YOUTUBE
Twitter
Facebook

IMG_4292

 

هذه هي المرة الاولى التي أجري فيها المقابلة بهذه الطريقة، في حرم الجامعة لكن ليس خلف المكتب ولا في كواليس المسرح بل في ملعب الجامعة سيراً على الأقدام، بمعنى آخر “تمشاية” بعفوية قال لي “أنا سعيد بهذه المقابلة لأنني أمارس الآن رياضة المشي من دون أن أقصد ذلك.”
تهيأ لي أنني بحضرة أستاذ جامعي يلقي محاضرة، حاولت اختصاره بكلمة لم استطع فهو مؤلف ومخرج وممثل ومسرحي وسينمائي ودرامي، هذا الانسان لا يختصر انه مجموعة من الشخصيات. على الرغم من تأثره بالمسرحيين السابقين في الزمن الجميل وفي الحقبة الذهبية من المسرح، إلا أنه حافظ على هويته الخاصة وهو ليس في ظل أحد. الموعد السنوي بات ثابتاً مع جمهوره الذي ينتظره سائلاً أي قضية سيتناول جورج خباز في هذا العمل. و ماذا “ورا الباب”؟
مع جورج خباز الذي لا يشبه أحداً في حوار لا يشبه أي حوارٍ آخر.

SBP_0357 (2)

غالباً ما نسمع أن جورج خباز هو الوحيد الذي يعمل مسرح، ما هو سر هذه الاستمرارية؟
لأ، لست الوحيد هناك تجارب مسرحية عديدة لكن اذا كنت تقصدين المسرح الموسمي الذي اعتدنا عليه في فترة ما قبل الحرب فترة النهضة المسرحية منذ عام 1965 الى 1975 المسرح الوطني من مسرح شوشو الى الأخوين الرحباني وزياد الرحباني وريمون جبارة حيث كانوا يعرضون مسرحية كل سنة، هذه الحالة التي شبه انقرضت في الحرب الا ان رواسبها بقيت، حاولت اعتمادها ونجحت معي. هؤلاء يسألون أو يتحدثون عن الاستمرارية، في لبنان يوجد مسرحيون أي تجارب مسرحية ولكن لا يوجد عجلة مسرحية، لنكن صريحين هناك مسرحيات تعرض مثل ” Venus”، مسرحية ” ايامك يا بطل” السنة الماضية عرضت “ع أرض الغجر” و”كعب عالي” و”مجنون يحكي” هذه الاعمال استقطبت اناساً، ولكن السؤال من يستطيع ان يعمل مسرحاً موسمياً هذه الفترة كما كانوا يفعلون في السابق؟

SBP_0385 (Copy)
يقول البعض أن مسرحيات جورج خباز متشابهة، ما هو ردك؟
هناك أناس يجهلون التمييز وهذا استخفاف بعقل الجمهور، لان لو كانت تشبه بعضها لما استمرت 11 سنة، الجمهور اللبناني ليس غبياً، يعرف من يستخف بعقله ومن يكرر نفسه يتخلى عنه المشاهد ليفتش عن غيره، كما هناك آخرون لا يميّزون بين التكرار والهوية، هنا اريد ان أعطيك مثلاً بسيطاً، عندما ننظر الى مسرحيات الأخوين رحباني نجد العناصر نفسها، حيث نجد فيروز (Diva ) وليم حسواني ( بدور شاويش)، أنطوان كرباج (الملك الدكتاتوري)، نصري شمس الدين (بدور المختار)، ايلي شويري وفيلمون وهبي (بدور سبع)، هل هذا تكرار أم هوية!؟ أكتشفنا أنه في الشكل هوية لمسرحهم لكن المضمون يختلف بين مسرحية وأخرى وهذا ما يحصل معي. لقد صنعت هوية بمعالم ظاهرة للمسرح الذي أقدمه ولكن يختلف في المضمون، والدليل على ذلك أن الجمهور يزيد ولا ينقص، فالتكرار يبعد الجمهور وبالتالي يذهب ليبحث عن جديد.

 

SBP_0639 (Copy)
عندما نشاهد جورج خباز نتذكر شارلي شابلن، دريد لحام بشخصية “غوار الطوشة” نبيه ابو الحسن وشوشو، هل تسعى بجمع شمل هذه الشخصيات إنعاش ذاكرة المشاهد من خلال مسرحياتك أو أنك متأثر بهذه الشخصيات؟
يجيب على الفور:”الاثنان معاً، لا أنكر أنني متأثر بهذه الشخصيات التي هي جزء من ذاكرتنا الفنية والانسانية والترفيهية لكنني اريد إنعاش ذاكرة المشاهد أيضاً وأنا اتقصد دائماً من خلال مسرحي تكريم هؤلاء مع الحفاظ على شخصيتي المستقلة، ومن ليس لديه ماضٍ ليس لديه مستقبل. لا تستطيعين القول أن جورج خباز ليس لديه هويته الخاصة ولكنها مستمدة من مجموعة تأثيرات، لقد تعلمت من الذين سبقونا بالاضافة الى الذين ذكرتهم، تأثرت أيضاً بالفنان زياد الرحباني وفؤاد المهندس وعادل امام ووودي ألن، طبعاً تأثرت بهم وإلا كيف نتثقف؟ حالياً هناك ملامح منهم ولكنني لست في ظل أحد وهم لا يشبهون بعضهم، القاسم المشترك الوحيد بينهم هو العمل الكوميدي الذي يحمل قضية ما وهذا ما أحاول أن أنجزه.

هل جمهور مسرح جورج خباز يتغيّر، ام أنه هو نفسه؟
الجمهور الذي اعتاد على مشاهدة أعمالي لا يزال وأنا فخور به لاننا على موعد سنوي معه، المسرح هو ملتقى ثقافي وترفيهي وتواصلي، ودور المسرح هو أن يكون مرآةً نرى من خلالها حسناتنا وسيئاتنا.
معنا في المسرحية هذه السنة مي سحاب جديدة وطلال جردي جديد قديم، صحيح لدي فريق عمل مؤلف من أشخاص كفوئين نستفيد من خبراتهم لكن لا يمنع من ادخال الدم الجديد الى الفريق لكن، الاساسي هو الخبرة.

SBP_0060 (Copy)بالنسبة لفيلم وينن….
يجيب قبل أن يسمع السؤال كاملاً: نال حتى الآن 5 جوائز عالمية: افضل فيلم في ايرلندا وأفضل سيناريو في السويد كما نال جائزة اللجنة الخاصة في الاسكندرية، كذلك، فازت ديامان أبو عبود بلقب أفضل ممثلة عن دورها في مهرجان المغرب ولا يزال يعرض في المهرجانات. أما فيلم “غدي” فنال حتى الآن 4 جوائز عالمية جائزة الجمهور في كوريا الجنوبية وفي مهرجان واشنطن وجائزة أفضل فيلم في مهرجان المانيا وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في روما واليوم (أي تاريخ اجراء المقابلة) هو يوم افتتاح المهرجان في سيوول في كوريا الذي يشارك فيه ايضاً، انه فيلم انساني والانسانيات لديها أجنحة تطير اينما كان ليست محصورة في بيئةٍ معينة.
السينما يعني اعلام اي السلطة الرابعة، هل استطعتم ان تغيّروا شيئاً من خلال “وينن”؟
وهل باستطاعة الاعلام أن يغيّر شيئاً، للأسف أحياناً هو ينجر مع التيارات السياسية ويساهم في تضخيم الحرب وليس إطفائها بل يشارك في بيع الحرب ويكون مستفيداً من ذلك، نحن بالتأكيد لم نستطع أن نغيّر لكن أردنا ان نقول لأهالي المفقودين أننا نشعر معكم وصلاتنا معكم واتمنى ان يكون هذا الفيلم بمثابة “بحصة التي تسند الخابية”.

SBP_0250 (Copy)
رأيناك في مسلسلات كوديدية ودرامية، هل أقنعك دورك في “القناع”؟
مبتسماً: أنا أعتبر نفسي أنني كنت مقنعاً جداً على الرغم من أن البعض انتقده، لكنني أعتقد أن الدور هو من أجمل الادوار التي لعبتها، وقد تلقيت تهاني من شخصيات مهمة، للحقيقة كنت سعيداً بهذا الدور وأفتخر به جداً. في الدراما، سبق نلت جوائز عدة ليس فقط محلية انما عالمية أيضاً كأفضل ممثل عن فيلم “تحت القصف” في نوتردان وفي “وهران” في الجزائر.
هل من دور معين لم تلعبه وأردت تجسيده؟
أحب التركيز على الوضع النفسي، لأن الدراما تستطيع أن تضيء على قصص نخجل البوح بها. كما تعلمين يعاني المجتمع كثيراً من الامراض النفسية والروحية والفكرية نتحدث عن القشور في حين يجب أن تتعمق أكثر في البعد الانساني.

 تستطيع الدراما أن تضيء على قصص نخجل البوح بها

ما هو رأيك بما يعرض حالياً؟
هنك اعمال جيدة واخرى “تعتير” وللأسف بعض التعتير يحظى بأعلى نسبة من المشاهدة Raiting.
ما هو رأيك بالخلطة الدرامية التي أصبحت رائجة؟
لست معها لكنها تبيع، لكن انتبهي أعجبتني الخلطة كثيراً في مسلسل “سنعود بعد قليل” سورية – لبنانية، لانها منطقية هناك عائلات كثيرة في لبنان يكون الوالد سورياً والام لبنانية أو العكس، هذا واقعي، لاننا بالنتيجة جيران عل الباب، لكن هناك خلطات غير منطقية وتتمتع بنسبة مشاهدة عالية وتبيع لا أعرف كيف.

IMG_4291
أحياناً المشاهد يتابع العمل وهو ينتقده ويشتمه..
متابعة التلفزيون امر سهل لكن في السينما والمسرح فالأمر مختلف، هناك تركيز وجهد لتكوني في حضرة المكان تتحضرين للذهاب لمشاهدة مسرحية أو فيلم سينمائي، يعني أنك تكرسين من وقتك ومالك في حين التلفزيون مجاني، هنا تكمن عظمة المسرح والسينما. لهذا، أنا ميّال أكثر لهذا القطاع. عدا عن ذلك، التلفزيون استهلاكي لدرجة انه بلا ذاكرة، ما يعني العمل الذي ينجح كثيراً تماماً مثل العمل الذي يفشل فشلاً ذريعاً مع الوقت ينسى. في حين، المسرح لديه ذاكرة طويلة الأمد والسينما تخلّد صاحبها. لا أزال حتى اليوم أشاهد فيلماً لشارلي شابلن وأتمتع به على الرغم من مرور 100 عام على انتاجه.

 التلفزيون بلا ذاكرة والسينما تخلّد صاحبها أما ذاكرة المسرح فطويلة الأمد

على صعيد السينما، كيف تجدها؟
ليس لدينا سينما لدينا سينمائيون، ولكن هذه القلة القليلة نسبياً هي جيدة وبرأيي لبنان هو رائد في السينما من ناحية النوعية ينافسه المغرب العربي كذلك السينما الايرانية مهمة جداً، لذا، أقولها بكل فخر لبنان هو الاول في نوعية السينما أما تسويقياً فمصر هي الاولى.
انتقال الانتاج السوري الى لبنان هل أثر سلباً أم ايجاباً؟
برأيي ايجاباً، تأذى المنتجون وهم يستحقون ذلك لانهم يسيئون الى الدراما اللبنانية.
كيف؟
بدءّا من المعاملة التي يعامل بها الممثل والدراما اللبنانية. انتبهي المنتجون وليس المحطات التلفزيونية فهذه الأخيرة من حقها الشرعي أن تثمن الحلقة حسب الاعلانات التي تستطيع أن توفرها، مع الاشارة لكي لا أعمم هناك قلة قليلة من المنتجين رائعين، أما الأغلبية لا تعامل الطاقم كله بطريقة لائقة من الممثل الى الكاتب الى المخرج لذا، هذه الخلطة يستفيد منها الممثل اللبناني كثيراً والمحطات التلفزيونية.

The Actors of the play (1)
هل يستفيد الممثل اللبناني في حين يتقدمه الممثل السوري في الاجر وفي تراتبية الاسم؟
لأ، أعطيك مثلاً مسلسل “لو” ابطاله عابد فهد ويوسف الخال ونادين نجيم. كذلك في “اتهام” ميريام فارس، النجم اللبناني هو نجم أول، “سنعود بعد قليل” 6 ابطال بين لبنانيين وسوريين. منذ 10 سنوات وحتى اليوم هناك تطور كبير في اجر الممثل اللبناني وانتشاره.
لماذا يتأفف البعض اذاً؟
لانهم يحبون “النق”، انا ممثل وأفتخر بذلك لأنني أعيش بكرامة وأنا سعيد بما اقوم به، تستطيعين ان تقولي أنني من القلائل الذين لا يتذمرون، بل العكس تماماً أنا أشكر ربي ليلاً ونهاراً.
ماذا ينقص الدراما اللبنانية برأيك؟
كتّاب ومواضيع من صلب المجتمع ومن وجع وهواجس الناس ومن البعد النفسي، بمعنى ينقصنا واقعية في التمثيل والمنطق.

IMG_4296

سميرة اوشانا

(الهديل)

 

اقرأ الآن