YOUTUBE
Twitter
Facebook

sam1

ما نجهله أكثر بكثير من الذي نعرفه، والكون محاط بألغاز أثارت تساؤلات الصحافي سمير فرحات الذي يبحث عن خفايا هذا الكون، ليدمن على البحث لمعرفة حقيقة الظواهر الغريبة التي نشهدها، حتى باتت لديه هواجس متعلقة بطبيعة الحياة والموت وبكل ما يتعلق بالماورئيات والأمور المتعلقة بالسحر وبالجن الذين  البسوهم هالة مغايرة للحقيقة، وكأنه أراد لنفسه أن ينقذ المضللين من خداع بعض المشعوذين الذين ينسبون اعمالهم الخادعة الى قوى خارقة.

في استوديو تلفزيون ال MBC في سن الفيل فيما كان سمير فرحات ينسق مع فريق اعداد برنامج “كلام نواعم” لاعطاء التعليمات الأخيرة قبل التسجيل، توقف لتسجيل هذه المقابلة التي سبق واتقفنا عليها، اثر توقيعه لمجموعة كتبه في معرض بيال، فكان اللقاء متشعباً.

 تناولت في خلال برنامجك الاعلامي الذي كان يعرض على شاشة التلفزيون، مواضيع الماورائيات، هل حصلت على الأجوبة عن تساؤلاتك؟ أم أن الغموض لا يزال يلف هذه المسائل، ولم تجد أجوبة ترضيك كانسانٍ واقعي؟

 يجيب بكل جدية ودقة في الكلام:” أكيد هناك ألغاز كثيرة في هذا الكون تثير تساؤلات الانسان، ونحن محاطون بأمور نجهلها أكثر من التي نعرفها، إن كان عن طبيعة الحياة أو الظواهر الغريبة وبعض الأمور المتعلقة بالتاريخ والعلم والفضاء. ولكن، ما يفرق الشخص عن الآخر، هو أن هناك أناساً تشغلهم المواضيع المحيطة بهم، وهناك آخرين يغرقون في حياتهم اليومية، وتكون همومهم مقتصرة على الامور اليومية المتعلقة بالجسد من مأكل ومشرب وعمل. وأنا منذ مدةٍ طويلة، كانت لدي هذه الهواجس المتعلقة بطبيعة الحياة والموت، بدأت اهتماماتي بالأمور النفسية ثم انتقلت الى أمور الماورائيات، يعني بعض الظواهر الغريبة والمعتقدات التي يؤمن بها الناس، لذا، حاولت أن أجد أجوبة عن هذه التساؤلات من خلال مطالعاتي ومن خلال بعض الأشخاص الذين التقيت بهم. ومن هنا تكونت فكرة برنامج “خفايا”، الذي بحثت فيه عن أجوبة على بعض الأمور، التي قد تقنعني أنا على الأقل ، لكنها ربما لا تقنع غيري. أشعر أنه يوجد أمور كثيرة يفسرها الناس على غير واقعيتها كبعض الظواهر المتعلقة بالسحر والأرواح والجن، يوجد أمور كثيرة يعطيها الناس هالة غير ما هي على حقيقتها،  فيؤخذون بالغش والخداع  كما ا يحصل لدى بعض المشعوذين الذين ينسبون هذه الامور الى قوى خارقة وهي بحقيقتها مجرد خداع.

يعني برأيك، ليس هناك لا أرواح ولا سحرة؟

دعيني أوضح امراً. قسم من الظواهر الغريبة يمكن تفسيرها بالخداع والتدجيل، وقسم آخر لا نجد له جواباً. أما عن وجود الأرواح، فهذا الأمر يعود الى ايمان الشخص ذاته. اذا كان مؤمناً بالتعاليم السماوية وبالحياة بعد الموت، فطبيعة ايمانه تفرض وجود الروح، لأن الروح هي التي تواصل الحياة بعد الموت، وليس الجسد الفاني. الى اليوم الروح ليس خاضعاً لا للاختبار ولا للبرهان العلمي، بل للايمان. أما ما يمكن أن يكون خاضعاً، لبعض تفسيرات العلم، فهو الاتصال بالروح الذي يدّعيه بعض الأشخاص وبعض السحرة.

 العقل الذي لا يسكت بسهولة … مشكلة

2007-2

هل الانسان يستطيع أن يتصل بالارواح ويستحضر الموتى؟ هل الانسان يستطيع أن يتصل بالجن؟

برأيي لا يستطيع ذلك، لسبب أعتبره بديهياً جداً. اذا كنا نعتبر ان عالم الأرواح هو عالم أسمى من العالم الارضي، فمن الطبيعي الا تكون للانسان بجسده المحسوس والفاني، سلطة على الروح الموجودة في عالم أسمى من هذا العالم. هذا لجهة منطق الأمور، اما بالنسبة الى العلم، فلم يتم الى اليوم البرهان عن مثل هذا النوع من التواصل. وحتى لجهة الدين، ليس هناك أي دين سماوي، يقول إن الإنسان يستطيع أن يتواصل مع عالم الروح. إذاً، من الناحيتين هذا الأمر غير موجود. ولكن هناك أناساً يستغلون المعتقد الذي يقول بوجود امكانية التواصل مع الأرواح من دون أي برهان علمي، للتأثير على الناس والإيحاء لهم بقدرة ما يمتلكونها، وهؤلاء هم بغالبيتهم ممن  يتعاطون في مجال  السحر.

خلاصة، سيبقى العالم لغزاً لنا  لكن لا حدود لتفكير الانسان، وأسئلته لا تنتهي  ولا يستطيع أن يسكت القلق الذي في داخله، والعقل يعمل باستمرار ولا يهدأ .وهذا قد يولد أحياناً مشكلة في حياتك، فحتى الايمان يصبح مطروحاً للبحث. أعطانا  الله العقل الذي لا يسكت بسهولة.

كيف تحب أن أسميك كاتباً أم صحافياً؟

لدي تجربة واسعة في المجالين. ففي مجال الكتابة صدر لي حتى  الآن 16 كتاباً تنوعت بين الشعر والرواية والبحث الديني والاجتماعي والماورائيات والظواهر الغريبة وغيرها. كذلك، في الاعلام، تجربتي كبيرة ايضاً.

متى بدأت الكتابة ؟

أول اصدار لي كان “من الكهف الى العراء”  منذ 16 سنة تقريباً، وكنت بعمر 29  سنة، وهو بحث اجتماعي، يطرح انشطار الانسان بين النزعة المادية والنزعة الروحانية، حيث تتحكم المبادىء المادية بالمجتمع وتوصله الى عدم معرفته السعادة الحقيقية لان كل ما يملكه لا يعطيه السعادة فيشعر أنها موجودة في مكانٍ آخر، ويظل في بحث مستمر عنها. لذا أردت أن أتحدث عن هذا النزاع وأرسم درباً قريباً أكثر للوصول اليها عبر البحث الداخلي والامتلاك الداخلي وليس الامتلاك الخارجي والمادي. هذا كان أول اصداراتي، ومن ثمّ انطلقت نحو الشعر، بعد ذلك كانت رواية “الملح الفاسد” ثم “سجن الفراشة” ثم ديوان ” سفر الحواس” ، وكتاب ” هذا العالم لا يكفي” ، وهو حوارية مع المطران جورج خضر. واخيراً أصدرت مجموعة من القصص القصيرة بعنوان ” تحت قبعة الساحر”.

IMG_0042

لديك شغف بالكتابة؟

أحب الكتابة كثيراً، انها الأمر الوحيد الذي أستطيع أن اسيطر عليه في حياتي. العمل الذي نؤديه زائل، هذا هو العمل الوحيد الذي يولِّد رضى نفسي لك ولاولادك. ليس من الضروري أن يكون له تأثير كبير، المهم ان يقوم الانسان بواجباته. أن يعمل ما يحب القيام به، هذا هو المهم.

حدثنا عن آخر اصداراتك؟

سلسلة خفايا وهي مؤلفة من 8 أجزاء من الحجم الصغير، الهدف منها أن تصل الى أكبر شريحة ممكنة للقراء، واعطاء ثقافة عامة وتوضيحات علمية عن بعض المواضيع التي تشكل ألغازاً، وعلامات استفهام في حياتنا، بعضها يرتدي طابعاً ما ورائياً أو خرافياً، وبعضها الآخر علمي له وجه من الغرابة. الرابط بين هذه الاجزاء الثمانية هو الغرابة بمختلف أنواعها ومستوياتها. وهدفها واحد وهو تبسيط الشروحات العلمية واعطاء بعض الايضاحات لإزالة اللباس الخرافي أو لباس المعتقدات الخاطئة عن بعض المواضيع. وهذه المجموعة صادرة عن مكتبة أنطوان – Hachette  وموجودة في كل المكتبات.

برنامج “كلام نواعم” حدثنا عنه قليلاً؟

يصنف برنامج ” كلام نواعم”  من ضمن البرامج الاجتماعية المنوعة، يبث على شاشة MBC  كل يوم أحد، الساعة العاشرة بتوقيت لبنان، الثامنة GMT، برنامج اجتماعي مدته ساعة تقدمه 4 مذيعات كل واحدة من دولة عربية، رانيا برغوت من لبنان، فرح بسيسو من فلسطين، هبة جمال من السعودية وفوزية سلامة من مصر، وكل واحدة من عمر مختلف وبخلفية ثقافية مختلفة. برنامج اجتماعي يطرح خصوصاً قضايا المرأة، ويلتقي فنانين ليحاورهم في حياتهم الخاصة. طابعه جدي، وملتزم بالقضايا الاجتماعية الجادة، يصل الى شرائح  عدة، بما فيها فئة الشباب. أشرف على اعداد هذا البرنامج، منذ بدايته أي منذ 8 سنوات،  وتخطت حلقاته الى اليوم 300 حلقة، وهو يعتبر من أكثر البرامج متابعةً في العالم العربي.

لا يوجد حرية اعلامية مطلقة في أي بلد

هل يتمتع لبنان بالحرية  الاعلامية؟

لا توجد حرية مطلقة في أي بلد. في لبنان هناك حرية اعلامية ، والدليل على ذلك، ان كل واحد يكتب ما يريد، لكن هناك نمطاً من الممارسة الاعلامية المنحرفة في بلدنا، حين يكتب الصحافي اخباراً كاذبة أو مغلوطة لأنه تابع لجهة او لأخرى، أو لانه يقبض أموالاً من احدى الجهات. هذا تشويه للرسالة الاعلامية وهو يعود لحرية أو لضمير الصحافي نفسه أو الوسيلة نفسها. ومع ذلك أعتبر أن هناك حرية اعلامية  كافية في لبنان.

أنت لا تؤمن بالأبراج، ولا بعلم الفلك، لكن ما هو برجك؟

الدلو، أكيد أنا لا اؤمن بالابراج، لكن علم الفلك علم 100%  ويعلّم في الجامعات وهو كناية عن رصد حركة الكواكب وامور اخرى في الكون. لكن الابراج ليست قسماً من علم الفلك، بل هي خارج علم الفلك كلياً.

 الرئيس ميتران كان يستشير مدام Soleil

 وهذه الحركة أليس لها تأثير على البشر؟

حتى الآن ليس لدينا أي معطيات علمية تشير الى أي تأثير لأي كوكب على البشر مباشرةً، باستثناء ما نعرفه عن تأثيرات الشمس والقمر. لكن القمر لا يؤثر على مزاج البشر ونفسياتهم وشخصياتهم، كما يحدث مثلاً عندما يكون مكتملاً . فهناك اعتقادات انه في هذه المرحلة من مراحله، تزيد الاضطرابات النفسية لدى الناس والمرضى، ولكن الأبحاث أثبتت عدم صحة هذا الاعتقاد. هناك ادعاءات كثيرة في هذا المجال، ما نعرفه أن القمر يسبب المد والجزر في البحر، وان البلدان الضبابية تؤثر قليلاً على المزاج، وهذا سطحي في نفسية الانسان، إذ ان كل انسان يشعر في بداية الخريف بنوع من الحزن، لأن الشمس تعطي الحيوية للانسان،  أما تأثير المريخ او زحل على حياة الانسان، فليس هناك أي دليل علمي على ذلك.

اذا عدنا الى تاريخ الابراج أي منذ نحو 5000 سنة، فهو انبثق من عقل خرافي. كان الناس قديماً يعبدون الشمس والقمر والأفلاك والبرق والرعد، وفي هذا الجو ولد معتقد الابراج. وكان الملوك قديماً يستشيرون ما يسمونهم علماء الفلك، والى اليوم ما زال الكثيرون يستشيرونهم، والمعروف عن الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران انه كان يستشير السيدة اليزابيت تيسييه المعروفة بمدام Soleil.

IMG_0039

هل تستمع الى التوقعات التي تنشط مع بداية كل سنة؟

عندما تسمح لي الفرصة، لأنها من ضمن اهتماماتي، مع الأسف أحزن كثيراً عندما أرى التلفزيون يطابق الأحداث على التوقعات.

ما هو رأيك بفيلم 2012، وما تنبأ به نوستراداموس ؟

كما كل أفلام الخيال العلمي، فيلم 2012 ليس الأول عن هواجس نهاية العالم. هناك طبعاً أخطار تهدد الأرض، ولكن ليس هناك اي خطر قريب يهدد بإنهاء الحياة كما نعرفها على كوكبنا.

الدين لم يعطِ كلمته في هذا المجال ولا يريد، والدليل أنه لا في الإنجيل ولا في القرآن ولا  في أي كتاب ديني حددت تواريخ النهاية لنا. العلم هو الطرف الاكثر قدرة على توقع نهاية العالم. فالأخطار التي تتهددنا اليوم ناتجة عن التدهور البيئي، وما نعيشه من حولنا من ذوبان الثلوج القطبية، والفيضانات والزلازل  والتصحر وغيرها من الآثار المدمرة.

أما بالنسبة الى توقعات نوستراداموس فهي مبهمة وليس فيها تواريخ، وهناك أبيات شعر ألصقوها به وهو لم يقلها.

هل تؤمن برسائل العذراء ؟

من خلال أيماني الشخصي، أؤمن بظهورات مريم العذراء. الكنيسة لا تعطي كلمتها بسهولة حول هذه الظاهرة وهي تدرسها بدقة يسوع لم يحدد الساعة، لا يعرفها الا أبي في السموات، وهو يطلب منا أن نكون حاضرين.

 المعرفة تنقذ … والجهل يدمر

 ما هي كلمتك للقراء؟

أحب أن يكون للناس حشرية للمعرفة لأنها تنقذهم من مشاكل عديدة، وتعطيهم بعداً جديداً لحياتهم. أنصحهم باللجوء اليها حتى يكون لديهم أجوبة على أسئلتهم.”

كيف وجدت مجلة المروج؟ وما هي كلمتك في ختام هذا اللقاء؟

أهنئكم على هذه المجلة، فهي تخاطب القلب والعقل.

سميرة اوشانا

(مجلة المروج)

 

اقرأ الآن