YOUTUBE
Twitter
Facebook

هم ليسوا هؤلاء الذين ينافسون الغواني في العلب السوداء … هم ليسوا هؤلاء الذين ينتفضون على تقاليد المجتمع وقوانينه فيصنفون بالشواذ… هم ليسوا هؤلاء الذين ينتمون الى جمعية تحلم بحقوق المثليي الجنسية…هم مختلفون عنهم كلياً…
الطب يعرفّ عنهم، بأنهم مرضى transexe أو التحول الجنسي transgender، وهو مرض من أمراض اضطرابات الهوية التي تصيب الرجال والسيدات على السواء، وواجب معالجته كأي مرض يقتضي اجراء عمليةٍ لاستئصال الورم الخبيث من العقل، النفس والجسد. حتى يشعر المريض أنه في حالته الصحيحة بعد اجراء عمليةٍ ليست بالسهلة إن اجتماعياً كانت أوقانونياً، إلا أن المريض يشفى من مرضه، بعد أن يكون قد عاش في جسدٍ يعتبره غريباً عنه، وكان يرتدي ثوباً ليس ثوبه. فيعيش عندها سلامه المنشود، ويكون بذلك قد حلّت كل المشاكل التي كان يعاني منها.
في هذا الصدد ماذا يقول الطب؟ ما هي نظرة القانون لهذه الحالة؟ هل يتقبلهم المجتمع أم هم مضطرون لاخفاء حقيقتهم؟ ومريض أتى من كندا لاجراء هذه العملية حيث رأى أنه شفي من مرضه بعد 25 سنة من عذاب ومعاناة، وعدنا بأن يتحدث عن تجربته بكل جرأة لكنه عاد عن قراره، مبرهناً بذلك أن الصحافة هي حقاً السلطة الرابعة خاف من مواجهتها، فأخفى وجهه عنها وعن المجتمع الذي تحداه بقيامه بهذه العملية. أما الحالم الآخر بعملية التصحيح التي ينوي اجراءها قريباً بدوره، لم يكن أكثر جرأةً من الأول الذي تصالح مع جسده الجديد، new body، فقد وعدنا بلقاء في مقهى في الأشرفية، لكنه لم يأت، ولأنني ألتزم بكلمتي في المجالس بالأمانات واحتراماً لمهنتي سأتحفظ عن ذكر اسمائهما كما وعدتهما، عل الرغم من الجرأة الكاذبة التي يدعونها. لن أذكر اسميهما في الاعلام، لأنهما يخافونه، هم يدّعون أنهم ليسوا مرضى، انما تبيّن العكس، هم يعرفون جيداً أنهم على خطأ وهم على خلاف مع الطبيعة، لذا يخافون الاعلام، قبل أن يطلبوا من المجتمع أن يتفهم مشكلتهم عليهم أن يتقبلوا هم أنفسهم ويتحدثوا علناً وليس همساً.

Ricoh Company Ltd.

 

الدكتور أنطوان عيد الجراح في عمليات التجميل والترميم يقول عن هذا الموضوع:” غالباً ما يحصل لغط في البرامج التلفزيونية عندما يتناولون هذا الموضوع فيخلطون الامور ببعضها، من لديه مشاكل هرمونية أو فيزيولوجية تؤدي الى تشوه في الشكل الخارجي، لكن في موضوعنا اليوم أي ال transexuel، ليس لدينا مشكلة فيزيولوجية ابداً، لا بل الشكل الخارجي للمريض ملائم لهويته القانونية، لكن عنده مشاكل جينية – كيميائية، عملياً هو مرض. ومجموعة أسباب أدت الى هذا المرض، لذا كما ذكرنا فيزيولوجياً لا نرى فيه اي مشكلة في الأعضاء التناسلية لكن عملياً يوجد مشكلة في جسمه، والطب الحديث لم يستطع حتى الآن الوصول الى الوصف الدقيق للمرض. كما أمراض عديدة ، 90% من الذين يعانون من ضغط الدم وأوجاع الرأس، يجهلون سبب مرضهم، كذلك في موضوعنا اليوم، السبب لا يزال مجهولاً، ومن لديه هذه العوارض لا يستطيع أن يعيش في حياته كحياة الجنس الذي ولد به، إذ يشعر أن هذا الجسد ليس جسده، خلقه الله بجسم ليس له، يعاني من عوارض عديدة لا يستطيع أن يعيش ولا يستطيع أن يكون مرتاحاً في حياته وعندما نفتش عن السبب لا نجده ظاهرياً.”

يعني هل نستطيع أن نعتبر أن هذا المرض هو نفسي- جنسي؟
” لأ، عندما نقول نفسي، لا تسمى الحالة transexuel ومن شروط العملية ألا يكون المريض نفسياً.”
قبل اجراء العملية عندما يشعر أن هذا الجسم ليس جسمه الصحيح…؟
مقاطعاً:” نعم لكن هذا ليس مرضاً نفسياً.”
ألا يشعره هذا الأمر بالكآبة؟
´صح، لا يكون مرتاحاً نفسياً لأنه يلبس شكلاً ليس له، والمجتمع لا يتقبله، لهذا هو قد يعاني من مشاكل نفسية اذا أثبت الطب أنه يعاني من مرضٍ نفسي لا نصنفه من فئة ال transexuel ،عملياً هم قلائل ويشكل وجودهم نسبة 1 على 50,000 في المجتمع فقط.”

في أي مرحلةٍ من العمر يشعر المريض أن هناك شيئاً خطأ في جسمه، ليفكر باجراء هذه العملية؟
“تبدأ العوارض باكراً حتى أحياناً قبل عمر الخمس سنوات، يجهل الأمور الجنسية والحياتية، لكنه لا يتقبل نفسه، مثلاً أن ترتدي الفتاة كما يرتدي الصبية ويلعب معهم، أو أن يرتدي الصبي فستاناً ويفرح بلعبة للفتيات، مع الاشارة الى أن هذا الأمر ليس لديه اي علاقة بنمط التربية، ممكن اذا تربى الولد بطريقةٍ خاطئة قد يصبح شاذاً جنسياً، لكن لا يكون transexuel ، اذاً المشكلة أكبر من التربية، الأسباب موجودة بحد ذاتها في جسمه هو.”

نفهم أنه ليس من الضروري أن يكون الصبي الذي يفرح بألعاب الفتيات مريض transexuel ؟
“لأ، أبداً، لكن من الخطأ أن يعيش الاولاد حياة الجنس الآخر، هذا ممكن أن يؤدي الى انحراف جنسي، الا أنه لا يصل به الأمر الى transexuel ، لهذا أنا لا أشجع أن يربي الأهل أولادهم الذكر كالفتيات أو الفتيات كالصبية.”

متى يؤخذ القرار باجراء العملية؟
“حلمهم أن يجروا العملية، أن يغيّروا جنسهم كي يعيشوا بتوازن ايجابي مع جسمهم ومع المجتمع لأنهم يعتبرون أنفسهم بالشكل الذي ولدوا به خطأ لذا لا يكونوا سعداء، وهم على حق في هذا الاحساس، وأي أقلية في المجتمع لا تكون مرتاحة، المجتمع بأكمله لا يرتاح، لذا أنا أعتبر اذا كان هناك من عدم اكتراث لأمر هذه الأقلية غير السعيدة في المجتمع ، هذا الأمر غير مقبول، بل يجب العكس تماماً، علينا أن نستمع الى رأيهم.”

هل هذا القرار يعود الى الطبيب؟
“اذا قرر الطبيب الاختصاصي بعد الكشف على المرض، وأجرى تشخيصاً صحيحاً وتبيّن له أنه transexuel أي (تشوه بالهوية الجنسية) عندها يكون الحل باجراء العملية، أحياناً تزداد فيها نسبة العوارض واحياناً أخرى تخف. كما أنها تختلف لدى شخص عن الآخر، ومن يرى أن مجتمعه يرفضه ولا يتقبل حالته يسافر ويجري العملية ويعيش في الخارج من دون أي مشاكل.”

حدثنا قليلاً عن العملية كيف يتم اجراؤها، ذكرت أنه يشعر عن عمرٍ مبكر لننطلق من هنا؟
“نعم التفاصيل الصغيرة تبدأ من هنا، تبدأ العوارض تظهر أحياناً على وتيرة مرتفعة لتعود وتنخفض أحياناً أخرى، لكن عند البلوغ لا يعود الأمر محتملاً وذلك بدءًا من العمر 13 فيصبح من الصعب تحمل أوزار حالته، فينزوي في المنزل واذا كان هناك ضغط من الأهل، تضاف الى حالته مشكلة نفسية، لأن الأهل لا يهتمون بوضعه بشكل سليم، لذا، يشعر أن الحياة عنده غير صحيحة، مسكر كل شي بوجهه. بالنسبة لاجراء العملية نحن نصحح هوية المريض الجنسية، ولا نحوّل، هذا خطأ لفظي يؤدي الى سوء تفاهم في المجتمع فيأخذ موقفاً معادياً ضد العملية، في كلمة “التحويل” يفهم وكأن الطب يتحدّى الخالق، بينما التعبير الصحيح هو “تصحيح الجنس” على الرغم من أن الشكل يكون ملائماً للهوية لكن طبياً هذه الهوية ليست لهذا الجسد.، لذا نحن نعطيها الجنس الصحيح للهوية التي يستطيع المريض أن يعيش بها. أما بالنسبة عن كيفية اجراء العملية، من جسد امرأة الى رجل، يتم ذلك باستئصال الثدي، وترميم ثدي ذكوري، ثم استئصال الرحم والمبيض واعادة ترميم العضو التناسلي بالاضافة الى زرع خصيتين اصطناعيتين ( للشكل فقط).”

ولدى ممارسته العلاقة الجنسية، هل يشعر بالاحساس الذي يشعر به أي رجل ليس لديه هذه المشكلة؟
” 90% من الاحساس آتٍ من الدماغ، العضو ليس من البلاستيك، انما من الجسم يتم ترميمه، له عدة تقنيات حسب الحالة، شكله طبيعي لا بل أحياناً أفضل من الطبيعي. أما عملية تصحيح رجل الى امرأة، فوضعه أسهل، وعدد العمليات أقل، وفيزيولوجياً تكون النتيجة أجمل، نبدأ بتكبير الصدر، يليها استصال الخصيتين وترميم البظر مع الاعصاب، تحضيراً لوضع المهبل، طبعاً تكاوين الوجه تتغيّر بدورها.”

لكن لن يكون هناك حمل اذا ما تزوجت؟
” أكيد لا حمل، غالباً ما يتبنون ولداً.”

هل يتقبلهم المجتمع بعد اجراء العملية؟
“هؤلاء الناس يحبون أن يعيشوا في سكينة، على رواء، لا يحبون الاختلاط كثيراً، علماً أن المجتمع أحياناً يستغلهم، فمنهم من يلجأ الى ممارسة الدعارة بعد العملية.”

هل تصيب هذه الحالة المتزوجين، يشعرون فجأةً أنهم يريدون اجراء العملية؟
” يشعرون قبل الزواج، لكن بما أن في المجتمعات الشرقية يتزوجون باكراً، يعتبرون أنهم بهذه الطريقة يهربون من المشكلة، وهذا ما حصل مع امرأة كانت لديها هذه الحالة، تزوجت وأنجبت لكن بعد أن تفاقمت المشكلة وصلت الى مرحلة اجراء العملية، لتصبح فيما بعد رجلاً، لكنني أعود وأذكر أن النسبة ليست مرتفعة، حالة واحدة من بين 50,000 حالة.”

في لبنان كم حالة مريض مماثلة رأيت في لبنان؟
” تقريبا اكثر من 50 حالة ، منهم سبق ان أجريت لهم العملية، ومنهم لا يزالون صغاراً، ومن جنسيات مختلفة.”

هل أجريت لهم العملية؟
” الأغلبية نعم.”
بعد اجراء العملية، هل هذا المريض بحاجة الى متابعة طبية؟
” متابعة طبية كلا، انما متابعة اجتماعية، لانهم يريدون أن يعتمدوا على أنفسهم من الناحية الاقتصادية، على المجتمع أن يتقبلهم كي لا يدفع بهم الى ممارسة الدعارة لكسب معيشتهم. اذاً، هنا تكمن المشكلة من يكون رجلا ويصبح امرأة بعد العملية اذا لم يجد عملاً، ماذا يفعل!؟ قد يستغلونهم لأمور أخرى نتيجة الضغط النفسي، لذا، من هنا أقول على الأهل أن يتقبلوا ويتفهموا مشكلة ولدهم ويعطونه الرعاية المتوجبة عليهم، وبالتالي يتقبلهم المجتمع، أما بالنسبة للمرأة التي تكون قد أصبحت رجلاً، منهم من يعملون في الموسيقى، ومنهم من يفتح محلاً للخضار أو أي عملٍ آخر.”

ما هو رأي الدين في هذه العملية، ألا يعتبر أن هذا الأمر هو من “المحرمات”؟
” كلا، اذا كان الموضوع مرضياً، كثيرون يهتمون بأخذ رأي رجل الدين في هذا الموضوع، وغالباً ما يكون جوابه ، “اذا كان الموضوع طبياً ليس هناك من مشكلة”، نحن دائماً في بحثٍ عن المعرفة، ومتى وصلنا الى المعرفة نكون قد تعرفنا الى الله، الله ليس ضد تجميل الوجه اذا كان مشوهاً، كذلك الله ليس ضد التحسين والتصحيح.”

المشكلة في لبنان قانونية

هل بعض مواقف علماء الدين يقف حاجزاً أمام التطور الطبي، وبالتالي حل لمشاكل أمراض مماثلة؟
“كل واحد يريد أن يحافظ انطلاقاً من موقعه، على أمورٍ اساسية وهذا ليس خطأ، والدين لا يعادي الطب انما يسير بخطٍ متوازٍ له، في ايران مسموح اجراء هذه العملية، الشيعة ليسوا متشددين، بينما المسيحيون والسنة هم أكثر تشدداً في هذه الأمور، لذا الموضوع نسبية، ولكن عندما تصلين الى العلم تجدين الموافقة لدى الجميع.” ثم يضيف:” المشكلة في لبنان ليست مع الموقف الديني، انما تكمن في القانون، لا يوجد حتى اليوم قانون يعطي جنسية لهؤلاء الناس بسهولة، هنا تكمن الصعوبة نضطر لأن نعطي تقريراً يفيد أنهم يعانون من مشكلة شكر بكر ويجب تصويب الحالة، بينما حلمي هو غير هذا، أنا أتمنى أن يعترفوا بهذه المشكلة المرضية، فيتم تشكيل لجنة لديها خبرة في المرض، لتنظم تقريراً يفيد أنه يعاني من مرض اسمه ( التشوه في الهوية الجنسية) ويعطونهم بالتالي الجنسية حسب وضعهم الحقيقي، لكي يتسنى للقاضي البت بالقضية بطريقةٍ منصفة، ليس هناك قانون في لبنان يلحظ مشكلتهم، انما تقام محكمة واجراء جلسات تحقيق، ليس هناك قانون عام للجميع، انما تعتبر كل حالة لها وضع خاص فيدرسونها كلاً على حدة، وعندما يعود القاضي الى القانون لا يجد شيئاً عن هذه الحالة، الأطباء وحدهم يفهمونها لذا يطلب من الطبيب اعطاء تقرير يفيد أن المريض يعاني من مرض اسمه تشويه في الهوية الجنسية… مثلاً في الصين عندما يبرز المريض أوراقه تفيد بانه مصاب بهذا المرض يأخذ الجنسية حتى قبل القيام بالعملية التصحيحية لوضعه. كذلك الأمر في بعض الدول الاخرى.”

في نهاية اللقاء ما هي كلمتك الأخيرة في هذا الموضوع؟
“لا نستطيع أن نعيش في مجتمع فيه غبن، من مفهوم الديمقراطية الانسانية أن يتفهم كل شخص وكل فرد حتى لو كانوا أقلية، لا يجب أن نتخلى عنهم، هؤلاء لديهم أوجاعهم وعلينا أن نتفهم الآمهم، اذا كان الأهل يشاهدون ولدهم يعاني طوال عشرين سنة ولا يتقبلون هذا الأمر، الانسان متشبث برأيه، من منطلق اذا كان لدي صبي كيف أجعل منه فتاة (شو هالخسارة) الأهل يفكرون بهذه الطريقة، لديه مرض ويرفضون العلاج للحفاظ على ماء الوجه، هنا تكمن المشكلة لانها تقتل الولد والأهل. تصوري في الماضي كانوا يعتبرونهم معتوهين يعانون من مرضٍ نفسي، حالياً نوعاً ما تغيّرت نظرة المجتمع إذ بدأ يتقبل الفكرة وأصبح أكثر واقعياً.”

المحامية
لحساسية هذا الموضوع وأهميته، كان لا بد من مراجعة الرأي القانوني لتوضيح بعض النقاط التي غالباً ما يسألون عنها، فكانت العودة الى المحامية زينة روكس تنوري المجازة في القانون الكنسي والمحاضرة في مركز التحضير للزواج في مطرانية زحلة المارونية ضرورية :

عملية transexe أو التحول الجنسي transgender، هو مرض من أمراض اضطرابات الهوية التي تصيب الرجال والسيدات على السواء. هل القانون يلحظ هذه الحالة المرضية في المجتمع؟ أو تطرق اليها؟
“مع الأسف الشديد لم يصدر حتى تاريخه اي قانون يتعلق بهذا الموضوع، وإن غياب النص القانوني من شأنه عرقلة معالجة هذه المسألة لدى المؤسسات والمراجع المختصة وبخاصة دوائر الاحوال الشخصية، إضافة الى الإشكالات الحاصلة لدى شركات التأمين الصحي التي ترفض تغطية تكاليف هذه الحالات المرضية والعمليات الجراحية الناشئة عنها.”

بعد اجراء العملية وتحويل الجنس من ذكر الى أنثى أو العكس، يتوجب على المريض تصحيح التعريف الجنسي على الهوية. ما هي العراقيل التي تواجهه؟
“كما ذكرت آنفاً إن غياب النص القانوني يضع المريض أمام إشكال قانوني لجهة تسوية وضعه لدى دوائر النفوس المختصة، بحيث يجد نفسه ملزماً لمراجعة قاضي الأحوال الشخصية بغية الإستحصال على قرار قضائي يقضي بإجراء تصحيح الجنس على بطاقة الهوية. ولمعالجة هذه المشكلة يضطر القاضي المختص الى التدقيق في كل حالة بمفردها لكي يتحقق من ضرورة وصحة التقارير الطبية المبرزة قبل إصدار اي قرار وإحالته الى دوائر النفوس لإجراء المقتضى القانوني الواجب وتسليم صاحب العلاقة بطاقة هوية جديدة ومصححة.”

هل يتوجب اجراء محاكمة، لاعطائه الهوية الصحيحة؟
“تفادياً لحصول اي خطأ قانوني أو تعسفاً في هذا المجال، يتم تحويل الطلبات الواردة بهذا الخصوص الى قاضي الأحوال الشخصية أو الى لجنة قانونية خاصة لدراسة كل طلب على حدة والتحقق من قانونيته ومن صحة الوثائق والمستندات المرفقة به، قبل منح الهوية الصحيحة.”

في الدول الاوروبية، يتم تصحيح الهوية قبل اجراء العملية، بينما في لبنان لا يتم ذلك الا بعد اجراء العملية مع تقرير مرفق من الطبيب يؤكد اجراء العملية وتصحيح هوية الشخص. ما هو تعليقك؟
“لا يجوز من الناحية القانونية منح الهوية الجديدة قبل إجراء العملية برأيي، وذلك لعدة أسباب ومبررات: كحالة تعذر العملية الجراحية لاحقاً وبالتالي بقاء الشخص على جنسه السابق، أو إمكانية فشل العملية الجراحية وتعذر تحويل الجنس، تعرّض المريض لأسباب قاهرة أو مفاجئة تمنعه من الخضوع لعملية جراحية … ففي هذه الحالات نصبح أمام وضع قانوني خاطىء كان المريض بالغنى عنه فيما لو خضع للعملية الجراحية وتأكد من نجاحها قبل حصوله على هوية جديدة جرى فيها تصحيح الجنس الذي تعذّر تصحيحه بالفعل والواقع.”

هل برأيك القانوني والاجتماعي، ترين أن سهولة اجراء الأمر يؤدي بالمجتمع الى مزيد من التدهور الاخلاقي؟
“من الناحية الإجتماعية: إن إباحة اجراء العمليات الجراحية لتحويل الجنس بشكل مطلق ودون توفر السبب الجدي يؤدي حتماً الى اختلال واعتلال في العلاقات الإجتماعية، باعتبار أن التغيير المفاجىء للجنس يعرّض صاحبه الى رفض شخصيته الجديدة من قبل الآخرين الذين اعتادوا التعامل معه وفقاً لجنسه السابق. وهذا الرفض قد يخلق في نفسه أزمة نفسية تجعله انعزالياً حاقداً، مع الإشارة الى بعض حالات الإنتحار الناتجة عن هذا الوضع الشاذ الذي لم يستطع المجتمع التأقلم معه .

أما من الناحية القانونية: فلا يمكننا التطرق بالتفصيل في لبنان الى هذا الموضوع لعدم وجود النصوص القانونية كما سبق بيانه. أما في سائر البلدان التي أصدرت قوانين خاصة في هذا الإطار فتجدر الإشارة الى أن سهولة الموافقة على التحويل الجنسي من قبل السلطات والمراجع المختصة قد سببت تدهوراً أخلاقياً – إجتماعياً فادحاً خصوصاً في حال عدم توفر الأسباب الجدية والمبررات الطبية التي تستوجب هذا التحويل . أما في الحالات الضرورية فنجد أن التصحيح الجنسي هو الحل الأفضل للأشخاص الذين يعانون من اختلاط وتنوّع جنسهم والذين لا سبيل لهم إلا الخضوع لعملية جراحية تحدد مسار وضعهم الجنسي بشكل واضح وموحد لكي يتمكنوا من متابعة حياتهم بشكل طبيعي. مع الإشارة والتنويه أخيراً الى أن الهدف الأسمى للتطور الطبي هو إيجاد الحلول السليمة للأمراض والعلل.”

ناقوس الخطر يدق

في جولةً ميدانية على بعض المرابع الليلية التي تشهد ويا للأسف اقبالاً كثيفاً لمن هم خارجين عن المألوف، والمنتفضين على قانون الحياة، بشكل تظاهرةٍ منظمة، طبعاً منعنا من الدخول والتصوير، الا أننا اجرينا حديثاً مع بعض المسؤولين عن هذه المرابع فكانت لديهم تساؤلات وصرخة ارادوا اطلاقها من خلالنا، أحدهم قال:” الحق على الدولة، ما في دولة، ظاهرة ال gays الى تزايد ويجب أن تعالج، المجتمع الى تدهور أخلاقي، أصبحت هذه الظاهرة احدى أسباب السياحة في لبنان، اذا كان ممنوع دخول المظاهر غير المألوفة عبر الحدود، نسأل كيف يعبر هؤلاء الى لبنان؟ هؤلاء المقبلون من الخليج والذين يساهمون في إفساد اولادنا والجيل الجديد، إن كان براً أو جواً، الخليج يستغل الفقر لدى الشبان في لبنان، ان الشبان المتحولين ينافسون الفتيات الطبيعيات، في بعض الملاهي الليلية حتى أنك لا تستطيعين تمييزهم عن الفتيات، ترين مقابل كل 20 فتاة طبيعية، 40 شابٍ متحوّل.”
سألته عن أعمار رواد هذه الأماكن أجاب:” بدءًا من سن 18 الى 60 سنة، البطالة هي من أهم اسباب تفشي هذه الظاهرة، برأيي هم الفاشلون في المجتمع، أو أنهم من الذين يعانون من عقد نفسية تراكمت لديهم منذ طفولتهم فنتج عن ذلك هذا الانحراف، منهم من تعرض للاغتصاب، ومنهم من يعاني من فقرٍ مدقع وهذا ما سبب لديهم نوعاً من اليأس، لذا يلجأوون الى امتهان هذا النوع الرخيص من العمل، فيكثف نشاطهم في موسم السياحة الآتية من الخليج.” ثم يضيف أحدهم ليقول “يعود السبب الحقيقي الى التربية،” وسألته ماذا كنت ستفعل لو أن ولدك كان مثلهم يجيب من دون تردد وعلى الفور، ” أقتله.”

وصرخة أخرى موجعة أطلقها أحد العاملين على أمن ال Pub الذي قال: “أنا أعمل هنا كأمن كي أؤمن مدخولاً اضافياً الا أنني اصل الى البيت مشمئزاً بما تراه عيناي وأسمعه من أحاديث… ربما من تورط لا يستطيع أن يستقيم، إلا أنه يجب اطلاق صفارة الانذار للجيل المقبل كي لا يتورط بدوره هو ايضاً. منهم من يفكر أنه يريد أن يجرب لكنه متى دخل الى هذا العالم لا يعود باستطاعته الخروج منه والعودة الى ما كان عليه، فحذار من الوقوع في التجربة.”

في نهاية هذا التحقيق أريد أن أؤكد أن حالة هؤلاء الذين يجرون العملية وهم أقلية، تختلف كلياً عن حالة ال gays وهم أكثرية. لذا على المجتمع بكل مكوناته أن يتحمل المسؤولية، يبحث عن الأسباب ويتحرك لمعالجتها وليس عليه أن يقف متفرجاً على ما يحصل وكأن نهاية الكون اقتربت.
سميرة اوشانا
(مجلة المروج)

اقرأ الآن