الممثلة كارمن لبس: أنا مع الخلطات العربية على ألا تكون بمثابة ” puzzle”

مشوارها الفني الذي بدأ باكراً لم يجردها من التواضع، ولم يستطبع إلباسها ثوب الكبرياء.

عندما تصبح الفنانة قدوة لمن يسلكن طريق الفن، قد يصيبها الغرور وتبدأ باعتبار نفسها أستاذة في التمثيل لكن عندما تقول كارمن لبس: ” بالنسبة الي الطريق لا تزال طويلة، فهذا يعني أننا أمام فنانةٍ عميقة تعرف جيداً ماذا تريد.” هذا التواضع الذي غالباً ما يهاجر البعض سريعاً، يلازم الممثلة التي خاضت كل التجارب الفنية.

من تلفزيون الى المسرح الى السينما الى مقدمة برنامج الى راقصة…  لكن، “ابنة المعلم” بقيت تسير بخطى ثابتة ومدروسة، وخير دليل على ذلك بطولتها في فيلمٍ “السر المدفون” الذي عاد وجمعها مع الممثل القدير عمّار شلق، هذا الدور الذي لا يليق الا بالممثلة التي لعبت دور “سيريا سانشيز”  الفتاة المناضلة التي أحبها القائد فيدل كاسترو في مسرحية “تشي غيفارا” ويليق ايضاً بتلك الفتاة الفقيرة التي تحدت جشع عمها في “مالح يا بحر”. كذلك، يليق بالارستقراطية الرومانسية السيدة “نازلي” في قصر “سرايا عابدين”  كما لا يليق الا بالتي كانت فعلاً “ابنة المعلم” .

هذه الادوار التي استطاعت أن تظهر من خلالها صورة مغايرة للمرأة التي يحاول البعض تسويقها بأنها شكل جميل فقط، في حين هي تستطيع ان تجمع بين الانوثة والنضال،  لتصبح كارمن قدوة لكثيراتٍ ممن يسلكن هذه المسيرة.

خلال حفل إطلاق فيلم “السر المدفون” في صالات السينما وضمن حشدٍ كبير من الفنانين والإعلاميين كان لا بد من التحدث مع نجمة الفيلم التي بدت سعيدة بالاصداء التي وصلتها من قبل الحاضرين. “العمل متقن من كل جوانبه” هذا هو الكلام الذي كان يتردد هناك.

الكل اراد التقاط الصور معها، وهي لبّت بفرح، هكذا يتصرف النجوم الكبار الذين لا يعانون من عقدة النجومية.. هكذا تصرفت ابنة المعلم.

  اولاً دعيني أهنئك على مواقفك الكبيرة في برنامج Dancing with the Stars حيث بدوت كبيرة بمواقفك لدى خروجك من المنافسة.

تبتسم: شكراً حبيبتي،

أريد أن أنقل لك كلام الممثلة الجميلة ستيفاني سالم عندما سألتها عن أفضل ممثلة أجابت على الفور” كارمن لبس هي غرامي وأطمح أن أصبح مثلها” عندما تسمعين مثل هذا الكلام، أكيد تفرحين لذلك، لكن هل تعتبرين أنك وصلت الى المكانة التي تريدين الوصول اليها؟

أن يتمثل بك أحد هذا الأمر أكيد يكبّر القلب، لكن بالنسبة إلي، الطريق هي دائماً طويلة، ما يعني يجب أن أستمر في العمل على نفسي وأن أحسّن ادائي، لأنك عندما تعتبرين نفسك أنك وصلت يتوقف كل شيء.

توجهي  نحو السلم في كل شيء ولست مع الحرب

هل تعتبرين دورك في فيلم  “السر المدفون” هو قيمة مضافة الى مسيرتك الفنية؟

هذه قصة حقيقية، هذه الأم التي ضحّت الى هذا الحد لا تزال على قيد الحياة، وقد تحمّلت الكثير وذلك لاجل أمر تراه سامياً، هي إبنة الأرض، وللحفاظ على عائلتها وأرضها استطاعت أن تتحمّل كل هذا الألم الذي عانت منه. أما بالنسبة إلي، فالأمر لا يحتمل وهذا شيء غير حقيقي.

لماذا فكروا بكارمن لبس لتجسيد هذا الدور؟ وهل وافقت على الفور، ألم تترددي ؟

تجربتي مع الايرانيين مهمة جداً، لأنهم هم المستقبل “اذا بدك بالفن”، هم تماماً مثل هوليوود لأنهم يفكرون بكل التفاصيل بدقة واحترافية،  بدءًا من الماكياج الى كل الامور التي قد يعتبرها البعض صغيرة أو غير مهمة، إنهم فعلاً محترفون في عملهم. من جهتي، يهمني كثيراً أن أتعامل وأستفيد من خبرات غيري. الدور ليس سهلاً وهو يؤلم الى حدٍ كبير، وكان بالنسبة الي بمثابة تحدٍ من ناحية مدى استطاعتي القيام به.

في مسلسل “الاخوة” تسليت كثيراً و”تشيللو” يشبهه

هذا النوع من الافلام لديه جمهور خاص وهو موجه، ألا تعتقدين أن الإقبال عليه سيكون محصوراً بفئة معينة من  الناس؟

صحيح هو موجه، وفئة معينة ستشاهده، لكن أنا في النهاية أقوم بدوري فأنا أنقل الواقع الذي له علاقة بالوضع في البلد، سبق وعملت ” 33 يوم” عن حرب تموز، في النهاية هذا واقع، والقصة كما ذكرت حقيقية، لا أنصب شعارات من شيء غير موجود ورواية غير موجودة، فالمرأة لا تزال موجودة مع زوجها واولادها. كذلك عملت ” شتي يا دني” عن المخطوفين في السجون السورية، و”وينن” لأن بالنسبة الي هذه ايضاً قضية، لكن، الى أي مدى أنا مع الحرب؟ لا لست مع الحرب. الى أي مدى انا مع الاستشهاد؟ لأ، أنا أتجه نحو السلم في كل شيء. في النهاية عندما يكون هناك مقاومة وغريب محتل لأرضك، ستدافعين عن قضيتك من أجل الارض. الى ذلك، قناعات هذه المرأة هي حقيقية  لدرجةٍ لا تستطيعين أن تقولي لأ، إن كنت ضد أو مع، أنا أحاول أن أنقل الواقع بقدر استطاعتي بصدق.

هل كانت جرأة منك أن تجسدي هذا الدور، ولم تخافي من أن توضعين في اطارٍ معين؟

إذا لم تكوني في أي إطار لا يجب أن تخافي، لكن، عندما تكونين داخل اطار أشبه الأمر بالسارق الذي اذا حصل أمر ما يشعر أن كل الناس ينظرون اليه ويعلمون أنه سارق، أما اذا لم يكن كذلك، فيكون الأمر طبيعياً والأمر عادي بالنسبة له. لذا، أنا لست تابعة لأحد، ولست خائفة من أي شيء، فأنا ممثلة أؤدي دوري كما يجب.

بعد “ابنة المعلم” عدنا وشاهدناك مع الممثل عمّار شلق، هل من أعمالٍ جديدة؟

أتمنى أن يكون لي عمل مع عمّار لكن حالياً، ليس هناك من أمرٍ جدي، إلا أنه يحكى عن عمل خارج لبنان، اسمه “جنة ونار” لرمضان المقبل أشارك في بطولته الى جانب الممثل نور الشريف.  حالياً استراحة بعد أن انتهيت من تصوير مسلسل “تشيللو” و”مدام بريزيدانت” الذي يتحدث عن رئاسة الجمهورية لبلدٍ افتراضي وهو مسلسل عربي سيعرض بعد رمضان من انتاج خالد حداد واخراج سيف الشيخ نجيب.

نشاهدك كثيراً في الاعمال العربية المشتركة، هل انت مقتنعة بها…

مقاطعةً: انا مع هذه الخلطات العربية لكن طبعاً على أن تبقى ضمن الحدود وألا تكون بمثابة ” puzzle”.

هل اقنعتك الخلطة في مسلسل ” الأخوة” وهل أعجبك دورك فيه؟

في النهاية هذه الشخصية موجودة، لقد تعذبت في البداية للعب هذا الدور، لكن أكثر عمل تسلّيت ومرحت فيه هو “الاخوة” لان كل شيء هناك كان يضحكني، ومسلسل “تشيللو” قريب من “الاخوة” الأجواء نفسها،  لكن أكثر دور أتعبني هو هنا في هذا العمل أي “السر المدفون”.

بعض من الكتاب والمنتجين والمخرجين يقول: أن الممثل اللبناني بعد أن نتعب عليه ونجعل منه نجماً يغادر الى الخارج ويقبل بأدوارٍ لا تليق بنجوميته أي يكون في الصف الثاني او الثالث، ما هو ردك؟

اسمعي، لا يوجد نجم اول، في النهاية كل واحد حسب عمره، يعني مثلاً في ” تشيللو” مع نادين نجيم أنا لا أستطيع أن ألعب دورها وهي لا تستطيع أن تلعب دوري، في النهاية أنا نجمة بعمري وهي نجمة بعمرها، هل فهمت ماذا أقصد..

لكن، أنا اقصد المقارنةً مع النجوم العرب …

هل يعني اذا لم يكن الدور مكتوباً لي، علي أن أنتظر أن يكتب لي دوراً لبطولة مطلقة؟ بالنسبة الي، أهمية الموضوع تعود الى النص ومجموعة الرسائل التي يستطيع ايصالها؟ أضف الى ذلك، احترافية الاخراج والتشويق في العمل هذا هو المهم، هذا أهم من المقارنة بحجم الدور الذي ألعبه والموقع الذي أكون فيه.

 أنا نجمة بعمري ونادين نجيّم نجمة بعمرها

هل هناك دور تريدين القيام به ولم تؤدينه بعد؟ سيرة ذاتية مثلاً؟

اذا كان هناك شيء جميل ونص حلو لم لا، أما أذا وضعت سقفاً لنفسك فلن يعود يعجبك أي شيء.

وانتهى الحوار مع صورة تذكارية تظهر مدى فرحتها بهذا الحدث.

سميرة اوشانا

(الهديل)