YOUTUBE
Twitter
Facebook

MAHBAS-5

كان يكفي مشهد “تريز” وهي ترمي “الكبيس” بعد ان استلذت بطعمها رافضةً وجودها في معرض الاكل  بعد علمها بمصدرها، ليتكهن المشاهد موضوع الفيلم، مشكلة يعاني منها الشعب اللبناني – السوري لا سيما نزوح الاخير الى المناطق اللبنانية هرباً من الحرب القائمة في بلده .

ذكية هي صوفي،  باختيارها للموضوع الحساس الذي طرحته وعالجته بأسلوب طريف، فكاهي وانساني، وذكية باختيارها للممثلين من البلدين الذين جسدوا الشخصيات باختلافها بمهنية عالية.

وهكذا استطاعت أن تجمع الكاتبة والمخرجة صوفي بطرس بالتعاون مع الكاتبة والمنتجة عليوات، عناصر مهمة لعملها الاول، الفيلم السينمائي “المحبس”. الذي تناولت فيه ما يدور من أحاديث وشوشةً،  أضاءت هي عليه  بصوتٍ مرتفع وبكل جرأة لكن بموضوعية وهي العلاقات اللبنانية- السورية المهتزة من يوم يومها، نتيجة الحرب التي كان ضحيتها دائماً الشعب.

MAHBAS-1

يحكي الفيلم  قصة عائلتين لبنانية وسورية: أغرم ولداهما ببعض. ولكن، على الرغم من مرور عشرين عاماً على انتهاء الحرب اللبنانية، إلا أن تيريز لم تتخطَ  بعد موت أخيها بقنبلة سورية بل لا تزال تعيش مأساة الحادثة الامر الذي زرع في قلبها كرهاً لكل ما يتعلق بالشعب السوري، ولا تتقبل وجوده في بلدها.

لكننا نراها هنا اليوم، منشغلة  بالتحضير لزيارة الخطيب المرتقب لإبنتها الوحيدة الذي سيأتي برفقة عائلته لقضاء ليلة في منزلها. يصل الضيوف الذين طال انتظارهم عتبة منزلها، فتكتشف أنهم سوريون. فتتوالى الاحداث، بطريقةً طريفة فكاهية،  تظهر المسافة التي تبعد التقارب بين العائلتين لتبرهن بعد حين  ان  نقاط التقارب هي الأقوى على الرغم الماضي الأليم الذي تقرر الشفاء منه.

فيلم احداثة 48 ساعة تكتشف خلالها تريز نفسها، فتتحرر من ماضيها لا سيما بعد كشف خيانة زوجها لها.

بعد غيابٍ دام سنوات، أعاد فيلم “محبس” الثنائي جوليا قصار وعلي الخليل مرة ثانية الى الواجهة لكن هذه المرة على الشاشة الكبيرة، بعد أن كانا قد شكلا ثنائياً ناجحاً في سلسلة “3 بنات”  الذي لقي استحساناً لدى الجمهور اللبناني على الشاشة الصغيرة.

تهمتي الوحيدة أنني أنحاز للمتفوقين في اعمالهم، وهنا أنا منحازة الى جوليا قصار الوحيدة التي تفتخر بملامحها وتتمخطر فرحاً، وهذا ما يجعل منها ممثلة حقيقية وعميقة وصادقة لا تغش المشاهد بملامح بلاستيكية. كذلك منحازة الى علي الخليل الذي يتميّز بكاريزما خاصة به وحده. أما في المقلب الآخر، فبسام كوسا لا يتمسك الجمهور فقط بمشاهده، لكن حتى في الواقع الجمهور يبقى ملاصقاً به لشدة اعجابه بهذا النجم الذي يفرض وجوده في أي عملٍ وبقوة. استطيع أن أقول ان هذا الفيلم متفوق تمثيلياً اخراجياً وموسيقياً. حتى أغنية العمل  التي هي من تأليف زياد بطرس وغناء صوفي بطرس لبنانية بكل نوتاتها.

الفيلم هو من بطولة  جوليا قصار ( تيريز)، علي الخليل (موريس)،بسام كوسا ( رياض)، نادين خوري  (نازك)، بيتي توتل (سولانج) جابر جوخدار ( سامر )، سيرينا الشامي ( غادة)، سعيد سرحان ( مروان)

دانيال بلابان ( عماد)، نيكول كماتو ( سميرة)،سمير يوسف (توفيق).

IMG-20170323-WA0046اخراج وكتابة: صوفي بطرس، انتاج وكتابة: نادية عليوات

على هامش حفل اطلاق الفيلم في الصالات اللبنانية الذي تم بحضور سياسي واعلامي وفني ، كان ل Magvisions هذه الدردشة مع أبطال العمل  والوزير السابق الياس ابو صعب  الذي حضر مع الفنانة جوليا بطرس:

IMG-20170323-WA0052

الوزير الياس ابو صعب: عن رأيه بالفيلم؟ أحببته كثيراً، هذه هي المرة الاولى التي يعالجون فيها موضوعاً من دون اللجوء الى الابهار بمسألة الانتاج، واعتمدوا على المشاهد التي تنتقل من منطقة الى أخرى، حتى تظهر الامور بوضوح، كل التركيز كان على القصة على ادآء الممثلين المميز على البساطة وعلى التصوير والاخراح وعلى النص المكتوب الذي أظهر لنا كأنه قصة حقيقية تحصل في قرية لبنانية وهي موجودة كثيراً في لبنان لكن لا يحكى عنها، ربما هذه أول مرة يطرح الموضوع بجرأة ولكن بين الكوميديا والجدية، عمل متكامل أهنئهم عليه.

بعض المنتجين يقول أن الافلام الهزيلة تضرب الافلام الجيدة، أين دور وزارة الثقافة ألا يجب أن تغربل الافلام، قبل عرضها على الشاشة الكبيرة لتأخذ حقها الأفلام الناجحة؟

لا شك أن وزير الثقافة السابق كان يعمل بجهد كذلك الوزير الحالي يسعى للمساعدة، لكن امكانية الموازنة التي تضعها الدولة ليست كافية، يجب توفر مبالغ أكثر كي تدعم هذا القطاع. لأن بالنتيجة الأمر مهم جداً، السينما ليست فقط مرآة الوطن، أهم ما ترينه اليوم، هو عندما يتحدثون عن المساواة ويطالبون بحقوق المرأة، هذا العمل امرأة قامت به او امرأتان هما اللتان انتجتاه ونفذتاه  وهذا جهدهما، لذا، المرأة  ليست بحاجة لمن يأتي ويقول نحن نطالب بحقوقهن، لكن على الأقل عندما نجد قطاعات استطاعت المرأة أن تثبت نفسها فيها، يجب أن نبحث على كيفية دعم القطاع، بهذه الطريقة نكون قد وقفنا الى جانبها.

MAHBAS-4

وليا قصار: جوليا، للمرة الثانية نراك مع الممثل علي الخليل وانتما تشكلان ثنائياً ناجحاً.

لماذا لا تعودان الى الشاشة الصغيرة بعمل تلفزيوني؟

هنا ايضاً اجتمعنا بالفيلم والتقينا.

الى أي مدى يستطيع برأيك أن يكسر الجليد بين المجتمعين؟

أنا لا أفكر بالاشياء الكبيرة، انا أفكر بالسينما كعملٍ لبناني أو أي بلد، الى أي مدى هي صادقة مع نفسها وتحاول ان تكون حقيقية، هذا هو المهم “ان يشبهو حالون”، هنا أختير موضوع أساسي ومهم، مشكلة متراكمة منذ سنوات لن تحل بيومين،  خاصةً المعروف أن  لبنان يتميّز بتعددية ثقافية وطائفية “الحرب خربتنا” déjà يوجد عنصرية بين طائفةٍ وطائفة من الديانة نفسها وبين الديانتين حتى بين العائلة نفسها أتت الحرب فازادت فازدادت العصبيات، أنا ارى أنها تطال ليس فقط مجتمعنا بل كل بلد يعاني هذا النوع من المشاكل.

وعن الاقبال عليه تقول: متفائلة خير

علي الخليل: رداً عن سؤال حول إقبال الجمهور لمشاهدة هذا الفيلم الذي يلقي الضوء على  مشكلة قائمة في المجتمعين اللبناني والسوري؟

” التنبؤ بهذا الأمر صعب، نحن قدمنا فيه قصة مع ابطال وممثلين هناك  سيناريو واخراج لكن مدى سيتقبل الجمهور هذا الطرح، هذا الأمر مرهون بمسألة التوقيت، كل العوامل التقنية والجمالية موجودة، لكن الى أي مدى سوف يسوّق الفيلم ومدى سيحبون  الفيلم واذا كان حظه كبيراً، لا أعرف.”

MAHBAS-3

بسام كوسا: (جمهور يتوجه اليه لالتقاط الصور، هل لاحظت أن شعبيتك في لبنان كبيرة؟ يبتسم.)

 هذا الفيلم حساس، لقد تطرقتكم الى مشكلة حقيقية موجودة، الى أي مدى ممكن أن يجد اصداء ايجابية؟ لا سيما انكم تكسرون الجليد القائم بين المجتمعين؟

 نحن نتمنى، هذه أمنية ان يصل هذا الفيلم للناس بأفضل طريقة، نحن نوصل رسالة وهذا هو المهم.

وعن التعاون اللبناني السوري يقول: دائماً التعاون الابداعي والفني هو أفضل التعاون بين الشعبين.

وعن الاعمال المشتركة في الاعمال العربية  يقول:عندما تكون لأمر كيميائي – عضوي،  و”مش ملزوقة لزق” تأتي في شكلٍ صحيح.

MAHBAS-7

بيتي توتل:تقول بيتي: أنا متفائلة سنربح جمهورين السوري واللبناني ، الى ذلك، الكوميديا تجذب عادةً المشاهد والفيلم ذكي يتضمن رسالة واحساس وأشياء كثيرة.

وعن تأثيره على تحسين العلاقة الباردة بين المجتمعين تقول: في الفيلم كسر الجليد الذي كان موجوداً بين العائلتين ، كلنا ضحايا سياسية معينة القاسم المشترك أننا شعبان عانا الحروب الشعب السوري واللبناني.

وعن العمل مع الممثلين السوريين قالت: رائع، أنا سعيدة جداً، لقد فرحت بهذه التجربة لانها مميزة، الجمهور بحاجة لكوميديا نظيفة، صحيح يوجد كم من الافلام ونهضة سينمائية، لكن أتصور أن هذا العمل جامع بين الفكر والضحك، والعمل النظيف سيتميّز وهذا ما نحاول أن نقدمه.

MAHBAS SET-1

MAHBAS SET-2

 

 

سميرة اوشانا

 

 

اقرأ الآن