YOUTUBE
Twitter
Facebook

RUDZ7616

لم تكن فلوريدا وحدها تعاني  من إعصارٍ مدمر منذ اسبوعين، انما المخرج اللبناني زياد دويري بدوره تعرض لاعصارٍ لكن من نوعٍ آخر، رافقه ليلة اطلاق فيلم “قضية 23” غضب اعلامي – سياسي قديم، جعل الأمن العام يوقف دويري في المطار وبالتالي المثول أمام المحكمة العسكرية في اليوم التالي للاستجواب.

هكذا شغّل دويري الاعلام اللبناني، بقضيةٍ اعتبرها ولّت، وكل الانظار كانت متجهة نحوه، منهم من انتظره أمام المحكمة للتحدث اليه بعد أن أعيد اليه جوازي سفره اللبناني والفرنسي، ومنهم من انتظره في “اوتيل لو غراي”  لاجراء اللقاء معه.

كل ذلك ليلة إطلاق فيلمه في الصالات اللبنانية.

فيلمه الذي بدا فخوراً به، كونه هو المخرج اللبناني الوحيد الذي استطاع أن يؤهل فناناً فلسطينياً لينال جائزة أفضل ممثل في مهرجانٍ عالمي. فاعتبره انتصاراً له ودحضاً لكل الاتهامات التي وجهت اليه.

بعد انتهاء جلسة الاستجواب، توجه دويري الى اوتيل “لو غراي” حيث كنت بانتظاره لاجراء هذه المقابلة الخاصة بموقع Magvisions.

هنا قال كل شي:

 IMG_0330

أنت اليوم كنت القضية، كنت الحدث، هل قضيتك طغت على قضية “طوني”، هل شعرت أنك أنت المهان أم أن الفن أهين في لبنان؟

لأ، يتوقف قليلاً،  أتعلمين؟ الاثنان مرتبطان ببعض، عندما يعمل السينمائي فيلماً يكون كل طموحه أن ينطلق عمله ليشاهده الجمهور وليس للاحتفاظ به، خصوصاً، المشاهد اللبناني والفلسطيني اللذان سيشاهدانه بطريقةٍ تختلف عن الفرنسي أو الالماني والأميركي، بسبب الحساسية لدى الطرفين في الموضوع. وسمعهما سيلتقط الحوار أكثر من غيرهم.

عندما أتعرض للاهانة أو الشتيمة، صحيح أنني أتضايق، لكن، أنزعج من أجل الفيلم أكثر، أنا أتحمل لكن لا أريد أن نقع ونعاني من الجرح نفسه مجدداً، وأقصد بذلك عندما أوقفوا فيلم “الصدمة”.

CAMA0165

اعتبر البعض أن ما حصل هو نوع من “البروباغندا” الأمر الذي يساهم في  تسويق الفيلم، ما هو ردك؟

أنا ضد هذا النوع من الاعلان، فيلم “قضية 23” قوي بحد ذاته، ليس بحاجة لبروباغندا سلبية، البعض يعتبر أن ما حصل سيجلب مشاهدين، أنا لا أريد ذلك، بل ما أريده هو أن يأتي الجمهور ويشاهد الفيلم ويتحدث عنه فيأتي بجمهورٍ آخر ليشاهد العمل، لكن هذا النوع من البروباغندا أكرهه.

CAMA5888

استعنت بالدرك ومكافحة الشغب

CAMA5683

اليوم، كان اهتمام الصحافة منصب نحوك، أخبرنا بالتحديد ماذا حصل؟

ما حصل، البارحة حين وصلت الى المطار، وهذه للمرة العشرين التي أزور فيها لبنان، بعد أن حصلت على موافقة الامن العام لتصوير الفيلم في لبنان حيث أمضيت مدة سنة لأنجازه، استعنت بالدرك ومكافحة الشغب والهيليكوبتر للجيش اللبناني وصورت في العدلية، أعطوني كل ما يلزم لانجاز الفيلم، ولا مرة أتيت الى المطار وتم توقيفي. لماذا اوقفت اليوم؟

لماذا؟

منفعلاً، وبصوتٍ مرتفع:” لان الفيلم “قضية 23″ طالع بكرا”،  ” ما بدونش يطلع الفيلم” لذا، استعادوا الأقاويل القديمة التي رافقت فيلم “الصدمة” التي مر عليها خمس سنوات، “عم بكذبو”… “عم بيدزو” “قضية فيلم 23” يحكي بلغة بعض الافرقاء الذين حاربوني في “الصدمة” لا يريدونها أن تقال.

RUDZ8012

من يحاربك؟

بعض السينمائيين، وبعض من الأفرقاء السياسيين…

تقصد أن بعض السينمائيين يغار من نجاح زياد دويري؟

أكيد، كل عمرها الغيرة موجودة خصوصاً في هذا المجال، أنا حوربت على جميع النطاق، من بعض السينمائيين وبعض الممثلين الذين لم يتم اختيارهم للفيلم، وأعرف ذلك تماماً وبعض الأفرقاء السياسيين وبعض الصحافيين اليساريين، ونحن اعتدنا على هذه الأمور.

CAMA8878

بين الأمس واليوم تفاوتت مشاعر اللبنانيين المهتمين، ما أن فرحوا لفوز الفيلم في مهرجان البندقية بجائزة أفضل ممثل، سرعان ما انقلبت فرحتهم الى صدمة وغضب بسبب ما حصل اليوم، الاعلام انقسم الى قسمين البعض أيدّ زياد ودافع عنه وعن عمله والبعض الآخر العكس، أنت ما هو رأيك بما كتب وقيل؟

بتعرفي، البارحة أوقفت، لم أكن أحمل الهاتف، لذا، لا أعرف ماذا كتب، وأعرف أن ما نشر على التواصل الاجتماعي سيضايقني، إن كان الايجابي منه أو السلبي، وأنا كنت متضايقاً نفسياً، لذا، لم اشأ أن افتح الصفحات وأقرأ أي شيء، لم أكن أحتاج لأمورٍ سلبية اضافية، لهذا، لا أعرف ماذا كتب، قيل لي، علمت أنه حصل تأييد كبير للفيلم “هيك عم بيقولو”ما بعرف.

RUDZ4254

هل حذفت مشاهد من فيلمك؟

ولا كلمة، ولا فاصلة، قيل أن الفيلم هو ضد القوات اتصل بي النائب نديم الجميل ، أخذته الى باريس لمشاهدة الفيلم، سألته هل هذا ضد الشيخ بشير الجميل؟ هل هو ضد القوات؟ صار في كتير حرتقات وهذه آخرها ربما لا يزال هناك بعد.. طمسوا الفيلم…  عندما علموا بقضية 23 انه سينطلق، عادوا ونبشوا الماضي.

14 ايلول تاريخ حفل اطلاق الفيلم يصادف ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل، هل هي صدفة أم أن الأمر مرتباً؟

أبداً، غير مقصود ذلك، كنا سنطلقه في 11 لكنه تاريخ  ذكرى  “ضرب البرجين” قلنا بلاها، حددنا 12 ايلول قال لنا أصحاب صالات السينما لا نستطيع فعل ذلك، عادة يفتتحون يوم الخميس، فكان تاريخ 14 الامثل لاطلاق الفيلم.

 بالنسبة للجائزة التي أخذها أفضل ممثل كامل الباشا، هل شعرت أن اللجنة تعاطفت بدورها مع القضية الفلسطينية؟

هنا أريد أن أقول لك شيئاً،  اسمعيني ماذا سأقول لك directement ، أرسلت الفيلم للوكيل agent في أميركا اتصل بي منذ 6 اشهر قائلاً: “ I love this movie  it’s an incredible movie, but this actor..

RUDZ7671

قلت له: who’s the actor?  أجاب: this Palestinian actor is so fantastic. أكيد هو أميركي لا يفهم كثيراً بالقضية الفلسطينية، وآخر همه، يفهم بالسينما فقط.

يتابع بحماسة: أريد أن أخبرك أول البارحة ما حصل معي في البندقية، ذهبت من باريس، التقيت بكامل الباشا ثم اخذنا الشختورة  وذهبنا سوياً الى المهرجان الذي بدأ الساعة السابعة وانتهى عند الثامنة والنصف وأخذ الجائزة، بعد ذلك توجهنا الى الباب الخارجي لنصل الى الصالون حيث الكوكتيل للاحتفال مع الفائزين ومن بينهم  لجنة الحكم. اقتربت مني رئيسة اللجنة الممثلة الشهيرة Annette Bening  وقالت:” I want just tell you  جرى حديث بين أعضاء اللجنة احببنا الفيلم كثيراً وحصل نقاش حول إمكانية إعطاء الجائزة لثلاث ممثلين في فيلمك وهم عادل كرم وكميل سلامة وكامل الباشا، لأن الثلاثة لعبوا بامتياز وهم يخبرون القصة، تحدثوا مع  رئيس المهرجان قال لهم “لم نعط الجائزة ولا مرة لثلاث أشخاص، الجائزة تكون لممثل واحد”، أحترنا لمن نعطيها، فكانت لكامل الباشا.

RUDZ9539

هل أعطيت لأسبابٍ سياسية؟  Annette Bening  آخر همها، لو كان ما تقولينه في مهرجانٍ عربي كنت سأقول ربما المهرجان العربي تلقائياً محيّز للفلسطين. لكن هذا المهرجان ايطالي، ولجنة الحكم المؤلفة من 12 شخصاً لا دخل لهم بالدول العربية أعطوا الجائزة لكامل الباشا ليس لأن هناك من تحيّز.

CAMA6128

إن كنت صهيونياً وجعلت الفلسطيني يربح،

 فهذه أحلى هدية لي

 هل كنت تتوقع أن تكون الجائزة للفيلم كعمل متكامل؟

 هل تعلمين حجم المنافسة وشدتها؟ مجنونة انت، لديك 21 فيلم هل تعلمين من كان المنافسون Paul Schrader  و Guillermo del Toro  و George Clooney يعني مخرجون كبار، أن نربح افضل ممثل يعني هذه هدية كبيرة، الاتهامات التي يتهمونني بها بأن زياد دويري هو صهيوني، إن كنت صهيونياً وجعلت الفلسطيني يربح جائزة من خلال فيلمٍ لبناني، فهذه أحلى هدية أعطيت لي.

CAMA0295

هل تعتقد أن اللبناني لم يتعاف من رواسب الحرب؟

لا أعتقد، لدى غالبية اللبنانيين جرح قديم لم تتم معالجته بطريقة جذرية، ولم يحصل نقاش في ذلك، المجتمعات التي تتقدم هي تلك التي تمت بينها المصالحة، لكن، في لبنان انتهت الحرب و”كل الناس معفيين ويللا مع السلامة وكل واحد ع بيته.”

انطلق فيلم  The Insult وحقق رقماً تاريخياً على شبابيك التذاكر اللبنانية إذ حضره نحو 21 ألف مشاهد في الأيام الأربعة الأولى لانطلاق عروضه في الصالات السينمائية.

IMG_0333

سميرة اوشانا

اقرأ الآن