عندما وصلت الى موقع تصوير مسلسل “أمير الليل” لم تفاجأ الكاتبة منى طايع لانها كانت قد قرأت رسالة وصلتها تعلمها بقدومي لمواكبة عملية تصوير المشاهد التي تجمع أمير الليل أي النجم رامي عياش مع الممثلة داليدا خليل التي فرحتها لا توصف “كما قالت” كونها تقوم ببطولة عمل من كتابة طايع وتلعب الى جانب نجم كبير فأعتبرت نفسها محظوظة.
منى طايع التي باتت نصوصها حلم غالبية الممثلين والممثلات، وكأنه ضمانة لنجاحهم. كانت جالسة خلف المونيتور حين دخلت، بادرتني بالقول:” بشرفك شوفي هالصورة شو حلوة، (صورة تجمع رامي عياش وداليدا خليل) اذا بدك فوتي هلا صوري.” تقوم وتسبقني لتعلم المخرج ايلي برباري عن رغبتي في دخول كواليس العمل.”
جلست الى جانبها خلف المونيتور لمراقبة اداء الممثلين وهي كونها ابنة الكار والحريصة على عملها بأدق التفاصيل، ليس بعيداً عنها ان تكون شديدة الملاحظة مع مراعاة صلاحية واستقلالية المخرج في ادارته للكاميرا فهي لا تتدخل في عمل الاخراج. وكان هذا الحديث مع الكاتبة التي تشهد في عينيها عمق معرفتها بكل الحقبات التي مر بها لبنان.
منى نحن بانتظار قصة اوريجينال وهذا ما اعتدنا ان نشاهده في عملك، ما هو الجديد الذي ستقدمينه في “أمير الليل”؟
بعد مسلسل “وأشرقت الشمس” أحببت دخول حقبة جديدة من تاريخ لبنان فترة الانتداب من خلال عدة قصص رومانسية، بعدة خلطات.
هل سيكون شبيهاً ل “وأشرقت الشمس”؟
كلا، ليس لدي عمل يشبه الآخر، ودائماً لدي روايات متوازية من هذه الناحية أشبه نفسي لكن القصص مختلفة. من خلال أمير الذي هو رامي عياش، يلعب دور رجلٍ ثري من أثرياء بيروت (دخلت فترة الاربعينات قصور بيروت) والتاريخ يعيد نفسه الفساد نفسه والعمالة نفسها كذلك رجال السياسة بطريقة تعاملهم مع القوي فيصبحون عملاء لهم كما يحصل اليوم حصل في التاريخ. لذا، أعالح هذه الناحية. أمير مع بعض الشخصيات السياسية هو الثائر فيدفع ثمن ثورته ضد الانتداب ويعيش قصة حب مع شقيقة زوجته المتوفاة.
هذه هي المرة الاولى التي تعملين مع نجم غناء.
كلا، سبق وعملت مع غسان صليبا.
غسان يختلف كان ممثلاً مسرحياً يختلف عن رامي عياش، كيف وجدته كممثل؟
رائع، وسيم جداً، حقيقي من ناحية الاحساس، رأيته في الفيديو كليب “مجنون” تعابير وجهه معبرة وقلت أنه مشروع ممثل كبير، وبقي في رأسي حتى كتبت “امير الليل”.
كيف وجدته في فيلم “بابارتزي”؟
هو مزيّن الفيلم، لكن في هذا المسلسل هو في مكانٍ آخر مختلف كلياً.
على اي شاشة سيعرض؟
يوجد عروض عديدة.
متى سيعرض ؟
بعد شهر رمضان. والعمل مؤلف من 60 حلقة.
كان مخرج العمل في بداية التصوير فادي حداد ، لماذا تغير؟
حبيبي فادي، كانت تجربتي معه جميلة جداً، وهو مبدع وكتلة احساس وخلّاق ومبدع جداً، أخرنا كثيراً لكن اسم الله عليه بسبب كثافة عروض العمل التي تنهال عليه لتصوير فيديو كليبات “ما الك قلب تقوليلو لأ،” الأمر الذي أخرنا كثيراً، أحياناً كنا نصور 4 أو 5 ايام خلال الشهر لأن فادي يكون مشغولاً، وصلنا الى مرحلة لم نعد نستطيع الانتظار، لذا، وبالتراضي لا يزال يطل على التصوير حتى أن هناك بعض المشاهد يحبها كثيراً في المسلسل سينفذها.
ما هي هذه المشاهد؟
مشاهد العرس.
ربما لأنها تشبه الفيديو كليب؟
لا علاقة لذلك، فادي فهم اللعبة الدرامية كثيراً وصور مشاهد جميلة جداً فيها صعوبة في التنفيذ وامكانية الابداع فيها متاحة، أحب أن يصورها، وايلي برباري لا مانع لديه بالعكس .
ألن يلاحظ المشاهد التغيير؟
هذا الأمر يحصل عالمياً في كل المسلسلات، كل حلقة تكون مع مخرج وخط معين، طبعاً مع الحفاظ على الروح نفسها لأن هناك خط معين والاثنان مبدعان ربما قد أحب مشهداً لفادي من ناحية ومشهد آخر لبرباري من ناحية أخرى.
برأيك، هل مخرج فيديو كليب يستطيع أن يكون مخرجاً للدراما والسينما؟
عندما يكون طالباً يدرس الاخراج ككل، بعد ذلك، يختار العروض الأنسب له لكن، اذا كان مبدعاً ولديه احساس لم لأ.
كيف وجدت الثنائي داليدا ورامي؟
رح “يشرقطو” اؤكد لك ذلك، أنت تثقين بكلامي، سيحلقان، ميس حمدان وبيتر سمعان (رح يشرقطو) .
أكثر من ايميه صياح ويوسف الخال؟
مثلهما، هما ايضاً PRO .
عدا هذا المسلسل، هل تحضرين لداليدا ورامي عملاً آخر؟
هناك مشروع سينما.
تسير السينما على ايقاعٍ سريع، ما هو رأيك بما يعرض؟
نعم، أحب هذه التجارب طبعاً، هناك تفاوت في المستويات، كما أحببت هجمة الناس لمشاهدة السينما. وتجربة (كتير كبير) كانت رائعة ومشجعة.
بعض المنتجين يقول أن الخلطة العربية ستنحصر لأنها لم تنجح، ما هو رأيك؟
لا تنجح عندما تكون الخلطة غير منطقية لكن في مسلسل “أمير الليل” هي مبررة، لأن مدينة بيروت يزورها العرب والاجانب، الفرنسيون والمصريون والسوريون أيضاً المطربون الكبار أم كلثوم وغيرها، هؤلاء الكبار جميعهم أتوا الى هنا وغنوا، انا وضعت شخصية مطربة مصرية تغني في لبنان معها جنرال من سوريا ايضاً تولد بينهما قصة حب، عندما يكون المنطق موجوداً لم لا، هناك تجارب كثيرة نجحت فيها “عشق النساء” مثلاً وروبي ايضاً نجح.
اي من الاعمال التي عرضت تابعت؟
للحقيقة لم أتابع، بسب ضيق الوقت كما ترين نبقى في التصوير الى وقتٍ متأخر من الليل. لكنني أحببت “قلبي دق” الذي عرض في رمضان السنة الماضية لانه simple ومهضوم وذكي نافس انتاجات كبيرة مع نجوم كبار وتفوق عليهم. كذلك “أحمد وكريستينا” وسام صليبا موهبة كان من المقرر أن يكون معي في هذا العمل لكن نحن تأخرنا حتى بدأنا وعرض عليه الدور في “احمد وكريستينا” فذهب الى هناك والعمل متكامل.
غير منى طايع، نص اي كاتب يعجبك؟ وتقولين عنه حلو؟
جميعهم، كلوديا مارشليان، طارق سويد، كارين رزق الله، الى الكبار طبعاً شكري أنيس فاحوري وطوني شمعون.
بصراحة لا أحد يفهم نصي أكثر مني
شاهدتك تجلسين خلف المونيتور؟
أنتم الصحافيون تعلمون ان ادارة الممثل هي من احدى شروطي ومعي حق، بصراحة لا أحد يفهم نصي أكثر مني.
لكن بعض المخرجين يتضايق ويعتبر أن هذا التصرف هو تدخل في شؤونهم، ويقول عندما يسلّم الكاتب نصه تنتهي مهمته. فما هو ردك؟
هذا شرطي في العمل، بالنتيجة أنا لا أتعدى على مجالهم، فأنا أحترم رؤيتهم الاخراجية، لكن لا أحد يمس نصي.
أفهم منك، أنك تجلسين خلف المونيتور لتتأكدي من أن الممثل يوصل فكرتك، صح؟
صح، “المخرج شو بدو يلحق”، يريد أن يراقب الصورة والكادر والاضاءة قد يستطيع فعل كل ذلك لكنني أنا مصرة على موقفي .
لم يكن لفادي أي اعتراض؟
لا أبداً.
هل سيغني رامي عياش في المسلسل؟
Générique والموسيقى التصويرية.
احياناً، نلاحظ أن الاغنية لا تلائم رواية المسلسل الى أي مدى أغنية رامي ستكون ملائمة للقصة؟
بتعقد سوف ترين.
ما هو رأيك بتعدد الكتّاب للعمل الواحد؟
لا مانع لدي اذا كان الانسجام قائماً بينهم واذا كان هناك من وحدة في العمل وخط معين ، لا مانع لدي لكن شخصياً “ما بعملها”.
انتهت الاستراحة، وعلا صوت المخرج للعودة الى تصوير المشاهد الباقية، وعادت منى لتأخذ مكانها خلف المونيتور.
سميرة اوشانا
(العربي الجديد)