YOUTUBE
Twitter
Facebook

2

هو الاقطاعي المستبد في “وأشرقت الشمس” وهو الجنرال الغامض والصامت والأب الحنون في “سوا” وهو ايضاً  الرجل الذي سيطرح مشكلة اجتماعية في ” يا ريت” … باختصار هو عدة شخصيات متناقضة  في شخص واحد. الممثل جوزف بو نصار الذي لم يقل “يا ريت” عن أي أمرٍ ضاع منه.

تماماً كما  مشيته المليئة بالثقة بالنفس،  كذلك يتميّز بصوتٍ رخيم  يمتلك كل الطبقات.

قال لي:” النجومية لم تتأخر حتى وصلت اليه، وهو لا يخاف العمر بل هو متأهب لكل الأيام و”عامل حسابها”.

يتقبل النقد البنّاء ويرفض القمع، لا مكان لمخرجٍ غير جيد معه، بل يرغمه على اكتشاف الممثل الذي فيه.

في هذه المقابلة اكتشفنا جوزف بو نصار الانسان والفنان والمخرج والمسؤول عن “دليل النهار”. يحب الأسئلة العميقة  ويجيب عنها بكل ثقة، أما  بعض الاسئلة  فكان جوابه عنها “لا يهمني هذا الأمر… وآخر همي…”

في مبنى النهار وفي مكتبه الزجاجي كان اللقاء:

IMG_6851

جوزيف: لحظة، ارسل هذا الايميل وأكون معك…

كيفك انت والتكنولوجيا؟

أتعلم ما يلزمني.

انت اليوم نجم، ستار…

يجيب مقاطعاً: لا يهمني أن أكون نجماً، أنا أحب عملي وأقوم به، فالتمثيل موهبتي ومهنتي، درستها وأحببتها، لماذا تقولين انني ستار؟

 حالياً، عيون شركات الانتاج مصوبة باتجاهك، أليس كذلك؟

منذ فترةٍ طويلة عيونها مصوبة نحوي، لكن أنا عيني ليست على كل الشركات فأنا انتقائي بأمرين مهمين، الشركة المنتجة والمؤلف. وأنا من الأشخاص الذين يرفضون.

هل تعتقد أن النجومية تأخرت حتى وصلت اليك؟

تلفزيونياً، أنا نجم منذ “العاصفة تهب مرتين” وسينمائياً  منذ العام 1975 قدمت ما يقارب 10 افلام سينمائية في لبنان وفي الخارج  منها “بيروت يا بيروت” ، ” ويست بيروت” ، ” بيت الزهر”، ” بطل من الجنوب”،  “دخان بلا نار”  لسمير حبشي، وفيلمين في الخارج  “ Romeo 11”   و” حلم رشا”  Rasha’s dream” وحالياً كما تعلمين “السيدة الثانية” لقد أحببته وقد لاقى اصداءً جميلة لدى الجمهور.

IMG_6844

لكن البعض انتقده، هل تقبلت ذلك؟

أتقبل النقد البنّاء، نحن أولاد الصحافة، البعض يكتب عن حقد ليقال عنه أنه شتم ويكون قاصداً ذلك لأن نفسيته وسخة، بالنسبة الي، مكان النقد الحاقد هو  سلة المهملات، بينما من ينتقد بمحبة فأتعلم منه.

“دوني هذا الكلام الذي أقوله لك كلمة كلمة، ” ليس هناك من عملٍ متكامل في العالم إلا لدى العظماء الكبار مثل مايكل انج وفيلليني، لكن في السينما، فتجدين هناك أشخاصاً أحبت اموراً معينة ولم تحب أخرى وهذا حقهم، حتى ولو كان المخرج مهماً، نحن لا نتكلم حتى نخنق النقد بل نحن نربي النقد ونهذّبه.

12342825_10156305550280134_8461287432690966819_n

حالياً، تصورون مسلسل “يا ريت”، حدثنا قليلاً عن دورك؟

انا ونهلا داوود كثنائي نجحنا واعتبر دورنا هو فاكهة المسلسل، نحن لا ندخل مع الشخصيات الاخرى، لأن مواضيع العمل متشعبة وجميلة، فيها الكثيرمن الناحية الاجتماعية والانسانية وقليلاً من السياسبة غير المباشرة، في حالتنا تناولنا موضوع تفكك الأسرة في لبنان والعالم العربي ونعطي رسالة من خلال دورنا وهي واضحة في البناء الدرامي، لتصل الى الجمهور بطريقة ناعمة وسلسة، نحن لا نعطي حلولاً بل اشارات من خلال العمل الفني.

تعاملت مع عدة كتّاب ومخرجين، من هو الكاتب الذي اعتبرت أنه أعطاك حقك كجوزف بو نصار؟

سأكون دقيقاً في الاجابة، عملت مرة واحدة مع مروان نجار ومرة مع منى طايع  ومرة مع طوني جورج شمعون ومرتين مع رينيه فرانكوديس أحب نصوصهم وقدمت ادواراً أحببتها، وعملت ايضاً مع كتّاب آخرين، أما الذين عملت معهم كثيراً فهما الكاتبان شكري أنيس فاخوري وكلوديا مارشليان. الى هذا الحد يعرفانني هذان الكاتبان وأنا قريب منهما، وعندما يكتبان يعرفان تماماً الدور الذي يريدان اعطائي اياه. فأنا أحب أن ألعب الشخصية التي تجمع الاضداد الخير والشر، لا أحب الخط الواحد بل أحب أن تتضمن ادواري عدة خطوط.

أرغم المخرج لاكتشافي

من هو المخرج الذي استطاع أن يخرج أقصى ما لديك؟

اسمعي  يا حبيبتي، بكل بساطة أنا لا أتهرب من السؤال،  لكن، صدقيني كل المخرجين الذين عملت معهم أعطيتهم وهم بدورهم أعطوني، لا يوجد مخرج غير جيد معي، أنا أرغم المخرج كي يساعدني ويعطيني ويكتشفني، لأنني دائماً منفتح لرأي المخرج على ال “ set” وأحياناً نتناقش سوياً، لكن، اذا لم يكن هناك من داعٍ لذلك، آخذ منه الفكرة وأنفذها. وما اريد قوله هنا، نيال المخرج الذي أعمل معه لانني لا أعذبه وهم يعرفون هذا الأمر. لأنني أتحضر جيداً وأكون جاهزاً للقيام بدوري ومستوعب الشخصية أتفاعل مع المخرج عندما أكون حاضراً فيعطيني ملاحظة كي أتطور أكثر.

????????????????????????????????????

 

متى قلت يا ريت؟

يجيب على الفور: ليس لدي مرارة في حياتي على أمرٍ ضاع مني كما أشكر ربي، كوني لست نادماً على عملٍ قمت به، لانني آخذ وقتي لأقرر ولا أنجز الا الامور التي أحبها واستطيع ايصالها الى مكانٍ معين.

أنت من الممثلين المحظوظين في الدراما اللبنانية والعربية، كونك لا تزال تقدم ادواراً مهمة. ما هو رأيك باستبعاد المتقدمين في السن عكس ما يحصل في الخارج.

كما هو واجب الكتابة للوافدين الجدد كذلك يجب كتابة نصوص لاعمارٍ تتخطى الخمسن حتى الثمانين، كل شخص يجب أن يأخذ حصته، لكن حالياً ما يحصل في لبنان، أن المنتجين يأتون بفتيات حسناوات وشبان وسيمين، بعد عملين او ثلاث، سيصطدمون بالحائط المسدود لاننا لا نستطيع أن نكذب على الجمهور، في النهاية اذا لم نعطيه مادة جيدة لا يعود ويشاهد عملاً لهذا المخرج او المنتج او الكاتب…

هل التقدم بالعمر يخيفك، وبالتالي هل  تخاف من عدم معاودة شركة الانتاج الاتصال بك؟

طبعاً، سيأتي يوم ولا يعودون يتصلون بي، ما يهمني أن أحصن نفسي مادياً ومعنوياً، أتهيأ لملاقاة هذا اليوم من دون حاجتي لأي أحدٍ منهم، إلا انني لا أخاف من العمر، فأنا أحترم عمري، وأهتم بصحتي واحترم جسد الممثل الذي بداخلي، اذا لم أحترمه فأنا لا أستحق أن أعيش وأمثل حتى الثمانين. كما لا يجب أن يتطاير البخار من راسي حتى لو كنت نجماً فهذا يضر بالممثل ولا يفيده.

????????????????????????????????????

 

اعتبرت شخصياً ان البطولة في مسلسل “سوا” هي لك وللممثلة رولا حمادة؟

لأ، أهم ما حصل في “سوا” أن الأدوار وزعت بطريقةٍ متوازية على الجميع، ونحن فريق عمل حقيقي نستفيد من بعضنا ونسير باتجاهٍ واحد. الى ذلك، اريد أن اقول لك، انني لا آخذ ” شو ما كان” ولا أعطي “شو ما كان” فكل مسلسل أدخل فيه اذا لم أسع لكي أكون الأفضل والأهم واذا لم أفعل ذلك، اكون بين هلالين ” حمار” دوني ذلك حرفياً.

نرى أحياناً أطفالاً يبدعون في بعض الأعمال، هل التمثيل يحتاج الى دراسة ومعاهد؟

لا نستطيع أن نعمم، هناك أشخاصاً مثل الفنان الراحل شوشو وفيليب عقيقي لم يدرسا لكن لو لم يكن لديهما الموهبة كانا سيحتاجان الى دراسة، ولو انهما درسا لكانا حلّقا اكثر. لذا، انا مع الدراسة لانها تصقّل الموهبة.

ما هو رأيك بالاعمال العربية المختلطة؟

بدأت منذ 5 سنوات، وقد عمد المنتجون الى ذلك لانها تؤمن الانتشار والمبيع خارج لبنان، فيها ما هو صح وخطأ، الصح عندما يكون الدور مكتوباً فعلاً لشخصٍ سوري في بيئةٍ سورية ومن خلفية سورية يعيش في لبنان لانه موظف في السفارة السورية في لبنان، هنا، من المنطق أن نأتي بممثل سوري لهذا الدور، عندما يكون الدور منطقياً لا مشكلة في الخلطة لأننا عندما نقف الى جانب الممثل السوري أو المصري فنحن نأخذ منه ونعطيه ونتعلم منه بدوره يتعلم منا، وهكذا يؤمن التواصل مع العالم العربي الذي هو ضروري بالنسبة لنا ومن جهتهم يدخلون الى المجتمع اللبناني، انا لست ضدها، لكن أكون كذلك عندما تكون مفتعلة وغير منطقية.

هل وجدتها منطقية في “سوا”؟

ليست منطقية لكن بررت، كنت أفضل لو كانت منطقية ومبررة، لكن عبد المنعم العمايري ممثل مميّز كذلك  شكران مرتجى رائعة. والعمل مع الممثلين السوريين لذيذ، والممثل السوري مثقف كما يكتسب من المشاريع التي يدخل فيها مع الأشخاص الآخرين. ولا ارى ان الممثل السوري او المصري او اللبناني يختلفون ففي الثلاثة من يتمتع بالثقافة العالية  ومتواضعين ومثقفين كما هناك من هم عكس ذلك.

 

أنا خارج الموركس دور مع محبتي للاخوين حلو

 _NNN4300

بعد “واشرقت الشمس” وفي حفل الموركس دور اعتبرت ايميه صياح اكتشاف، من تعتقد ستكون اكتشافاً هذا العام؟

لا يهمني هذا الامر، اذا أردت أن تسأليني عن الموركس دور، فأنا أحب الاخوين حلو واحترمهما وهما أصدقائي وما يقومان به هو عمل ممتاز للبنان، لكن أنا شخصياً سحبت اسمي منذ فترةٍ طويلة ولا أريد أي جائزة عن أي دور فأنا خارج الموركس دور مع محبتي لهما.  لا تهمني لا الجوائز ولا التكريمات، لأنها  في لبنان كناية عن عشاء أو غداء وحب الظهور ولقاءات بلا مغذى، شخصياً، لا وقت لدي لهذه الامور كما أنني لا أحبها وفعلاً لا تهمني.

ما هو رأيك بالسينما، فهي تسير على ايقاعٍ سريع؟

كانت السينما في الماضي مكلفة، لكن مع وجود الديجيتال أصبحت أقل كلفة، لذا، من الطبيعي أن نعمل سينما في لبنان لانها جميلة، رائع ما يحصل، لكنني أتمنى ألا يشوهوا السينما اللبنانية وفكرتها وحلمها، وألا يحولونها الى تجارية لا مانع ان يعرض كل أنواع الافلام الكوميدية والتراجيدية الا أنه  عليهم أن يحترموا السينما فأنا معها عندما تحترم الممثل والمشاهد وفكرة السينما.

joseph

كيف تنظر الى زيارة انجيلينا جولي الى المخيمات؟

مهم جداً ما قامت به، فهي نجمة عالمية وستلاحقها وسائل الاعلام العالمية وتكتب عنها وهذه فرصة من خلالها نستطيع أن ننقل الى العالم وجع السوريين في لبنان ووجع اللبنانيين بوجود السوريين الكثيف وغير الممنهج في لبنان، في الواقع، أنا حزين للوضع المذري للاجئين كثيراً وفي الوقت نفسه، حزين على وضعنا كلبنانيين مضطرين مع محبة ان نستقبل عدداً هائلاً من الناس لا نستطيع أن نساعدهم ولا نستطيع أن نضمن معيشتنا بسببهم،  مشكلة اللاجئين في لبنان مزدوجة.

IMG_6856

ما هو رأيك بالاعلام اليوم لا سيما أنت المسؤول عن “دليل النهار”؟

كما كل القطاعات كذلك هذا القطاع يعاني، نحن محاطون بالحروب، وخارجين حديثاً من الحرب، وأصحاب الاموال يغادرون لبنان حتى المداخيل الآتية من الخارج تقلصت، هناك أزمة اقتصادية شرق اوسطية وامتدادها عالمي، شرق الاوسط الذي كان يضخ كمية من المال على لبنان اليوم يعاني، ما يعني أننا في أزمة كبيرة أتمنى ألا تطول.

IMG_6853

سميرة اوشانا

(العربي الجديد)

اقرأ الآن