YOUTUBE
Twitter
Facebook

المشاركون في الحوار يتوسطون عمار والجردلي

يسارع الشبان والشابات اليوم، الى البدء بشرب الكحول وفيما هم لا يزالون على مقاعد الدراسة، لا بل ويتفاخرون بنوعية وكمية المشروبات الروحية التي يتناولونها في السهرات والمطاعم أو حتى في البيت بين الأصدقاء والأهل. فقد أشارت البراهين العلمية التي جمعها مركز ترشيد السياسات الصحية (K2P Center) في كلية العلوم الصحية وفريق عمل الحدّ من مضار الكحول  (Alcohol Harm Reduction Group)في الجامعة الأميركية في بيروت  (AUB)، من عدّة دراسات محليّة وعالمية، أنّ الشباب في لبنان أصبحوا يشربون الكحول بشكل كبير ومتكرّر وليس فقط في المناسبات. وفي الواقع، أشارت دراسة أجريت سنة 2011 إلى أنّ 1 من بين كل 4 طلاب (13-15 عاماً) في لبنان، ذكروا أنّهم تناولوا مشروباً واحداً من الكحول على الأقل خلال الشهر الماضي، وذكر 87% منهم أنّهم جربوا أول مشروب روحي لهم في حياتهم قبل بلوغهم سن ال 14، في حين أنّ دراسة أخرى أجريت عام 2005، أظهرت أنّ 1 من بين 5 تلاميذ (في الصفوف المتوسّطة) ذكروا أنهم عانوا، على الأقلّ، ضررًا واحدًا من مضار شرب الكحول كالصّداع، والغثيان، إضافةً الى الوقوع في مشاكل مع الأهل أو الأصدقاء نتيجة الثمالة.

وبهذا الصّدد، سارع مركز K2P الى جانب د. ليليان غندور، الباحثة الرئيسية في فريق عمل الحدّ من مضار الكحول، الى تنظيم حلقة حوار السياسات ,(K2P Policy Dialogue) مع نخبة من أصحاب القرار والشركاء والمجتمع المدني، لمحاولة الوصول الى حلّ علميّ من شأنه أن يحمي المراهقين والشباب من مخاطر الشرب المبكر للكحول.

وشارك في الحوار كل من مدير عام وزارة الصحة العامّة الدكتور وليد عمّار، ومدير عام وزارة السياحة ندى سردوك، ومدير عام وزارة الشباب والرياضة زيد خيامي، ممثلًا بمدير مصلحة الشباب جوزيف سعدالله، ورئيس هيئة إدارة السير في لبنان هدى سلّوم ممثلةً بمدير مركز التحكّم المروري المهندس جان دبغي، ورئيس شعبة المرور في قوى الأمن الداخلي العقيد جهاد الأسمر، بالإضافة الى ممثلّين عن كل وزارة الصحة، وزارة الإقتصاد والتجارة، وزارة المالية، وزارة الشؤون الإجتماعية، منظّمة الصحة العالمية، بالإضافة الى ممثلين عن جمعيات غير حكومية لبنانية وإقليمية، مناصرين للقضية، ومختصّين في الشأن القانوني الصحّي، وباحثين وتلاميذ.

وقبل انعقاد الحوار، اطّلع كلٌّ من المدعوّوين على الموجز المعرفي للسّياسات الصحية (K2P Policy Brief)، وهو مستند يجمع أفضل البراهين العلمية وأجددها، ويمكّن المتحاورين من المشاركة بطريقة منهجية وعلمية. وافتتح مدير مركز K2P ومدير الحوار البروفيسور فادي الجردلي، الجلسة لاستنباط آراء أصحاب الشّأن حول المشكلة والعوامل الكامنة. ثمّ شرح الجردلي عنصرين إثنين، لمقاربة مشكلة الحدّ من الشّرب المبكر وأضرار تناول الكحول عند الشباب في لبنان وهي:  تنفيذ برامج على مستوى المدرسة والأسرة والمجتمع المحلي، ووضع وتنفيذ سياسات عامة على المستوى الوطني للحدّ من أضرار المشروبات الكحولية  كتنظيم توافر المشروبات الكحولية، والحدّ من القدرة على شرائها وتنظيم الممارسات الإعلانية والتسويقية لها، إضافة الى الحدّ من القيادة تحت تأثير الكحول.

وفيما تشهد الدول الأكثر تقدماً انخفاضاً في معدلات تناول طلاب الصفوف المتوسطة للمشروبات الكحولية، وذلك للمحافظة على صحّتهم وأمنهم، يشهد لبنان معدلات تناول طلاب الصفوف المتوسطة (السابع إلى التاسع) لمشروب كحولي واحدٍ على الأقل خلال الشهر الماضي ارتفاعاً بنسبة 40% بين عامي 2005 و2011. إنطلاقًا من هذا، ناقش المتحاورون مختلف الجوانب التي ممكن أن تعيق التطبيق العملي للحلّ كما وضعوا معاً الخطوات المستقبلية التي من شأنها أن تحمي الشبان والشابات في لبنان من أضرار التناول المبكر للكحول.

اقرأ الآن