجيت صايغ وملحم بركات والأخوات طُنب وعايدة شلهوب ومانويل وماجدة الرومي وجوليا بطرس وغسان صليبا.. الى باسكال صقر وسامي كلارك والأمير الصغير ومادونا وإدغار عون وجوني عوّاد.. حتى هيفا وهبي وسابين وغسان سالم .

واللائحة تطول وتَحفَلُ بأسماءٍ حملَتْ أوتارُ حناجرها اغنياتٍ وقـَّعها الياس الرحباني، الذي وسم كلّ صوتٍ بهويّة تُشبه صاحبَه او صاحبتَه..

وبعد كلّ عطاءٍ ، ما أحلاها “شكراً” وما أدفاها حين تأتي من مسقط الرأس وناسِه .. من انطلياس .. بدَيْرها العامر ورهبانِه .. ببلديَّتِها .. وناسِها .. مكلّلةً برعايةٍ مشكورة من وزير الثقافة .

وبالشكر تُشحذ الهِمَم ، ويتجدّد العطاء .. ونحن الليلةَ هنا على هذا الأمل : فشكرًا الياس الرحباني على كلّ ما قدَّمت ومنك ننتظر الأحلى بعد .

انطلياس تغنّي الياس .. في مشهدَيْن :

• الأول .. تكريمي رسمي
• والثاني .. تكريمي فنّي

وفي المشهدَيْن محبّون يطبعون على جبين المُكَرَّم قـُبلة شُكرٍ ووفاء ويَشُدّون على أنامل حملت بعزفها القلوبَ والمشاعر الى فوق .. بجوار طير الوروار .

وفي خلال المشهدَيْن ستتنقّلُ ريشةُ برنار رنّو، فتستلهمُ من الكلامِ والانغام، ومن مسيرةِ ابداعِ الياس الرحباني طيْفًا ملوّناً، يمتزجُ، فيُولِّدُ لوحةً نشهد معاً على مَخاضها، الى انْ تستحيلَ قطعةً فنّيةً تحمل الرقم 222 في سلسلة اللوحات المباشرة لبرنار رنّو، ذي الباع الطويل في عالم الالوان والاشكال، صاحبِ الرسومات التي استحقّ عنها دروعاً وكؤوساً وميدالياتٍ في لبنانَ والعالم .

و بَعد ..

“نـُعلمُ كلَّ حاضرٍ وسامع .. بأننا سلّمْنا ديرَنا مار الياس – انطلياس للرهبنة الانطونية..” بهذه الكلمات، أعلنَ البطريرك يوسف عوّاد سنة 1723 تولّي الرهبنة الانطونية خدمةَ النفوس والعنايةَ بالدير.. فشيَّدتِ الكنيسةَ القديمة والكنيسة الكبرى.. وتألّقت رعيةُ مار الياس انطلياس بالجماعة الكهنوتيةِ الانطونية التي جعلت من العَلمانيين جماعةً كنسيّةً حيّةً، مشارِكَة ومنفتِحَة ..

وما المجلسُ الرعويّ، وحركات الاطفال والناشئين والشباب والمسنّين والجماعات والاخويات واللجان والحركة الثقافية، سوى نتاجٍ لهذه الرعاية على أيدي كوكبةٍ من رجالِ الدِّين الذين تَولَّوْا اعمالَ هذا الدير وحفظوه، مُهتمّينَ بشؤونِه الدينية والدنيوية، الى أن آلت الامانة الى الابِ الدكتور جوزيف بو رعد الذي شرّفنا جميعًا، مع جمهور الدير والمجلس الرعوي، بالدعوةِ الى هذه الامسية، في حِمى نبيِّ الله، مار الياس الحيّ، والذي أقسمَ ذاتَ صيفٍ “على مذبح القديس المرقوم .. دروزْ ونْصارى ومتاولة وإسلام المعروفين بجبل لبنان ، بأننا لا نخون ولا نطابق بضرَر أحدْ منّا كائناً من يكون .. الرأي واحد والقول واحد ..” !!

ثم توالت الكلمات بالمحتفى به، كما استمتع الحضور باغنيات الزمن الجميل  كذلك كان للفنان بول سليمان مشهداً عبثياً، وفي نهاية الاحتفال قدّم الفنان برنار رنو اللوحة التي رسمها مباشرةً التي استوحاها من وحي المناسبة والاحتفالية ليقدمها للفنان الياس. كما قدّمت هدايا رمزية هدية التكريم الاولى  من رئيس وجمهور ورعية دير مار الياس – انطلياس، ومن بلدية انطلياس – النقاش ، وهي عبارة عن منحوتة أنجزها خصيصاً لهذه المناسبة، النحّات والشاعر والفنان التشكيلي رودي رحمة، الذي أغنى لبنان والعالم بأعماله الفنية، التي اضافت ابداعاً على الابداع الفني اللبناني المعروف، في مجالات النحت والرسم والشعر. الهدية التكريمية الثانية، بورتريه للفنان الياس الرحباني، أنجزه الفنان التشكيلي جورج رزّوق ، وهي مقدَّمة الى المكرَّم، بإسم الفنان يورغو إلكا، ومسؤول كورال حركة قداس الناشئين في رعية مار الياس – انطلياس.

وانتهى الاحتفال بأغنيات توالى على ادائها فريق الكورال.

حتى في الاحتفالات الراقية الارجيلة حضرت: هل من الممكن أن يجتمع الفن الراقي مع الارجيلة …؟