YOUTUBE
Twitter
Facebook

أكّد عضو لجنة خبراء مشروع سدّ بسري خبير الزلازل التركي الدكتور مصطفى إرديك أن دراسات خبراء الزلازل الأتراك أظهرت أن الزلزال الذي ضرب مدينة سيفريس في مقاطعة إيلازيج الشرقية في تركيا في 24 كانون الثاني الفائت، وبلغت قوته 6.7 درجات، لا يعود إطلاقاً إلى وجود سدّ كراكايا على بعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب الفالق المتصدع حيث حصل هذا الزلزال، رغم كون هذا السدّ أعلى بمرتين وذا سعة تخزينية أكبر بـ 76 مرة من سدّ بسري اللبناني، مكرراً التطمينات بأن “سدّ بسري لا يستطيع هو الآخر تالياً ان يكون سببًا لأي زلزال”، خلافًا لما يتخوف منه عدد من المعترضين على المشروع. 

وكتب إرديك في مقال عن زلزال سيفريس أن خبراء الزلازل “قدّروا ذروة تسارع الجاذبية الافقي (Peak Ground Acceleration – PGA) لهذا الزلزال في موقع السدّ بنحو 22%. كذلك اشار الخبراء الى ان فترة المعاودة (return period) لمثل هذا الزلزال تتراوح ما بين 100 و150 سنة، وهم يدركون أيضًا أن هذا الفالق (المعروف بإسم قسم هازار- سينيك من فالق منطقة شرق الاناضول)، هو فالق ناشط بمعدل انزلاق (slip rate) يبلغ  سنتيمترًا واحدًا في السنة (إجمالي انزلاق الفالق المرتبط بهذا الزلزال بلغ حوالي المتر)، وأن الزلزال الكبير الأخير على هذا الفالق نفسه كان في العام 1875”.

وأضاف إرديك في مقاله: “وفقًا للتقييمات الأولية، لم يتبين حدوث أي أضرار في جسم السدّ والمنشآت المرتبطة به. كذلك لم تسجل أية انهيارات أرضية حول البحيرة، مع الإشارة إلى أن جزءًا من هذه البحيرة (وهو ضيق) يمتد مباشرةً فوق موقع الفالق حيث حصل الزلزال”.

وذكّر إرديك بأن “سـدّ كراكايا بُني عام 1987، وهو عبارة عن ســـدّ متقوس من الباطون الخرســاني المسلح (reinforced concrete arch dam)، يبلغ ارتفاعه 158 مترًا (173 مترًا من الأساسات) وطوله 462 مترًا، اما إجمالي سعة خزانه فهو 9.500 مليون متر مكعب”. وتابع: “مقارنة بسدّ بسري الجاري تنفيذه حاليًا في لبنان، يُعَدُّ سدّ كراكايا، لكونه من هيكل خرساني صلب، اكثر عرضة للضرر الذي قد يتنج عن الزلازل، من سد بسري الركامي الصخري، بينما يبلغ ارتفاع سد كراكايا أكثر من ضعف ارتفاع سدّ بسري، وقدرة التخزين فيه 76 مرة قدرة التخزين في سدّ بسري”.

ونقل إرديك عن خبراء الزلازل في تركيا أن “لا مؤشرات إلى ان هذا الزلزال يمكن ان يكون قد تسبب به سدّ كراكايا، وهو ما قد يظنّه البعض انطلاقًا من نظرية ان السدود والبحيرات قد تولّد الزلازل (Reservoir Triggered Earthquake -RTE )، كذلك لم يتم التعبير عن أي تكهنات حول هذه المسألة”.

وتابع إرديك: “من شأن هذه الوقائع أن تلفت انتباه أي شخص متابع لقضية مشروع سدّ بسري في لبنان، وتوضح الحقيقة العلمية التي تدحض مزاعم المعترضين على سدّ بسري أنه عرضة لمخاطر كبيرة من جراء الزلازل، أو يمكنه بحدّ ذاته أن يولد هذه الزلازل”.

وأضاف: “يمكن لأي باحث، أو حتى متابع مهتمّ، ان يطلع على الدراسات المعدة بهذا الشأن والتي نشرها مجلس الانماء والاعمار، ليلاحظ بسهولة ما يأتي:  تم تصميم سدّ بسري وفقاً لمعيار التقييم الاقصى لمخاطر الزلازل (Safety Evaluation Earthquake – SEE)، المرتبط بفترة معاودة (return period) تبلغ 1000 الى 1500 سنة، والذي ينتج عن حراك طبقات الارض المتوقع بنتيجة حدوث زلزال بقوة سبع درجات على فالق روم الذي يبعد حولي الكيلومترين عن الموقع. وتبلغ ذروة تسارع الجاذبية الافقي (Peak Ground Acceleration – PGA) في هذه الحالة 76%، مع الاشارة الى ان التصميم يضمن في هذه الحالة ثبات السدّ (عدم الانهيار) ومعايير السلامة العامة وعدم تفلت المياه منه بشكل غير خاضع للتحكم. كذلك تم تصميم سدّ بسري بطريقة تضمن استمرارية عمله بشكل كامل وفقاً لمعايير مخاطر الزلازل على المستوى التشغيلي (OperatingBasisEarthquake-OBE)، المرتبطة بفترة معاودة بنحو 144 سنة وبتسارع للجاذبية الافقي بنسبة 21%”.

وأشار إرديك إلى ان “معايير الزلازل المعتمدة في تصميم سدّ بسري (القوة وتسارع الجاذبية الافقي وقرب المسافة من الفالق الناشط وفترة المعاودة)، هي معايير شديدة للغاية. وفي الواقع، فإن سدّ كراكايا، مثله مثل المئات من السدود الكبيرة التي بنيت في تركيا وغيرها من البلدان، بقيت وتبقى صامدة بوجه الزلازل نظرًا إلى أن تصميم وتنفيذ هذه السدود ارتكز على أفضل السبل الهندسية الحديثة”.

وخلص إرديك إلى أن “لا سبيل للقول إن سدّ كراكايا هو الذي تسبب بزلزال سيفريس، كما أكد الخبراء. ويعود ذلك لواقعة ان آخر زلزال كبير على فالق سيفريس (بقوة 6.7 درجات) كان في العام 1875 وان فترة المعاودة لهذا الزلزال هي نحو 100-150 سنة، مما يعني بوضوح ان سدّ كراكايا (الأعلى بمرتين من سدّ بسري والأكبر في التخزين بـ 76 مرة)، المنجز قبل 33 عاماً، لا يمكنه التأثير خلال هذه الفترة لناحية التسبب بالزلازل، وبالتالي لا يستطيع سدّ بسري، هو الآخر، ان يكون سببًا لأي زلزال”.

اقرأ الآن