الممثلة ندى أبو فرحات أزعجت المنتج فأعلن الفيتو عليها

“منتج يعتبر نفسه اله الدراما للأسف لديه السلطة كي يضع الفيتو على الممثلين الذين يزعجوه أو الذين يقولون الحقيقة.

على الرغم من الغضب المدفون بداخلها، الا أن الممثلة ندى ابو فرحات  عبرت عن مشاعرها بكل هدوء، هي سعيدة لما هي عليه اليوم لانها تعمل مع أشخاص يؤمنون بالفن، وما يهمها أن تترك بصمة للجيل المقبل.

فيما كان أحد الزملاء ينتقد الدراما والممثلات اللواتي لا يملكن موهبة التمثيل واصفاً اياهن بعارضات للأزياء، علّقت على حديثه بالقول: “أتقول ذلك ولدى الدراما اللبنانية ممثلة اسمها ندى ابو فرحات!؟” شخصياً لا أرى أن لها منافسة في الدراما اللبنانية والعربية ويؤسفني ألا أراها بدور البطولة وهي التي تمتلك المسرح والسينما وقد شاهدناها في مسلسل “نضال” حيث أدت دورها باحترافٍ عالٍ  لم تتوصل أي نجمة على منافستها في أي دور تؤديه.

ندى قالت كل شيء ومشت:

لنبدأ الحديث بالمشاريع التي تتحضرين لها؟

نحن بصدد تصوير فيلم سينمائي ” single, married, divorced يللا عقبا لكون” من كتابة نيبال عرقجي واخراج ايلي خليفة وانتاج شركة Dream Box Production، من بطولة  دارين حمزة ومروى خليل ونيبال عرقجي  وجوليا قصار وأنا “تبتسم ثم تتابع” : بديع أبو شقرا وشربل زيادة وعدد كبير من الممثلين، عدد النساء طاغٍ في هذا العمل الذي يتناول قصة 4 شابات لكل منهن حكاية مستقلة، أحب أن ألعب هذه المواضيع الجريئة التي تخص مجتمعنا من دون ملح وبهار، لقد دخلنا الى عمق الموضوع بكل جرأة، فهو يعالج العلاقات الفاشلة بطريقةٍ كوميدية. لقد أحببت العمل مع نيبال خصوصاً بعد فيلم “قصة ثواني” كذلك المخرج ايلي خليفة له مستوى رفيع في رؤيته السينمائية وهذا ما اريده.

أين وجدت نفسك أكثر، على المسرح أو في السينما أو التلفزيون؟

أشعر انني موجودة في الثلاث معاً، عندما ألعب دور شخصية في السينما أنحتها نحتاً، كذلك بالنسبة للتلفزيون أنا سعيدة بالادوار المركبة نوعاً ما التي أستطيع من خلالها أن أخاطب المشاهد الذي ينتمي الى النخبة القليلة وليس فقط المشاهد العادي.

كأنك اخترت جمهورك؟

نعم، بدوره جمهوري اختارني، أما المسرح فأنا مدمنة على الوقوف على خشبة المسرح ،وهو بالنسبة الي كالماء، كل سنة يجب أن أقدم عملاً مسرحياً.

وافقت على حلق شعرك، هل كان ذلك تحدياً لمن تعتمدن على الشكل في التمثيل، أو أن شغفك بالعمل يجعلك تنفذين متطلبات الدور؟

لا لم يكن تحدياً، ثقتي كبيرة بفريق العمل لا سيما المخرجة لينا خوري، وجدت هذا الشكل يناسب الشخصية التي أديتها كفتاة معذبة في المعتقل أكثر. أما بالنسبة للجمال فهو مهم جداً في التمثيل ومن الضروري أن يكون الوجه صحياً ومضيئاً لانه الاداة التي تستعملينه كممثلة، لذا يجب ألا نهمل الناحية الصحية والجمالية من الموضوع.

لكن هذا لا يعني جمال الفوتوشوب الذي أصبح موضة، عندما أرى فتاةً من دون تجاعيد و”التاتو” كالشارب فوق عينيها مع شفتين منتفختين أضحك. انا متأكدة أن هذا الامر لن يدوم.

ما هو رأيك بما يعرض حالياً من المسلسلات ولا سيما ظاهرة ال Pan Arab، هل تجدينها سليمة؟

اجمالاً، لست ضد ال Pan Arab أنا مع الانفتاح والانتشار، لأن الممثل أو المنتج يكون قد وضع هدفاً لنفسه لرفع مستوى العمل اللبناني، هنا اسأل لماذا الدراما اللبنانية منتشرة داخل لبنان وليست كذلك في الخارج، الجواب لان بعض المسلسلات يعاني من خلل في الانتاج والسيناريو وادارة الممثل.

أتقصدين بهذه الطريقة تتحسن؟

طبعاً،لانها تولد منافسة لقد أصبح المنتج اللبناني يعرف أنه اذا موّل الدراما بالشكل الصحيح سيربح، ليس كما يحصل مع بعض المنتجين هنا الذين يرصدون مبلغاً قليلاً ولا يدفعون لا اجور الممثلين ولا ينفقون على متطلبات المشاهد من الديكور وغيره.

هل تابعت “الاخوة” وما هو رأيك بالمشاركة اللبنانية فيه؟

يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الخلطة الجميلة، لم أتابعه بالكامل الا انني أستطيع أن أقول من خلال الحلقات التي شاهدتها أنه شدني تمثيلياً والمشاركة اللبنانية كانت عظيمة بدءًا من نادين الراسي الى كارمن لبس الى رفيق علي احمد وكارلا بطرس جميعهم “مبيضين وجنا” وانا أعتبر ان هذه المشاركة فيها تطلع الى الامام، لان الممثل اللبناني الذي يريد ان يدخل عالم الدراما عربياً عليه أن يسلك طريقاً صعباً.

ما هو رأيك بمشاركة نادين الراسي فيه؟

أعتبرها نجمة وهي ممثلة جيدة جداً لانها تهتم بنفسها وبمهنتها، هذه المهنة متعبة لا يستطيع الممثل أن يأخذ دور البطولة المطلقة في مسلسلٍ عربي بسهولة حتى لو كان قد فعل ذلك في مسلسل لبناني مع منتج واحد.

أي مسلسل  اعجبك أكثر خلال شهر رمضان؟

“كلام من ورق” لانه مسلسل صعب أفضله على الاعمال سهلة الاستيعاب، أيضاً اعجبني عابد فهد في “لو”، أخبروني عن “قلم حمرة” لكنني لم أشاهده سأفعل لاحقاً.

هل أعجبك 10 عبيد زغار؟

لا، العكس تماماً شعرت أن هناك استهتار لدى بعض الشخصيات، من شاهد النسخة القديمة وما تميزت به نصاً واخراجاً وتمثيلاً، كان من الافضل أو أن ينفذوا عملاً ناجحاً  بمستوى النسخة القديمة او عدم القيام بهذه الخطوة.

بالعودة الى “كلام من ورق” هل أقنعتك هيفا وهبي؟

نعم جداً.

عندما شاهدناك في مسلسل “نضال” قلنا الدراما بألف خير لان لدينا ندى ابو فرحات، وضروري أن نلقي الضوء عليها، ربما لست بحاجة لمن يكتب عنك فاعمالك تعبر عنك…

مقاطعةً: بالعكس تماماً، الممثل بحاجة دائماً للصحافيين لدعمه…

سؤالي هو، ندى ابو فرحات التي يجب أن يعطى لها دور البطولة المطلقة رأيناها مع هيفا وهبي التي تعتبر نفسها هاوية، هل أن المنتجين يريدون ايصال صورة هيفا وانت كنت الى جانبها لدعمها؟ او هي التي دعمتك للدخول الى الدول العربية؟

الامر بسيط جداً، يريدون وجهاً لديه جمهور كبير وأجد أن اختيار هيفا كان ذكياً وناجحاً لانها مجتهدة، وتتميّز بأخلاقٍ عالية، كما انها ليست مغرورة ولا عدائية بل مهذبة وتعرف ان الممثل بحاجة الى ادارة فهي محاطة بفريق عمل كفوء، الى ذلك، تتمتع بذكاء تعرف جيداً اين يجب أن تلعب دور الاغراء واين يجب أن تكون غير ذلك، ولو كنت انا المنتجة طبعاً كنت اخترتها.

سمعنا من أحد المنتجين أنك لا تستطيعين القيام بأدوار البطولة، فما هو ردك؟

هذا المنتج يطلب منك أفعالاً تنفذينها ويعدك أنه سيجعل منك نجمة، وهذا ما يفعله مع الكثيرات، واذا رفضت يقول عنك ذلك، فيضع عليك الفيتو وللأسف هناك من يقتنع بأقاويله، والحمد الله الدراما لا تزال في مكانها. أنا أقول له: من انت لتقرر اذا كنت استحق البطولة أو لأ، كل ذلك لانني أرفض تقديم تنازلاتٍ شخصية له. على كلٍ، كل ما أشاهده لا أريده لي، من المكان الذي هو فيه الى مكانة الدراما اللبنانية التي هي فيها.

سأنقل لك “كلام الناس” بالاذن من الزميل مرسيل غانم: في مسلسل “لعبة الموت” كنت  اسمع الناس يقولون chapeau bas  لندى ابو فرحات، ما هو تعليقك؟

تبتسم: هذا ما يهمني، أن أترك بصمة ممثلة، هناك أجيال خلفي يدرسون المسرح، لذا، أحب أن أكون في مهنتي مرجعاً لهم.

هل برأيك أن مسلسل “كلام على ورق” قد فتح لك الباب للدخول الى العالم العربي؟

أكيد، دوري لاقى استحساناً من قبل المشاهد العربي، أشكر ربي أنني تعاملت مع المخرج محمد سامي، وأنا سعيدة لانني ألفت نظر اشخاصٍ كفوئين.

من هي الشخصية التي تودين لعب دورها؟

فريال كريم التي تأثرت بها منذ صغري.

من هو الكاتب الذي يعجبك وتحبين التعامل معه؟

شكري انيس فاخوري ومنى بو طايع وكلوديا مرشليان

ومن يعجبك من المخرجين؟

سمير حبشي وايلي حبيب وايلي أضباشي وليث الحاج ومحمد سامي وايلي خليفة وفيليب عرقتنجي وايلي كمال ولينا خوري ونضال اشقر وجواد الاسدي.

الى جانب من تحبين أن تلعبي أدوارك؟

جوزف بو نصار ورفيق علي أحمد ويورغو شلهوب ورودني حداد وعمار شلق وبديع أبو شقرا ومجدي مشموشي بالنسبة الي هو من أهم الممثلين اللبنانيين.

ما هو طموحك ؟

أن أصل الى اوروبا ثم هوليوود، فانا بصدد دراسة فيلم فرنسي مع ممثلين فرنسيين، كتب احدهم القصة خصيصاً لي بعد أن شاهدني في برنامج  Dancing with the stars  .

هل دعيت الى حفل جائزة ال Murex d’or ؟

كلا،

هل تعنيك الجوائز؟

أكيد،

هل تعنيك العائلة والاولاد؟

طبعاً، أهم شيء.

هل وجدت فارس الاحلام؟

أكيد، وأنا سعيدة لان أهم ما يربطنا هو الحب.

ما هو رأيك بالمساكنة وهل تؤيدينها وتعتبرينها تمهيداً لزواجٍ ناجح؟

بالنسبة الي، المساكنة لا علاقة لها بالزواج الذي هدفه هو الانجاب فقط. انا مع العلاقة المبنية على الحب مهما كانت نهايتها، المهم أن يكونا سعيدين. وبالنسبة للمساكنة، نعم أنا أؤيدها خصوصاً اذا كان هذا الامر مع أشخاصٍ من دون عقد وليس لديهم خوف من المجتمع لان هذه هي حياتهم وهم احرار، اذا كانوا يعيشون حسب ما يريد المجتمع ماذا سيستفيدون. انا مع الشخص الذي قبل أن يموت بثانية يفعل ما يريده هو. والا “ضيعان حياتو” .

ما هو رأيك بالشاب اللبناني ؟

على الرغم من غياب الدولة الا أن الشاب اللبناني طموح ويعتمد على نفسه، منهم من يسافرون ويعودون للاستثمار، هذا هو اللبناني الذي ينطلق ويتطور من دون أن يعتمد على الدولة الغائبة عن مشاكل المواطن. أنا اقدر الذين لا يزالون هنا ولم يهاجروا.

هل تتابعين السياسة، وكيف ترين مستقبل لبنان؟

طبعاً أتابع، بالنسبة الي لبنان لن يتقدم لا أمل منه منذ الاستقلال، أنا انصح المواطن اللبناني أن يحل مكان الدولة لانه يستطيع فعل ذلك، المجتمعات المدنية هي التي تقوم بتحسين وضع البلد، وبرأيي المواطن هو الملك، الدولة غيرمؤمنة بالمواطن ولا تحترمه، لذا عليه أن يأخذ القرار بانهاض البلد.

من هو السياسي الذي يعجبك وتحترمين آراءه؟

لا أحد، لست معجبة بسياسي تاركاً 15000 حفرة على الاوتستراد، لست معجبة بمن لا يعرف أن يوقف من يسبب بموت العشرات بسبب السرعة ولا يعرف ان يضع قانون السير ولا يحافظ على قانون لحماية المرأة ولا يوفر ضمان الشيخوخة، ولا أحترم من لا يعرف أنه من السهل أن يتمتع لبنان بالماء والكهرباء، في حين نفتقدهما، لا احترم من يشاهد أعمدة الكهرباء الملتوية التي قد تسبب بمقتل اي أحد وبأي وقت، ولا يهرع لاصلاحها، وأهم شي من كل هذا كيف احترم من هم عاجزون على توفير الامن في لبنان؟ من تريدينني أن احترم؟ نحن الشعب من يحترمنا؟

وانتهت المقابلة  بكشف وجه ندى الثائر.

 سميرة اوشانا

(الهديل)