YOUTUBE
Twitter
Facebook

DSC01271

أجرت المقابلة: سميرة اوشانا

 

لم يكن من المقرر أن التقي ذلك اليوم الكاتبة منى طايع، لكن الصدفة جمعتنا فتناولنا في حديثنا مسلسل “حبيبي اللدود” هل لاقى استحسان الجمهور؟ هل كانت راضية عن النتيجة؟ طايع التي  اعتبرت أن مسلسلها ظلم نتيجة برمجة خاطئة.  قالت في هذا اللقاء”:

ظلم  مسلسل “حبيبي اللدود” بسبب برمجة المحطة الخاطئة وغير السليمة، وأنا أعتبر أن تعب سنتين ذهب سدىً، وذلك من خلال الطريقة والتوقيت اللذان اعتمدا لعرضه، في حين  كانت المسلسلات التي تعرض على القنوات المنافسة قد وصلت بعرضها الى الحلقة العشرين، ما يعني أن المشاهد كان قد تعلق بالمسلسل الذي يتابعه، عدا عن ذلك، لم تؤمن له “البروباغندا” الكافية، فقد أعلن عن بدء عرضه  قبل أربعة ايامٍ فقط لا غير، الناس تفاجأت به، حتى أن بعضهم لم يعلم بتاريخ بدء عرضه.

من هنا،  اعتبرت طايع أن المسلسل ظلم، وتابعت تقول:”الى ذلك، إن تغيير توقيته أثّر سلباً على المتابعين، بعد أن كان قد تم الاعلان انه سيعرض يومي الخميس والجمعة، ثم عرض الاربعاء والخميس والجمعة ثم اصبح الاربعاء والخميس  ثم الخميس والجمعة، وفي يوم بث الخطاب الرئاسي لرئيس الجمهورية، لم يعلن”انه سيستثنى هذا اليوم ولن تبث الحلقة المقررة، بسبب الخطاب الرئاسي، هذا التلاعب بالتوقيت أثر على “الرايتنغ”،  حتى الممثلون المشاركون في العمل لم يعلموا أنه سيعرض ايضاً يوم السبت، مع الاشارة الى أن الجميع يعلم ان يومي الجمعة والسبت لا تعرض الدراما، لأن نسبة المشاهدة تتقلص، كذلك في فترة الاعياد لأن الناس تفضل السهر خارج المنزل في العطلة الاسبوعية.”

47683372_289255945050892_6987425772092784640_n

اول مرة يطرح موضوعاً بهذه الخطورة

 

برأيك لماذا لجأت المحطة الى هذه السياسة؟

بصراحة، لا أعرف ربما لانهم اعتبروا أن “ثورة الفلاحين” سيحظى برايتنغ عالٍ وتفاجأؤا بمسلسل “حنين الدم” على NTV الذي حصد على نسبة مشاهدة أعلى، الى وجود مسلسلين على الجديد، فرأوا من الجيد أن يحظوا حظوهم بعرض مسلسلين، في الواقع، لا أعرف ما هو السبب، لكن من المؤكد، حسب رأيي  أن قرارهم لم يكن صائباً لقد تسرعت  LBC وأخطأت. هل من المعقول، عمل بحجم مسلسل “حبيبي اللدود” اول مرة يطرح موضوعاً بهذه الخطورة، فيه إسقاطات اليوم على الحالة في لبنان،  بدءًا من كيف أن الشعب يتبع الزعيم “عل عميانة”، وكيف  يتحكم  الزعماء  بنا وبمصيرنا  و بالبلد؟  هذا المسلسل كان يجب تأمين البروباغندا له بشكلٍ أوسع، وأن يلقى الضوء عليه أكثر، هذا الموضوع اول مرة تتطرق اليه الدراما اللبنانية.

برأيك من كان ينافس “حبيبي اللدود” ؟

كان هناك عمل على الجديد  “حنين الدم” نافس كل المسلسلات، تفاجأت انه حظي بأعلى رايتنغ، وأعتقد هذا ما جعل LBC  تلجأ الى هذا القرار.

لو تشكلّت الحكومة…

 ليس “أم البنات” على ال MTV؟

لم يكن قد بدأ بعد، كان يعرض “كرما” قبله، كذلك “ام البنات” تأمنت له بروباغندا واسعة، كونه موسم الاعياد والموضوع جديد، لكن لا أعرف الى أي مدى نجح وما هو الرايتنغ الذي حصده، ليس لدي فكرة عن ذلك، لكن أحبته العالم، وبرأيي هذا المسلسل ايضاً ظلم، لأن لو انطلق مع بداية الموسم كان حظي بنسبة مشاهدة أعلى، لان “ثورة الفلاحين” كان قد سبق عرضه وكانت العالم تتابعه، كذلك “حنين الدم” الناس تتابعه منذ شهور، لكن طبعاً لم يظلم  كما ظلم “حبيبي اللدود”. كونه يتحدث عن الأعياد تأمنت له الدعاية أكثر من حبيبي اللدود الذي  يتحدث عن الحرب اللبنانية، والناس متعبة نفسياً، ما جعلهم يهربون قليلاً من موضوعه، يريدون عملاً مسلياً رومانسياً أكثر، لو تشكلت الحكومة ربما كانت الناس بنفسيةٍ مختلفة، كانوا تقبلوا المسلسل أكثر . فبعد مرور نصف المسلسل حتى بدأ المشاهدون يتعلقون به.

حسب علمنا، كان فيلماً سينمائياً؟

صح، كان فيلم سينما كتبته في الثمانينات، لكن، في السينما سبق وتداول هذا الموضوع كثيراً، أما في التلفزيون فلم يتداول من قبل في الدراما اللبنانية، لذا، أحببت أن أجعله تلفزيونياً.

العمل فرض نفسه على الرغم من تعرضه لهجومٍ غير المبرر

 عدا عن موضوع الرايتنغ؟ هل أنت راضية عن النتيجة، ان كان من آداء الممثلين او الاخراج؟

طبعاً، دائماً هناك جدلية، عن تفكيرٍ مسبق” اذا لم تكن بطلة العمل نجمة وتتمتع بشهرة لن تكون جيدة”، نحن اللبنانيون دائماً هكذا، “يعني اذا كانت وجها جديداً ليست جيدة”، لكن اذا جاء أحدهم وقال هذه الممثلة ممتازة على الفور نتبنى الرأي. في الواقع، لم يكن هناك من وجوه جديدة إلا شخص واحد، قيل أنني أسترخص وكل الوجوه جديدة، يسمحولي، بلغت تكاليف المسلسل مليون و300 الف ما يعني بلغت كلفة الحلقة ما بين 35 و 40 الف دولار، هناك مشاهد الحرب كل مشهد لوحده بلغ ال 10 وعشرين الف دولار. أحب أن أرد على هذه الاقاويل:” اولاً، منى طايع لا تسترخص، ثانياً، “طايع انتربرايسز” لا تسترخص، كل ما يلزمه العمل أنجز، الجنريك الذي هو من تأليف وغناء أهم الفنانين في لبنان مروان خوري، لماذا لم يعلق أحد على الاغنية، لأنها مصدر قوة.  دائماً يتحدثون عن نقاط الضعف لكنهم لا يذكرون نقاط القوة. “حبيبي اللدود” تعرض لهجومٍ غير مبرر، الإخراج كان جيد جداً، مشاهد الاكشن لم أشاهدها بأي عمل درامي لبناني او عربي من قبل، على النقاد أن يكونوا موضوعين، هل من المعقول انه ليس فيه أي شيءٍ ايجابي؟ هكذا تحدثوا بدايةً، لكن في النهاية العمل طرح نفسه فالتزموا الصمت، هذه الألسنة تعود وتسكت مع الوقت لأن  العمل يفرض نفسه.

اللافت في الجنريك انه يتضمن خطاباً بصوت القائد الالماني هتلر…

هتلر هو رمز للزعامة الذي قلبّ التاريخ وشكّل حالة، من دمارٍ وقتلٍ لملايين البشر كان شعبه يعتبره بطلاً، واتضح أنه كان من الكوارث التاريخية، ومن أكبر زعماء الاجرام في تاريخ العالم.

من كان صاحب الفكرة الفنان مروان؟

نعم، تداول فيها ربما شقيق مروان او مروان نفسه لا أذكر بصراحة مع المنتج اميل طايع (طايع انتربرايسز) وانا وجدتها منطقية، كنت أريد أن أضع تشي غيفارا وهتلر وموسوليني، لكن وجدنا أن ذلك سيأخذ مساحة في الجنريك على حساب  الممثلين لذا وضعنا هتلر فقط. رمز واحد يغنى عن كل الرموز.

هل منى طايع تعتمد  دائماً هذا الاسلوب تبدأ مهلاً ثم ترتفع صعوداً، لا ترمي كل شيء في الحلقات الاولى لكي تعلق الجمهور….

عذراً، في مسلسلي كل مشهد يبنى على المشهد الذي يليه، كل شخصية من اول اطلالتها يعرف تاريخها وحاضرها وكيف سيكون مستقبلها، لدي منطق في سرد الامور، من يعتبر ان مسلسلي يبدأ بطيئاً ثم يكبر انا ضد هذا التفكير، لانني أرمي “صح” “ما بعجق المواضيع” ، يعني اذا لدي 3 خطوط، الثلاثة تبدأ بالقوة نفسها، تبنى حجر فوق حجر، احداث كثيرة توالت، أظهرت من هم الزعماء ما هو الاجرام، ما هي المشكلة، كل ثنائي ما هي مشكلته، بداياتي صح، أبني صح ثم ابني طابقاً فوق طابق وحجراً فوق حجر.

هناك موضوعان اثارا حفيظة المشاهد منها الطلاق، وجهل حقيقة الزعيم، كأنك تشجعين على الطلاق؟

ليس تشجيعاً على الطلاق، انما هناك زواج فاشل، أليس من الافضل ان يغش أحدهم الآخر وأن يكون لكل واحدٍ صديق خارج الزواج؟ أحياناً الانسان قد يخطىء والزواج ليس حكماً مؤبداً، اذا كانا متفاهمين يكون الزواج ناجحاً  وجميل  ان يستمر، لكن عندما ينتهي الحب ولا يكون هناك من تفاهم بين الزوجين، من الأفضل أن تتجدد الحياة مع حبٍ جديد، انا لست ضد الطلاق اذا كان مدروساً عن تفاهم على أن يكون الاولاد محميين، أليس أفضل من المشاكل المستمرة داخل العائلة؟ أنا لا أشجع على الطلاق كما  لا يجب أن يكون الزواج على حساب المرأة ما يعني لا بأس يحق للرجل أن يفعل ما يشاء  لكن المرأة يجب أن تحافظ على بيتها  وتتحمل من أجل الاولاد ايضاً المرأة لها حياتها وهي حرة ألا تقبل بهذا الامر.

انت قصدت بهذا العمل وعي الشباب بعدم الالتحاق بالزعيم، لانه ليس دائماً على حق، لماذا في النهاية لم تجعلي العناصر يكتشفون حقيقة زعيمهم؟

مع الاسف، أليس هذا الواقع؟ انا عملت إسقاطاً على اليوم لا أعرف الى أي حزبٍ تنتمين، لكن، هل اتجرأ أن أقول لك أن زعيمك على خطأ، مستحيل، هذا البلد هكذا  للأسف.

لكن، الرفاق في الحزب يكونون اقرب الى بعضهم أكثر من الزعيم؟

حصلت تصفيات داخل الحزب الواحد في الحرب، من أجل مصالح الزعيم،  العسكري ينفذ الحزبي آوامر زعيمه رغماً عنه، ألا يقال “نفذ ثم اعترض” حتى لو  كان غير مقتنعٍ، أو تمنعه انسانيته، لكن الطاعة العمياء لزعيمٍ تجعلهم يعتقدون أن الزعيم لا يخطىء، اذا قال هذا الامر خطأ يعني غلط، كيف أقنع نوح بقتل صديقه؟ جعله يصدق اذا لم تصفيه ستحصل مجزرة في حين كانوا هم يخططون لوقوع هذه المجزرة.”

رأيك بالمسلسلات التي عرضت؟

أريد أن أنوه باخراج فيليب اسمر الرائع في “ثورة الفلاحين”، كل مشهد هو بمثابة لوحة،  العمل رائع اخراجياً.

هل من الممكن أن تتعاوني مجدداً مع فيليب اسمر؟

لأ، لان لدي شروط وفيليب لن يقبل بها، لذا بالاساس لن أدخل في هذه المتاهة، لكن لا يمنع أنه من أهم مخرجي العرب،  وانا معجبة به.

هل من جديد، ماذا تحضرين؟

أكتب

وشركة  الانتاج؟

لديها مشاريع عدة، منها حالياً مسلسل للكاتبة داليا حداد مبدئياً سيكون من اخراج جيسيكا طحطوح، لم نختار الممثلين بعد، ربما سنتعاون مع بعض الذين شاركو ا في حبيبي اللدود، بالاضافة الى ممثلين آخرين.

هنا أريد أن أنتهز الفرصة لأقول، رودريغ سليمان هو موهبة فذة لم يأخذ حتى الان فرصته كنجومية، هو يحب الادوار المركبة يقدم أعمالاً سينمائية ومسرحية لكنهما لا يشكلان نجومية،  العمل الدرامي هو الذي يؤمن نجومية للممثل، أنا أعتبر أنه يستحق أن يكون من النجوم القلائل الذي هو ممثل أي ممثل – نجم ، انشالله سيكون هناك تعاون قريب بيننا او بعمل من كتابتي او بعمل من انتاج شركة طايع انتربرايسز. اكثر دور نجّم فيه بصراحة، وحكي عنه كثيراً هو في مسلسل “واشرقت الشمس”.

الا تفكرين بالسينما؟

بصراحة، نعم، “حبيبي اللدود” لو عرض سينمائياً كان سيكون من بطولة رامي عياش وداليدا خليل، لكن أنا فضلت أن أقدمه “دراما” على الشاشة الصغيرة.

يورغو شلهوب ممثل فوق الطبيعة

 ما رأيك ببطل العمل يورغو شلهوب ؟

يورغو تخطى نفسه، هو ممثل رائع جسّد دوره باحساس فوق الطبيعة وهو من أهم الممثلين في لبنان لقد حمل الدور وأعطاه  البعد التراجيدي المليء بمآسٍ.

جوانا حداد تعرضت لانتقادات، ما هو ردك؟

هي من المواهب الخارقة، ظلمت مع  الاسف لان الناس لا تتقبل وجها جديداً يقدم دور البطولة، على الفور يدخلون على السلبية، الفتاة احساسها  وحضورها وتعابيرها رائعة، طبعاً هذه اول تجربة لها تحتاج الى تدريب بالنسبة الى ” لغة الجسد”  ” body language  ، لكن، كل هذا يأتي مع الخبرة، انا ابنة المسرح، اول عمل لي قدمته في “البركة” عندما اشاهده  حالياً، “أضرب على  رأسي” كيف أني مثلت هذا الدور، دائماً المواجهة مع الكاميرا وكل ما يتطلبه الدور والتقنية والاحاسيس  ليس سهلاً، حتى لو كانت مهنية، كان من الصعب تأدية هذا الدور، لذا أعتبر أنها أدت الدور بطريقةٍ جيدة، لديها مشكلة بطريقة تحركاتها والتنقل كانت خائفة لم استطع أن أحررها من هذه المشكلة، هذا الأمر يتطلب المزيد من التجارب وورش عمل لكن، في النهاية أنصفها المشاهدون، مع سياق الاحداث اعتادوا عليها لا سيما في المشاهد الدرامية التي أدتها كما يجب.

وعن النقد ورأيها بالصحافة قالت:بصراحة، لم أجد ناقداً على مستوى نصي، قلائل هم النقاد في لبنان، وسألت: من لديه الحق  بتقييم النص والبناء الدرامي وكيف تبنى الشخصية بالتفاصيل. ليس لدينا صحافي نقد الذي  يجب أن يكون متخصصاً في السيناريو والاخراج والتمثيل، يجب ان يحمل دكتوراه ليحق له بالنقد، ويقيّم العمل الدرامي، وهذا ليس موجوداً في لبنان.

 

49625893_10155707598656721_2079852421487525888_n

 

اقرأ الآن