YOUTUBE
Twitter
Facebook

1

مخرج واستاذ جامعي، علاقته مع الصحافة جيدة، لكنه لا يعرف ما إذا كان الصحافيون يحبونه. شتمه أحدهم في صفحات مجلة نسي اسمها بعد أن رسبت ابنته في امتحانات الدخول وكان حبشي قد رفض عرض الوالد الصحافي بدعمها بالواسطة كي تنجح.

وعلى أثر رسوب ابنته، “قامت القيامة” في المجلة التي يعمل فيها وبدأت مسيرة مكللة بالشتائم النضالية. لم يقرأ ما كتب انما أخبروه بذلك، على الرغم من ان الشتائم لم تؤثر على نجاح أعمال هذا المخرج الذي نشهد تميّزه في الابداع الاخراجي على الشاشة، يقول حبشي:” لا يهمني… فليكتب ما يشاء”. مؤكداً أن الصحافي هو همزة وصل بين الفنان وجمهوره وليس العكس.

يتابع السياسة، متأهل ولديه 4 اولاد لا يزالون صغاراً، لذا، لم تتوضح بعد صورة ما اذا كانوا قد ورثوا عن والدهم موهبة المهنة…

مقابلة شيّقة، صريحة وعملية أجريتها مع هذا المخرج الديناميكي الذي لا يضيّع وقته بال “meetings ” ونفخ السيجار، وكان توقف عن متابعة عملية مونتاج مسلسله الأخير”سارة”، لاجراء هذه المقابلة.

 

لنبدأ بالمهرجان السينمائي والتلفزيوني الذي أقيمت دورته الثامنة مؤخراً في الاونيسكو، حيث كرمت، حدثنا عن الموضوع. هل كان المهرجان بحجم الآمال مقارنةً مع المهرجانات العربية؟

بصراحة، ليس لدي فكرة واضحة عن المهرجان الذي كان بمثابة معرض أكثر من كونه مهرجان أفلام وما الى ذلك، معرض للأشخاص الذين ينتجون ويخرجون وكل ما له علاقة بالكاميرا، كل نشاط يدفع بالحركة السينمائية ويشجعها مرحّب به، أما بالنسبة لمقارنته بالمهرجانات العربية فليس من المفروض المقارنة لانه مختلف عنهم غير profile، وفيما يتعلق بالتكريم، لقد كرموا اناساً كثيرين وكنت أنا من بينهم، لذا، أشكرهم على هذه الالتفاتة.

 

السينما من مقومات الوطن

ووزارة الثقافة “معترة”

 2

هل وزارة الثقافة تدعم أو تسهّل أعمالكم؟ ماذا تأملون منها؟ وهل تتمتعون بحرية التعبير أم أن أعمالكم تتعرض لبتر بعض المشاهد منها من قبل شعبة العلاقات العامة؟

لبنان بلد من العالم الثالث، وهذا بلدنا وأنا مؤمن أنه سيصبح بلداً، كما أي وزارة كذلك وزارة الثقافة لا تزال “معترة” ليس لديها الامكانيات لتساعد السينما والسينمائيين ونحن نتفهم ذلك إذ ان الدولة مديونة، وفي الوقت الذي ليس باستطاعتها تأمين الكهرباء للمواطنين، كيف تستطيع أن تدعم السينما؟ نحن علينا أن نساعد الدولة، وذلك عبر الاتيان بانتاج من الخارج، بذلك نكون قد قدمنا  مساهمة صغيرة  للاقتصاد اللبناني، بالاضافة الى ذلك، نحاول تجسيد الذاكرة اللبنانية من خلال الافلام، والأهم من كل ذلك هو الوعي، وأنا أتصور أن المسؤولين في لبنان يعون ضرورة السينما في حين أن هذه الأخيرة أصبحت من مقومات الأوطان في القرن الواحد والعشرين. ” اذا بدو يصير لبنان، أكيد بدو يصير سينما”. بالنسبة الي، اذا لم يكن هناك لبنان أمر السينما لا يعود يهمني. إلا اننا نسعى جميعاً لأجل تطوير المجتمع على الصعد كافة، لأن كل هذه الظواهر الاجتماعية مرتبطة ببعضها ارتباطاً جدلياً تؤثر فيه على بعضها وتكوّن وطناً، وأنا مؤمن بأن هذا الوطن سيصبح أجمل الأوطان.

 

الرقابة في لبنان أذكى من أي رقابة في العالم العربي

والقمع لم يكن يوماً حاجزاً أمام التعبير

 

أنت اول مخرج لبناني ينجز فيلماً روائياً بعد تاريخ إعلان انتهاء الحرب في لبنان “الاعصار” وذلك في العام 1992، وهذا الفيلم بشّر بولادة مخرج لبناني. هل أردت بذلك توثيق الحرب من خلال الفيلم؟ وهل اقتطع منه بعض المشاهد؟

يجيب على الفور: كل فيلم هو تعبير عن فترةٍ معينة وعن مشكلة معينة يحاول السينمائي طرحها، فيلم “الاعصار” يتناول عبثية الحرب والعنف اللذين كانا سائدين طوال 17 عاماً، وهذا الفيلم كان نابعاً من ذاتي. أنا أعبّر عن ذاتي ومن خلال ذاتي أعبر عن مجتمعي، وصودف أنه كان أول فيلم بعد الحرب. أما بالنسبة عن قطع بعض المشاهد، نعم لقد تم قطع أهم 10 دقائق منه، لكن، سرعان ما تراجعوا عن قراراتهم بعد عرضه مقتطعاً لمدة 3 سنوات في لبنان. كما عرض في نيويورك في مهرجان بانوراما للسينما العربية، في تلك الفترة، كان مدير العام للأمن العام اللواء جميل السيّد هو الذي أعطى الامر بعدم المساس بالفيلم قائلاً لهم” ليس لديكم الحق بذلك.”

 

قال لهم اللواء جميل السيّد:

“ليس لديكم الحق بذلك”

بالنتيجة هم ليسوا سينمائيين انما ضباط وعسكر

 

يتابع: لاحظي كيف تتطور الناس، منذ العام 93 كان الفيلم يعرض مقتطعاً الى حين وصول اللواء جميل السيّد والمشاهد التي تمّ اقتطاعها لم يكن مفترضاً قطعها أبداً، وفي تلك الأثناء، كان المهندس ريمون روفائيل هو مدير الامن العام، رفعوا تقريراً كتبوا فيه أن هذه المشاهد قاسية وتضر بالسلم الأهلي، طبعاً من وجهة نظرهم، بالنتيجة هم ليسوا هواة سينما هم ضباط وعسكر، لكن، على الرغم من ذلك، أنا أقول أن لبنان هو أفضل بلد نسبياً من حيث الرقابة، والرفابة في لبنان أذكى من أي رقابة في العالم العربي.

وهذا يعني أننا لا نزال نتمتع بحرية التعبير من خلال السينما؟

ولا مرة كانت هذه الرقابة أو الضغط السياسي أو القمع حاجزاً أمام التعبير، دائماً يجد السينمائيون سبلاً ومخارج. في الاتحاد السوفياتي وعلى الرغم من بقاء دكتاتورية الحزب الشيوعي لمدة 70 سنة، إلا أن هذه الحقبة شهدت افلاماً رائعة، ما يعني أن الرقابة ليست حجة، فليراقبوا الافلام، السينما أقوى من الرقابة، وباستطاعتهم منع عرض مسرحية، لكنهم لا يستطيعون منع عرض فيلم، لأنه ينتشر بسرعة، لذا، لم يعد باستطاعتهم ضبطه. اذا، فيلم السينما أقوى من الدولة لأنها لا تستطيع منعه من الانتشار.

أخرجت العديد من الأفلام، سمير حبشي هل أنت اليوم المخرج الأول في لبنان؟

لا أعترف بهذه المقولة أنا أمارس قناعتي، ومهنتي فقط ولا أفكر بهذا الأمر اطلاقاً.

كيف تصنّف نفسك؟

أترك هذا الأمر للناس، أنت تصنفينني والمشاهد ايضاً، كل عمل أقوم به يكون نابعاً من قلبي وحسب معرفتي، حيث أوظف كل طاقتي الاخراجية في العمل، هذا ما أخرجه، أما كيف يقيّمني الناس أو النقاد  فهذا أمر آخر، وليس جميلاً أن يقيّم الانسان نفسه.

هناك من يصنفون أنفسهم ويقولون أنهم No 1 ؟

أنا لا أقول شيئاً، هذا الكلام “تفنيص”، أي أن يقيّم الانسان نفسه، حبذا لو كان هناك قليل من التواضع.

من هو المخرج الذي ينافسك أو يشبهك؟

يوجد أناس كثر لكنني لن أسمي، وأنا أتأمل خيراً من تلاميذي الذين أعرفهم جيداً، وأرجو أن يصبحوا مخرجين جيدين في المستقبل.

 

التاريخ يكشف كل الأوراق

كمشاهد، من يعجبك أكثر على الساحة اللبنانية؟

لا أستطيع أن أسمي، لو كنت ناقداً مثلك لكنت قيّمت وكتبت مقالات عنهم، لكن هذا ليس دوري، نحن نحاول صنع الافلام، أما التقييم فنتركه للنقاد والمشاهدين. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. أحياناً، يمتدح النقاد المخرج ويقولون عنه أنه عظيم وجيد ولكن الزمن يبرهن أن ذلك غير صحيح، الزمن كفيل بكشف كل الأوراق، “التفنيص” لا ينفع، تستطيعين كتابة مقال كل يوم وتجعلين من الشخص عبقرياً، ولكن الأيام اللاحقة تظهر حقيقة هذا الشخص. وقد يحصل العكس حيث تذمين مخرجاً وتقولين بأنه سيء ثم يثبت الزمن أنه مخرج ممتاز أو ممثل ممتاز. الزمن كفيل بتحديد كل الناس، هكذا هو التاريخ يكشف الحقائق.

5

لو لم أكن على يقين باحترافك وكفاءتك وابداعك، لما كنت حالياً هنا أجري معك هذه المقابلة.

“الله يخليكي”

 

من السينما الى التلفزيون، لماذا؟ هل لأن جمهور الشاشة الصغيرة أكبر  وأوسع انتشاراً؟ أم لأن السينما اللبنانية في غرفة العناية الفائقة؟

لا لهذا  السبب ولا لذلك، عندما لا يكون لدي فيلم لأنجزه، الدراما ليست بعيدة لا عني ولا عن السينما، لذا، أحاول أن أوظّف نفسي كمخرج سينمائي في الدراما وأقوم بإخراج مسلسلات وأنا أحب ذلك، أنا اعتبر أن المخرج إذا “طوّل وقت وما صوّر بتصدي مكنته.”

كيف تقيّم الأفلام اللبنانية التي تعرض في دور السينما حالياً، وأين هي من المنافسة العربية؟

الى جانب الأفلام العربية تشارك الافلام اللبنانية في المهرجان السينمائي والمنافسة قوية، لا بل تقنياً السينما اللبنانية هي الأقوى. هناك أناس في لبنان يصنعون أفلاماً وهم بالتأكيد من أفضل الأشخاص في البلدان العربية، لكن، كمية الافلام ليست كبيرة لأن لبنان بلد صغير، ليس مطلوباً منا أن نصنع أفلاماً كما في أميركا، نحن لسنا بحجم هذا البلد، ولا نحن في مصر التي يبلغ عدد سكانها 70 مليوناً بل نحن 4 ملايين، ما يعني أنهم إذا أنتجوا عشرة أفلام، يكفينا نحن بالمقابل فيلم واحد، تبلغ مساحة لبنان مساحة احدى أحياء القاهرة، لذا، نحن نعتبر نسبياً مثلهم وأكثر لأن مشكلتنا هنا أنه لا توجد شركات إنتاج سينمائية تعمل في مجال الأفلام، لأن السوق لا يسمح بخلق هكذا نوع من الشركات، فالفيلم اللبناني سيخسر بالتأكيد إذا تمّ بيعه فقط في لبنان، والجمهور لن يغطي كلفته حتى لو شاهده كل اللبنانيين. بينما في مصر يشاهده 10 ملايين، وهذا الأمر لا يشجع شركات الانتاج هنا، لذا، نرى انتاجات مشتركة بمعنى اذا انتجت الشركة لي فيلماً لا تعتمد على سوق لبنان فقطـ بل تبيعه للخارج وللتلفزيونات، أو يكون انتاجاً فرنسياً-لبنانياً مثلاً.

ماذا ينقصها السينما حالياً؟

تنقصها أمور كثيرة، اولاً الانتاج والدعم مثلاً الافلام في فرنساً مدعومة من الدولة، ولولا ذلك لما كنا شاهدنا أفلاماً، تنجز فرنسا 150 فيلماً سنوياً، 140 منها مدعومة من الدولة، لانهم يعرفون أن السينما من مقومات الاوطان، لذا، كما يدعمون الخبز كذلك السينما، بينما هنا لا نزال نفتقد للكهرباء والطرقات الجيدة، فكيف سيدعمون السينما، وكما سبق وذكرت يجب علينا جميعاً أن نسعى لأن في السعي شعور بالسعادة وهو افضل من الشعور بالوصول.

ماذا عن الدراما اللبنانية؟

أقول بصراحة، لقد اخترعت كلمة اسمها “هواتيسم” “ Houwatisme”  من هواة، وهذا ما أجده للأسف في الدراما اللبنانية، إذ انك تجدين في المسلسل أن المخرج لا يزال غير محترف في مهنته، أو أن الممثل لا يعرف كيف يؤدي دوره، او حتى النص يكون “مدري كيف”، لا تجدين عندنا عملاً متكاملاُ، الأعمال المتكاملة قليلة جداً من نص جيد ومخرج جيد، وهذا ال “هواتيسم” نابع من السوق اللبناني ومن قلة مهنية التلفزيونات اللبنانية، فهم لا يفهمون بالدراما وينتجون أي شيء، لا يقرأون النص قبل إنتاجه، ولا يعرفون هوية المخرج، بهدلة، عالم ثالث ولن تجدي تخلفاً أكثر من هذا. ألا يقرأ المنتج النص!؟ كيف يصورون؟ على المنتج أن يلاحق العمل من أوله الى آخره، وهؤلاء المنتجون قلائل في لبنان، واحد أو اثنان.

ومن هم من مدرسة “هواتيسم”؟

ليس جميعهم، بيضل يزبط شي حدا.

نجح مسلسل سارة؟

أنا أقول نعم.

الحب الممنوع؟

لا أستطيع أن أبدي رأيي لأنني لم أتابعه، إلا أن عمل المخرج يعجبني لانني أعرفه وهو شاب ممتاز.

ما هو رأيك بالكاتب شكري أنيس فاخوري؟

كان لدي تجارب معه وكانت أعماله جيدة، مسلسل “السجينة” كان عملاً رائعاً. أنا أقول أن مشكلة الدراما الاساسية هي في المواضيع التي نطرحها، إذ ان الموضوع هو من بديهيات النجاح واذا لم يكن نابعاً من الأرض ومن المجتمع الذي هو مجتمعنا لا يكون لديه نصيب في النجاح. هذا هو رأيي بصراحة. مثلاً في مسلسل “سارة”  هناك اناس اتصلوا بي ليقولوا “صارت معي”.

 

باميلا الكيك اكتشاف، جوليا قصار عالمية

وسيرين عبد النور زابطة معها عل”ميلتين”

من تلفتك من الممثلات؟

كثيرات

باميلا الكيك؟

اوه، رائعة باميلا الكيك اكتشاف بالنسبة الي، هذه الممثلة فظيعة.

ندى بو فرحات؟

أكيد، ندى وريتا برصونا لها طاقة رهيبة، كذلك نادين الراسي ورولا حمادة ورندة الاسمر وجوليا قصّار عالمية.

سيرين عبد النور؟

رائعة وجميلة، زابطة معها عل “ميلتين”، يعني هذه موهبة قليلاً ما نجدها في ممثلة تتمتع بالموهبة والجمال.

هل الشكل الخارجي هو جواز سفر للعبور الى الشاشة؟

مقاطعاً: أحياناً الأنف الاعوج يكون جواز سفر، حسب الشكل الذي نريده في “الكاستنغ”. المسألة هي أن تجدي شخصاً ينطبق على الشخصية في شكله الخارجي.

لكن غالباً ما تتوجه عارضات الأزياء وملكات الجمال نحو التمثيل.

لكن من لا تملك الموهبة لا تستمر.

 ما هو جديد سمير حبشي؟

لدي مشاريع كثيرة قيد التحضير، منها فيلم “لانون أرمن” وهو فيلم يتناول القضية الأرمنية. وفيلم “العقرب” هذا على صعيد السينما، أما على الصعيد التلفزيوني فهناك مسلسل “لونا” ومسلسل “ورثة خالي” أنا لا أحب التكلم الا عندما نصبح أمام الكاميرا، استلم نصوصاً كثيرة منها ما هو جيد فأقبله ومنه ما هو غير ذلك فأرفضه.

من يختار الممثلين، المخرج أو المنتج أو الكاتب؟

من البديهي ولا جدل في هذا الأمر أن القرار النهائي يعود للمخرج، ومن المستغرب أن يطرح هذا السؤال.

غالباً ما يفرض المنتج رأيه كونه ممّول العمل؟

قد يأتي المنتج بشخصية لكن، اذا لم تعجب المخرج خلال الكاستنغ، من المستحيل أن يفرضها عليه، لكنه يستطيع أن يقترح، اذا كان الاقتراح جيداً لن يعيق المخرج الامور ولن يقول له أريد روبيرت دي نيرو، القرار يعود الى المخرج في اختيار الممثلين لأنه هو الذي سيتعامل معهم على ال set، وهو الذي سيعطي النتيجة على الشاشة، هو المسؤول لأنه اذا لم يكن الممثل جيداً سيقول الناس أن المخرج لم يدر العمل بطريقةٍ جيدة ولا تكون الملامة لا على الكاتب ولا على المنتج. ولكن، هناك بعض الحالات التي يكون فيها المسلسل مكتوباً لممثلين معينين، وقد عملت عدة مسلسلات بهذه الطريقة، يعني “الليلة الأخيرة” كان مكتوباً ليورغو وريتا، “سارة” كان لسيرين عبد النور، من المشهد الاول كان معروفاً أن سيرين ستلعب هذ الدور، ولا أحد يناقش في هذا الأمر، يعني لو ما زبطت سيرين لا أعلم ماذا كنا سنفعل، كنا سنبدأ البحث عن خياراتٍ أخرى.

هل يدرس الاخراج كما يجب في الجامعة اللبنانية؟ أم أن طالب التخصص عليه التوجه الى خارج البلاد؟

هناك فرع لدراسة الاخراج السينمائي والتلفزيوني audio-visuel  يدرس كل ما له علاقة بالمرئي والمسموع كما كل الجامعات الخاصة التي نشهدها منذ 15 سنة، وهي تخرّج طلاباً جيدين. والعالم العربي يطلبهم، ومن دون هذه المعاهد يتعرض العالم العربي لنكسة.

يعني، لا داعٍ للتوجه الى الخارج للتخصص؟

في المرئي والمسموع كلا، إلا اذا شاء الطالب أن يعمل كمخرج سينمائي أو أن يكون مدير تصوير سينما.

 

موهبة ديامان بو عبود ورودني الحداد عالمية

 4

هل تعاملك محصور بممثلين معينين؟ بمعنى هل أصبح لكل مخرج فريق عملٍ محدد من الممثلين؟

نعم لدي فريق عمل، هناك طبعاً ممثلون أحبهم أكثر من غيرهم، لكنني لا أتعامل معهم في كل الاعمال، خلال الكاستنغ يتم اختيار الشخص المناسب للدور، وحتى لو كنت مغرما بالممثل الفلان او الممثلة الفلانية، اذا لم يكن لديه دور في الفيلم لا اختاره. لذا، أنا عملت مع كل الممثلين في لبنان، أنا اؤمن بموهبة ديامان بو عبود ورودني الحداد العالمية، لكن يجب أن يناسبهما الدور لأتعامل معهما. عندما ترين الكاتب أو المنتج يأتي بالممثلين أنفسهم هذا يسمى “فساد”، “هواتيسم” ، لكل سيناريو أو عمل شخصيات جديدة لا تشبه بعضها، يوجد الكثير من الممثلين، ولهذا يوجد خيارات كثيرة وكل مرة عليك اختيار الافضل للعب الدور.

بماذا تنصح الجيل الصاعد الذي يمتلك موهبة الاخراج والتمثيل؟

ألا ييأس، بل يسعى لاثبات نفسه.

من يلفتك من مخرجي أفلام الفيديو كليب؟ مع الاشارة الى الاباحية في بعض الاعمال.

بصراحة، لا أحد، لأن فكرة الفيديو كليب غير صحيحة في الشرق، برأيي لا يجب أن ينفذ الفيديو الكليب بهذه الطريقة، في كل عمل فيديو كليب  تجدين شاباً وسيماً تغرم به الفنانة ويضمها الخ… هذه فضيحة لأجل ماذا؟ ما الهدف منها؟ من المفروض ان يكون الفيديو كليب كناية عن لوحاتٍ راقصة لكل refrain مثلاً فيديو كليب الموسيقار ملحم بركات جميل، أما أن يأتوا بواحدة يغرم بها شاب وسيم؟ هذا عيب، عيب.. لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك مخرجين يعرفون عملهم جيداً، أستطيع أن أسمي المخرج سعيد الماروق الذي أعرفه، هو جيد، أما الباقون فلا أعرفهم لأنني لا اشاهد أعمالهم.

نلاحظ وفرة في انشاء شركات الانتاج، هل هذا دليل صحي أم ماذا؟

روعة، هذا دليل تطور وتوافر في سوق العمل.

الا يعود ذلك لعدم ثقة الفنان بشركة الانتاج؟

أنا لا أعرف شركات انتاج الفنانين، هذا ليس عملي وأنا لا أتابعهم، اما اذا كان له علاقة بالدراما والسينما فأنا لا أجد شركات انتاج، أو أن عددها قليل جداً، والأهم أن يعملوا وينجحوا، ليس المهم ان يكون لدي شركة انتاج وأضيع الوقت بال meetings وتدخين السيجار، هذه لا تكون شركة انتاج هذه “تفنيصة”، اذا قال لي أحدهم بأن لديه فيلم أو مسلسل يريد أن يعقد اجتماعاً أرفض فوراً لأن هذا “تفنيص” هؤلاء أناس يحبون الكلام حول الطاولة والرسم على اللوح، كل اتفاقاتي أعقدها بكلمة عبر الهاتف. أقرأ النص يعجبني وينتهي الامر فأبدأ العمل، أحياناً، يقول لي طلابي عرض علينا مشروع عمل، أقول لهم اذا كان هناك meeting لا تذهبوا، لأن المشروع يأتي بنفسه، والباقي هو تضييع وقت.

في نهاية هذا اللقاء، ما هي كلمتك لمشاهدي الدراما اللبنانية؟

اقول، اذا كان هناك مستوى متدنٍ في أكثر من الدراما اللبنانية، فإن المشاهدين يتحملون المسؤولية الكبرى لأنهم يتابعونها، لأن عندما نقول للتلفزيون يجب أن نرفع مستوى الدراما، يكون جواب التلفزيون “الناس تتابع فلماذا نحسّن”. لذا، فإن دور المشاهدين مهم، لأنه من دونهم لا توجد دراما.

 

وفيما هو منكب لاختيار بعض الصور من فيلم “دخان بلا نار” ونقلهم على usb كانت هذه الدردشة:

كيف هي علاقتك مع الصحافة؟

جيدة

هل يحبونك؟

لا أعرف

هل انتقدك صحافي وانزعجت منه؟

لا أقرأ ما يكتبون

هل تقرأ المقابلة قبل نشرها؟

يلتفت نحوي ليقول: أفضل ذلك لأنني ربما اكون قد ذكرت شيئاً وأنا أقصد شيئاً آخر فيفهمني الناس خطأ.

ثم يضيف وهو لا يزال يختار صوره: أخبروني أن أحد الصحافيين شتمني في مجلة، أنا لم أقرأ المقال ولكنهم أخبروني “طلع هيدا” أن ابنته أتت وقدّمت الامتحان في الجامعة وكان يريدني أن أعمل لها واسطة، فأجبته ما في واسطة، إما ان تكون كفوءة وتنجح أو لا تكون، وعندما رسبت ابنته “قامت القيامة” وأصبح يكتب في المجلة لكن هذا لا يهمني فليكتب ما يشاء.

برأيك ألا يؤثر الاعلام سلباً على الانسان الناجح اذا عمد الى تشويه سمعته؟

كلا، الشتائم لا تؤثر، دور الصحافي غير ذلك، عندما لا يتقبل الجمهور الفنان يكون الصحافي همزة وصل بينهما، دوره هو مساعدة الفنانين والسياسيين وليس العكس.

قلت له: نحن لا نشتم، بل نكتب الحقيقة، إلا أن هناك للأسف بعض الدخلاء على المهنة، التي هي مهنة المتاعب “السلطة الرابعة” يشوهون المهنة وهم في الحقيقة ليسوا صحافيين انما لديهم هوس اعلامي، ويكون لديهم حالات مرضية يستغلون مجلتهم لمهاجمة من يخالفهم الرأي.

 

سميرة اوشانا

المروج

العدد 22 – ايار 2010

 

 

 

 

 

اقرأ الآن