YOUTUBE
Twitter
Facebook

IMG-20160417-WA0138

خاص Magvisions

 

“حرام الجريدة تموت”،هناك علاقة حميمة بين الورق والقارئ غير موجودة على الصفحات الاكترونية، ولكن لكل مرحلة احكامها وهذا هو الواقع الذي نحن مقدمون عليه.”

هذا ما قاله الرسام الكاريكاتوريست ملحم عماد، خلال لقاء نظمته بالتنسيق مع ابنته الزميلة ندى، في منزله.

يقول ملحم عماد أنه كان يحب الراحل كميل شمعون فرسم صورته حين كان في الحادية عشرة من عمره، ألصقها على الحائط وكان سعيداً بها، الا أنه عاد يوماً ليتفاجأ أن الطلاء قد غطى رسمته فاختفت الصورة، وحزن كثيراً.

يتذكر أيضاً أنه كان يرسم تحت السرير خفيةً عن أهله الذين كانوا يعارضون فكرة امتهان هذه الموهبة التي ولدت معه الا أنه سافر الى مصر ثم ايطاليا الذي كان معجباً بفنونها وذلك لتنمية شغفه وهوايته التي أصبحت مهنة يعتاش منها.

في هذا اللقاء كانت العودة الى ذكريات الماضي وسردها والوقوف عند بعض محطاتها، مهمة غير سهلة، الا أنها أنجزت باتقان وبالتعاون مع ابنته الزميلة ندى.

أنا سعيدة بوجودي معك اليوم، هذا اللقاء سيكون  تاريخياً بالنسبة إلي. سنتكلم قليلا عن الكاريكاتور،الذي يعتبر الفن الساخر، وعن بداياتك، كيف بدأت وفي أي ظروف؟

دخلت مجال الرسم ليس عن دراسة بل كهواية ثم نميتها لتصبح بالتالي مهنة أعتاش منها، في الخمسينات كنت أرسم بواسطة الفحم والالوان الزيتية صوراً للقديسين والكنائس، ولكن قبل ذلك عملت في الزينكوغراف وكنت أنفذ كليشيهات كاريكاتور يحضرها الرسام ديران لمجلة “الدبور”  ومجلات أجنبية، فكنت اراقبه وهو يرسم. أول رسمة لي كانت غلاف كتاب “ورد وشوك” لشاعر الاغنية اللبنانية مارون كرم رحمه الله وأذكر أنه سألني حينها مازحاً: ” اين الورد وأين الشوك!”، وفي أواخر الخميسنات عملت في “دار الصياد” وأول رجل سياسي رسمته كان الرئيس الراحل رشيد كرامة، ثم عملت بعد ذلك، في جريدة “السياسة” و”بيروت المسا”، وفي جريدة “الحياة” (1962-1975) وسافرت الى مصر للدراسة بطلب من الراحل كامل مروّة ورسمت في “روز اليوسف” و”صباح الخير”.وسافرت بعدها الى ايطاليا لأطلع على فن الرسم والكاريكاتور بشكل خاص.

IMG-20160417-WA0131

لماذا اخترت ايطاليا؟

  • لأنها أم الفن والفنانين، أعجبت بالتماثيل المبدعة والرائعة التي توضع على المقابر، عندها، قررت أن أعطي لنفسي مهلة خمس سنوات لأصبح رسام كاريكاتور محترفاً، وهذا ما حصل، عملت في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية ومنها “البيرق” و”الدنيا” و”الجمهور الجديد” و”نداء الوطن” و”الشرق” و”الشمس” و”النضال” و”الديار” و”استراتيجيا” و”اللواء”، وعملت كذلك في مجلة “الكفاح العربي” ومجلة “سامر” للاطفال ومجلة “فـن” وفي جريدتي “الانباء الكويتية” و”الاخبار” الاردنية بدءاً من العام 1977 وصولا الى الثمانيات.

وعملت كذلك في تلفزيون ” المشرق” في التسعينات…

صحيح، قدمت كاريكاتوراً متحركاً ولكنني كنت أختصر الرسومات بثلاث او اربع عوضاً عن 18 رسمة للحركة الواحدة وذلك إختصاراً للوقت لأنني كنت أقدم “كاريكاتور يومي”.

أي كاريكاتور يأخذ حقه أكثر، على الورق أم على الشاشة؟

الاثنان، في التلفزيون يجب ان تعبري عن الفكرة التي تريدين إيصالها خلال 30 ثانية لتصل الى جميع المشاهدين بكل فئاتهم وثقافاتهم، أما على الورق فأنت تتوجهين الى القارئ الذي يسعى بنفسه الى مشاهدة الرسم ويكون متابعاً للاوضاع الآنيّة التي قد يتناولها الرسم، ولكن التلفزيون بدون شك أسرع لايصال الفكرة التي تريدين وأكثر انتشارا وشهرة.

كيف كان تأثير الشهرة عليك، هل شعرت بأنها ألقت على كاهلك مسؤوليات ما؟

الشهرة أمر عظيم، ولكنني لم أسع يوماً وراءها. أنا لم أقصر معها وأعطيتها كل ما تطلبته سواء في التلفزيون أم على الورق وغيره.

 

يجب أن يولد الانسان فناناً ليكون رسام كاريكاتور

 

قلت لي إنك دخلت المجال كهواية وليس عن دراسة، هل تكفي الموهبة لإمتهان هذا الفن الساخر؟

الموهبة هي الاساس، ثم تعمدين الى تنميتها وصقلها و”بتصير تكبر معك” وذلك بحسب قدراتك وعطائك وخيالك…يجب أن يولد الانسان فناناً ليكون رسام كاريكاتور.

ألم تواجهك عراقيل في بداياتك ؟

أنا بطبعي شخص مسالم، لهذا، لم تواجهني صعوبات أو عراقيل كبيرة.

IMG-20160417-WA0128

هل يستطيع الرسام أن يعتاش من خلال مهنته؟

حسب قدرات الشخص، إذا عمل في مؤسسة “بيصير قبضاي” ، وإذا استطاع إثبات نفسه من خلال رسوماته فهذا يدفع به الى التقدم وبالتالي تصبح الابواب أمامه مفتوحة بشكل أكبر على الصعيد المادي.

بدأت في سن صغير جداً. ماذا تتذكر عن تلك المرحلة؟

كانت أهم مرحلة في حياتي،  كنت لا أزال في عمر المراهقة وعوضاً عن اللهو واللعب توجهت الى تنمية موهبتي والعمل عليها. أذكر أنني كنت ارسم تحت السرير في الخفاء عن أهلي لأنهم كانوا يعارضون أن أمتهن الرسم، كذلك أتذكر، في العام 1950 وكان عمري 11 سنة حينها رسمت الرئيس الراحل كميل شمعون على ورقة ألصقتها الى الحائط وكنت سعيداً بها ومطمئن البال عليها لأعود يوماً الى البيت واتفاجأ بأن “الدهان” طرش البيت ودهن الرسمة، الأمر الذي أحزنني كثيراً.

IMG-20160417-WA0141

كنت تحب كميل شمعون؟

كنت أحب الجميع وكان الجميع يحبونني.

 

سياسيو الامس كانوا اهضم من سياسيي اليوم، كانوا يتقبلون النكتة والكاريكاتور مهما كان قاسياً أو لاذعاً…

 

من هي الشخصية الاطرف بين السياسيين في الماضي غير البعيد؟ مؤخرا اكثر من يعلقون عليه هو السياسي وليد جنبلاط.

كان وما زال يتمتع بشخصية متميزة وطريفة، في الستينات والسبعينات كان والده كمال جنبلاط من اطرف الشخصيات وكذلك الحاج حسين العويني ورشيد كرامة وبيار الجميل وريمون اده وسليمان فرنجية، اغلبية السياسيين كانت لديهم كراكتير، وكل منهم كان لديه ما يميزه عن غيره. سياسيو الامس كانوا اهضم من سياسيي اليوم، كانوا يتقبلون النكتة والكاريكاتور مهما كان قاسياً أو لاذعاً…

IMG-20160417-WA0123

 هل كانت لديك صداقات مع السياسيين؟

نعم طبعاً، ولكنها كانت صداقات عامة ، ولم أسع يوماً الى تعميق صداقتي مع احد منهم.

أنت من الرسامين القلائل الذين لم يتبعوا خطاً سياسياً واحداً، وعملت في عدة صحف لكل منها سياستها المختلفة عن الاخرى.

كنت احترم كل وسيلة اعلامية اعمل فيها ، ولكنني لم أكن تابعاً لأحد ، عشت طوال عمري حراً حتى بفكري, عشت حراً وسأموت حراً.

IMG-20160417-WA0122

أخبرني عن صداقات المهنة، من كان الأقرب اليك؟

كلهم كانوا اصدقائي، المهنة بالاجمال تفرض علينا زملاء معينين، أقربهم بالنسبة إلي كان جان مشعلاني رحمه الله.

اليوم اصبح للراحل محمود كحيل جائزة سنوية تمنح سنوياً لـرسام كاريكاتور مميز…

برافو، هذا أمر جميل، محمود كان صديقي وكنت أحبه كثيراً، كنا نعمل سوياً في “الدايلي ستار” وغيرها واستمرت صداقتنا لسنوات.

يوم وفاة بيار صادق رسمت كاريكاتور كتبت فيه “مات صادق من لبنان”!

أحزنني رحيله كثيراً وفعلا مات صادق في لبنان…

بين الأمس واليوم ما الذي تغيّر في هذه المهنة؟

بفضل التكنولوجيا، اليوم تطورت الامور يجب ان يكون الرسام مجتهداً ومهنياً، فالكاريكاتور اليوم اصبح مهنة أكثر مما هو فن قائم بحد ذاته.

IMG-20160417-WA0139

برأيك، هل هذه المهنة تتجه نحو الانقراض؟

  • لا ، بل العكس تماماً، فهي تنمو اكثر وتتطور وستبقى الى الابد، ولكن ربما هناك تراجع من الناحية المادية يتابع:” رسمت اغلفة كتب كثيرة أولها كتاب “ورد وشوك” لشاعر الاغنية الراحل مارون كرم، وكذلك رسمت أفيشات أفلام مثل “الصعاليك” وغيره، ورسمت أيضاً رسومات فيلم “ناجي العلي” الذي أدى بطولته الممثل نور الشريف. الى ذلك، أعدت رسم رسوماته كي لا تستهلك في الفيلم. ناجي العلي  كان صاحب قضية التي أوصلته، وبسببها اشتهر كثيراً وقُتل.

رسمت في مجلة سامر للاطفال، هل هناك معايير خاصة تعتمدها عند الرسم للاطفال؟

كنت أرسم المجلة كلها تقريباً، كان حسني البورظان يكتب سيناريو لقصص ومغامرات وأحولها أنا من خلال ريشتي الى قصص مصوّرة. ليس هناك من صعوبة في الرسم للاطفال وطبعاً هناك معايير معينة يجب الحفاظ عليها لأن الاطفال يتأثرون بما يرونه.

ويا ريت ندى تكمل مسيرتي

لديك 6 اولاد، ربيع ووليد ووسام وندى ورندة ورانيا، هل يملك أحدهم موهبة الرسم الكاريكاتوري؟

نعم، ولكنهم لم يسعوا إلى تنميتها..

ابنتك الزميلة ندى عماد خليل سارت على خطاك في مجال الصحافة، هل فضلت لو أنها اعتمدت الرسم الكاريكاتوري، لا سيما أن الانسان بالاجمال يحب ان تستمر موهبته من خلال أقرب الناس إليه؟

يا ليتها تفعل. أكيد أتمنى ذلك.

IMG_6871

لنتحدث قليلاً عن الكتب التي أصدرتها؟

هي ثلاثة كتب. الاول حمل عنوان  “خطوط من المعركة” سنة67، وكاريكاتور ملحم عماد سنة77، و”الحلم الذاتي” سنة 93، كما صدر لي في العام 2009 كتيب لمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري تضمن الرسومات التي عرضت في معرض في ساحة البرج في العام 2005.

IMG-20160417-WA0142

ريع “خطوط من المعركة” حولته من أجل نكبة فلسطين، تأثرت بالقضية الفلسطينية؟

انا رسمته من أجل النكبة وليس بقصد استثماره ماديا، ًوطبعاً تأثرت وما زلت متأثراً بالقضية الفلسطينية من الناحية الانسانية والوطنية…

نشرت رسوماتك في صحف ومجلات عالمية نقلا عن جريدة الحياة”، وشاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية، ماذا استفدت من خلالها؟

استفدت من معرض واحد فقط، أما المعارض الاخرى فاستفاد منها من قصدها من محبي هذا الفن لمشاهدة رسوماتي.

IMG_6869

تستوحي رسوماتك من الاحداث السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية؟

كل الاحداث تكون متصلة ومترابطة ببعضها البعض بشكل أو بأخر.

مؤخراً، نُشر كاريكاتور في جريدة الشرق الاوسط أدى الى ردود فعل سلبية، (صوّر العلم اللبناني على أنه كذبة اول نيسان)، ومنذ فترة أثار كاريكاتور في صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية بلبلة كبيرة، ما هو رأيك بأن تثير رسمة ما ضجة أو تؤدي الى أزمة؟

هذا الامر قد يكون في بعض الاحيان مفتعلاً لهدف إثارة البلبة أو ابتكار أزمة سياسية، لكن، لا يجوز أن تتعرض الصحيفة الى تحطيم محتواياتها يجب أن يكون التعبير عن رد الفعل بطريقة حضارية.

IMG-20160417-WA0130

على من تقع المسؤولية في هذه الحال، على الرسام أم المؤسسة التي يعمل فيها؟

تقع على المؤسسة وعلى قدرتها على احتمال هذا الرسم أم لا.

هل الصحيفة هي التي تفرض على الرسام ما يرسمه؟

  • لا، الرسام يرسم وصاحب المؤسسة يقرر نشر الرسمة أو لا، من ناحيتي لا ارسم أي رسمة ممكن أن تثير حزازيات طائفية أو مذهبية.

كنت حراً وسأموت حراً

  • IMG_6867

الى اي مدى انت جريء في التعبير عن رأيك من خلال رسوماتك، وهل تعرضت يوماً الى تهديدات معينة أو سجنت بسبب كاريكاتور؟

  • لا لم أسجن أبداً، ونعم تعرضت الى تهديدات غير مباشرة أو الى تهجم إذا جاز التعبير، كأن يُكتب أو يقال: “انت تتخطى حدودك” ولكنني يوماً لم أخف من شيء وكل كاريكاتور يحمل اسمي أنا مسؤول عنه.
  • IMG-20160422-WA0012

قدمت رسمة للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي…

نعم، قصدته انا ورئيس بلدية الحازمية جان أسمر وهنأناه بمناسبة إطلاق اسمه على شارع في الحازمية وقدمت له رسمة بهذه المناسبة.

ميشيل سيسون شكرتني

 نلت بطاقة شكر من الوزيرة الاميركية ميشيل سيسون  ! حدثنا عن هذا الأمر.

حين كان ميشال عون وميشال سليمان مرشحين لرئاسة الجمهورية، رسمت كاريكاتوراً في جريدة الكفاح العربي، يسأل فيه الرئيس بوش اللبنانين أي ميشال من الثلاثة يريدونه رئيسا للجمهورية وطبعا قصدت عون وسليمان وسيسون، كون اسمها ميشيل، فأرسلت لي وبصفتها الشخصية كتاب تهنئة وشكر على الرسمة.

IMG-20160417-WA0129

ما هو رأيك بالتوجه الى اقفال الجرائد الورقية والتحول الى الجرائد الالكترونية؟

“حرام الجريدة تموت”،هناك علاقة حميمة بين الورق والقارئ غير موجودة على الصفحات الاكترونية، ولكن لكل مرحلة احكامها وهذا هو الواقع الذي نحن مقدمون عليه.

IMG-20160417-WA0133

مع زوجته ميراي فرحات

IMG-20160417-WA0135

IMG-20160417-WA0126

IMG-20160417-WA0140

IMG-20160417-WA0137

IMG-20160417-WA0143

سميرة اوشانا

اقرأ الآن