YOUTUBE
Twitter
Facebook

أجرت المقابلة: سميرة اوشانا

EPS 5 SCENE 2

الثنائية الناجحة التي شكلها الممثل بديع ابو شقرا مع الممثلة والكاتبة كارين رزق الله، سنشهدها مجدداً في “بردانة أنا”.

بديع أبو شقرا الذي سيطل على المشاهدين في مسلسل “بالقلب” يرى ان الدراما اللبنانية في تطورٍ مستمر، والسينما اللبنانية تستحق أن يخصص لها صندوق دعم  وعدد المسارح يجب أن يتكثف في العاصمة بيروت وأخيراً، يتمنى أن يصبح لدينا بلد.

لكل عمل درامي نكهة وقصة، ومع بديع أبو شقرا افي هذا اللقاء قصص كثيرة تناولنا تفاصيلها في هذا الحوار:

 

A125C005_190301_R1CN

لنبدأ بمسلسل “بالقلب” الذي يصور حالياً، حدثنا عن دورك، وعن هذه المشاركة.

مسلسل “بالقلب” هو من كتابة طارق سويد واخراج جوليان معلوف، وانتاج مي ابي رعد، من المقرر عرضه على محطة LBC، يتمحور الدور حول شخص يتعرض لمشكلة معينة، تغيّر وجهة نظره في الحياة، وسيرى بنفسه الامور بمفهومٍ مختلف، لا نستطيع أن نتحدث عن القصة كي لا نفضح مجرياتها، لكن الموضوع حساس جداً و”كله قلب”، هذا أهم شيء في المسلسل، تشارك فيه اسماء كبيرة من الممثلين، قصته واقعية، لكنها تركز على إحساس الانسان وتأثيره على أفعاله اليومية.

742e93f3-b166-4493-a092-5fa966513014

“بردانة انا” ايضاً مع كارين رزق الله، لكن كتابة كلوديا مارشليان، حدثنا عن دورك. وهل اختلف آداء كارين بعمل ليس من كتابتها؟

كل ما أستطيع أن أقوله عن هذا الدور انه يختلف كثيراً عن أدواري السابقة تقريباً، هذا دور فيه أشياء كثيرة مركبة مغايرة ان كان بالشكل او بطريقة التصرف أو بالآداء كممثل وبالتحضير له، فيه الكثير من التحدي لانه ايضاً سيف ذو حدين، وكأنه يسير على الحبل، لا يستطيع ان يتحرك لا شمالاً ولا يميناً، لانه يسقط.

أما بالنسبة لآداء كارين هذا أمر لا أستطيع أن أقّيمه ولكن أعتقد ان في “بردانة أنا” كانت كارين قد قدمت دراسة كاملة عن الدور وأمنت له إحاطة كاملة بكل تفاصيله.

شكلت مع كارين رزق الله من كتابتها ثنائياً ناجحاً، وتكررت أكثر من مرة، هل تكرار الثنائية هي لصالح الممثلين اللذين سبق ونجحت تجربتهما؟ او أن هناك تخوف من أن يمل المشاهد من هذا التكرار؟

أنا شخصياً، بالنسبة الي ليست الثنائية هي الاهم، انما الدور الملائم لهذه الثنائية، ولكن هناك أمر اساسي تجعل من الاثنين منسجمين بآدائهما وبادوار معينة وهي أن يكون لديهما هواجس مشتركة بطريقة كيفية ايصال الدور والقصة المكتوبة، خصوصاً اذا كانت واقعية جداً وتطال شريحة كبيرة من المجتمع، ما يعني يجب على الممثلين ان يكونا على الخط نفسه، الثنائية ليست بالشكل، أو أن الاثنين ملائمان لبعض، لأ، الثنائية هي أعمق من ذلك، هي التفكير وطريقة الرؤية للامور ومعالجة نقل  القصة.

“بردانة انا” تعاون جديد مع المخرج والمنتج نديم مهنا، حدثنا عنه، وهل يختلف عن أعمال المخرجين الذين سبق وعملت معهم؟

كل مخرج لديه رؤيته الخاصة  وطريقة عمل تميّزه عن غيره، إن كان على ال set  او اسلوب ترجمته للمسلسل بشكلٍ خاص، على الممثل أن يتأقلم مع المخرج لانه وافق على تجسيد الدور واقتنع به وأحبّ العمل، الممثل هو مثل العجينة الطيّعة يجب ان يعرف يأخذ من المخرج ويعطيه ما يطلب منه، بالاضافة الى رؤيته الخاصة، لهذا كل مخرج يختلف برؤيته وطريقته، وعلى الممثل ان يؤدي واجباته حسب طريقة المخرج او الكاتب.

 

ما هي المسلسلات التي تابعتها، وما هو رأيك بما يعرض حالياً ؟

لم استطع متابعة مسلسلات من الاول للآخر، ولكن اصريّت أن اشاهد قليلاً من كل مسلسل لأرى كيف يعملون الاصدقاء، وأستطيع أن أكوّن فكرة عامة، الفن تجربة، والانسان يحاول ويتعلم من محاولته، يعني أهمية الفن تكمن في التجربة، أكثر منها في النتيجة، ولكن أقبح ما في الامر هو الاستسهال بالمسلسلات، والأبشع الا  ألا كون من يجسد الشخصية ممثلاً حقيقياً، يعني يعتمد على أشياء أخرى ليصل الى الناس، لكن  التجارب برهنت أن هذه الاساليب لا تنجح، لذا، الممثل حتى لو كانت خلفيته ليست تمثيلية وغير متخصص، عليه أن يسعى كي يصبح ممثلاً.

بالنسبة للأعمال، كل عمل كان يتميّز بأمرٍ جيد، كما كان هناك  ايضاً نواقص وملاحظات حتى الاعمال التي أعمل فيها، لكن في النهاية الناس اذواق، هناك أشخاص يحبون مسلسلات معينة وفئة أخرى أعمال مختلفة حسب القصة التي تمسه، لكن لا شك ان كل مسلسل كان له نكهة جديدة. كما هناك مسلسلات لا يستطيع المشاهد أن يصدقها لانه يشعر أنها تسخر منه لكن، هذا النوع كان قليلاً جداً.

ما هو تصنيفك للدراما اللبنانية،  هل تتقدم أم العكس؟ لا سيما ان هناك اعمالاً تعرض على الشاشة دون المستوى.

برأيي الدراما تشهد تطوراً مستمراً، طبعاً هناك أعمال تلفزيونية تعرض، تكون دون المستوى انتاجياً، وهذه مشكلة  حلها لا دخل له لا المخرج ولا الكاتب ولا الممثل، وحتى للمنتج لانه يعاني من ضائقة كبيرة حالياً، كما هي الحال في كل القطاعات الانتاجية في البلد، ولكن، طبعاً هناك اعمال دون المستوى لا اعرف لماذا تنفذ، ولماذا تعرض، لكن الجمهور يعرف وليس غبياً ويسقط هذا الاعمال ولا يجب أن تتكرر.

ما هو الدور أو الشخصية التي تحب أن تجسدها؟

ليس هناك دور محدد، احب أن أجسد الدور الذي عندما أقرأه أشعر أنني بدأت أحلم بالشخصية، كيف هو شكله ولباسه وحركاته، ولكن مع الوقت، أصبحت أحب أن أكتشف أموراً جديدة، في التلفزيون الحيّز لا يكون واسعاً  لهذا الحد، في المسرح يكون اوسع لكي يستطيع الممثل أن يكتشف اموراً جديدة في داخله وبنفسه. الامر الاساسي الذي أشعر به حالياً، هو أنني بحاجة لقراءات جديدة وأحقق محترفات مع مخرجين لم أعمل معهم في السابق، لان الممثل يشعر انه بحاجة لمرحلة جديدة لكي يتطور أكثر.

ما هو تقييمك للسينما اللبنانية؟

أعتقد أن السينما هي مكان لاستثمارٍ جيد، برأيي، كل شخص لديه فكرة وباستطاعته ان يقدم سينما عليه أن يحاول، حتى لو كان الفيلم فاشلاً او غير ناجح، يجب أن نحاول لنكتسب خبرة، وتصبح السينما صناعة، أكثر. لكن السينما ليست مثل التلفزيون فهي اقرب الى المسرح من ناحية الانتاج،  لانها بحاجة لصندوق دعم، لا يجوز ان يكون هناك امكانية انجاز فيلمين يترشحان للاوسكار لسنتين متتاليتين في مهرجانات عالمية وافلام اخرى ترشحت لمهرجانات عالمية غير معروفة، نالت جوائز، ولا يكون هناك دعم واضح للسينما لكي تتطور اكثر وتفتح اكثر للاسواق العربية والغربية بشكل أكبر بأفلام أخرى.

على صعيد المسرح: بعد نجاح “Venus” هل من أعمال مسرحية جديدة؟ وما هو رأيك بالمسرحيات التي تعرض؟

بعد مسرحية “Venus” التي ممكن أن يعاد عرضها، لا يوجد مشروع مسرحي واضح، لان المسرح بحاجة لتحضير وفريق عمل وفكرة حساسة ولكنني اشتقت الى خشبة المسرح. بالنسبة للمسرحيات التي تعرض، “يعطيهم العافية” الشباب يعملون من اللحم الحي، والتجربة برهنت ان الجمهور الذي هو بحاجة الى المسرح وفي له وهو مستمر. لكن خشبات المسارح القليلة في العاصمة لا تكفي، وطبعاً المؤسسات الرسمية منشغلة بامور أخرى لا تهتم بالمسرح الذي هو احدى الواجهات الثقافية الاساسية للبلد، المهرجانات التي تقام في البلاد العربية في تونس والجزائر ومصر في شرم الشيخ في الشارقة فيها مشاركات كبيرة من الدول العربية، نحن بلد ثقافي وحضاري، الى ذلك، أنا شخصياً أشعر أن لدينا نقص في المسرح الذي يعتمد على العمل الجسدي اكثر من الذي يعتمد على النص وهذه حاجة يجب ان تمتلىء.

على صعيد الجامعي، انت تحضر لماستير، في ظل التعدي على المهن، هل لا تزال تؤمن بالتخصص؟

طبعاً، التخصص امر أساسي في هذه المهنة، في القانون النقابي، يحق أن يكون في العمل 20% غير ممثلين، هذا موجود لدينا ضمن القانون، لا يخيف بالعكس، يساعد ولكن، أحياناً بعض الاشخاص لا يكونون في المكان الصحيح، لذا، التخصص أمر أساسي، والتخصص لا يعني فقط دراسة جامعية، بل محترفات وخبرة واضطلاع وقراءات، وهناك أشخاص دخلوا التمثيل عن عمرٍ متقدم وتخصصوا من خلال محترفات وصقلوا موهبتهم لكي يكونوا في المكان الصحيح، بالنسبة الي، أنهي “الماستر” هذه السنة، طبعاً الجامعة اللبنانية تعاني من مشاكل عديدة، لكن على الرغم من هذا الامر، يبقى الاختصاص أمر ايجابي اكاديمياً، لان العمل التطبيقي بحاجة لخلفية اكاديمية فيها نوع من التنظير والبحث واشكاليات، فيها طرح وابحاث بالاضافة الى التجربة العلمية  وهي العمل على المسرح، عملياً، من منطلق اكاديمي وليس جماهيري وهذا أمر مهم جداً كتحضير ما وراء الجماهيري.

وما هو رأيك بالدخلاء على المهنة؟

أنا أعتقد أن الدخلاء على المهنة لا يستطيعون أن يستمروا لان في النهاية الجمهور لن يصدقهم، لكن الدخلاء على المهنة بشكل ايجابي لأ، هم اضافة لنا  هم زملاء من الممثلين الاساسيين ويعتمد عليهم.

نادين لبكي تستعين بأشخاص من الشارع وتجعل منهم ممثلين،  ما يعني التمثيل لا يحتاج الى تخصص، ما هو رأيك؟

كما نادين لبكي كذلك الفنان زياد الرحباني اعتمد  على أشخاص غير ممثلين، هناك مخرجون كثر اعتمدوا على أشخاص غيرممثلين، كل مخرج له طريقته وخبرته أحياناً، هذه الطريقة تفيد كثيراً، هي اعتمدت على ممثلين وغير ممثلين، ولكن بعض المرات انتقاء الادوار لاشخاص مناسبون لشخصية لا يجدونها  في مجموعة من الممثلين، يستطيع ان يجدها في الشارع وتكون مطابقة للدور 100%.

لكن يجب التنبه ألا تكون حياة الممثلين الشخصية قد دخلت في العمل كثيراً لأنها قد تؤثر سلباً على الشخص، نادين نجحت كما زياد ومخرجون كثر نجحوا في اتباعهم هذه الطريقة.

فزت في برنامج ” Dancing with the stars “، هل المشاركة في هذا النوع من البرامج تضيف الى رصيد الفنان؟ وماذا أضافت اليك؟

أضافت الي حركة وتجربة جدية، فيها رقص وتقنية جديدة وتعرفت على أجواء الراقصين الذين يعملون في هذا المجال،  كما أصبحت قريباً من الجمهور أكثر، هي  تقارب شخصي أكثر، بالاضافة الى أنه برنامج شكّل حالة ايجابية في البلد بالتعامل مع جسم المرأة والرجل بحرية وبشكل احترافي من دون أي ابتذال.

ما هو رأيك بالفنان الذي يعلن انتماءه السياسي؟ هل برأيك يخسر جزءًا من الجمهور؟

أنا برأيي الفنان، يجب أن يظهر قناعاته، إن كانت سياسية أو عقائدية، وانتماءاته السياسية هي أمر شخصي، الجمهور لا يتابع برنامج او مسلسل لشخص آخذ بعين الاعتبار انتماءه السياسي، الرأي السياسي هو رأي شخصي مستقل وهو حر به، انا اشجع أن يعلن الفنان عن آرائه إن كانت اقتصادية او اجتماعية في البلد بغض النظر عن الانتماء، وخصوصاً ان الفنانين لديهم تأثير كبير فاذاً، يجب أن يكون رأيهم واضحاً، هناك ممثلون يخافون ان يعلنوا عن آرائهم بشكل واضح لانهم يخافون على استثماراتهم، او ربما يخافون ألا يعود يحبهم الناس لان رأيهم مختلف عنهم، لكن بالنهاية، على الانسان ان يكون حقيقياً على الرغم من الشهرة والانتشار، وأن يكون لديه الجرأة الكافية وألا يقدم تنازلات فقط ليحافظ على بعض من الجمهور او الحفلات التي يقدمها، او المسلسلات التي يعمل فيها، الرأي الشخصي لا يجب أن يؤثر على هذا الموضوع، والناس لا يجب أن تحكم على آرائه الشخصية.

كنت في كندا وعدت الى لبنان، هل ذلك حباً بالعودة الى الوطن، او من اجل التمثيل؟

الحنين الى الوطن والاصدقاء من احدى أسباب العودة، ومن أجل العمل الذي له  نكهة خاصة هنا، مهما عاش الانسان في الخارج، ولكن  شعور الانتماء الى الوطن الذي هو مشاركة ونضال من أجل التغيير من اجل تحسين المعيشة ومحاربة كل الفساد، الانتماء ليس فقط التغني بالوطن وبالامجاد، لأ. لكل هذا عدت.

هل تتأمل بأن يصير لبنان بلداً؟

لدي مخاوف كثيرة خصوصاً حالياً من الوطن الذي هو على مشارف الافلاس، عملياً هو مفلس، لكنه مختبىء بورقة التين، وممكن في أي لحظة، يصبح الافلاس على الارض عملياً، وممكن في أي لحظة، ألا يعود بامكان اللبنانيين سحب اموالهم من البنك، وهذا خطر كبير ونحن نعرف ذلك، ونقول يجب أن يتغيّر الوضع في صناديق الاقتراع، كان يجب ان يعرف الناس مصلحتهم ويصنعوا توازناً في البلد بين أشخاصٍ مستقلين واشخاص بيروقراطيين، واشخاص تكنوقراط، وبين الطبقة السياسية الموجودة حالياً، كي لا يعود هناك من تحكم بالشكل الكامل في البلد، الذي اوصلنا الى هنا، هذا الاسلوب غير مجدي ويرناجح، بالنهاية الشعب قرر، وسيتحمل المسؤولية، الشركات الكبيرة والمؤسسات الدينية اصحاب رؤؤس اموال لن تتأثر أبدأ في حال الافلاس، ومن يتأثر هو الشعب فقط والطبقة الوسطى لم تعد موجودة عملياً.

موضوع الزواج المدني طرح مؤخراً، هل تؤيده؟

طبعاً 100 %، من وجهة النظر القانونية الزواج هو عقد بين شخصين يتفقان على أمورهما، اذا ألغي هذا العقد تعقد محاكم تحل هذه الامور المادية والاجتماعية وغيرها، الوجه الديني للزواج هذا أمر شخصي يقرره ويعقده حسب اختياره. في النهاية يوجد قانون مدني مثل قانون المرور والملكية ومثل كل هذه القوانين يجب أن يلتزم بها.

ما هي القضية التي من الممكن  أن تتبناها؟

قضية أن يصبح لدينا بلد، لان الافلاس سيطالنا كلنا، ولا أحد سيتحمل مسؤوليته ولا من يدعمنا لا الاتحاد اوروبي ولا أحد كما حصل مع اليونان، لان اذا احد أراد أن يدعمنا يسيطر علينا، وهذا مخيف كثيراً من كل الاتجاهات، لهذا، القضية الاساسية هي أن نستطيع ان نؤسس وطناً حقيقياً وهذه الخطوات موجودة وواضحة من خلال الضريبة التصاعدية بوقف الهدر بحلول عديدة، الحل الذي يفكرون به، هو الاقتطاع من أموال ورواتب الناس اكيد هذا  ليس حلاً، هذا الحل مضحك، سيؤدي الى الافلاس ونوع من الفوضى الكبيرة في البلد وفلتان امني وقتل وسرقات في البلد، وهذا أخطر شيء ممكن أن يحصل.

 

 

 

 

اقرأ الآن