YOUTUBE
Twitter
Facebook

393892_257403890990530_1563318401_n

وجه المخرج سعيد الماروق رسالةً الى وزير الثقافة في خلال لقائي معه طالباً فيها انشاء صندوق دعم للسينما اللبنانية، وإذ هنأني على البحث والتحضير لاجراء هذه المقابلة التي قال عنها أنها أتعبته وتطلبت منه مجهوداً لانقاله من سؤال كبير الى  سؤالٍ أكبر: أنه خسر يحيى سعادة مرتين وشعر عندما تلقى خبر وفاته، أن الزمن توقف، وذكر ايضاً انه نجح في عمله لأنه كان يستعين بالأكّفاء بغض النظر عن طوائفهم، إلا أنه رفع السقف عالياً عندما سألته عن علاقته بالصحافة فأجاب: أنها ممتازة الا أن زميلة انتقدت عمله في جريدة “البلد” إذ وصفته بفيديو كليب طويل، وهو لا يسمح بالاستهزاء، وعلى من يريد النقد أن يفهم اولاً ماذا يعني السينما، وأن يكون النقد بناءً، وقال أيضاً أن السياسيين في لبنان ممثلون من دون مخرجين، مع الاشارة وعلى الرغم من بعض الاخطاء التي ارتكبها الا أن رؤية الراحل رفيق الحريري كانت تعجبه…”

حوار شيّق مع مخرجٍ لبناني ينافس الهوليوود…

 سعيد-الماروق-2

بعد سلسلة من العروض، وافقت على اخراج فيلم “365 يوم سعادة”تقوم ببطولته نخبة من أهم الممثلين المصريين، وهو أول عمل سينمائي بعد أعوام من العمل الاخراجي. لماذا تم اختيارك لاخراج هذا الفيلم؟

أتصور أن السبب يعود الى العمل الذي كنت أقدمه على مستوى الفيديو كليب، وكان هذا الأمر مفاجأة لي لما كنت أقدمه من رموز ومفاتيح في أفلامي  بصراحة، لقد اكتشفت نفسي على صعيد الكوميدي.

حبيت؟

أحببت لأن نفسياً الكوميدي يريّح لأن أجواءه خالية من الضغط، على الرغم من ضغط العمل الا أن الأجواء تبقى حلوة.

هل يرى المخرج أن الفيلم الجدي أكثر أهمية من الفيلم الكوميدي، أو يلزمه جهد أكبر؟؟

لأ، كل فيلم له أهميته بموضوعه، عوامله وتقنياته، لا نستطيع أن نشبه تقنية ال action بتقنية الكوميدي أو الدراما. كل نوع له أسلوبه في الاخراج، تكمن الصعوبة في كوميديا الموقف، حيث لا تستطيعين الهروب او الاختباء من كاميرتك، على الكاميرا أن تكون واضحة وسلسة، هذا ما كان يؤسرني أحياناً، اخراج فيلم كوميدي ليس بالأمر السهل، صعب أن تجعلي المشاهد يضحك.

أين تكمن الصعوبة؟

صعوبتها تكمن بادخال التطور مع البساطة، عندما تخرجين فيلم “أكشن” تصورين من كل الزوايا، تفجرين، تكسرين لديك أماكن كثيرة، مساحتها أكبر، بينما في الكوميديا كون المساحة ضيقة لذا يعتمد على مهارة المخرج.

أشكر الاستاذ محمد ياسين على ثقته

_640x_a411cefcc9aab0f7e581aee0e5aa0c87082fe7d1d7c94c7441d41921abfd3c80

قرأت السيناريو واحببته، فقررت اخراج الفيلم، ماذا أحببت فيه وما هي الرسالة منه؟

أحببت التجربة بحد ذاتها، أنا كمخرج لبناني دخلت مصر، دخلت الى كارهم، الى عالمهم، وهم أبطال الفيلم، أحلى شيء سمعته في مصر أن سعيد الماروق نجح هذا رائع، كانوا يقولون ذلك بذهول. على صعيد النقاد، الصحافة والشعب.

12647287_10156508422970553_6725783124110215269_n

( فيما يتوقف ليتناول سيجارة، نظرت الى نافذة مكتبه المطل على البحر لأقول: لديك مشهد رائع هذا المشهد يعطيك الوحي.)

يضحك شاكراً ليتابع : انتهز الفرصة لأشكر المنتج الفنان محمد ياسين الذي وفرّ لي كل الامكانيات التي كنت أطلبها، أشكره على ثقته وعلى اختياره لي كمخرج للفيلم، كما أشكر الكاتب يوسف معاطي على الجلسات الطويلة التي عقدناها معاً، وأشكر مصر التي فتحت أبوابها ويديها وحضنتني من فنانين الى صحافيين الى جمهور مصر وكل فريق العمل الذي تعب معي.

 

This is me

 لاحظت من خلال مشاهدتي للفيلم، هناك لمسة مخرج آتٍ من عالم الفيديو كليب، وهذا ما أعطى تميّزاً عن بقية الأفلام، هل ستعتمد هذا الأسلوب في أعمالٍ لاحقة؟

مقاطعاً:أريد أن أقول لك شيئاً، هذه سينما، لكن بما أنكم اعتدتم على عملي، على أسلوبي في الفيديو كليب، لذا قصدتم المقارنة.

لا لم أقصد المقارنة.

هذا يحصل لا شعورياً، هذا أنا، حتى لو اردت اخراج مسلسل أخرجه بهذه الطريقة this is me  ، هكذا أحببت أن يكون ايقاع الفيلم، اذا لاحظت تابعت الفيلم من دون الشعور بالملل علماً أن الموضوع بسيط، كي لا يمل المشاهد أدخلت أمراً جديداً.

1411815059.841676.inarticleLarge

حسناً، هل ستعتمد هذا الأسلوب؟

حسب المشهد بمعنى أضع بالخط العريض شريط ايقاع من اول الفيلم حتى نهايته، فتتواجد ايقاعات مختلفة، أنا أحب أن تعبر الكاميرا على المشهد لانه عبارة عن الحياة، له نبضه وسرعته، ربما أعمل فيلماً عن شخصٍ مجنون أو مسلسل، سأجعل الكاميرا تجن لتعبر عن هذه الشخصية، هذا ما  أحبه.

أن تتواجد روح سعيد الماروق.

صح

يقال أن الاخراج السينمائي يختلف كلياً عن اخراج الفيديو كليب، هل العمل محصور فقط بالأمر التقني؟ أو أن هذا الأمر غير دقيق ومن يخرج فيلماً قصيراً باستطاعته بكل سهولة اخراج فيلم سينمائي، وليس من الضرورة الاختصاص بهذا المجال؟ مدى صحة هذه المقولة؟

ليس كل من نجح في اخراج الافلام ضروري أن ينجح في الفيديو كليب، وبالعكس ايضاً، وذلك على أصعدة كثيرة، قد تكون تقنياً،  لان في الفيديو كليب أنت تبيعين منتجاً أغنية الفنان، ولكي لا يصيب المشاهد الملل كونه يعرض عشرات المرات يومياً، عليك أن تضعي مفاتيح تكتشفينها تدريجياً. فيكون رائعاً استعمال هذا الذكاء في السينما، أحياناً تندهشين لمخرجين سينمائيين لا يتقنون اخراج فيديو كليب، فتأتي النتيجة غير مرضية. أريد أن أقول شيئاً الفيديو كليب يعني أغنية، شريط غنائي مصوّر،أي أغنية مصورة. أما الفيلم، فيعني الحوار، حكاية.

من هم الفنانون الذين ارتحت بالتعامل معهم، على صعيد الفيديو كليب؟

سبق وسئلت هذا السؤال أنا أقول دائماً أن الفنان يأتي اليك ليرتاح هو وليس لكي انت ترتاحين، لذا عليك أن تفهميه، تريحينه وتديرينه، لان اذا لم تريحينه يعني أنت تجهلين كيف تديرينه.

أنت لمن ارتحت ورأيت فيه مشروع ممثل أو ممثلة؟

كثيرون، طبعاً نانسي عجرم، وائل كفوري، رامي عيّاش … أحياناً أنسى الأسماء لكنهم كثر..

بالنسبة للدور الذي لعبته عارضة الأزياء لاميتا فرنجية، لماذا أعطي هذا الدور لممثلة لبنانية، في حين دور الفتاة الرصينة والحكيمة أعطي لممثلة مصرية، القصد من هذا السؤال، لماذا أصبحت الادوار الجريئة تعطى للفتاة اللبنانية، مثال على ذلك، دور نيكول سابا في فيلم التجربة الدانماركية؟

مقاطعاً:” لا، لا، لا، أرجوك ، سأجيب، نحن نفتري هنا، لأنهم لم يتنبهوا الا للاميتا، في حين كان في المقابل بوسي وهي مصرية وأكلت نفس الضرب ورقصت له، نحن سينما، وهي لعبت دور زوجته، كيف تجلس مع زوجها مصفحة؟ حتى لو كنت أصور لفتاة محجبة عندما تكون مع زوجها في غرفة النوم، المنطق يقول لا يجب أن أصورها محجبة، بل تتفرع، وهذا مشهد لاميتا الآتية من طبقةٍ معينة، في حين دينا عندما ارتدت لباساً مختلفاً كونها آتية من طبقةٍ أخرى، لماذا المقارنة دور لاميتا بدور دينا، فهي الوحيدة التي كانت مميزة واستطاعت أن تغلبه. أضف الى ذلك علاقة السينما اللبنانية بالسينما المصرية علاقة ودية وقديمة، المصري عندما يكتب لا شعورياً يدخل لبنان، حتى لو أتى بممثلةٍ سورية أو مغربية يعطيها دور اللبنانية، لأن المصريين واللبنانيين كانوا الرواد على الصعيد الفني.

حضرّت عملاً يحكي النكسة الفلسطينية، الا انه لم يشهد النور، لماذا لم يتم عرضه؟

كان ذلك عام 2008 فيديو كليب ل أمال ماهر، لم يعرض لأنه كان يتحدث عن الوضع السياسي في العالم العربي، حيث جمدّت الشعوب  فيه وأحييّت الحكام. يعتبر من أهم أعمالي على مستوى الفيديو كليب، لان فيه رسالة اجتماعية يعطي فكرة كيف يمكن أن يصبح العالم أفضل.

هل ممكن عرضه حالياً في ظل التغييرات الحاصلة؟

هذا يعود لشركة الانتاج.

ما هو رأيك بما يحصل حالياً في الدول العربية؟

قد يكون غلط في أماكن معينة، لكن ما يحصل هو نتيجة الكبت، لا نستطيع أن نقول للشعوب أنها على خطأ، في حين يبقى الرئيس قابعاً على عرشه لمدة 40 سنة.. ليجعلوها مملكة أسهل..على الأقل نعرف أنها كذلك، لكن أن يأت رئيس بنسبة 99% هل تعرفين ماذا يعني أننا نقول عن الناس أنهم robot  الشعب copy past ، فنياً اذا نجحنا بنسبة 60% نكون قد حققنا انجازاً، واذا وجدنا اقبال بنسبة 60% يكون قد نجحنا، لا يوجد شيء اسمه 100% عندها يصبح إلهاً.

10924663_10155088342575553_2928232681003049171_o

تستعد حالياً لافتتاح شركتك الخاصة، beywood studios حيث تعلن من خلالها بيروت عاصمة الفن في الشرق. مع الاشارة الى أن الشركة تبدأ عملها فعلياً في آب المقبل، لنتحدث قليلاً عن هذه الانطلاقة.

” Beywood يعني بيروت-هوليوود، دمجت الاسمين، لشركة فيها post production house   وفي الوقت نفسه production house أي شركتان مندمجتان، تحتوي على أكثر المعدات تطوراً على مستوى العالمي. بمعنى هي شركة لكل الذين يريدون أن يعملوا عملاً نظيفاً وبتقنية عالية الجودة، أنا أعرف الخلل الموجود في post  production ( عمليات ما بعد التصوير)، من ناحية الصورة، الخدعة البصرية حتى خدع الصوت هي جزء من هذه العملية، إلا أن المنتج العربي لا يؤمن بهذا الجزء لذا لا يرصد مالاً له، لذا قررت أن يكون هدفي من انشاء هذه الشركة، لاساعد المنتج بهذا الجزء لكي أحسّن مستوى العمل، لأن برأيي وهنا أوجه كلامي لكل المنتجين في العالم العربي، ليس المطلوب أن يفكروا بالجمهور المليون والمليونين الذين يشاهدون، لكن حالياً هناك دراسة عن كيفية امكان جذب 300 مليون عربي يتحدثون العربية، أو ان نصيب 30% منهم من أصل 300 مليون لمشاهدة السينما العربية، واذا لم نعمل على ايجاد الحل ممكن من الآن وبعد 20 سنة لا نعود نجد سينما عربية، لأن في أميركا يسبقوننا بأشواط، لاحظي كيف الشباب يذهبون جميعهم لمشاهدة فيلم أميركي، لذا، يجب أن نفكر بخريطة كيف يمكن أن نجذب الجمهور والا سنخسره وسنجلس في منازلنا ونراقب كيف تدخل أميركا علينا من خلال الأفلام.

يعني تريد أن تنافس هوليوود؟

ليس الأمر منافسة هوليوود، كل شيء ممكن، لجذب العالم العربي لكن، يجب أن تنجحي أولاً مع أبناء بلدك، وعندما يرى العالم انه باستطاعتك مخاطبة 300 مليون، يعني أصبحت جزءًا مهما من العالم، كما الافلام الصينية التي وصلت الينا، السبب أنهم استطاعوا أن يخاطبوا المليار، لماذا الفيلم العربي لا يدخل 100 مليون بسهولة؟ واذا بقي كل المنتجين يلعبون على مستوى ضيّق، لن تتطور السينما وسنبقى راوح مكانك.

نعلم أن شركة “ايدال” تهتم وتدعم الصناعة السينمائية، هل لمست هذا الدعم؟ كيف؟ وهل لديكم مطالب من وزارة الثقافة؟

مبين عاملة recherche قوي .

هذا عملنا.

ضاحكاً:” …تفاجئنني، طبعاً لمست الكثير من الدعم واهتمام من “ايدال” ، هذا القطاع مدعوم من الدولة على مستوى الضريبة لفترة معينة، لكن لدي طلب من وزارة الثقافة أتمنى أن تخصص صندوقاً لدعم السينما اللبنانية من دون أن ترصد لها ميزانية برصد مبلغ مقتطف من بطاقة السينما بقيمة 500 ل.ل. أو 250 ل.ل.  لصندوق دعم السينما على كل الأفلام عدا الأفلام اللبنانية، الكل يعتمد هذه الطريقة في فرنسا وفي كل  البلدان المتطورة. لأن السينما هي ثقافة الشعوب، مرآة الشعوب وبالتالي مرآة لبنان، وهذا الأمر ايضاً يساعد الشباب الذين يتخرجون كمخرجين، في التسعينات شجعنا شباناً كثيرين للتخصص في هذا المجال، حالياً نجد عدداً كبيراً من المتخرجين من دون عمل، وهذا العدد الكبير قد يجعل من صناعة الفيديو كليب، التي عملنا على رفع مستواها الى الهبوط من جديد لأن المنافسة تصبح من هو الأرخص ولا تعود المنافسة فنية. كما أطلب من وزارة الثقافة أن تضع قوانين للفيلم اللبناني بفرضه في كل سينما في لبنان، وفي أرقى السينما وأن يعرض لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر حتى ولو لم يكن عليه إقبال، هذه مسألة وطنية، والمسؤولون عنها أصحاب دور السينما، بهذه الطريقة نعمل سينما وليس بعصا سحرية. دعم، دعم، ثم دعم هذه بعض الأفكار التي ممكن أن أطرحها.

هل فكرتم بتشكيل لجنة لزيارة الوزير لعرض مطالبكم عليه؟

نعم فكرنا، واجتمعنا لكننا لم نذهب.

132239_497270249795_3247454_o

لماذا؟

لعدم وجود الثقة، للأسف كنت متفائلاً، إلا أن الأغلبية قالت أنه تضييع وقت، لا ثقة بالدولة، يجب بناء الثقة اولاً. أنا مستعد للذهاب ليس فقط الى الوزير انما أذهب الى رئيس الجمهورية واشتكي، أعرف أن مشاكلهم كبيرة لكن نحن أيضاً جزء من هذا الشعب موجود على الأرض، يجب أن يهتموا بنا كما يهتمون بنقابة المهندسين والأطباء، هل نحن نكرة مثلاً، نحن ايضاً متعلمون ومثقفون.

لكن أين هي نقابة السينمائيين، ما هو دورها؟

تتحسن، يعطي العافية النقيب المخرج صبحي سيف الدين، أعتقد حالياً أصبح لدينا صندوق تعاضد، أو ضمان صحي، وقد تم عقد بروتوكل تعاون مع مصر، ولولا ذلك، لكان من الصعب أن أعمل في مصر.

ما هو تقييمك للدراما اللبنانية، وبالتحديد بالعمل الاخراجي والانتاجي في البلاد؟

عليهم أن يفكروا قليلاً، يعني من غير الممكن أن ينتجوا برنامجاً يكلف الملايين مثل “سوبر ستار” و”ستار اكاديمي” لكن عندما يصلون الى مسلسل يرصدون له 10,000 على الحلقة، لا تستطيعين طلب المعجزات من الناس، كما عرف القيّمون على هذه المحطات وأهنئهم على ذلك، كيف يسوقون لهذه البرامج، من واجبهم أيضاً أن يسوقوا الدراما ويعرفوا كيف يأتون بالمال، هذا اولاً، ثانياً، على صعيد الكتابة مواضيع مسلسلاتنا جداً محلية، تخصنا نحن فقط، هذا جيد للبناني ولكن لا يناسب العربي، لاحظي أين يكمن الخلل، لذا، يجب أن تكون مواضيعنا على خريطة لبنان، مع ممثلين لبنانيين لكن على الموضوع أن يكون شاملاً، يمس كل شاب عربي أو فتاةٍ عربية.

مثلاً؟

love story ، أزمة سكن، أزمة شاب فقير أحبّ فتاةٍ ثرية، مواضيع تشبه الانسان الموجود في البلاد العربية، لأننا نحن نشبه بعضنا اجتماعياً، مع الحفاظ على اللهجة اللبنانية 100% كما نتحدث بها في الشارع، كما يتكلم بها زياد الرحباني في مسرحياته، كي يصدقك اللبناني أولاً.

كما باب الحارة مثلاً؟

كفك، يا عيني عليك.

غالباً ما يشتكي الممثل اللبناني من شركة الانتاج في لبنان. ما هي حقيقة مشكلة الانتاج المحلي؟

لا يستطيع أن يصرف المنتج اذا لم يقبض، والمشكلة أنه لا يوجد منتج – فنان، مطلوب منتجون – فنانون يتحلّون برؤية، يفتشون عن الثغرات ويحسنوا فيها لتطويرها، وفي النهاية هم المستفيدون.

خسرت يحيى مرتين

 164522_10150346674075134_3931832_n

خسر العالم الاخراجي مخرجاً مبدعاً يحيى سعاده وهو يقوم بعمله، ماذا يعني لك ذلك، ومن تعتقد أنه سيحل مكانه أو يشبهه بالفكرة الجنونية التي كان يبتكرها، علماً أنه تعرض للكثير من الانتقادات والاعجاب في الوقت ذاته؟

تتغيّر نبرة صوته متأثراً: اولاً، على المستوى الشخصي أنا خسرت يحيى  ك art director  يوم ذهب وعمل كمخرج، خسرته معي وكنت حزيناً لذلك، ثانياً، لا شك أن رحيل يحيى باكراً جداً، شكل صدمة كبيرة لدي، سمعت الخبر في الوقت الذي كنت أصور الفيلم، شعرت أن الدنيا وقفت وخصوصاً رحيله بهذا الشكل وهو يقوم بعمله، نحن على فكرة، يعتبر عملنا بالاضافة الى العاملين في المناجم، من أخطر الأعمال في العالم لأننا نتواجد في كل الأمكنة، نصور مشاهد من الحياة، لذا، ممكن أن نكون على رأس جبل أو تحت المحيط. على المستوى الشخصي خسرت رفيقاً، وصديقاً.

هل كنت تشعر أنه ينافسك؟

كان ينافس المهنة، أنا برأيي لا أحد يشبه الآخر، كل واحد يشبه نفسه، وهكذا أفضل. يحيى كان ينافس المهنة، صحيح كان البعض يهاجمه والبعض الآخر يمدحه، في النهاية هذا فن.

من يعجبك حالياً من مخرجي الفيديو كليب؟

تعجبني بعض أعمال جو بو عيد، بهرني عمل محمد المقداد (لم أكن أعرف أنه توفي)، ثم يضيف:” من دون احساس لا شيء ينجح، عظمة “Spielberg ” أنه يريك صورة تحكي عن 3000 سنة، من اصعب الصور ادخال الاحساس الى حديد، من دون الاحساس لن ينجح العمل، قد ما بدك تخوتي خوتي بس لازم يكون باحساس.

هل شاهدت فيلم “شتي يا دني” للمخرج بهيج حجيج؟ أي تعليق؟

بهيج صديقي، أنا أشجع كل عمل، وسعيد حالياً بالحركة السينمائية التي نشهدها.

في الانتاج السينمائي، غالباً ما يفكرون بالحرب اللبنانية، فيتناولون اما المرحلة في خلال الحرب أو ما بعدها، لماذا برأيك، هل لأن ذيول الحرب لا تزال راسخة في الذهن اللبناني؟ ولا تزال تداعياتها تلعب دورها على المواطن، فكرياً، اقتصادياً واجتماعياً؟

طبعاً اللبناني ملّ من مشاهد وأخبار الحرب، الا أن كل مخرج يريد أن يعمل لمرة واحدة فيلماً لا شعورياً في العقل الباطني اول فيلم سيعمله سيكون عن الحرب، لانه ابن الحرب، وحالياً في مصر، اصبح لديها تاريخ جديد 25 يناير، يوجد خطر الوقوع في نفس المشكلة لمدة 10 سنوات، ان تتناول كل افلامهم مواضيع الثورة. يجب أن يتنبهوا والا سيقعون في دوامة، كما حصل في لبنان. انا مع تناولنا لمواضيع اجتماعية وبوليسية، علينا العمل على مواضيع تجلب الجمهور، لا يجب أن نعمل افلاماً elite ، مستعد أن أعمل فيلماً لا يفهمه أحد الا حاملو الدكتوراه في السينما وآخذ جوائز عليه، لكن ماذا اعمل به أخاطب الاكاديمي فقط؟ أنا اريد مخاطبة كل الناس، مهنياً نحن بحاجة لجذب الجمهور اللبناني كما تجذبهم الأفلام الأميركية وغيرها.

900x450_uploads,2016,05,16,417c1043a7

ضاحكاً : أشعر انني أعمل محاضرة.

واضح أنك استاذ في مهنتك.

من هم الممثلون اللبنانيون الذين تعلق عليهم آمالاً، سينمائياً؟

جوزف بو نصار، رفيق علي أحمد، زياد الرحباني، أحمد الزين، شوقي متى، ميشال تابت وكثيرون غيرهم من الجيل القديم، وعلى صعيد الشباب ، برناديت حديب، عادل كرم أشعر أن في داخله طاقة ممثل عظيم، باسم مغنية، مازن معضم رودني الحداد مهم جداً، وكثيرين غيرهم، برأيي لديهم الموهبة لكنهم بحاجة لادارة مخرج.

مدى أهمية وجود مدير مسرح ينسجم مع المخرج ويفهم عليه، وما هو حجم فعالية دوره، وما هو رأيك بالمدراء المسرح الحاليين، ماذا ينقصهم؟ ومن هو مدير المسرح الأول في لبنان؟

على صعيد الفيديو كليب، أنا لم أعمل مع الجميع، نحتاج الى مدير المسرح عندما يكون عدد الكومبارس كبيراً كي يضبطهم ويديرهم، وأنا لم أعمل الا مع طوني واكد وأحبه وأعرف أن طوني شاطر كتير كمدير مسرح. عملت معه في الفيديو كليب ” شو هالحلا” ، وكليب لأمال ماهر الذي منع، وبعض الكليبات التي فيها حشود.

من يعجبك من المخرجين الحاليين في لبنان وفي البلاد العربية؟

أحمد نادر جلال، شريف عرفه، هنري بركات، يوسف شاهين ومارون بغدادي (خسارة).

ما هو رأيك بسمير حبشي؟

مخرج مهم، أتصور أن لديه بعد فرصة حقيقية سيلمع أكثر.

بعيداً عن العمل، من هو سعيد الماروق؟ هل أنت متأهل؟ لديك أولاد؟

” متزوج لدي 5 صبية من زواجٍ اول، وولد من زواجٍ ثانٍ، وحالياً زوجتي جيهان أبو عايد حامل.

13336060_10201376314725207_422679296710818384_n

ما هو موقفك من التظاهرات التي تطالب بالغاء الطائفية؟

أنا مع إلغاء الطائفية منذ عشرين سنة، الذين يخافون من إلغائها هم خائفون من وهم، خائفون من الحقيقة يقولون أنتم تحلمون، هذه أحلام كبيرة، ليكن بما أنهم في سدة الحكم مفروض أن يضعوا حجر الأساس للانطلاق منه، يقولون أن الديانات في لبنان هي ميزة، هم يتحدثون عن شيء متخلف، العالم كله لم يعد يرتدي هذه العباءة، رسالة لبنان الدينية موجودة في الكنيسة والجامع، لكن على مستوى الحياة، يوجد دنيا ودين، الدين هو الذي ينظم الحياة على مستوى الأشخاص، لكن لا أصدق اذا ما فرزنا البلد طائفياً نكون نحمي الأديان، هذه كذبة  ليس بهذه الطريقة نحمي الأديان. اذا أراد لبنان أن ينجح عليه أن يأتي بالأكفاء أنا لا يهمني اذا كان يشبهني بالطائفة، المهم ماذا يؤمن لي في الحياة، يا ريت نصبح منفتحين على هذا الموضوع، يكفي تخلفاً، شعبنا يعرف كيف يتواجد في أي مكان، لكن نحن في بلدنا منغلقون على أنفسنا.

يعني أنت مع الزواج المختلط؟

أنا مع حرية الاختيار، لا تستطيعين أن تضعي شخصين من طائفتين مختلفتين جالسين على المقعد نفسه وفي نفس الجامعة، وتطلبين منهما ألا يحبا بعضهما، يا تقسيم يا الغاء الطائفية، نحن لا نعيش من دون بعضنا، لا استطيع أن أعيش من دون أصدقائي بمختلف طوائفهم.

 

الشعب أقوى من الحكام

هل أنت متفائل من الوضع في لبنان؟

لبنان قوي بحب شعبه للحياة، شعبه أقوى من حكامه وفي الوقت نفسه أضعف منهم، وذلك باستغلاله طائفياً، الحكام يعرفون الخلل ويستغلونه، علينا تحكيم العقل.

 

كيف تقيّم السياسة والسياسيين في لبنان؟

أكبر ممثلين من دون مخرجين، هم أنفسهم ممثلون ومخرجون في الآن معاً، يميلون مع الريح.

من يعجبك من السياسيين؟

على الرغم من الأخطاء التي حصلت لكن كنت أحب رؤية الشهيد رفيق الحريري، لم يأت أحد بحسناتٍ مثله، وأنا أرى أنه قتل ليس كشخص انما كفكرة، والدليل أنها رحلت معه، كان هدفه العلم، اشتقنا لقص شريط لمشروع، لولا رفيق الحريري لما كان لا المطار، ولا وسط بيروت ولا الطرقات، كنت أتمشى قرب سان جورج شاهدت سداً عالياً سألت عنه، قالوا اذا ما أتى من موج قوي أقيم هذا السد لمنع بيروت من الغرق، تصوري فكر بمشروع لمئة عام لا أحد يفكر بالوقت الحالي، جميعهم  يقدمون كلاماً. لا بد أنه أخطأ لكن نيته كانت حسنة.

في نهاية اللقاء ما هي كلمتك لمجلة المروج؟

بدايةً أشكرك وأهنئك على البحث الذي فاجأتني به صراحةً أخذت مني مجهوداً كبيراً إذ نقلتني من سؤال كبير الى سؤالٍ أكبر، كما أشكر المجلة والقيّمين عليها وقرائهاوأتمنى لكم النجاح والاستمرار.

IMG_7236

سميرة اوشانا

(المروج)

اقرأ الآن