YOUTUBE
Twitter
Facebook

10984974_10204933705216399_4760397869256948427_n

 

صرخة ألم أطلقها الكاتب طوني شمعون فبات صوتاً صارخاً في براري الجهل الذي تشهده الاعمال الدرامية متهماً مشاهدي “الكنباية” كما يسميهم، بالتواطوء على ضرب الأعمال الناجحة متمنياً موتهم جميعاً. ممنوع تغيير أي كلمةٍ في نصه من دون العودة اليه. أليس هو حامل همّ الدراما اللبنانية؟ أليس هو الوحيد الذي يكتب ويؤلف من دون أن ينقل او يستنسخ من هنا وهناك. اليس هو ملك التشويق والاثارة؟  اليس هو مالك الحبكة في الحوارات والشخصيات؟

قال: على الرغم ما قيل عن ” 10 عبيد زغار” الا أنه كان حديث الشارع.

انه ذاك الثائر والمقهور على الدراما وعلى البلد تحدّث بكل صراحة وبكل عفوية.

من منزل طوني شمعون هذا اللقاء الشيق.

IMG-20150423-WA0019

لنبدأ الحديث عن “سولو الليل الحزين”؟

كما تعلمين تتميّز قصصي بالحبكة اربط عدة خيوط فتتداخل ببعضها للوصول الى حبكة من واقع الحياة. يتحدث المسلسل عن 3 قصص حب واقعية احداها تحكي عن حياة عارضة أزياء تعرضت لعملية استغلال وقد ساعدتها شخصياً للخروج من المأذق الذي وقعت فيه. وأخرى قصة شاب متعلّم لكنه لا يجد فرصة عمل  والثالثة تروي قصة فتاة ثرية إلا ان حياتها تنقلب بعد تعرض والدها للافلاس. القصص الثلاث مترابطة مع بعضها وهي مبنية على توفيق الذي يلعب دوره فادي متري المليونير العازب الذي أمضى حياةً صاخبة من دون زواج، لكن بقيت في ذاكرته صور الفتاة التي تخلى عنها بعد علاقةٍ غرامية. فيصاب بمرض فتّاك لكن قبل أن يموت يفكر بالبحث عنها معتقداً ربما قد تكون قد أنجبت منه. وهو لا يعرف الا اسمها.

 

  • ان شعب الدراما “شعب الكنباية” الشعب الأمي والجاهل، هو الذي أثر سلباً على الدراما

من يشارك في هذا العمل؟

بيار شمعون، فادي متري، ألكو داوود، كارلوس عازار، وسام حنا، فادي اندراوس،تاتيانا مرعب، دوري سمراني، آن ماري سلامة، جومانا شمعون، ومجموعة كبيرة من الوجوه الفنية. العمل من اخراج ايلي برباري هذا أول عمل درامي له لديه رؤية جميلة للعمل. عمل لبناني 100%، سيعرض على شاشة المستقبل بدايةً ثم ال   MTV لينتقل لاحقاً الى مصر.

في خضم اجتياح مسلسلات ال Pan Arab الى أي مدى تراهن على نجاحه؟

“اهلا وسهلاً بمن يريد أن يعمل Pan Arab لكن أنا أسميها “شوربة نور”، هذه الدراما اهانة للممثل وللكاتب اللبناني واهانة للبنانيين، ما هذه المهزلة يقولون:” الدراما اللبنانية لا تباع في الخليج اذا لم تطعّم بممثل سوري أو مصري، هؤلاء المنتجون الوافدون الى الدراما اللبنانية الذين يعتبرون أنفسهم أنهم رواد الدراما اللبنانية،  لقد ضربوها، تصوري أن أحدهم في رصيده عمل واحد او اثنان يقال عنه “رائد الدراما اللبنانية”.  تذكريني هذا الامر لن يستمر.

IMG-20150423-WA0020

ما هو رأيك بمسلسل علاقات خاصة؟

لا استطيع أن أعطي رأيي لكنني أسمع آراء الناس، انا لا أحب هذه الخلطة ولا أؤيدها. يتوقف ثانية ثم يتابع: الوضع المادي للتلفزيونات ساهم في انتشار ذلك، بعد مجيء هؤلاء الذين يصنعون هذه الخلطة أصبحوا يبيعون الحلقة للبنان بسعر 10,000 تشمل نجوماً مصريين وسوريين ولبنانيين الذين نحترمهم ونجلهم، لكن، هذا لا يعني اذا أطلقت يوسف الخال ونادين الراسي وسيرين عبد النور في الخارج أكون قد أطلقت كل الممثلين الباقين، هناك 2000 ممثل، هذا هو السؤال، كيف نساعد أو نساهم في انعاش الدراما بثلاث ممثلين فقط؟ من ناحيةٍ أخرى لا أقبل بمصححٍ يعتبر نفسه كاتباً في حين هو يعالج نصوصاً ترسل له من فنزويلا وقد رأينا فشله وكان زريعاً، لذا، لا يحق له ان ينظم محاضراتٍ وينتقد ويعطينا دروساً في الكتابة. لكن، هذا لا يعني أن كل الكتاب مثله، فهناك كتاب وممثلون ومخرجون سوريون ومصريون نحترمهم ونجلهم. نحن نصنع الدراما اللبنانية التي تخصنا، عليهم أن يقبلونا بالعمل الذي يخصنا او لن أعمل وأنا ذليل. يأتيك منتج يكون قد أنجز عملاً أو عملين في مصر يريد أن يغيّر الدراما اللبنانية ويقول أنه أجرى احصاء أظهر له أن ترجمة الافلام الاجنبية مع جميلات يطورالدراما اللبنانية، يريد أن يعيدنا الى ارثٍ مهين.”

  • أهلا وسهلاً بمن يريد أن يعمل Pan Arab لكن أنا أسميها “شوربة نور”

يتابع: هذه تجليطة قديمة يعتبرونها من التقاليد في لبنان، منذ حقبة “الصبّاح”، عندما كان يصنع أفلاماً كان يقول:” ضعوا أي كلام لكن أعطوني بطل وبطلة يحبهما الناس.”هذا ليس كلامي أنا، الله يرحمك يا محمد سلمان، قال لي يوماً دخلت على موقع التصوير، ولم  يكن في يدي نص، كنا نصنع تركيبات مؤلفة من سميرة توفيق وجورجينا رزق، الصبوحة مع حسين فهمي، في يومنا هذا من لا يسرق يعطونه ليسرق، صحيح أن هناك كثيرون يسرقون أفلاماً أجنبية ويعملون منها مسلسلات لبنانية، حتى برامجنا أصبحت نسخة من الخارج، لم يعد لدينا “مخ لبناني” لقد اتكلنا على التسويق والاستهلاك على ” الكز”. على الرغم من ذلك الا أنني لم أفقد الامل لان لدينا ايضاً، كتّاب مؤلفون وما أكثرهم، لا يعتمدون على هذه الطريقة البعيدة عن الابتكار. بسبب بعض الجهات المنتجة، بات  تحويل فيلم أجنبي الى مسلسل من 30 حلقة رائجاً، وما ستشاهدينه في رمضان كله مترجم، هل رأيت أين يكمن الفشل؟ ليترجموا لماذا نؤلف؟ ما يعني ايضاً أنهم يشوهون القصة الأجنبية، ارجو أن تذكري ما أقوله ان شعب الدراما “شعب الكنباية” الشعب الأمي والجاهل، هو الذي أثر سلباً على الدراما.

 

  • عندما أرى احداً جعلت منه بطلاً ” قد الدني” أراه في آخر الخيل، يسقط من عيني.

 

يقول بعض الممثلين ان شركات الانتاج هنا لا تدفع.

حصل ذلك بعد المشكلة التي طرأت مع باك وال LBC، هبط مستوى الدراما اللبنانية بسبب بيع نجوم وأبطال، واذا كان هذا هو العمل على حساب الاسم والكرامة والوطن ليذهبوا، لكن عندما أرى احداً جعلت منه بطلاً ” قد الدني” في آخر الخيل، يسقط من عيني.

ماذا تفعلون لحماية الدراما اللبنانية؟

للأسف، وضع التلفزيونات ليس بخير والانتاج ليس لعبة بل هو قاسٍ جداً ويتطلب الكثير من التكاليف لانجاز العمل. كما مروان حداد كذلك زياد شويري وايلي معلوف جميع الذين يعملون حالياً في الانتاج يريدون انهاضه على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تتراكم عليهم. هناك منتجون يعرفون القراءة والبعض الآخر لا يعرف يريدون أي كلام، لكن لا يصح الا الصحيح، البعض يقول لقد أجرينا احصاءً لكن هناك rating سلبي لان غالبية المشاهدين أميين، لم يعد هناك مشاهد ناقد في لبنان، قال لي احدهم يوماً: أتريد أن يكسر مسلسل “سولو الليل الحزين” الارض، قلت له نعم، أجاب: افتعل أخطاء اخراجية وانتاجية وليكن الحوار أي كلام، تبدأ الناس بالتحدث عنه… تصوري الى أي مرحلة وصلوا.

لكن، هذا لا ينطبق على كل المشاهدين؟

أغلبية المشاهدين أميين ولا يفهمون. طالما أن هؤلاء “أصحاب  الكنباية” أحياء، برأيي جميع الذين يشاهدون أي شيء يجب أن يموتوا لكي نصنع جيلاً جديداً.

IMG-20150423-WA0022

بعض المخرجين وليس جميعهم يغيّر في السيناريو …

مقاطعاً: ماذا؟ لأ، لا يحصل هذا الأمر معي. قد يطلب مني احياناً أن نلغي جملة لخدمة العمل اغيّر لكن شرط العودة الي، أنا منفتح ولست محدوداً. يتابع: عندما يدخل المخرج في عملية الاستهلاك  انتهى لا يعود اسمه مخرجاً يصبح مخرجاً منفذاً.

هل تابعت مسلسل ياسمينا؟

كلا، لكنني أقول على الرغم من كل ما كتب عن ياسمينا من سلبيات الا أنه أثبت أن الناس يحبون المسلسل اللبناني مهما كان نوعه، هذا من احدى ايجابياته.

هل سبق وتعاونت مع المخرج سمير حبشي؟

لأ، هو صديقي وأنا أحبه، ربما قد يحصل من تعاونٍ بيننا قريباً. يتوقف ثم يتابع: انا وسمير نختلف كثيراً بالنظرة الى المسلسلات هو من مدرسة روسية وانا اميركية علماً هو من المخرجين المهمين وهو مفكر وعميق.

هل تابعت “10 عبيد زغار؟

نعم، لا أنكر أن لدي أخطاء. لكن ما هي نوعيتها؟ الرموش طويلة ولباس فلان وحقيبة فلانة، كانوا يتحدثون عن أخطاء سخيفة.

البعض قال أنه وقع ضحية المقارنة بالنسخة القديمة.

فشروا، الصحافيون الذين كتبوا ..

ليس الصحافيين الذين قالوا ذلك انما من قلب الدراما والممثلون والمخرجون…

كل واحد لم يتسنى له العمل في “10 عبيد زغار” وكان يتمنى أن يكون له دوراً صغيراً حاول تشويهه. تعرض هذا المسلسل الى مؤامرة بوضع نجوم في وجهه لكن على الرغم من ذلك، بقي حديث الشارع. ربما تكون آغاتا كريستي أهم كاتبة على الكرة الارضية إلا انها لا تعجبني وأنا لم آخذ منها الا الفكرة لكن القصة هي قصتي أنا والتحولات الانسانية والنفسية وكل هذه الأمور ملكي أنا، لقد تجرأت وتناولت الناحية الانسانية تجاه الموت والضمير والفعل الجرمي وتهيؤآته، تطرقت الى كل هذه الامور فلماذا المقارنة بآغاتا كريستي. لا يوجد شيء منها للمقارنة بها، هل لاحظت أين يكمن الغباء والجهل.

  • قال لي احدهم: أتريد أن يكسر مسلسل “سولو الليل الحزين” الارض، قلت له نعم، أجاب:
  • افتعل أخطاء اخراجية وانتاجية وليكن الحوار أي كلام، تبدأ الناس بالتحدث عنه

 

لم يقارنوا العمل بآغاتا كريستي انما بالنسخة القديمة منه؟

يكفيني أنه كان حديث الشارع وخلق جدلاً، وصلني حقي. حالياً يعاد عرضه في مصر سنرى كيف ستكون النتيجة مع المصريين.

هل أعجبك آداء كارلوس عازار؟

أجل لهذا، طلبته ايضاً في “سولو الليل الحزين”.

لماذ الممثل اللبناني عندما يتقدم في العمر تتقلص أدواره في حين في الهوليوود كلما تقدّم في العمر ازداد أجره؟

بسبب ذهنية المنتج العربي الذي جعل من الدراما تجارة ولا يفكر فنياً، منذ 20 سنة الوجوه الفنية نفسها سيرين عبد النور ونادين الراسي وورد الخال ونادين نجيم في حين يجب اكتشاف مواهب جديدة.

أين أنت من السينما؟

حالياً لدي فيلم “عريس طلطميس” من نوع كوميدي فيه رسالة بنيت على فكرة الانصهار الوطني والتمسك بالوطن والحب الجميل الذي فقد ولم يعد موجوداً بخلطة كوميدية سيكون من بطولة بيار شمعون وفادي متري وسعد حمدان والشيف ريشار، على أن يكون المخرج مبدئياً ايلي برباري.

IMG-20150423-WA0021

وهل من أعمال درامية أخرى؟

قريباً، مسلسل “رصيف الغرباء” من 90  حلقة، من انتاج مروى غروب، يحكي عن قصة حب رائعة في مرحلة ما بين 1945 و1960 أنا لا أكتب الا عن لبنان والانسان اللبناني الذي فقدناه حيث الاخلاق والكرم والصداقة والاخوة، هذه هي حقيقة لبنان التي فقدت. على الرغم من كل هذا الفجور السياسي والمذهبي لكن في أعماق كل واحد منا ستجدين أنه يريد العودة الى الجذور والاصول. وهذه هي مهمتنا إعادة اللبناني الى أصوله. قصصي لا تشبه أي قصة اخرى. قال لي مرةً مروان حداد ربما يكون لها مثيلاً في الهند، قلت له لا يوجد مثيلاً لها في أي زاوية من أقطار العالم لانني أختار الفكرة الغريبة وأبني عليها، أنا لا أتحدث عن نفسي ربما هؤلاء الذين ينقلون أذكى مني فهم يكسبون اموالاً في حين أنا لا مال لدي، إلا إنني لا أتحمل كلمة “أنا عم بنقل” أو “اسرق”. ومسلسل “زيتونة” سيكون من انتاج طايع انتربرايز M&M  وهو مؤلف من 90 حلقة ايضاً. يتناول حقبة 1969، في هذا العمل يجب إدخال ممثلين من كل الجنسيات الذين كانوا يأتون الى لبنان لانني نقلت الواقع كما كان، هنا الخلطة منطقية. انا أكتب القصة يقبلها المنتج او يرفضها وانتهى الموضوع، نبقى أصدقاء، لكنني لست  Shoemaker ” سكّافاً” ولا أكتب قصة توصاية.

متى تنام؟

ضاحكاً: لا أنام والعشاء خبيزة.

من أفسد المجتمع اللبناني؟

السياسيون والحرب والدول.

77

سميرة اوشانا

(الهديل)

اقرأ الآن