YOUTUBE
Twitter
Facebook

 

IMG_1525
انتهى مسلسل ” ولاد البلد” تاركاً لدى المشاهدين سلسلةً من الانفعالات تأرجحت بين فرح لقاء الحبيبين بعد أن فرّقت بينهما أنانية وسلطة الوالد لأكثر من سبع سنوات، والفاجعة التي فرّقّت الزوجين الشابين اللذين فرّق بينهما تعصب الطائفية الضيّقة، وتعنت الاخ الجاهل.
اراد هذا المسلسل ايصال رسالة يقول فيها ان فيروس الطائفية قاتل، ونتيجته بشعة. تجسدت في عمليةٍ اخراجية مبدعة ليست بعيدة عن شخصية سمير حبشي.
سمير حبشي الذي يتعمد ان يوقّع كل عملٍ ينفذه بظهور سريع له، هذه المرة كان محبباً وله طابع ايجابي لاكمال فرحة العاشقين.
حبه للطبيعة واضحة وهذا ما لاحظناه في عدسته التي صوّرت الجمال الذي يراه في كل حيٍ وكل شارعٍ.
هذا هو المخرج سمير حبشي الذي اراد أن ينقل تقنيته السينمائية العالية الى التلفزيون، لتصبح متابعة عملٍ له متعة للنظر، يتلذذ بها المشاهد وهو يتابع عملاً تلفزيونياً تفتخر به الدراما اللبنانية.
سمير حبشي الذي رفع مستوى الدراما اللبنانية حتى أصبحت تتحدى الدراما العربية بشراسة، هو حالياً رئيس قسم السينما والمسرح والتلفزيون في الجامعة اللبنانية. معه كان هذا اللقاء، الذي تخلله وقفاتٍ مع طلابٍ له يعودون اليه للاستفسار عن نشاطاتهم.

 

IMG_1526

 

الجميع كان بانتظار مسلسل “ولاد البلد” للمخرج سمير حبشي. حيث ينتظر المشاهدون ماذا سيقدم من ابداع. هل كانت النتيجة مطابقة لتوقع المشاهد؟
” لا أعرف تماماً ماذا كان يدور في رأس المشاهدين، في النهاية هم الذين يقيّمون العمل، لكن أنا برأيي أن ” ولاد البلد” مسلسل ينتتظر وحقيقي، وهو لا يشبه اي مسلسل في العالم. لبناني منذ أكثر من عشر سنوات، ينتمي الى هذه الارض وهذا شكل من أشكال التي يجب أن تكون الدراما اللبنانية.”

 

ما الجديد الذي قدّمه؟
” الموضوع جديد، لم يجرؤ احد من قبل أن يطرحه، كأن يسمى الممثل بأسمه، بل كانوا يسمون وائل أو سمير كي لا تعرف طائفة الممثل، دخل في الموضوع بكل جرأة ، وطرحه بشفافية كما يحصل في الحياة العادية، وهذا هو الجديد الذي قدّمه.”

مسلسل ” ولاد البلد” صعب
ومتتبعوه من النخبة

ما هي الاصداء التي تسمعها؟ هل هي ايجابية أم سلبية؟
” هذا المسلسل ليس تجاري، متتبعوه هم من ال Elites، اناس مثقفون وملتزمون ومفكرون، هو ليس كناية عن قصة حب وطلاق وحب آخر موضوع اعتاد الناس على مشاهدته، بل هو يحاكي الواقع اللبناني، هذا هو المجتمع اللبناني بكل مشاكله، ليست قصة الغرام هي المهمة فيه، المهم هو شخصيات المجتمع بأكمله وقوامه. ردة الفعل التي وصلتني من الجميع كانت ايجابية. أنا أعرف أن مسلسل ” ولاد البلد” ليس مسلسلاً عادياً بل هو صعب، لذا، أتوقع وأتفهم عدم انسجام مشاهدي المسلسلات العادية معه، لانهم يريدون قصصاً اخرى، هذا المسلسل لا يحاكي هذه الغرائز، بل هو جدي وليس تجاري أبداً، كما في السينما هناك افلام غير تجارية يكون الاقبال عليها ضئيلاُ، وهناك أفلام سخيفة جداً ” بتكسر الارض” وهذا ينطبق على “ولاد البلد” نوعية المتتبعين تختلف عن تلك التي تتابع المسلسلات الاخرى، انها من نوعية ال Elitesومن كانت ردة فعله سلبية تجاهه يعود ذلك الى أو أنه لم يفهم المسلسل أو أن الرسالة لم تصله كما هي.”

كيف تتعامل مع النقد؟ هل تتجاهله أم تبحث عن سبب الثغرات للحد من الاخطاء؟
“اذا كان هناك من وجهة نظر مقنعة، طبعاً أتقبله، لكن احياناً هناك من لم يشاهد وينتقد لمجرد الانتقاد وعن جهل، أو لم يفهموا الموضوع، أنا شخصياً لقد اوليت الموضوع حقه وبكل صدق لانني أظهرت المجتمع اللبناني كما هو فأين المشكلة؟ من لم يفهمه لا يحق له أن ينتقد .”

هل أنت راضٍ على أداء الممثلين، هل أدوا دورهم كما يريد سمير حبشي؟
” طبعاً أكيد، جميعهم جسدوا الشخصية بامتياز.”

 

هل الاختيار يكون حسب الشكل الخارجي؟
” أهم شي في ال casting هو الشكل، لماذا هناك أشخاص نجوم وآخرون غير ذلك، لا يوجد نجمات عالميات قبيحات ، إلا أنه ليس من الضروري ان يكون كل الممثلين وسيمين، هناك أدوار تتطلب البشاعة، حسب الشخصية التي تلعب، مثلاً فريال في ” ولاد البلد” يجب أن تكون جميلة، لان الدور يتطلب ذلك، فالجميع مغرم بها ، لذا، لا نستطيع أن نأتي بواحدة لا تتمتع بالشكل الجميل.”

كان عنوان المسلسل ” أنياب وشعراء” لماذا تم تغييره؟
يجيب مبتسماً: ” تصوري غيرّنا العنوان ولا يزال هناك من لم يفهم المسلسل، فاعتبر البعض أننا نعالج وضع المرأة، لقد اعطيناهم الزاوية التي يجب أن يشاهدوا المسلسل من خلالها، فعندما تسمعين كلمات الجنيريك تتوقعين ماذا ستشاهدين، نحن تحدثنا عن الطائفية في لبنان.”

– أنت رئيس قسم السينما والمسرح والتلفزيون في الجامعة اللبنانية، من الملاحظ تهافت الجيل الجديد على اختصاص، الaudio visual ، ما هو السبب برأيك، وهل فرص العمل متاحة للجميع، هل الساحة تتسع لهذا الكم؟ أم أن لبنان أصبح مصدراً للطاقات الفنية؟
” لأننا أصبحنا في القرن 21 وهذا اختصاص هذا العصر، أما بالنسبة لفرص العمل، كما كل الاختصاصات في لبنان، كذلك في هذا المجال ايضاً، ليس كل من يتخرج يجد عملاً، انما من ناحيةٍ اخرى فالعالم العربي مكتظ من خريجين لبنانيين، فاذا ما تم سحبهم يتوقف عملهم، في البلاد العربية طاقات فنية لبنانية تتمتع بكفاءات هائلة، من انتاج واعلانات والخ….”

1382089_506141256148394_1553165336_n

أعرف أن الجوائز لا تهمك، ما يهمك هو ردة فعل المشاهد، هل تتوقع أن ينال ” ولاد البلد” جوائز فنية؟
” شخصياً لا افكر بهذه الامور، لكن اذا كنت أنا في لجنة التحكيم أكيد يفوز بالجائزة كعملٍ متكامل، من كتابة واخراج وتمثيل….”

هل يزعجك وجود الكاتب في مكان التصوير؟
” اهلا وسهلا. أنا لا أنزعج لا بل أتمنى أن يكون الجمهور حاضراً وأنا اصور.”

واذا أبدى الكاتب ملاحظة؟ كونه هو أكثر من يدرك تسلسل القصة؟
مقاطعاً:” مش شغلتو، عندها يسمع ملاحظة أكبر، كان يحصل هذا الامر في العام 1930، أي منذ 85 عام، كانوا يتصرفون بهذه الطريقة، حالياً نحن في القرن 21، لقد انتهت هذه القصص. في ال Set المخرج هو رب العمل وهو الذي يدير العمل. ”

تعاملت مع العديد من الكتاب، من هو الكاتب او الكاتبة الذي اعتبرت ان العمل معه كان اكثر انسجاماً؟ وتأثرت بالقصة؟
” كل عمل أقوم به أنفذه بقناعة مطلقة.”

أي قصة كانت المفضلة لديك؟
” من الصعب التمييز وكأنك تسألينني من تحب أكثر بين اولادك، اذا لم أحب العمل لا أنفذه، لذا احببتهم جميعاً.”

منهم من فضل رؤيتك في السينما أكثر من التلفزيون؟
“أكيد، وأنا أيضاً من رأيهم، كذلك أفضل السينما، لكن لا يمنع أن أقوم بعملٍ تلفزيوني بين فيلمٍ وآخر، ولو كان لدي فيلم كل سنة لما عملت في التلفزيون لكن الانتاج السينمائي غير متوفر، والمسلسل ليس عيباً.”

كونك سينمائياً، ما هو رأيك بالافلام السينمائية التي تعرض حالياً في الصالات؟
” كنت منشغلاً بالتصوير لم يتسن لي الوقت كي أشاهدها كل ما عرض، الا أنني شاهدت فيلم ” عصفوري” فأحببت موضوعه.”

هل شركات الانتاج بمقدورها تأمين متطلبات الفيلم السينمائي، او المسلسل المحلي؟ بمعنى هل تحسن وضعها لان كل المخرجين والممثلين كانوا يتذمرون من قلة الانتاج، على عكس ما نشهده حالياً.
” ” كل واحد عم بيدبر حالو” ، انها محاولات فردية، لكن لا يمكن أن تنتج افلاماً سينمائية، لان العمل السينمائي غير مربح بسبب قلة عدد السكان في لبنان.”

مرحلة السينما الرديئة
والهرطقة الدرامية

ما هو رأيك بالخلطة العربية بين ممثلين لبنانيين وسوريين ومصريين؟
” انها مفتعلة، الخلطة لا تكون بهذا الشكل أن يكون المسلسل لبنانياً 100% فجأةً يطعّم بعدد من الممثلين السوريين او المصريين، يكون العمل مشتركاً، مع ممثلين مشتركين عندما نعالج القصة بموضوعية اكثر، مثلاً أن يكون مصري يعمل في محطة البنزين لغسل السيارات، يقع في حب فتاةٍ لبنانية تسكن في الطابق السابع، أو سوري هرب من الحرب واستأجر في البناية نفسها وهكذا تحبك القصة…، لكن أن يكون المسلسل مكتوباً بنفسٍ لبناني، ولدى عملية الكاستنغ، وبهدف التسويق، نأتي بنجمٍ مصري أو سوري، هذه تسمى هرطقة، ممكن أن يكسر الارض لكنه لا يخلد. كان يحصل هذا قديماً، عندما كانوا يصنعون فيلماً يخلطون ممثلين من كل الجنسيات، هذه المرحلة تسمى مرحلة السينما الرديئة..”

10289804_464718043658446_9147278289972798656_n

كيف وجدت مسلسل ” وغداً سنعود”؟
” لم أتابعه، لكن أعتقد انه كان واقعياً.”

اذا شركة الانتاج فرضت على المخرج اشخاصاً ليس لديهم موهبة التمثيل، هل ترفضهم أم ترضخ للأمر الواقع وتعمل المستحيل لاخراج ما لديه ليصبح مقبولاً لدى المشاهد؟
” كل شيءٍ ممكن، في العالم الثالث يحصل الكثير من التجاوزات.”

هل يحصل هذا الامر معك؟
” لأ، أنا صعب شوي، عندما أوافق على ممثل يعني أنه أعجبني ، أكون مسؤولاً عن المسلسل من اوله الى آخره، عندما ينتقدون أي شيء فيه يكون النقد موجهاً الي.”

يعني ممكن أن تغيّر في النص؟
” اوووف، ما في مسلسل لم اغيّر فيه، هل تعتقدين أنني آخذ النص وأنفذه كما هو؟ هل أنا أسمّع استظهار؟ المخرج اذا ما وجد أن هناك شيء ضعيف في السيناريو يغيّره. “

هل هذه دكتاتورية حبشي؟
” كلا، هذا من عمل المخرج، قد يعجبه النص لكن يلاحظ أن هناك نقاط ضعف فيقويها، مع الاشارة أن هناك نصوص لا تمس، ولكن اذا كان المخرج غير ضليع في السيناريو واراد اجراء بعض التغيير في النص يعود الى الكاتب، تستطيعين أن تسألي الكتّاب الذين تعاملت معهم، هل غضبوا ام فرحوا؟ لقد تمتعوا حتى بالتغيير الذي أجريته.”

لأي مسلسل تلفزيوني قلت ” برافو” ؟
” ولا واحد.”

ما هو رأيك بالممثلين أو الممثلات الذين انتقلوا الى الكتابة؟
“اذا كان لديهم الموهبة لم لا، منى طايع فتاة مثقفة وكلوديا مرشليان خريجة معهد الفنون، فلم لا تكتبان، المهم ان تكون كتاباتهم جيدة .”

ما هو رأيك بالممثلين الشباب، ولمن تتوقع النجومية، لا سيما لمن عمل معك؟
” هناك شبان يتمتعون بموهبة عالية، ونيكولا مزهر من بينهم وأتوقع له وقريباً جداً مستقبلاً لامعاً، كذلك جويل داغر وريتا حايك.”

تتحسن الدراما اللبنانية
اذا تحسن لبنان

 

ما هو رأيك بالدراما اللبنانية؟
” مثل لبنان.”

يعني لم تتحسن؟
” مثل لبنان، هل تحسّن لبنان؟ اذا لم يتحسن لبنان لن تتحسن الدراما، كله مرتبط ببعضه ارتباطاً جدلياً، لن تستطيعي تحسين دراما وتكونين متخلفة سياسياً، واقتصادياً اذا كان الفساد موجوداً في المؤسسات العامة يكون تلقائياً في الخاصة ايضاً. أحياناً تجدين مسلسلاً جيداً، ثم يأتي آخر رديئاً تماماً مثل البلد.”

كيف وجدت مسلسل ” وأشرقت الشمس”؟
” القصة جميلة، كان ممكن ان يكون chef d’oeuvre، لكن التنفيذ كان ضعيفاً، ” ضيعانو” ، لكن على الرغم من كل سيئاته الا ان هذا المسلسل يبقى.”

ما الذي كان ينقصه؟
” كان يحتاج الى حلول اخراجية.”

وماذا عن ” شوارع الذل؟
” لا بأس، افضل من بعض المسلسلات التي شاهدناها نسبياً.”

هل أنت راضٍ عن طلابك؟
” طلابنا ينالون جوائز grand prix في المهرجان الاوروبي، لديهم مواهب عالية.”

ماذا تكون ردة فعل الممثلين الذين عملوا معك بعد تنفيذ العمل ؟
– ” يفرحون ويحتفلون.”

لديك ظهور سريع في كل مسلسل تنفذه، هل تحب أن تكون امام الكاميرا بعد أن كنت خلفها؟
” أنا لا أحب التمثيل، لو أردت ذلك كنت مثلت منذ زمنٍ بعيد وسجلت بطولات، لكنني أتعمد الظهور في بعض اللقطات السريعة للذكرى فقط.”

 

 

 

سميرة اوشانا

(مجلة الهديل)

اقرأ الآن