YOUTUBE
Twitter
Facebook

1

عندما يمر اسم رندة كعدي بين لائحة الممثلين المشاركين في أي مسلسلٍ تلفزيوني، نتحضر لدورٍ قويٍ ومقنعٍ واستفزازي فيشدنا لنتسمّر امام الشاشة.

هذه المممثلة القديرة التي لا يصعب عليها تجسيد أي شخصية وايصالها الى المشاهد التي تحترم تفكيره، والتي تعرف تماماً أن المشاهد يحاسب ويكافىء، استفزني دورها الاخير في “الجحيم” من سلسلة  “كفى” للممثل والكاتب طارق سويد.

بدوره المشاهد لم يخذل رندة كعدي، لقد ترسخت ادوارها المتعددة في ذهنه، من “طالبين القرب” الى “أحلى بيوت راس بيروت” و “الطاغية” و”كيندا” و”العائدة”، حيث بات ينادونها كما ذكرت، باسماء الشخصيات التي لعبتها. فذاب اسمها في ادوارها التي أقنعت المشاهد بها، وهذا هو بيت القصيد، لكل ممثلٍ يحترف مهنته ويعشقها.

  تابعناها مؤخراً في سلسلة “كفى” الجحيم بشخصية “ايات”. لتزيد من تقديرنا لموهبتها المصقلة بثقافة المسرح، في ظل الطارئين على هذا المجال والواهبين لانفسهم صفة “النجومية”.

 5

مع رندة كعدي المعلمة والممثلة هذا الحوار:

لنبدأ بسلسلة “كفى” ودورك في حلقات “الجحيم” هذا الدور الذي يصعب لعبه، اذا لم تكن الممثلة تتميّز بقدرة تمثيلية كبيرة. حديثينا عنه.

بعد أن كتب المبدع طارق سويد  الذي تربطني به علاقة ام بولدها  “الحكاية”، اتصل بي وأخبرني عن الشخصية التي يجب أن اؤديها، سحرني، علماً أنني سبق وجسدت العنف في “الطاغية” لكن لم تصل الى هذا المستوى من العنف المعنوي. لن تصدقي الى أي مدى استفزتني شخصية “أيات”، وأكثر ما أوجعني وأبكاني  هو مشهد زيارتها الى طبيبة النساء لتتأكد من عذرية ابنتها، لم اصدق أن هناك حقد وعنف من الام لابنتها، ربما يعود ذلك الى الوضع المأساوي الذي عاشته الام، لكنني أقول هذا أقصى درجات العنف، فهذه اهانة كبيرة للابنة، لقد كررنا تصوير هذا المشهد عدة مرات لانني بكيت مراراً، إلا أن المخرج سيزار خليل الذي عمل باحتراف على ادارة الممثل ، اعطاني break  لكي أرتاح، لقد خرجت “ايات” من القمقم وآلمتني كثيراً.

10

هل هناك في الواقع امهات يمارسن العنف مع اولادهن الى هذه الدرجة؟

انا شخصياً كنت اتأرجح بين الشك واليقين، لكن قصص “كفى” هي للأسف من الواقع الاجتماعي، ربما أراد الكاتب أن يضعها في هذا الاطار وذهب الى أقصى درجات العنف ليكبّر حجم الهالة الموجعة، فيراها أمامه ويتقمصها ويخرجها لكي تصبح بالشكل المناسب، ولكي يرتفع الصوت أكثر وبذلك يقول “كفى”.

 

شكراً سيزار

15103_512817522157324_7923242084829987247_n

7

هذا أول عمل مع المخرج سيزار خليل؟

نعم، وأريد أن انتهز الفرصة لاقول أن سيزار عمل على ادارة الممثل قبل أن يدير الكاميرا، ربما قد ينتقد المحترفون الاضاءة او اموراً اخرى تقنية، إلا انه عمل بشكلٍ محترف على ادارة الممثل وكان رائعاً، لقد دخل في تفاصيل الشخصية، احببت هذه الناحية من عمله وأقول له شكراً سيزار.

هل تعيدين التجربة معه؟

نعم، لانني أحببت  قدرته على اخراج الممثل المارد، أنا لم احترف الاخراج التلفزيوني الدراماتيكي، بل تخصصت في التمثيل والاخراج المسرحي، لكنني أستطيع أن أقول هذه هي الادارة الحقيقية للممثل. فالمخرج هو مرآة الممثل ومرآة احساسنا فهو الذي يرى من خلال كاميرته، وسيزار كان عظيماً من هذه الناحية.

من هو المخرج الذي عملت معه وارتحت اليه اكثر؟

لن اسمي لانني احبهم جميعاً، وهم يبذلون جهدهم للقيام بعملهم الفني، لكن دائماً المولود الجديد تعتبرينه ولدك فتتعاطفين معه، وتكون العلاقة حديثة. أحياناً، وتحت الضغط الذي يعيشه المخرج، يتطلب الاسراع في تنفيذ العمل،الا أن المخرج بكلمة يستطيع أن يحرك شعور الممثل.

 

“من أحلى بيوت راس بيروت” للكاتب مروان نجار،عرفت رندة كعدي، أخبرينا عن انطلاقتك؟

 أنا خريجة معهد الفنون، وكنت من الطلاب الشغوفين فكنت اقطع المعابر لاصل الى جامعتي، ولم أتغيب يوماً عن متابعة الحصص ، كنت أنزل صباحاً من زحلة وامر بين “القناصين” وأقطع كل الحواجز لبلوغ جامعتي في منطقة فرن الشباك، بدأت بالمسرح مع الاستاذ يعقوب الشدراوي وروجيه عساف وموريس معلوف وغيرهم … لقد عملت مع كبار المسرحيين، أما تلفزيونياً فأول اطلالة لي كانت مع الراحل انطوان ريمي ثم ايلي فغالي ومع مروان نجار امضيناً سوياً عمراً طويلاً في اعمالٍ متعددة.


نلاحظ أنك لا تعانين من عقدة عمليات التجميل، وهذا واضح أنك تحترمين مهنتك وموهبتك، التي تتطلب كل التعابير التي يجب أن يتميّز بها وجه كل الممثل، وايضاً هذا دليل احتراف مهني، ومصداقية للادوار.

سأكون صريحة، انا لست ضد عمليات التجميل، بل انا مع السيدة التي تحافظ على وجهها واطلالتها ولياقتها، ولو كنت فنانة مطربة، لكنت اول من سارعت لاجرائها، أو سيدة مجتمع أو سيدة منزل. ولكن، في مهنتنا، نحن نحمل تاريخ الدور الذي نؤديه، نحن نحتاج الى الخطوط التي ترسم مع العمر على وجوهنا، لكل مرحلة من العمر طلتها، أنا اعشق مهنتي ولم تغريني يوماً الشهرة، ولم أعمل لاجلها، الكل يعرفني من خلال الادوار التي كنت ألعبها، حتى أنهم لم يحفظوا اسمي وأنا فخورة بذلك. لكن، كون المشاهدين  اعتادوا على رؤية الوجوه الجميلة والمفعمة بالحيوية والشباب، فلم يعد باستطاعتنا ابقاء  وجهنا كما هو، لذا، لجأت وبكل قناعة الى بعض ال retouche  لدى طبيبي الذي قال لي سأزيل التعب عن وجهك الا أنني سأحافظ على ملامحك كما هي، لكن ليس هناك اي اضافات تجميلية.

بعد اجراء العملية تخسر الفنانة من ملامح وجهها الطبيعي وبالتالي تصبح غير مقنعة في أدوارٍ مختلفة.

صح.

297318_10150268501272035_2227304_n

 ما هو رأيك بظاهرة ( Pan Arab)  التي يبدو أنها اصبحت قاعدة تعتمدها شركات الانتاج للانتشار؟ هل هي ناجحة أم اعادتنا الى الزمن الرديء؟ وهل تتابعين مسلسل “الاخوة” ما هو رأيك بهذه الخلطة؟ والمكان الذي وضعوا فيه الممثلين اللبنانيين لا سيما، نادين الراسي التي لعبت ادوار البطولة لاجمل المسلسلات اللبنانية، وكارمن لبس التي كان يكفيها مسلسل  “ابنة المعلم” لتكون افضل نجمةٍ عربية؟

   كانت تردد والدتي قولاً: “الآخر في بلدك ولا الاول عند السلطان”،  جميع الممثلين المشاركين في “الاخوة”، ابطال ونجوم، وانا أحبهم، في الواقع، أنا خضت هذه التجربة في  “روبي” ولن أكررها، لا اريد أن أعطي شهادة لنفسي ولكن حسب رأيكم انتم النقاد، عملي محترف وهذا لم يكن ظاهراً في مسلسل “روبي” بسبب الخلطة الواسعة، “هويتنا ضاعت”، لم يكن هناك من انسجام، الخلطة كانت عشوائية. وحالياً، ما نشاهده في “الاخوة” فلو كان المسلسل لبنانياً محط او مصرياً أو سورياً، لكنا شاهدنا 3 مسلسلات، ولكن لا أعرف انطلاقاً من أي قناعة يقومون بهذه الاعمال، الفن هو مرآة لحضارة المجتمع نحن والبلدان العربية نتخبط بالدم وبالحروب وبالقهر والاسى، ربما ارادوا تشابك الايادي لتنظيف هذه المرآة ولاعادة الصورة الحضارية لهذه المجتمعات. وبالنسبة لمشاركة نجوم لبنانيين في هذا المسلسل،  من حقي أن ادافع عنهم  ليس لانهم فقط زملائي بل هم راية الفن في لبنان، كارمن لبس ونادين الراسي ورفيق علي أحمد وكارلا بطرس، لا أجد مبرراً لمشاركتهم الا أنهم ضحوا بغية  انجاز عملٍ موحد، لكن، كنت اتمنى لو تتضافرت الجهود في لبنان لتقديم عملٍ واحد من دون أن نتشاجر على دور البطولة ومن دون صراخ.

   هل الممثل اللبناني يصبح منسياً بعد تقدمه بالعمر أم انه يقدّر؟

يا ريت، يا تقبريني ما منحلم فيا، بل يصبحون ضيوفاً، ولا تذكر أسماءهم الا في آخر اللائحة.

  6104_10152325405780961_487936450_n

بعد 30 سنة من المهنية، اين هي رندة كعدي اليوم؟ ماذا عن يومياتك؟ كيف تقضين اوقاتك؟

تخرجت من دار المعلمين، حالياً أمارس مهنة التعليم في المدرسة الرسمية في زحلة، كما أعلم الطلاب السوريين الذي احتضنتهم اليونيسف، كوني متعاقدة مع المركز التربوي شاركت في المنهجية كما أعطي دوراتٍ تدريبية حول كيفية معالجة بعض السلوكيات من خلال المسرح التربوي. الى ذلك، انا أم لصبيتين فنانتين، بترا تخصصت في الهندسة الداخلية بدرجة امتياز، كما هي خريجة الكونسرفاتوار وهي بصدد تحضير CD  موسيقي، وتمارا تدرس التمثيل في الجامعة اللبنانية وهي  على درب الاحتراف  وقد حصدت جوائز عديدة .

 نحن مقبلون على الانتخابات الرئاسية، ماذا تطلبين من الرئيس المقبل؟

أن يقر لنا قانون العمل، وأن يكرسوا وزارة للثقافة ليرأسها فنان قدير، نحن لدينا أسماء كبيرة في هذا القطاع.

3659182_1433925452

من ترشحين؟

بكل محبة وما يزعل مني حدا، أرشح المخرج سمير حبشي لتمتعه بالعين الثاقبة، والذي يرى الامور ويزينها، لهذه الدرجة هو  قادر على أن يكون وزيراً للثقافة في لبنان، وبدوره، يطوّر العمل الدرامي ويعطينا حقنا كفنانين، عندها امتهن الفن بعد أن يصبح بمقدوره ” يطعمينا خبز”.

تتابع”: اذا تطور مفهومنا للدراما واعطت دولتنا مكانا للمحترفين، نحن لسنا هواة نحن محترفون لصناعة الدراما والافلام، لان هذه الصناعة تدر على لبنان ملايين من الاموال، كما في تركيا التي كانت في عهد الانحطاط، لكن من خلال مسلسلاتها تطورت ودخلت الدول العربية، كذلك “باب الحارة” أعاد سوريا الى العصر الذهبي. اذا، باستطاعة الفن أن يرفعنا عن الحضيض وبالتالي يلمّع مرآة حضارتنا، اذا دعمت دولتنا هذه الصناعة لتصبح فخر الصناعة اللبنانية. نحن لدينا كتاب ممتازون وممثلون رائعون، والفن هو ثقافة، الم يكن لبنان سويسرا الشرق!؟

77058_171817826178165_3084138_n

الى جانب من من الممثلين تحبين أن تلعبي؟

أحترم غسان اسطفان لديه احساس لا يوصف، كذلك عصام أشقر نعمل سوياً دائماَ، ومن بين الممثلين الشبان، لانني مهنية أرى أن لكلٍ منهم ميزة  ان كان يوسف الخال أو يورغو شلهوب اوبديع ابو شقرا اعتبرهم جميعهم اولادي، فيوسف الخال مثلاً احببت العمل معه لأنه أعطاني احساساً جديداً، لديه عيون بتحكي، وبديع ابو شقرا عملاق بيخوف.

383276_10150565485290837_1058460693_n

ومن هو الكاتب المفضل لديك وتحمين نصه؟

كان لدي حلم بالعمل مع شكري أنيس فاخوري، وقد حق لي الحلم في مسلسل “العائدة” بجزئيه، ولا يزال الحلم مستمراً، أتمنى ان يعود الى الساحة، لم أشبع من كتاباته ولا من نصه ولا من حواراته، لانه يكتب باحساس الممثل.

312434_10151386724470837_1224741859_n

والمخرجين؟

اشغلت كثيراً مع سمير حبشي هويعرف تماماً ماذا يريد، وكارولين ميلان اعتبرها ابنتي، لقد ارتحت بالعمل مع الجميع فهم حرفيون، ولكن ينقصنا دعماً من الدولة.

هل من كلمة أخيرة؟

اشكرك على حرفيتك وموضوعيتك.

376811_459122644171572_140552640_n

319005_102795296492884_570252_n

923557_10151619693690837_2117123266_n

941629_10151619690065837_295159079_n

سميرة اوشانا

(الهديل)

اقرأ الآن