YOUTUBE
Twitter
Facebook

ها نحن وصلنا إلى زمن الكورونا، وقد قطعنا أشوطاً من الأزمنة المتزامنة في مراحل شتى، ومررنا بها بإرادتنا او عدمها فهناك زمن الفن والعز  والسياحة والمجد والإستقلال والمزاحمة والترأس والسياسة والمقايضة والمحاصصة والنفط  والأنانية والسلطة والثورة والشح والجوع حتى وصلت الينا ما يسمى بالكورونا  وكأنه لا ينقصنا سواها.. 
كيف لا وهذه المدمرّة نفسياً قد قتلت العديد من النوابغ قبل بلوغ أهدافها الأساسية وقبل ان تداهم ضعاف النفوس والعقول والبنية الصلبة او حتى ان تصل بتدميرها الى صانعيها.  


قد لا تتطابق كل مواصفاتها على من ظهرت عليه عوارضها فحسب، فقد نكون محصنين ظاهرياً لا منطقياً، غير ان الفيروسات المتفشية بنا قاتلة اكثر منها بل وأقوى وأخطر ضرراً، لأننا آثرنا الإنجرار وراء الإستهتار والمبالغة في الجهل والتشبث في الرأي والتخلف وعدم تقبل الفكر الآخر وإنعدام المسؤولية او رميها في ملاعب الأخرين، حتى اصبحنا هالكين فارغي القلب والقالب ليقضي علينا اي وباء غريب، ممروضين بتفكيرنا يسحقنا اي داء ونحن بعقلنا نملك أثمن دواء.     


إسرافنا في التلكؤ أدى بنا الى تضخيم الأزمات ووعينا الى  محاصرتها غير ان إنتقال عدوى الحروب اصبح مجازاً في ساحاتنا حتى اصبحنا  مهلوعين وغير ملمين  بكيفية التعاطي مع الكوارث، فأصبنا بعدوى الذعر والهلوسة والحيرة واصبحت حياتنا كيومنا هذا فارغة من قاطنيها من روادها كالمقاهي والملاهي والمسارح  ودور السينما حتى دور العبادة، لم نعد كما عهدنا أانفسنا في بلدنا الحبيب في سابق عصره الجميل وزمانه وتاريخه الأصيل وقد ألم بجميع المصائب والويلات من كل حدبٍ وصوب وعظم مقامات الكوارث واستوعب كل فخامات الآفات و زعامات العاهات.
فهل تعيدنا الكورونا الى عصر الجاهلية او تعيدنا الى رشدنا لتيقظنا وتنجينا من حضرة كابوسنا العظيم وتعيد لبناننا المعظم لنا؟
او ليس لك ايها اللبناني غير التوكل وقل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ….

رندة دمشقية

اقرأ الآن