YOUTUBE
Twitter
Facebook

عيد الصعود وذكرى عروسة الصعود (كالو- د . سولاقا)

بتاريخ /2021/5/13م يصادف عيد صعود السيد المسيح الى السماء يوم الخميس من كل عام بعد عيد القيامة ب 40 يوماً، وذكرى عروسة الصعود (كالو – د . سولاقا ) في اليوم من نفسه من كل عام … ألا وهي ذكرى تاريخية وقومية موروثة من الآباء والأجداد الى الأبناء والأحفاد منذ عهد مالك شليطه من نهاية القرن الثالث عشر ميلادي في بلاد العجم أو الفرس – إيران اليوم . إلى تاريخ المشؤوم يوم/23 شباط 2015 لقرى الخابور في الجزيرة السوريا – الحسكة …

ففي يوم الأربعاء من كل عام وقبل صلاة العصر. كان شبان القرى الآشورية على ضفاف نهر الخابور يزخرفون دلواً متوسط الحجم بورود ربيع الخابور بحلته الربيعية الجميلة بحقوله وبساتينه الحضراء ويضعون فيه ماءW وأحجاراً بحجم الجوز أو أصغر بقليل يلملمونهم من شاطىء النهر معدودين على عدد عائلات القرية مع قبضة من الازهار والورود داخل الدلو ويضعونها في الكنيسة عند صلاة العصر وفي صباح يوم الخميس يذهبون الصبية الى الكنيسة لتناول القربان المقدس، وبعدئذ يجتمعون في باحتها ومعهم السطل المزخرف.

بالورود، ومن ثم تأتي الأمهات بطفلة جميلة لا تتجاوز السابعة من ربيعها ترتدي ثوب العروس كانت تبدو مثل اليمامة البيضاء، ويطوفون شوارع القرية مع عروسة الصعود بالأغاني الشعبية الموروثة، وبعدئذ يزورون عائلات القرية بيتاً،بيتاً بالأغاني والزغاريد حتى آخر مطاف … وكلما زاروا منزلاً. تهدي العروس حجراً صغيراً لربة المنزل من داخل الدلو كرمزٍ موروث وهي تحتفظ بالهدية الرمزية ، وبعدئذ ترش العروس المنزل بالماء لينال البركة. كما أن ربة المنزل تهدي لها ما يتوفر لديها قليلاً من

أرز  اوسكر أو السمن البلدي أوالدقيق  او ماشابه ذلك من المونة، وهكذا حتى آخر بيت من بيوت القرية، وبعد ذلك يذهبون الصبية مع عروسة الصعود ( كالو .د. سولاقا) مع أمهاتهم وذويهم الى البساتين. هناك تقام الدبكات والرقص والغناء بمشاركة الامهات والآباء بأفراحهم ومسراتهم، وهنا يتطوع بعض الأمهات للخبز على التنور وبعضهن بطهي الطعام من ( بوشالا وكردو  ومرتوخا  ودوخوا  وهريسا  ورِيا) من مواد المهداة من ربات المنزل للعروس ( كالو – د- سولاقا) وكانت أجواء الفرح والطرب تستمر حتى ما قبل الغروب

ما معنى ذكرى عروسة الصعود(كالو . د . سولاقا) الذي يصادف يوم الخميس لعيد صعود السيد المسيح الى السماء من كل عام؟ ومن أين جاءت تسمية عروسة الصعود(كالو.د.سولاقا) ؟!

يقول المؤرخ والباحث الدكتور : منشي أميرا في كتابه تاريخ آشور ( تشعيتا . د . آتور 3500ق.م- 1940م)

ما يلي:  “في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي عندما اجتاح السفاح المغولي التتري  تيمور ( تامر المغولي) بلاد العجم الفرس ( ايران الحالي) . طلب من بطريرك كنيسة الشرق أن يعقد قران زواج له من فتاة مسيحية يريدها، وذلك حسب طقس الكنيسة الآشورية الشرقية. لكن البطريرك رفض ذلك وقال له : كيف أعقد قران زواج من فتاة مسيحية وأنت سفاح البشرية ؟

قال له المغولي: قسماً وعظماً إني سأمحي اسم الآشوري من أرض العجم. عندما سمع (مالك شليطه) كل ما جرى من حديث بينهما قال: إنني سأقاوم ذلك السفاح المجرم  حيث قام بحملة التطوع من الشباب الآشوريين لصد هجومه. حينئذ تطوعت 40 ألف من الفتيات الآشوريات في الحملة مع الشباب وطلبن من مالك شليطه قائد الحملة. الخندق الأول والخندق الثاني من خلفهن للشباب حفاظاً على سلامتهم من رصاص وقذائف ورماح العدو. وليكن الطعن في صدورهن أولاً ، وتطوعت زوجة مالك شليطه وابنتها البالغة 18 ربيعاً  ولبست ثوب العروس وصعدت الى المعركة بالزغاريد والأهازيج وقالوا (عروس صعدت – كالو سقلا) . أما المتطوعات منهن تقاتلن في الخندق الاول ومنهن يسعفن الجرحى ومنهن يقدمن الطعام ساخناً وشهياً للمقاتلات والمقاتلين من( كِردو  وبوشالا  ومرتوخا وهريسا  ودوخوا  ورِيا) ..

ففي صباح يوم الخميس لعيد الصعود المجيد والمعركة في رحاها … (بتر ساق السفاح تيمور أو تامر المغولي بسيف مالك شليطه) وتقهقر مهزوماً بلا عودة، وبعدئذ لقب ( بتامر لانك) وكلمة Lank كلمة آشورية بمعنى الأعرج .

وفي المعركة استشهدت زوجة مالك شليطة وابنتها عروسة صعدت ( كالو سقلا) مع الشهيدات والشهداء الخالدين في يوم عيد صعود المجيد وسميت بعروسة الصعود. بدلاً من عروسة صعدت.

كما أن الأحجار الصغيرة المهداة من عروسة الصعود لربات البيوت من داخل السطل المزخرف كانت ترمز الى الرصاص والسهام ورماح العدو في صدور المقاتلات والمقاتلين . أما الأغاني والزغاريد والطهي في يوم الخميس من كل عام . عيد الصعود وذكرى عروسة الصعود (كالو . د. سولاقا) عادة موروثة من الآباء والأمهات إلى الأبناء وأحفاد الآشوريين منذ عهد مالك شليطة في نهاية القرن الثالث عشر .الميلادي الى التاريخ المشؤوم 2015م لقرى الخابور الآشورية في الجزيرة السورية – الحسكة. أما عيد صعود المجيد وذكرى عروسة الصعود(كالو .د. سولاقا) عيدان مقدسان لدى الآشوريين قوميا ودينيا .

 

كتابة: منشي عسكرو

 

 

 

اقرأ الآن