YOUTUBE
Twitter
Facebook

عندما تابعت الجزء الخامس من “الهيبة” انتاج شركة “الصباح أخوان”، كنت أسأل نفسي ماذا ستقدم الشركة المنتجة بعد للمشاهدين من مواضيع جديدة تطرأ على الهيبة، فكرت بالأحداث وبالبطلة ايميه صيّاح التي بدأت مخيلتي بمقارنتها مع النجمات اللواتي شاركن النجم تيم حسن بطولة هذا العمل الذي لاقى نجاحاً ملحوظاً في العالم العربي .

لكن لم يخطر على ذهني أن في جعبة الشركة مفاجأة شكلت صدمة ايجابية لجمهور “الهيبة”،  نجم شاب مصقّل بالموهبة والدراسة، جاهز بكل التفاصيل ليقطف النجاح الساحق ويلفت أنظار النقاد والمشاهدين فيسجل بذلك نجاحاً باهراً.

مشاركته في هذا العمل يعتبرها فرصة ووقوفه أمام النجم تيم امتحان فنجح فيه بدرجة الامتياز.

الممثل النجم سعيد سرحان ذات الموهبة المعجونة جيداً اختمرت في غضون سنتين، ليكتمل تفوقه في مسلسل “بارانويا” بدور “رواد” أمام نجم 2021 قصي خولي، الذي ايضاَ اعتبر وقوفه أمام “قصي الاستاذ الدرامي” هو نتيجة ثقة الشركة المنتجة بقدراته الفنية فأسندت اليه هذه الشخصية الصعبة التي تتطلب تقنية عالية من التمثيل.

تحدثنا كثيراً ومطولاً مع الممثل الذي أعتبره شخصياً نجم 2022 سعيد سرحان في هذا الحوار الشيّق والخاص لموقع Magvisions.

لنبدأ من العمل الاخير الذي لاقى نجاحاً ملحوظاً لدى متتبعي مسلسل “الهيبة”، ولمعت فيه كنجم العمل في جزئه الأخير، لا سيما في آداء دور “عبد الرزاق” حيث تحدثت بالروسية. أخبرنا عن الشخصيتين المختلفتين.

حمدالله الله أن الجزء الأخير من الهيبة لاقى نجاحاً على كل الأصعدة كتابةً واخراجاً وتنفيذاً وتمثيلاً مع المواضيع التي طرحت فيه، وأنا كوني شخصية في المطبخ اؤدي شخصية “علي” أعتقد أنني والحمدالله هذه السنة حصلت على المساحة التي عملت جاهداً كي  أعطيها حقها وتلقى الجمهور النتيجة على طريقته أدت الى ما تفضلت به أنني النجم في الجزء الأخير، عبد الرزاق هو محطة في جزئه الخامس، وهو ضرورة لكشف جزءٍ من ما يحاك ل”الهيبة”، ولكن من داخل مطبخ العدو أي الطرف الآخر، استفدنا من شخصية “علي” وخلفيتها التي كانت أصلاً في روسيا، كي يكون لدينا جسر واقعي متين لابتكارشخصية “عبد الرزاق”، صحيح تحدثت باللغة الروسية وهذه احدى ادواتي كممثل أي قدرتي على إجادة آداء أي شخصية تتحدث هذه اللغة، الصعوبة ليست في آداء شخصيتين مختلفتين او 3 او 4  في العمل نفسه انما تكمن في تمثيل شخصية داخل شخصية ما يعني تجسيدها بطريقة مقنعة بالشخصية الثانية وكانني لا أمثلها، ما يعني أن أترك للحظات أن يقول المشاهد “علي” هو الموجود هنا، هو الذي يلعب شخصية “عبد الرزاق” التي هي ليست شخصية قائمة بحد ذاتها، “علي” لوحده و”عبد الرزاق” لوحده، أبداً، هذه شخصية يتلبسها الشخص الاساسي الذي هو علي يجب تذكير الجمهور أن علي هو الموجود هناك، وعلي هو المتمكن من عبد الرزاق، وعلي هو الذي يلعب لعبة عبد الرزاق على الاشخاص الذي ذهب ليلعب عليهم هذه اللعبة، وعلي هو الذي سيدفع الثمن وليس عبد الرزاق في حال انكشف، لهذا، الجمهور سيقول علي هو الذي سيكشف أمره. هذا الأمر كان أساسياً وهو الخط الأصعب، إمساك شخصيتين، شخصية تولد أخرى وليس كل شخصية ولدت لوحدها، متعة وتحدٍ لأي ممثل وأعتقد قليلون هم الذين ينجحون، لا أحاول انتقاص من قدرة أي ممثل بالعكس، لان الخط رفيع جداً في الفشل أو النجاح في هذا الأمر.

هل وجدت صعوبة في التكلم باللغة الروسية؟

أبداً، لم أجد أي صعوبة في التحدث بالروسية، هو كناية عن نص نحفظه ونفهم الكلام كي أعرف في الخلفية أنني أعني في هذه اللحظة هذه الكلمة، او الجملة أي أعطيها الاحساس الصحيح عندها تصبح مقنعة للجمهور ولي كممثل.

لننتقل الى “بارانويا” المتخصص بعلم النفس والجريمة، البروفسور، أخبرنا أكثر عن هذه الشخصية التي أظهرت فيها آداءً ممتازاً؟

ما أن قرأت النص وكان قد كتب منها ما يقارب 4 حلقات، أحببت شخصية رواد لأنها صعبة جداً، وهذا هو سبب ذهابي باتجاه هذه الشخصية، كنت أبحث عن شخصيات تستفز موهبتي وما لدي، لأنني كنت أخفي ما لدي منذ فترةٍ زمنية، ولم أعمل في التلفزيون بخيار مني، كنت أريد أن أدخل الى مكان صنع اسمه فكان “الهيبة”، الذي كان الفرصة لأسخر ما لدي، فكان الخطوة لكي أرضي طموحي وموهبتي التي أعطاني اياها الخالق وأوظفها في المكان الصح.

بالنسبة ل”رواد” من الصعب جداً آداء مثل هذه الشخصية فهي ليست سهلة أبداً لانها تحتوي على طبقات عديدة  ولديها محرّك داخلي، شخصية تراقب لا تعلق كثيراً بالكلام، وتدفع من مكانٍ الى آخر لتتحول نحو البحث النظري الذي كان لديها ليصبح فيما بعد عملياً، رواد شخصية مبنية على حركة الجسد وعلى نبرة الصوت، التي تضاف على شخص محرّك تبنى الشخصية من الداخل وليس باكسسواراتها الخارجية، تؤدي بهدوء وهو يغلي بالوقت نفسه، يعني على نار هادئة لكنها تحرك، هذا هو توصيفي للشخصية.

لدى متابعتي لادوارك، شعرت أن شركة الانتاج تريد أن تضعك في المنافسة مع النجم السوري تيم حسن وقصي خولي، ما هو  تعليقك؟

موضوع المنافسة مع تيم حسن وقصي خولي كبير علي، لكن سأجيب لأن سؤالك استفزازه ايجابي، هذا الأمر هو امتحان أكثر منه منافسة، امتحان شاب ظهر خلال سنتين على الساحة ووضع مقابل نجميّن كبيرين استاذين مثل تيم حسن وقصي خولي، هذا نوع من الثقة، وعند الثقة يمتحن الانسان، وهذه ثقة الشركة بقدرات سعيد والاعلان عنها بهذه الطريقة، بدوري، عندما اوضع في أي مكان سأودي الامتحان بما لدي من تحضير وموهبة وثقافة، لأن كل شيء يبدأ من المكان الفكري، كونها انتاج فكري، فكان علي إثبات جدارة هذا الخيار وصوابيته، ليست منافسة هذا العمل كله هو عمل جماعي، وإلا كان حكواتياً، انا أراها امتحان وفرصة لكي يتفاعل فيها ممثلون كبار مثل هذين الاسميّن مع ممثلين لديهم الموهبة تعطى لهم الفرصة وهم بحجم الامتحان.

هناك خريجون

يزعجونني أكثر من الاشخاص الذين لم يدرسوا

 

الى أي مدى الدراسة تصقل الموهبة، علماً هناك مواهب غير خريجي كلية الفنون وصلت الى النجومية؟ وهذا الأمر يزعج الخريجين ويعتبرونه تدخلاً في المهنة، كما يحصل في باقي المهن تماماً كالاعلام.

الدراسة ضرورية لكنها ليست كل شيء، هناك أناس كثيرون لم يتعلموا لكنهم وصلوا الى أماكن كبيرة أكثر من حاملي الشهادات المعلقة على الحائط او في المكاتب، الدراسة هي السكة الاولى لكنها ليست هي الوحيدة والكافية، الموهبة تصقل بالمعاينات والمشاهدات وبالقراءة والابحاث، ان نشاهد ونراقب غيرنا نحن مخلوقات تعلمت من خلال المراقبة منذ وجود الكرة الارضية، الثقافة ضرورية جداً والعلم كذلك، صحيح هناك نجوم أتوا من مكان ليس له علاقة بدراسة الفن المسرحي او السينمائي او تمثيل، لكن شغفهم اتى بهم وادى بهم لكي يتعلموا،  اسامة عبيد الناصر مثلاً المخرج وكاتب بارانويا الذي ابدع بكتابة واخراج النص لم يأت من مكانٍ أكاديمي، درس شيئاً كلياً مختلفاً لكن شغفه دفعه ليكتشف هذا المجال وأبدع فيه كالكثيرين غيره، انا درست في الجامعة التمثيل واخذت ما استطعت خلال 4 سنوات، ثم انطلقت لاراقب واكتشف ماذا يعني كاميرا واضاءة وسيناريو وعملت بدءًا من الضوء الى مساعد مخرج لأفهم كل ابعاد الموضوع.

يتابع: بالنسبة للخريجين لا يجب أن ينزعجوا من هذا الأمر، فمهنتنا ليست تخصص في طب الأسنان، لا يستطيع أن يأتي عامل حديقة ويعمل طبيب اسنان، لأن فيها دراسة لا تكتسب من مشاهدات، في مهنتنا نتحدث عن أمر يعطى بالفطرة، انها موهبة من عند الله، الفن هو هبة، لا يجب أن يزعج هذا الامر أحداً لأنها ليست حكراً فقط للمتخصصين، هناك خريجون يذهبون الى أمكنة نستغرب فيها كيف حصلوا على شهادتهم، هؤلاء يزعجونني أكثر من الاشخاص الذين لم يدرسوا، لأن هناك من أخذ مكان احدٍ آخر بطريقةٍ ليست مستبعدة في بلادنا، تأخذ مكان غيرك في الخارج وتنتقد من جاء من غير مكان ولم يأخذ مكان غيره لينافسك لأنك لم تستطع منافسته على الرغم من دراستك، هذه عقدة نقص، باختصار.

 

أن تأت متأخراً أفضل من ألا تأت أبداً

 

ربما البعض يعتبر أنك تأخرت بالحصول على أدوار لامعة، لكنني أعتبر أن هذا هو المسار الصحيح للصعود الى النجومية خطوة خطوة، ما هو رأيك شخصياً، وما هو رأيك بالممثلين الذين تسند اليهم ادوار البطولة من العمل الاول؟

أن تأت متأخراً أفضل من ألا تأت أبداً، الحمدالله أتت عبر مسلسل “الهيبة” كي أثبت ما لدي من طاقة، أنا اوافقك الرأي بالمسار الصحيح هو خطوة خطوة، وأريد أن أضيف على ذلك، قبل الدخول الى الدراما المحلية، كنت أختار أعمالي وشخصياتي لأني لم أشأ أن أخطو خطوة ناقصة “تفركش”، أنا مؤمن أن كل انسان في الحياة لديه فرصته، والباقي عليه، اذا استغلها ينجح أو لأ، يبقى علينا أن نؤمن أن لدينا ممثلين بهذه الطاقات تستطيع أن تفي الشخصية حقها، بغض النظر اذا كانت دور اول او غير ذلك، أنا أعتقد أن الانسان بطل بكل عمل يؤديه ويوفيه حقه، النجومية الحقيقية تأخذ وقتها وتدرس، هي ليست بكمية الاعمال انما بالنوعية والشخصيات، ولكن، ايضاً يجب أن نؤمن أن لدينا ممثلون يستحقون ان تسند اليهم ادوار البطولة لا علاقة لها ان كانت من العمل الاول او الثاني، ربما في الدور الاول هناك مخاطرة على الممثل وأي دعسة ثانية قد تكون نهاية مسيرة، كثر هم الذين اتصلوا وبي وأثنوا على عملي وقالوا ما قدمته خلال سنتين يرقى الى مستوى عالٍ جداً، يدعو الى هوليود ودعوني للذهاب اليها، صحيح هي جزء من طموحي لكن انا وجدت نفسي وأريد أن استوفي هذه المرحلة حقها وأفرح باداء ادواري بلغتي الأم، علماً أملك من اللغات ما أملك وأستطيع التحدث بها بلهجاتٍ عدة، لكنني موجود حالياً في المكان الذي اريده وأتمنى ان يسند الي دور البطل الأول ليس لأنني اريد الاول بالأسماء لأ، جميلة هي المنافسة جميل طرح هذا النقاش مع ممثلين من الصف الأول بما نقدمه وتكون لعبة البينغ بونع بالادوار التي نؤديها. يا رب يوم من الايام أقود عملاً ويكون معي ممثلون بحاجة لنيل فرصتهم، ونبدع سوياً.

 

أنا معجب بأداء سيرين عبد النور ونادين  نجيم

وهيفاء وهبي عبقرية

 

من هي الممثلة التي تعتبر أنك ستشكل معها ثنائية ناجحة؟

هي ليست اسماً انما طاقة، ليست شخص موجود انما حالة، أي ممثلة نستطيع سوياً تأدية متطلبات العمل الذي نخوضه أتمنى أن أتشارك معها، أنا من المعجبين بآداء سيرين عبد النور ونادين نجيم، سنحت لي الفرصة بالعمل مع سيرين لكن لم تسنح بالتعرف على نادين، أتحدث هنا عن نجمات لبنانيات، لكن بالنسبة الي الممثلة هي الطاقة التي تحرك الشخصية وتؤديها حقها، بغض النظر عن اسمها، وأنا معجب بمسيرة العبقرية هيفاء وهبي كيف رسمت حياتها وشخصيتها ، شخص لديه طموح لهذه الدرجة في الحياة، بهذا الشكل، هو شخص استثنائي هذه المخلوقة استثنائية بكل معنى الكلمة.

لقد تغير مفهوم البطولة في المسلسلات، فأصبحت بطولة جماعية، هل تتبع شركة الانتاج هذه الاستراتيجية لارضاء الجميع، أم أنه حقاً كل ممثل بطل في آداء دوره؟

أنه النمط الذي فرضته المنصات بجعل البطولة جماعية نوعاً ما، ثانياً اليد لا تصفق لوحدها، القصة تحتاج لممثلين  يجسدونها وشخصيات ترويها وإلا يكون العمل  “حكواتي”، اما بالنسبة  لشركة الانتاج ما يهمها هو أن توفي القصة حقها وتعطيها متطلباتها الانتاجية بغض النظر عن إرضاء اي احد، لكن هناك ارتباطات متعلقة بنجوم الصف الاول، ولها علاقة بتعاقدات مع الشركة، هذا أمر داخلي نحن كممثلين لا علاقة لنا به أبداً، كل ما يعنينا في هذا المكان هو أن نؤدي أدوارنا ونكون أبطالاً فيها، بغض النظر عن مساحتها وحجمها، انا أتذكر في”دور العمر” كنت ضيفاً في الحلقة وأديت دوري كبطل فيها وكنت بطلاً في المسلسل في الوقت نفسه.

ما نلاحظه من خلال المنصات، أنها تميل لانتاجاتٍ تتناول أعمال العنف والجريمة والمافيات، وابتعدت عن الاعمال الرومانسية والتاريخية والاجتماعية، هل هذا هو المطلوب، أم أن أذواق المتتبعين أختلفت وأصبحت تميل للعنف تماشياً مع الواقع المرير؟

ليس الموضوع أنها فقط تميل الى العنف بل تقديم ما هو جديد، لأن ما كان قبلاً نوعاً ما استهلك، هناك قصص كثيرة في الحياة يجب أن يحكى عنها، منها الجريمة والعنف والمؤامرة، نحن نعيش في عالم نشاهد كل هذه القصص تحصل أمامنا لم لا نعيشها بنمط تلفزيوني، ما دام هناك من يطلبه فأتت المنصات لتقدم أطباقاً متنوعة، من يريد مشاهدة الرعب نقدمها له حسب اسلوبنا، شرط ألا نقلد الغرب، بأي شيء نريد طرحه في الحياة، بل عن قصص تشبهنا بأسلوبنا مع تقنيات الغرب  نطوعها لتخدم أفكارنا ونقدمها للناس، أعتقد أن المنصات مهمة جداً، يجب الاستفادة منها، أما بالنسبة لذوق المشاهدين ربما هناك شيء من الصح في هذا المكان، الخيارات ذهبت باتجاه العنف لاننا نعيش في مجتمع عنيف جداً، بأمراضه وأوبئته وحروبه ونمط تبادل أحاسيس العالم أصبح عنيفاً، ردات الفعل بين البشر كذلك الأمر، حتى الحب بحد ذاته أصبح عنيفاً، ردات فعل الطبيعة علينا اصبحت عنيفة لأننا تعاطينا باهمال معها، هذه هي اللغة، الموجودة التي يسيء اليها البشر وتكون سمة عامة.

“باب الجحيم” مسلسل في عالم مفترض، من هو جمهور هذا العمل؟ وما هو رأيك به علماً أنك شاركت في الكتابة؟ حدثنا عن الجزء الثاني منه.

هو نتاج العالم العنيف أوصلنا الى قصة خيالية، بنينا عليها، قائمة على مبدأ العنف الذي يمارسه النظام الحاكم المنبثق من العنف اصلاً، لكن أتى بصفة أنه يريد توقيف العنف، وينشىء نظاماً خالياً منه، لكنه يمارسه، مبدأ أي سلطة بشكل عام، في 2053 وصلنا الى عالم تحكمه هذه السلطة، داخل هذا العالم يوجد السجن، والوسيلة للحرية هي العنف. العمل كتب ونفذ بطريقة عالية جداً وجمهوره نوعاً ما هو الشباب، يحب هذا النوع ومعتاد عليها إن كان عبر العاب الفيديو او الافلام التي نشاهدها عبر منصات نتفلكس وليس على التلفزيونات الكلاسيكية. الجزء الثاني هو تكملة للقصة التي انتهت لدى دخول البطلة والبطل الى السجن والتضحية التي قدمها البطل الثالث الذي هو صولد.

هل ممكن أن تتخل عن التمثيل لصالح الكتابة؟ كما حصل مع كثيرين من الممثلين؟

من سابع المستحيلات التخلي عن التمثيل لصالح الكتابة ابداً، سآخذ فرصتي في الخارج كما يقول جبل “يا تاريخ سجل”، وسأصل الى المكان الذي تخيلت نفسي فيه وانا صغير، سأصل اليه، يوما ما ربما نتحدث عنه. في رأسي مشروع اخراجي، وهذا ايضا أقوم به خطوة خطوة.

في عالم الغرب، الممثل المتقدم في السن تسند اليه أدوار البطولة، في حين عندنا تقلص أدواره، ما هو رأيك بهذه المعضلة التي غالباً ما ينزعج منها الممثلون المخضرمون؟ وهل ككاتب ممكن أن تكتب عملاً يكون البطل قد تجاوز الثمانين عاماً؟

اكيد ككاتب ممكن أن أكتب عملاً بطله في الثمانين من العمر، في عالمنا، الأمر مبني على جماهيرية الممثل، أكثر من موهبته وحرفيته، لنكن صريحين، جماهيرية الممثل وكيف يعمل على تقديم هذه الجماهيرية، إن كان عبر التواصل الاجتماعي او تنوع العلاقات وغيرها هي التي تفرض هذا الأمر، لدينا ممثلون متقدمون بالعمر لديهم تاريخ  ولديهم نجوميتهم منذ شبابهم في التمثيل تسند اليهم ادواراً ويكتب لهم.

نجوم الصف الاول هي شخصيات تكتب الأعمال لها، بغض النظر اذا كان هذا النجم  يستطيع إعطاء هذه الشخصية حقها أو لأ، في حين في الخارج يجرون تقييماً للدور لمعرفة من هو الممثل من هذه الفئة يستطيع تجسيدها، هل هي لصفات ال باتشينو او لروبرت دي نيرو او … نحن نتحدث عن تعاطٍ مختلف كلياً، ونمط مختلف انا مع كتابة القصة قبل تحديد الممثل، أثبت الجمهور مؤخراً أنه صحيح يعني له من الناحية الاعلانية أن يتبع الشخص الذي يحبه من الممثلين، لكن في النهاية الجمهور يقيّم وقادر ان يحدد صح تفاعل شخصيات، وقادر أن يكون الحكم، ليس لديه اي اعتبارات او تحفظات ليقول رأيه بشكلٍ واضح على اداء اي ممثل.

Don’t look up

تحفة

أخبرنا عن مشاركتك في الحملة التي أطلقتها جريدة النهار. هل تعتبر أن الممثل اذا أبدى رأيه السياسي يخسر قسماً من جمهوره؟

مشاركتي لم تكن تعبيراً عن رأي سياسي ابداً، مع فريق ضد فريق في الكباش السياسي اللبناني انما هي حملة لاعطاء المجال لتتنفس الناس فترة الاعياد.

مهما عملنا في لبنان هناك من ينتقد، في النهاية، نعود الى انفسنا ونعمل تقييم لذاتنا وانجازاتنا وما قدمنا ونجحنا في حياتنا اذا خسرنا اناساً نكون لوحدنا، واذا خسرنا أنفسنا هناك الكارثة.

ما هي الأعمال التي تابعتها مؤخراً، وماذا تشاهد على نتفلكس؟

تابعت مؤخراً على نتفلكس Don’t look up””  وأعتقد أنه تحفة، علماً انه ليس جماهيرياً.

كيف هي علاقتك مع الصحافة؟

اذا لم يكن لدي شي أقوله لا أحب أن أتكلم، لا أريد أن آخذ مساحة وامليء سطوراً وصفحات وأستهلك طاقةً انتاجية اذا لم يكن لدي شي اقوله، أنا شخص تعني لي كثيراً الطبيعة وتعني لي أن تكون محمية، واذا كان كلامي هباءً منثوراً بهذه الطبيعة، اذا كان لدي شيء أقوله أوفي هذه العلاقة حقها. شكراً لانك تحملتيني.

 

سميرة اوشانا

 

اقرأ الآن