YOUTUBE
Twitter
Facebook

EkelSheribNeyim (1)(1)

على الرغم من انني من أنصار الحرية المسؤولة،

وعلى الرغم من أنني ضد الرقابة بل مع الرقابة الذاتية،

وعلى الرغم من أنني مدمنة على الفن السابع وكل ما له علاقة بالفن،

ولأن الفن ولا سيما السينما هو مرآة للوطن،

لهذا، ولأسبابٍ عدة، بات ضرورياً وبإلحاح أن تتحرك وزارة الثقافة وتقوم بعملها الذي يبدو أنها أهملته.

أنا لست مع الذين يقولون “حتى هوليوود تقدم أعمالاً رديئة” لماذا تهاجموننا ولا تهاجمون أفلامهم، لأن هوليوود تقدم الآف الافلام خلال السنة الواحدة فلا بأس اذا لم تنل جميعها الجوائز التقديرية.

السينما ليست لعبة، بل هي مسؤولية وعلى المنتج أن يتحمّل وزرها، وهي مرآة الوطن والمجتمع، ليس مسموحاً أن تبق وزارة الثقافة شاهد زور على أعمالٍ لا تليق أن تعرض على الشاشة الكبيرة وتقدم للمشاهد اللبناني.

فالافلام الهزيلة والمسيئة للمجتمع والتي تستخف بعقل المشاهد ولا تحمل أي قيمة فنية لا يجب أن تعرض في دور السينما لانها بذلك تسيء الى الاعمال الجيدة وتنحرها.

ان تكاثر الاعمال الهابطة في السنوات الاخيرة انعكس سلباً على الاعمال الجيدة التي يقدمها المحترفون.

شهدت بداية سنة 2017 حتى اليوم ثلاثة أفلام ناجحة وهي “ورقة بيضا” و “اسمعي” ومؤخراً  “محبس” لكن، نتيجة الاعمال السيئة التي بدأت تعرض وتتوالى في الاعوام الاخيرة  وآخرها فيلم “آكل، شارب، نايم” أصبحت تشكل خطراً على الاعمال ذات قيمة فنية وبذلك تسيء الى السينمائيين الجيدين فيصابون بالاحباط الفكري. وتصاب اعمالهم بالهزيمة من ناحية المشاهدة او الرايتنغ.

EkelSheribNeyim (13)

“آكل، شارب نايم” الذي افتتح الاسبوع الماضي في صالات VOX CINEMAS CITY CENTER  بحضور أبطال العمل وبعض المشاركين في العمل وعدد من الصحافيين ووجوه اجتماعية وفنية، وهو من انتاج شركة    Falcon Films لصاحبها صبحي سنان  و كتابة وإخراج عبد الله صفير وبإدارة المنتج المنفذ رائد سنان، وبطولة حسين مقدّم  وجوانا كركي وزياد عيتاني وختام اللحام وماريو باسيل وسلطان ديب  الذي أقول عنه دائماً (هذا الممثل النجم كيف ما ينزت بيجي واقف، ما يعني أنه يجيد لعب الادوار بكل تنوعها بمهنية عالية) ومشاركة الممثل القدير بيار داغر الذي يتميّز باطلالةٍ فريدة ومميزة وأنا معجبة به ومتعجبة بمشاركته.

هل كان يعلم بيار داغر أن التنفيذ سيكون بهذا الشكل؟ هذه المشاركة اعتبرتها غلطة عمر الفنان بيار داغر الذي أحبه وأقدره كثيراً.

قد تكون فكرة العمل جديدة وظريفة لكن التنفيذ كان هزيلاً ومملاً ولا يستحق وضعه في خانة “الافلام السينمائية” من حيث الشكل والمضمون الذي يمس مباشرة بكرامة المرأة والاستخفاف بها وبعقلها وبمشاعرها وبمكانتها  لا بل تحجيمها ووضعها في خانةٍ واحدة لا تليق بأي امرأة إن كانت اماً تربي الاجيال أو شقيقة أو ربة عمل أو ربة أسرة أو صديقة  ( لا سيما أن الفيلم عرض في فترة يحتفل به العالم بيوم المرأة العالمي) وقد مثلت هذا الدور “ماري لو”  التي بدت بمظهر غير مقبول  لا سيما في مشهد وهي تقبل وتحضن “بوكسر اللعبة ابو العبد”. معبرةً عن فرحها بتمضية ليلة حميمة مع الشاب الذي تريد في حين هي أمضته مع لعبةٍ كرتونية. (هذا ما يسمى

EkelSheribNeyim (9)بالاستخفاف والتحقير)

يحكي هذا الفيلم الذي أعتبرته شخصياً “مهزلة” هزيلة قصّة شاب يدعى  ‎زياد (حسن المقداد) يعيش مع والدته حياةً بسيطة، في شقة ورثها عن والده الذي توفي باكراً.  فيجد نفسه مجبراً على العمل، ليستقر في شركة تسليفات رغماً عنه.  وهو الذي يحلم بأن يكون ممثلاً كوميدياً “موهبة ورثها عن والده”  فيستغنم غياب والدته عن المنزل بعد ذهابها لامضاء فترة لدى شقيقتها،  ليركّز على كتابة مشهد كوميدي والمشاركة في مسابقة فنية، إلا أنه يكتشف أنه  ليس وحده في المنزل، بل هو برفقة دمية كرتونية “أبو العبد” التي تركها له والده، وهي دمية تتكلم وتمشي وتطلب خدمات كأي شخصٍ عادي لديها حاجاتها الشخصية، أو على الاصح كأي رجل.

EkelSheribNeyim (4)

وهنا تبدأ العلاقة بين  زياد واللعبة بمشاكل لا تخل من بعض الفكاهة الهزلية  إلا أنها  تتطور لتصبح علاقة وطيدة لن يعكرها الا دخول عصابة الساحر مستر وايت “بيار داغر”  لمعرفة سر أبو العبد.

فيلم لا يقدم شيئاً للسينما اللبنانية بل يعيدها الى زمن “السينما الرديئة”.

والاستعانة بأسماء ممثلين قديرين ومعروفين لم ينقذ العمل.

 

سميرة اوشانا

 

 

اقرأ الآن