YOUTUBE
Twitter
Facebook

Bahih 1

“نحنا منشتغل سينما” قالها لي مخرج فيلم  “ Good morning”، خلال دردشة بعد العرض المخصص للصحافيين في “غراند سينماز”  ABC   ضبية .

 يتحدث فيلم  “غود مورنينغ” عن رجلين في الثمانين  متقاعدان أحدهما طبيب وآخر جنرال في الجيش يهوى رواية النكات، يترددان الى مقهى تطل واجهته على شارع يضج بالحياة كما هي على حقيقتها في لبنان، شارع هو بمثابة شاهد على أحداث الوطن بأكمله…   يشربان القهوة ويحلّان الكلمات المتقاطعة كواجب يومي وذلك من أجل تنشيط و تقوية ذاكرتيهما خوفاً من فقدانها، لما تحمل من ذكريات ثمينة، الى ذلك، يراقبان السيّارات والمارة في الشارع ويعلّقان على ما يريان. ناقلين ما يشهدانه من أحداث من خلال تعليقات طريفة.bahij 6في المقابل وفي المقهى نفسه صحافي شاب مغرم بالصبية التي تعمل في المقهى لكنها من طائفةٍ مختلفة.

18 يوم من التصوير كانت كافية لنقل فيلم طويل لبناني بامتياز الى الصالات اللبنانية ليكون الفيلم  الثالث لحجيج، بعد “زنار  النار” و ” شتي يا دني”.

الفيلم الذي يلعب بطولته الممثل غبريال يمين والممثل الراحل عادل شاهين الذي غادر قبل أن يشهد نجاحه،   رودريغ سليمان ومايا داغر فيلم تملأه الحياة بصباها وعجزها.

من كتابة رشيد الضعيف، انتاج بهيج حجيج و ديغول عيد و سام لحود الى  Online films – Beirut  و Cined Productions – France   أما الاضاءة فلمدير التصوير ميلاد طوق الذي وجّه حجيج له تحية خلال اللقاء والموسيقى لوسام حجيج.

فريق متجانس، عمل لانجاح حكايات هذا العمل المميّز، الذي نقل الشارع من خلال واجهة مقهى لم يغادرها زواره الا بعد الرحيل الاخير.

عادل شاهين لم يكن يعلم، انه فيلمه الوحيد و الأخير بعد غيابٍ لم يلحظه الا مخرج العمل بهيج حجيج، الذي رآه الانسب لهذا الدور الذي يجسد هواجس رجلٍ تقدم في العمر.

تلا العرض  Press Junket  بالتعاون مع شركة Lebanese Chart Company  و الناقد ادي اسطا، وهي المرة الاولى وذلك بهدف تشجيع السينما اللبنانية.

Adel chahin 2

كانت البداية مع المخرج بهيج حجيج ومع السؤال الاول الذي أصلاً راودني خلال مشاهدتي للعمل:

هل كان يعلم الممثل الراحل عادل شاهين الذي فارق الحياة قبل أن يشاهد عمله، أنه كان مريضاَ وسيفارق الحياة قريباً؟ أو أنها مجرد صدفة؟

لو كنت أعلم ما كنت طلبت منه المشاركة، عندي موقف اخلاقي بالنسبة لهذا الموضوع، لأنني لا أحب أن أتاجر بهذه القصص، بل العكس تماماً  كان بكامل صحته، توفي بعد أن أنهينا التصوير بعد مرور سنةٍ تقريباً.

bahij 5

جاء ذلك وكأنه بمثابة تكريمٍ له؟

صحيح، أنا صدمت كثيراً بموته، لانني كنت أحب أن يكون معنا،خاصةً لانه الفيلم الوحيد الذي لعب سينمائياً دوراً كبيراً فيه.

لقد استعنت بممثليين مسنين، شخصياً، أعتبر ذلك جرأة منك، هل سينال الاقبال الذي تتمناه، في ظل الاعمال التجارية؟

كما تعلمين، لم أنتج أفلاماً كثيرة بسبب المشاكل الانتاجبة وضآلة المساعدات في هذا القطاع، بالنسبة للجمهور طبعاً أنا أفكر به، لكن،  عندما أعمل لا أفكر أنني أريد أن آتي بالجمهور، هذه هي السينما التي أصنعها. انا مع بعض السينمائيين الجديين الذين يفكرون أن يعملوا سينما التي تبقى، الفيلم الذي يخلد وليس ذلك الذي يستهلك و ينتسى، لانه يؤسس الى تراث سينمائي وطني، أنا أنتمي الى السينما  “الفن السابع” التي تعمل على الصورة الباقية، أتمنى أن يأتي الجمهور ويشاهد فيلمي، لكنني لا أتنازل عن أمورٍ أساسية لأرضي الجمهور، أنا أقدم ما انا مقتنع به، و الجمهور اما يحب أو لأ،  وأتصور أنه سيحب، هذا الفيلم ليس صعب، هو يحكي تفاصيل صغيرة في الشارع.

bahij 8

القصة هي للكاتب رشيد الضعيف، هل اضطررتم الى تغيير، لكي يكون السيناريو ملائماً للأحداث الآنية، أم بقيت أجواء الرواية على حالها؟

كتب الرواية خصيصاً لهذا العمل، ثم انتقلنا الى مرحلة السيناريو الذي هو اخراج على الورق، عملناً سويا،  غيّرنا لكن بالاتفاق، أحياناً نغيّر أثناء التصوير، ما يعني أن عمل السيناريو كان مرافقاُ للفيلم خلال التصوير، أحياناً تضاف مشاهد و تحذف أخرى، لكننا احترمنا الحوارات لانها  كما لاحظت تطلبت وقتاً من الكتابة، فطلبنا من الممثلين الالتزام بنسبة 90% و احترام الحوار وسمحنا ب 10% من الارتجال.

bahij 2

هناك أحداث داخل المقهى وأخرى خارجها، والاضاءة على هذه الاحداث كلها حياتية واجتماعية وسياسية وفي مكانٍ واحد. سينمائياً، مدى أهمية هذا العمل وصعوبته؟

نعم، للمكان أهمية فهو مفتوح على الشارع، لقد أصريت على ألا تخرج الكاميرا من المقهى أن تكون هذه الفكرة الاساسية ، التي تركز على الجمال الفني التصويري، هنا اشكر مدير التصوير ميلاد طوق الذي عمل كثيراً فنياً، كي يعطي لهذا المكان أهميته، لا سيما بالنسبة للتقطيع وحركة الكاميرا. ساعدني لنصور بهذه الطريقة الفنية.

 

هناك سوء تفاهم بين الجمهور والسينما الجدية

 bahij 4

شاهدنا جيلين في هذا العمل، جيل الشباب الذي يستعين بال laptop وكبار السن الذين لا يزالون يشترون الصحيفة، وكأنك أردت تكريم الصحافة المكتوبة. هل التكنولوجيا أساءت الى الاعلام واستفادت منها القطاعات الاخرى؟

اليوم، طبعاً الصحافة الالكترونية مهمة لكنها ألغت أموراً أخرى، كالرهبة التي تتميّز بها الجريدة، كما لاحظت عندما رفض laptop  لانه لا يحتوي على “كلمات متقاطعة”.

مررت بمشهدٍ سريع في الفيلم، هل وجدت نفسك ممثلاً أمام الكاميرا، أم تفضل أن تبقى مخرجاً؟

صراحة، أنا حائز على دبلوم في التمثيل،  لكنني بطبعي خجول لم أكن أجد نفسي مرتاحاً على المسرح، فانتقلت لأكون خلف الكاميرا. أحياناً أحب القيام بذلك، نوع من النوستالجيا.

bahij 7

وختم ليقول:

أريد أن اوضح شيئاً أن التحف السينمائية العالمية لفيلليني وكل الكبار كانت افلاماً  شعبية، من الخطأ التفكير أن السينما الجدية ليست للناس، لسوء الحظ هناك سوء تفاهم بين الجمهور والسينما الجدية. وعن السينما اللبنانية،  فنشهد اعمالاً مهمة، الافلام القليلة الجدية التي صنعت هي التي تؤسس للتراث السينما اللبنانية.

bahij 3

سميرة اوشانا

متابعة المقابلة على  الرابط

 

اقرأ الآن